كتاب الله أكبر – الفقرة : 03 - من حدود الذات إلى رحاب الكون
1993-04-28
العبادات الشعائرية، ومنها الحج، وسائل ينتظر أن ينعقد خلالها اتصال بين هذا الإنسان، الحادث الفاني، المحدود، الصغير ؛ وبين الأصل، المطلق، الأزلي، الباقي، الذي صدر عنه هذا الوجود، وعندها ينطلق الإنسان من حدود ذاته الصغيرة، إلى رحابة الكون الكبير ؛ ومن حدود قوته الهزيلة، إلى عظمة الطاقات الكونية، ومن حدود عمره القصير، إلى امتداد الآباد، التي لا يعلمها إلا الله.
هذا الاتصال لا ينعقد إلا بشرط أن يكون الإنسان ملتزماً بالمنهج التعبدي، فيما بينه وبين الله، وبالمنهج التعاملي، والأخلاقي، فيما بينه وبين الخلق.
هذا الاتصال هو جوهر الدين، فالصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين.
المتصل بالله طاهر السريرة مستنير البصيرة
فمن ثمار هذا الاتصال أنه يطهر الإنسان من عوامل انحطاطه، وشقائه " الصلاة طهور "، وأنه ينور قلب المتصل بنور علوي، يريه حقائق الأشياء، فلا ينخدع بصورها " الصلاة نور " وأنه يسعد المتصل سعادة، تنبع من ذاته، فالمتصل بالله، طاهر السرير، مستنير البصيرة، منغمس في سعادة، لا تستطيع سبائك الذهب اللامعة، ولا سياط الجلادين اللاذعة، أن تصرفه عنها.
هذا الاتصال يتفاوت كماً ونوعاً، وأمداً، من عبادة إلى أخرى.
ففي الصلاة يشحن المصلي شحنة روحية، تطهره، وتنوره، وتسعده إلى الصلاة التي تليها.
لكن فريضة الجمعة، وخطبتها، ينبغي أن تشحنه شحنة، أكبر وأطول، ينبغي أن تشحنه إلى الجمعة التي تليها.
أما الصيام فقد أراده الله ثلاثين يوماً، يترك فيها الصائم طعامه وشرابه لتكون الشحنة الروحية كافية لعام كامل.
وأما الحج فهو عبادة تؤدى في العمر مرة واحدة فرضاً، وهو عبادة شعائرية مالية، بدنية، تؤدى في أوقات معلومة، وأمكنة مخصوصة، لذلك تحتاج إلى تفرغ تام من تعلقات الدنيا، كالوطن، والأهل، والأولاد، والعمل ؛ وتفريغ كامل من كل الحجب، والأقنعة التي تبعد النفس عن خالقها، فلا بد للحاج من أن يخلع ثيابه التي تعبر بشكل أو بآخر عن دنياه، ولابد أن يبتعد عن أكثر المباحات التي تشده إلى الدنيا... كل هذا من أجل أن يشحن المؤمن في الحج شحنة روحية كبيرة، تكفي لأن يلتزم بمنهج الله، وأن يقبل عليه، وأن يعمل للدار الآخرة إلى أن يلقى ربه.
1993-04-28
العبادات الشعائرية، ومنها الحج، وسائل ينتظر أن ينعقد خلالها اتصال بين هذا الإنسان، الحادث الفاني، المحدود، الصغير ؛ وبين الأصل، المطلق، الأزلي، الباقي، الذي صدر عنه هذا الوجود، وعندها ينطلق الإنسان من حدود ذاته الصغيرة، إلى رحابة الكون الكبير ؛ ومن حدود قوته الهزيلة، إلى عظمة الطاقات الكونية، ومن حدود عمره القصير، إلى امتداد الآباد، التي لا يعلمها إلا الله.
هذا الاتصال لا ينعقد إلا بشرط أن يكون الإنسان ملتزماً بالمنهج التعبدي، فيما بينه وبين الله، وبالمنهج التعاملي، والأخلاقي، فيما بينه وبين الخلق.
هذا الاتصال هو جوهر الدين، فالصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين.
المتصل بالله طاهر السريرة مستنير البصيرة
فمن ثمار هذا الاتصال أنه يطهر الإنسان من عوامل انحطاطه، وشقائه " الصلاة طهور "، وأنه ينور قلب المتصل بنور علوي، يريه حقائق الأشياء، فلا ينخدع بصورها " الصلاة نور " وأنه يسعد المتصل سعادة، تنبع من ذاته، فالمتصل بالله، طاهر السرير، مستنير البصيرة، منغمس في سعادة، لا تستطيع سبائك الذهب اللامعة، ولا سياط الجلادين اللاذعة، أن تصرفه عنها.
هذا الاتصال يتفاوت كماً ونوعاً، وأمداً، من عبادة إلى أخرى.
ففي الصلاة يشحن المصلي شحنة روحية، تطهره، وتنوره، وتسعده إلى الصلاة التي تليها.
لكن فريضة الجمعة، وخطبتها، ينبغي أن تشحنه شحنة، أكبر وأطول، ينبغي أن تشحنه إلى الجمعة التي تليها.
أما الصيام فقد أراده الله ثلاثين يوماً، يترك فيها الصائم طعامه وشرابه لتكون الشحنة الروحية كافية لعام كامل.
وأما الحج فهو عبادة تؤدى في العمر مرة واحدة فرضاً، وهو عبادة شعائرية مالية، بدنية، تؤدى في أوقات معلومة، وأمكنة مخصوصة، لذلك تحتاج إلى تفرغ تام من تعلقات الدنيا، كالوطن، والأهل، والأولاد، والعمل ؛ وتفريغ كامل من كل الحجب، والأقنعة التي تبعد النفس عن خالقها، فلا بد للحاج من أن يخلع ثيابه التي تعبر بشكل أو بآخر عن دنياه، ولابد أن يبتعد عن أكثر المباحات التي تشده إلى الدنيا... كل هذا من أجل أن يشحن المؤمن في الحج شحنة روحية كبيرة، تكفي لأن يلتزم بمنهج الله، وأن يقبل عليه، وأن يعمل للدار الآخرة إلى أن يلقى ربه.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin