..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2 Empty كتاب: مطية السالك حقيقة العهد ـ الباب الأول فـي حقيقة العهد والتلقين وكيفيتهما ـ الشيخ محمّداحمد الطاهر الحامدي ـ 2

    مُساهمة من طرف Admin 20/10/2020, 14:01

    الثالثــة:

    قال فى شمس التحقيق: اعلم أن القوم قد استعملوا الخرقة والحزام وعلم الراية ولهم في ذلك ملحظ يخلصهم ، ومشرب يخصصهم .. اهـ.

    وله فى ذلك كتابة لطيفة هذا لفظها:

    (بسم الله الرحمن الرحيم)

    الحمد لله الذي أطلع أحبابه على مطويات الحكم، وفكّ لهم طلاسم الخفيات فى القدم، وخصهم بجواهر الرموز والإشارات، وتجاوز بهم برازخ الرسوم وظواهر العبارات، فوقفوا على الحقيقة فى الحقيقة .. وأبرزوا في الكون كل أعجوبة ودقيقة، فهم أدلاء الهدى وإن خفيت مداركهم، وهم نجوم الاهتداء وإن بطنت مسالكهم، والصلاة والسلام على عين عيون الحقيقة وعلى آله وأصحابه ما عدى سالك مفاوز السير في الطريقة...

    أما بعد ،،،

    فاعلموا إخوانى فى الله – سقانى الله وإياكم كأس قربه ورضاه – أن مما اصطلح عليه أشياخنا – رضي الله عنهم – شد الحزام لمن رقوه إلى الكمال، وأعلوه إلى حضرات القرب والاتصال، لإشارات تدق عن الأفهام و تعزب عن مدارك أكثر الأنام. فمنها الإشارة إلى أن السالك كان قبل ذلك غير مشدد عليه، ولا معتنى به ولا ملتفت إليه، فلما دخل تلك الحضرات صارت حسناته السالفة تعد هنا من السيئات، فليشدد نطاق التبصر، وليكن في غاية التحفظ والتدبر.

    ومنها الإشارة إلى صعوبة هذا المقام، وأنه محل لا تثبت فيه إلا أقدام الأعلام ، فليشمر صاحبه عن ساعد جده وليتمنطق بنطاق جهده.

    ومنها الإشارة إلى أن الداخل في هذا الباب يتحمل أعباء الإمدادات الإلهية ليلقيها على أرباب الإرادات بالقسمة المرضية .. والإمدادات ناشئة عن تجليات جلالية وجمالية، والواحد من الجلالية يدك الجبال، ويمزق الأوصال فكيف من حمل تلك الأوصاف ولم يحجبه عنها كثيف ولا شفاف؟ فليكل حوله إلى مولاه، وليتمنطق بنطاق التجائة إلى الله.

    ومنها الإشارة إلى أن من حمل هذه الأثقال، وكلف بهذه الأعباء والأحمال تعظم في هذه الدار نوائبه، وتكثر فيها ملماته ومصائبه، فإنه يتألم بتألم كل مريد، ويتوجع بتوجع كل قريب منهم وبعيد .. فقد وقع لبعضهم أنه اعترته حال تشبه النزع ولم يتقدمها مرض، ثم أفاق بعد ذلك .. فظهر أن أحد أتباعه كان محتضرًا في هذا الوقت فأحست الروح بتألمه .. فمن دخل فى هذا المجال فليتمنطق بنطاق الصبر وتحمل الأثقال.

    تكفى اللبيب إشارة مرموزة وسواه يدعى بالنداء العالى

    هذا وقد استحسن رموزهم أهل التحقيق والتدقيق، واستنفذ كنوزهم أرباب السعادة والتوفيق. قال المحقق الأمير: واستنفس([35]) واعلم أن الخرقة وعلم الراية والحزام ونحو ذلك ليست هي المقصود الأصلى من الطريق بل مدار أصل الطريق مجاهدة النفس وإلزامها بالشريعة والسنة المحمدية في الباطن والظاهر كما قدمنا أولا.

    ولذلك لما سئل الإمام مالك – رضي الله عنه – عن علم الباطن قال للسائل: اعمل بعلم الظاهر يورثك الله علم الباطن. لكن مستند القوم أن جهاد النفس هو الجهاد الأكبر، وقد ورد تعميم النبى (صلى الله عليه وسلم) لبعض أصحابه في الجهاد، وعقد اللواء له، واغتفاره إنشاد الشعر والتبختر بين الصفين كما قال: " إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموضع "([36]). وجعل الشعار فى القوم ليجتمع بعضهم على بعض. فكذلك القوم تبركوا بلباس الخرقة، وإنما الأعمال بنياتها، ونشروا الأعلام واغتفروا هز الجسم في الذكر والإنشاد إعانة على المجاهدة، وليجتمع بخرقتهم أصحاب طريقتهم الذين هم يتعاونون بحال واحد من غير معصية ولا بغض لغير حرفتهم، بل على حد ما قيل:

    تنادمنى بمثل لسان حالى تريحنى وأطرب من قريب

    انتهى كلامه – رضى الله عنه – ،،،

    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد برزخ التجلى ومجمع التملى وعلى آله وصحبه وسلم. انتهت.

    قال الشعرانى في مدارج السالكين: وقد رأيت فى بعض الكتب أن أصل هذه الخرقة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخرج له جبريل صندوقا ففتحه فإذا فيه خرق خضر وحمر وسود .. فقال ما هذا يا جبريل قال: هذه خرق ستكون لخواص أمتك. ورأيت هذا الحديث متصل السند من صاحب الكتاب الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ثم قال: ورواه البزار أيضا بإسناد لا بأس به ، والله أعلم. اهـ.

    لكن .. قال شيخنا : هذا متكلم فيه، نعم .. قد أوصل فى المدارج سنده في الخرقة من شيخه سيدى محمد الشناوى اللابس لها من يد شيخ الإسلام زكريا الأنصارى إلى أويس القرني، وفيه أنه لبسها من يد عمر وعلى – رضى الله عنهما – بأمر النبى لهما بذلك، وأنهما – رضى الله عنهما – لبساها من يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وهو عليه الصلاة والسلام لبسها من يد جبريل فى بعض الإسراءات السماوية، وجبريل عليه السلام لبسها بأمر الحق جل وعلا .. قال: وهذا مجمع عليه بين أهل هذه الطريقة .. فما ذكره ابن خلدون فى مقدمة تاريخه من أنه لا أصل لرفع سند الخرقة إلى على – رضى الله عنه – وأنه – كرم الله وجهه – برىء من ذلك، وأنه لم يختص من بين الصحابة بتخلية ولا طريقة في لباس ولا حال، وأن الصحابة كلهم أسوة في الدين والزهد والمجاهدة، لم يختص أحد منهم في الدين بشىء يؤثر عنه، مردود، وفيه من القدح فى أئمة الدين العارفين ما لا يخفى. وقد كان (صلى الله عليه وسلم) يخص من شاء من أصحابه بما شاء من العلوم والطرائق كما خص حذيفة – رضى الله عنه – بعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.. أفاده في سعود المطالع.

    لكن قال الزرقانى في مختصر المقاصد: لبس الخرقة المشهور بين الصوفية باطل لا أصل له، نص عليه جمع من الحفاظ حتى ممن لبسها اقتداء بالسادة الصوفية، وألف الجلال السيوطى مؤلفا أسماه "إتحاف الفرقة برفو
    الخرقة "([37]) لكن غاية ما فيه إثبات أن الحسن البصرى سمع من على فى الجملة وليس فيه إثبات أن عليا ألبس الحسن، ولا أن المصطفى ألبس عليا الخرقة على الصورة المتعارفة بينهم ..اهـ .

    ثم الكلام إنما هو فى أصل السند، فأما لبسها لأهلها من أهلها فهو معروف لا ينكر، فلكل قوم شعار، ولكل شعار وقار، وقد نصوا على جواز تمييزهم فى الحياة وبعد الممات. وأما لغيرهم فلا يجوز، قال الصاوى فى شرح الصلوات: قال بعض العارفين: إن خرقة القوم لأهلها نور وزينة ولغيرهم سماجة وظلمة .. بل يدخل في الوعيد فى قوله تعالى: (لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

    وأما قول بعض العارفين :

    فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح

    فالمراد التشبه في العمل ومجاهدة النفس .. اهـ.

    الرابعة:

    ينبغي للشيخ أن يذكر للمريد نسبه عند التلقين لئلا يجهل المريد آباءه فينتسب إلى غير أبيه فيدخل في قوله (صلى الله عليه وسلم):" لعن الله من انتسب إلى غير أبيه "([38]) .. وقد درج السلف الصالح كلهم على تعليم المريدين آداب أبائهم ومعرفة أنسابهم، وأجمعوا كلهم على أن من لم يصح له نسب القوم فهو لقيط لا أب له فى الطريق ولا يجوز له التصدر والجلوس لإرشاد المريدين .. ومعرفة النسب الروحاني أوكد من معرفة النسب الجسماني .. قال ابن الفارض:

    نسب أقرب في شرع الهوى بيننا من نسب من أبوى

    وذلك لأن الروح ألصق بك فكان أبوها بذلك أحق بأن تنتسب إليه دون أب الجسم.. لذلك كان بره أحتم وطاعته ألزم كما قيل:

    أقدم أستاذى على فضــــل والدي وإن نالني من والدي العــز والشـــرف

    فهذا مربى الروح والروح جوهر وذاك مربى الجسم والجسم من صدف

    وقد ورد: المرء ابن دينه.

    وها أنذا أذكر هذا النسب فإن ذكره للرحمة أعظم سبب .. فأقول: قد تلقن الفقير عن إمام عصره، وهمام دهره، بركة الوقت، كامل النعت، مشيد أركان الطريقة، مجدد أسرار الحقيقة، مربى المريدين، مربى ربوة الدين، وارث الشمس الحفناوى أبى المعارف سيدي أحمد بن شرقاوي، متع الله الكون بوجوده، وسقاه من غيث كرمه وجوده .. وقد تلقنت عنه – حفظه الله – مرتين : المرة الأولى في بلدتنا وكانت في شهر الله المحرم افتتاح سنة خمس وثمانين بعد المائتين والألف .. والثانية في شهر الله المحرم أيضا افتتاح سنة ثلاث وتسعين وكانت فى الروضة الشريفة بين القبر والمنبر.

    ثم إن هذا الأستاذ قد أخذ عن العارف بالله تعالى سيدي أحمد الخضيرى الطهطائى.. قال أستأذنا فى شمس التحقيق: أقمت مدة طويلة وكنت فيها متى ذكر الأستاذ أو مر في فكرى أشرقت في قلبي أنواره، وارتسمت في لوح لبى أطواره ولم يزل هذا الأمر في ازدياد مبتهجًا به السر والفؤاد، إلى أن رأيت في بعض الليالى والأيام حضرته عليه الصلاة والسلام وقد أمرنى بالإرشاد، وأن أنشر طريق السداد .. فانتبهت وقد أخذنى أشد العجب إذ لم يكن لي في ذلك تشوف ولا طلب.

    فإنه لم يحصل لي صحيح الترقي المعلوم على أستاذ، ولا التدريج الموسوم على ملاذ، فمكثت هنيهة في حيرة وإذا زعيم التوجه إلى الأستاذ قد قادني، وسائق العناية إليه قد ساقني .. فعلمت أنه أبو الروح، وأنه منبع الترقي والفتوح، فانجذبت بكليتي إليه، وسرت لأظفر بما لديه .. وكان معي من الإخوان من تدل على الله عبارته، وتعتبر في طريق القوم إشارته .. فمازلنا سائرين حتى دخلنا بلدة طهطا، أتاح الله لها كل خير، وأماط عنها كل أذى وضير .. فسألنا عن حضرته فقيل لنا ذهب إلى صلاة الجمعة بالمسجد الفلاني .. فلما دخلنا من باب المسجد فإذا الأستاذ جالس كأنه كوكب متوقد، فجلسنا خلفه وجلين من الرد، فزعين من خشية الصد، لأنه – رضي الله عنه – كان مشهورا برد أكثر الواردين عليه، ومنع أكثر الطالبين لما لديه، فصرت أقدم رجلا وأؤخر أخرى وكلما تقدمت لطلب المراد رجعت القهقرى .. ثم ارتكبت الخطر وطلبت ذلك منه فأجابنى – رضى الله عنه – بطلاقة وجهه البسيم، وعطف علينا عطف الوالد الرحيم، ولقننا واحدًا بعد واحد، وعلينا تلوح أنوار تلك المشاهد.

    ومما حصل للفقير أنى بعد أن أجلسنى بين يديه، ورمق فىّ بعينيه، ثم غمضهما وشرع فى الذكر بالمد المعلوم، صرت كأني أعالج غمرات الموت، وكدت لا أجيبه من شدة هذه الغمرات وهول تلك السكرات. ثم قواني الحق تعالى – وله الفضل والمنة – فأجبته – رضى الله عنه – بصوت رقيق جدًا لا يكاد يسمع. ومن ذلك الوقت فتح الأستاذ الباب ولم يرد طارقا لتلك الأبواب، وانتشرت طريقته في البلاد ، وانتفع الحاضر منها والباد .. ثم لما تم المقصود، رجعنا بالهنا والسرور وتمام النجح وكمال الحبور.

    ثم بينما أنا أتكرر عليه، وأتردد طمعًا فيما لديه، إذ أمرني بمفاتيح الطريق، ودرجنى في الأسماء السبعة المعلومة .. وفى الاسم الرابع حصلت عجائب وظهرت غرائب ينبغي كتمانها .. ثم في أثناء التدريج أمرني بالإرشاد فاعتذرت إليه بأنى ناقص الدرجة لا أطيق ذلك، فشدد علىّ فى الطلب وقال: لابد من ذلك وبشرنى ببشارة نسأل الله تحققها.

    ثم بعد أن تم التدرج فى الأسماء أمر بإعمال وليمة فى داره وجمع فيها مجلسًا حافلا من العلماء والأشراف وأهل الطريق وتلا عليهم الإجازة إعلاما بأنى قد صرت خليفته. ولم يزل عنا راضيًا – رضى الله عنه – حتى أنه أمر فى حياته بعض خواص أتباعه أن ينتقل منه إلىّ، وأن يحول فى سيره علىّ.

    واعلم أن هذا كله باعتبار الظاهر .. وأما باعتبار الحقيقة ونفس الأمر فقد سرت إلى ربى سيرين: سيرًا على يد العناية ليس لأحد فيه مدخل إلا الواسطة العظمى وهذا هو الذى به تربية الإخوان، وعليه المعول والتكلان، وسيرًا على يد الأشياخ وهذا هو الذى حصل مستوفيًا للشروط على يد هذا الأستاذ- رضى الله عنه-.

    ثم إن هذا الإمام المذكور والعلم المشهور قد اخذ هذه الطريقة عن العارف بالله سيدى أحمد السكرى، وهو عن أبى البركات ومهبط النفحات القطب الدردير، وهو عن علم هذه الطريقة ومعدن السلوك والحقيقة، شمس دين الله تعالى سيدى محمد الحفناوى، وهو عن العارف بالله سيدى مصطفى البكرى الصديقى، وهو عن الشيخ عبد اللطيف الخلوتى الحلبى، وهو عن العارف بالله تعالى مصطفى أفندى الأدرنوى، وهو عن الشيخ قراباشا على أفندى واشتهرت الطريقة به، وهو عن الشيخ اسماعيل الجرومى، وهو عن السيد عمر الفؤادى، وهو عن محى الدين القسطموني، وهو عن الشيخ شعبان أفندى القسطموني، وهو عن خير الدين التوقادى، وهو عن حلبى السلطان الأقسدائى – الشهير بجمال الخلوتى – وهو عن محمد بن بهاء الدين الأرزنجانى، وهو عن سيدى يحى الباكوبى وهو عن صدر الدين الخبائى وهو عن الحاج عز الدين، وهو عن محمد ميرام الخلوتى، وهو عن عمر الخلوتى – وهو الذى انبلجت الطريقة على يديه – وهو عن أبى محمد الخلوتى، وهو عن إبراهيم الزاهد التكلانى، وهو عن سيدى جمال الدين التبريزى، وهو عن شهاب الدين محمد الشيرازى، وهو عن ركن الدين محمد النجاشى، وهو عن قطب الدين الأابهرى، وهو عن أبى النجيب السهروردى، وهو عن عمر البكرى، وهو عن وجيه الدين القاضى، وهو عن محمد البكرى، وهو عن محمد الدينورى، وهو عن ممشاد الدينورى، وهو عن سيد الطائفة أبى القاسم الجنيد بن محمد البغدادى، وهو عن السرىّ السقطى، وهو عن معروف الكرخى، وهو عن داود بن نصير الطائى، وهو عن حبيب العجمى، وهو عن الحسن البصرى، وهو عن الإمام على بن أبى طالب – كرم الله وجهه – وهو عن سيد الكائنات (صلى الله عليه وسلم) ، وهو عن جبريل عليه السلام، وهو عن رب العزة جل جلاله وتقدست أسماؤه.

    اللهم أنظمنا فى عقد هذا الفريق، واسقنا من رحيقه كئوس التحقيق، وأتمم لنا أنوار السعادة، واختم لنا بالحسنى وزيادة، إنك على كل شىء قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله على سيدنا محمد نور الوجود، وروح الشهود، وبحر الورود، وأوج الصعود وعلى آله وصحبه.. اهـ. بحروفه.

    وأقول متمثلا بقول القائل:

    لى سادة من عزهم أقدامهم فوق الجباه

    إن لم أكن منهم فلى فى حبهم عز وجاه

    ويقول الآخر:

    إذا بملوك الأرض قوم تشرفوا فلى شـرف منكم أجـل وأشــرف

    كفى شرفًا أنى مضاف إليكــم وأنى بكم أدعى وأرعى وأعرف

    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


    [24] - يعنى مدح العهد والمبايعة.

    [25] - عن أنس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم ثم يبعثون رائدهم إلى السماء إلى رب العزة سبحانه ، فيقولون : ياربنا و هو أعلم أتينا عبادا من الصالحين من عبادك يعظمون آلاءك و يتلون كتابك و يصلون على نبيك و يسألونك لآخرتهم و دنياهم فيقول : ربنا تعالى : عنشوهم رحمتى هم القوم لايشقى بهم جليسهم. لهذا الحديث أصل أصيل أخرجه البخارى و مسلم مطولا من حديث أبى هريرة.مسلم (17/294- 7015)(روضة المحدثين)

    [26] - 139- المرء مع من أحب حديث أنس: أخرجه ابن أبى شيبة (7/503 ، رقم 37561) ، وأحمد (3/104 ، رقم 12032) ، والبخارى (5/2283 ، رقم 5819) ، ومسلم (4/2032 ، رقم 2639)، وأبو داود (4/333 ، رقم 5127) ، والترمذى (4/595 ، رقم 2385) وقال : صحيح . وأخرجه أيضا : عبد بن حميد (ص 377 ، رقم 1265)، وأبو يعلى (5/270 ، رقم 2888)، وابن حبان (1/308 ، رقم 105) ، والطبرانى فى الأوسط (7/267 ، رقم 7465)، وفى الصغير (1/109 ، رقم 154). حديث عبد الله بن مسعود : أخرجه البخارى (5/2283 ، رقم 5816) ، ومسلم (4/2034 ، رقم 2640). وأخرجه أيضا : الطبرانى (10/12 ، رقم 9781). حديث أبى ذر: أخرجه أيضا: الدارمى (2/414 ، رقم 2787).حديث جابر: أخرجه عبد بن حميد (ص 321 ، رقم 1054). وأخرجه أيضا: الحارث كما فى بغية الباحث (2/990 ، رقم 1106). حديث أبى موسى: أخرجه أحمد (4/395 ، رقم 19544)، والبخارى (5/2283 ، رقم 5818). وأخرجه أيضا: ابن حبان (2/316 ، رقم 557)، والطبرانى فى الأوسط (6/91 ، رقم 5893).-140- المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت أخرجه الترمذى (4/595، رقم 2385) وقال: صحيح.-( 139/الكبير للسيوطى)

    [27] - بالتلقين أى تلقى العهد.

    [28] - أى يتجه بهمته إلى شيخه.

    [29]- أخرجه أحمد (4/124، رقم 17162) والبزار (7/156 ، رقم 2717) ، والطبرانى (7/289 ، رقم 7163) . وأخرجه أيضا : الطبرانى فى الشاميين (2/157 ، رقم 1103) (138/الكبير للسيوطى)

    [30]- ويبين ذلك أن أفضل الذكر: لا إله إلا الله، كما رواه الترمذي وابن أبي الدنيا، وغيرهما مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالSad أفضل الذكر : لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء : الحمد لله ) ، وفي الموطأ ـ وغيره ـ عن طلحة بن عبد الله بن كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم قالSad أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير )(العبودية لابن تيمية).

    [31]- حدثنى زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « لا تقوم الساعة حتى لا يقال فى الأرض الله الله »."392 صحيح مسلم – باب ذهاب الإيمان آخر الزمان" - لا تقوم الساعة حتى لا يقال فى الأرض الله الله وحتى تمر المرأة بقطعة النعل فتقول قد كان لهذه رجل مرة وحتى يكون الرجل قيم خمسين امرأة وحتى تمطر السماء ولا تنبت الأرض (أبو يعلى ، والحاكم عن أنس) أخرجه أبو يعلى (6/235 ، رقم 3527) ، قال الهيثمى (7/330) : رجاله ثقات . والحاكم (4/540 ، رقم 8513) وقال : هذا حديث على شرط مسلم . وللحديث أطراف أخرى منها : ((إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم) )(873 الكبير للسيوطى).



    [32] - 8884 - إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها (أحمد ، والبخارى ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذى ، والنسائى ، وابن ماجه عن عائشة) أخرجه أحمد (6/162، رقم 25336)، والبخارى (6/2491، رقم 6406)، ومسلم (3/1315 ، رقم 1688)، وأبو داود (4/132، رقم 4373)، والترمذى (4/37، رقم 1430)، والنسائى (8/73 ، رقم 4899) ، وابن ماجه (2/851، رقم 2547).(حامع الأحاديث للسيوطى)

    [33] - مثل سجود الملائكة لآدم ليس سجود تعظيم لأدم وإنما هو سجود لمن خلق آدم وهو الله سبحانه وتعالى.

    [34] - 361) اللهم اهد قريشًا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علمًا اللهم كما أذقتهم عذابًا فأذقهم نوالاً (الخطيب ، وابن عساكر عن أبى هريرة) أخرجه الخطيب (2/61)، وابن عساكر (51/326) . - 545) لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما اللهم إنك أذقت أولها عذابا ووبالا فأذق آخرها نوالا (الطيالسى ، والبيهقى فى المعرفة عن ابن مسعود) أخرجه الطيالسى (ص 39 ، رقم 309) . وأخرجه أيضًا : ابن أبى عاصم (2/641 ، رقم 1540).(الجامع الكبير للسيوطى)

    [35] - علم قدرها ونفاستها.

    [36] - خبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا أبو العباس هو الأصم ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدثنا يونس ، عن ابن إسحاق ، قال : فلما أخذ أبو دجانة السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عصابته الحمراء فعصبها برأسه ، فجعل يتبختر بين الصفين . قال ابن إسحاق : فحدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم مولى عمر بن الخطاب ، عن معاوية بن معبد بن كعب بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين رأى أبا دجانة يتبختر 0 الحديث ..)(دلائل النبوة للبيهقى ج 3 ص248).

    [37] - قال السيوطي في إتحاف الفرقة بوصل الخرقة قال محمد ابن الحسن الصيرفي شيخ شيوخنا : هذا نص صريح في سماع الحسن من على رضى الله عنه . ورجاله ثقات حوثرة وثقة ابن حبان وعقبة وثقة أحمد وابن معين .- (قلت فعلم ان سند التلقين ولبس الخرقة كان السلف يتناولونها فيما بينهم من غير ثبوت من طريق المحدثين إحسانا للظن بسلفهم حتى جاء الحافظ ابن حجر والجلال السيوطى ومن وافقهم فصححوا سماع الحسن من على رضى الله عنه وأوصلوا السند بهما فلا تستغرب يا أخى توقف بعض المحدثين في اتصال السند بلبس الخرقة فإنه معذور في ذلك لعسر استخراج ذلك من كتب المحدثين على غالب الصوفية فرحم الله الحافظ بن حجر والجلال السيوطى في تبينهم اتصال السند بذلك)( بنصه.. الأنوار القدسية).

    [38] - 4279) من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (ابن ماجه عن ابن عباس) أخرجه ابن ماجه (2/870 ، رقم 2609) . قال البوصيرى (3/117) : هذا إسناد فيه مقال(الكبير للسيوطى)

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 12:27