كتاب مقومات التكليف – المقوم الثاني - الفقرة : 2 - مهمة العقل
2005-06-08
إنّ أعقدَ شيءٍ في الكونِ على الإطلاقِ دماغُ الإنسانِ، فهو عاجزٌ عن فهمِ نفسِه، وأكبرُ جهازِ حاسوبٍ في الأرضِ لا يرقى إلى واحدٍ بالمليارِ من طاقاتِ الدماغِ البشريّ، هذا الفكرُ الذي أودعه اللهُ فينا، وهذا الجهازُ الاستشاريُّ الذي وُضِعَ تحت تصرّفِنا لماذا خَلقَه اللهُ لنا ؟ خَلَقه اللهُ لنا كي نعرفَه به، فاستخدمناه لهدفٍ صغيرٍ، كأن تشتريَ حاسوباً خصيصَى لتحليلِ الدمِ، ثم تستخدُمه كطاولةٍ في البيت ؟ أيفعلها عاقلٌ ؟ حينما تستخدمُه كطاولةٍ فقد احتقرتَه، وعطّلتَ كلَّ ميزاته، أما إذا استخدمتَه في مخبرِ تحليلٍ تربحُ به أموالاً كثيرةً.
الله تعالى أعطانا فكرا كي نعرفه ونطيعه
إنّ اللهَ سبحانه وتعالى أعطانا فكراً من أجلِ أنْ نعرفَه، فإنْ عرفناه أطعناه، فسلِمْنا، وسعِدنا في الدنيا والآخرة، والمشكلةُ أنّ الإنسانَ يستخدمُ ذكاءَه وفكْرَه من أجلِ كسبِ المالِ فقط، أو من أجل تثبيتِ مركزِه في مكانٍ أو آخرَ، أو من أجلِ أنْ يصلَ إلى أكبرِ جاهٍ من الدنيا بأقلِّ جهدِ، لكنّ الإنسانَ حينما يستخدمُ ذكاءَه وفكرَه لغيرِ ما خُلِق له يندمُ يومَ القيامةِ أشدَّ الندمِ، هل يُعقَل أنْ تكونَ معك ورقةٌ ماليةٌ قيمتُها ألف مليون ليرة، ثم تستخدمُها كأيّ ورقةٍ عاديةٍ في عمليةٍ حسابيةٍ، ثم تتلفُها، ثم تكتشفُ أنّ هذه الورقةَ كانت ستغنيك إلى نهايةِ العمرِ، وتغني كلَّ أفرادِ أُسرتك ؟ هذا الذي يحصل مع الإنسانِ حين يستخدمُ عقلَه لغيرِ ما خُلِق له.
العقلُ الفطريُّ:
هناك عقلٌ غريزيٌّ، وعقلٌ كسبيٌّ، فالأولُ هو العقلُ الطبيعيّ الفطريّ، والعقلُ الثاني شُحِنَ معلوماتٍ، والإنسانُ محاسبٌ على عقلِه، وعلى فطرتِه، هذا العقلُ كافٍ كي تعرفَ اللهَ، وهذه الفطرةُ كافيةٌ كي تعرفَ خطأَك، فكلُّ إنسانٍ لم تصلْه رسالةٌ يحاسَب على أصولِ الدِّينِ التي يمكنُ أنْ يعرفَها العقلُ، وعلى أصولِ فطرتِه التي يمكن أنْ تكشفَ خطأَه، أمّا تفاصيلُ الدِّين فلا يحاسَبُ عليها.
أمّا الشيءُ الدقيقُ فهو أنّ اللهَ سبحانه تولّى هدايةَ الخَلقِ، قال تعالى:
﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾
[ الليل: 12 ]
وقال:
﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ﴾
[ النحل: الآية 9 ]
أيْ: وعلى اللهِ بيانُ سبيلِ القصدِ، وقال:
﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾
[ الأنفال: الآية 23]
راللهُ عز وجل يتولّى الناسَ كلَّهم بالهدايةِ، والإنسانُ محاسَبٌ على ما أودعَ اللهُ فيه من عقلٍ يعرّفُه باللهِ، ومن فطرةٍ تعرّفه بخطئه،وقد فَسَّرَ بعضُ العلماءِ قولَ اللهِ تعالى:
﴿ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ﴾
[ يس: من الآية 70 ]
أي: مَن كان عاقلاً.
2005-06-08
إنّ أعقدَ شيءٍ في الكونِ على الإطلاقِ دماغُ الإنسانِ، فهو عاجزٌ عن فهمِ نفسِه، وأكبرُ جهازِ حاسوبٍ في الأرضِ لا يرقى إلى واحدٍ بالمليارِ من طاقاتِ الدماغِ البشريّ، هذا الفكرُ الذي أودعه اللهُ فينا، وهذا الجهازُ الاستشاريُّ الذي وُضِعَ تحت تصرّفِنا لماذا خَلقَه اللهُ لنا ؟ خَلَقه اللهُ لنا كي نعرفَه به، فاستخدمناه لهدفٍ صغيرٍ، كأن تشتريَ حاسوباً خصيصَى لتحليلِ الدمِ، ثم تستخدُمه كطاولةٍ في البيت ؟ أيفعلها عاقلٌ ؟ حينما تستخدمُه كطاولةٍ فقد احتقرتَه، وعطّلتَ كلَّ ميزاته، أما إذا استخدمتَه في مخبرِ تحليلٍ تربحُ به أموالاً كثيرةً.
الله تعالى أعطانا فكرا كي نعرفه ونطيعه
إنّ اللهَ سبحانه وتعالى أعطانا فكراً من أجلِ أنْ نعرفَه، فإنْ عرفناه أطعناه، فسلِمْنا، وسعِدنا في الدنيا والآخرة، والمشكلةُ أنّ الإنسانَ يستخدمُ ذكاءَه وفكْرَه من أجلِ كسبِ المالِ فقط، أو من أجل تثبيتِ مركزِه في مكانٍ أو آخرَ، أو من أجلِ أنْ يصلَ إلى أكبرِ جاهٍ من الدنيا بأقلِّ جهدِ، لكنّ الإنسانَ حينما يستخدمُ ذكاءَه وفكرَه لغيرِ ما خُلِق له يندمُ يومَ القيامةِ أشدَّ الندمِ، هل يُعقَل أنْ تكونَ معك ورقةٌ ماليةٌ قيمتُها ألف مليون ليرة، ثم تستخدمُها كأيّ ورقةٍ عاديةٍ في عمليةٍ حسابيةٍ، ثم تتلفُها، ثم تكتشفُ أنّ هذه الورقةَ كانت ستغنيك إلى نهايةِ العمرِ، وتغني كلَّ أفرادِ أُسرتك ؟ هذا الذي يحصل مع الإنسانِ حين يستخدمُ عقلَه لغيرِ ما خُلِق له.
العقلُ الفطريُّ:
هناك عقلٌ غريزيٌّ، وعقلٌ كسبيٌّ، فالأولُ هو العقلُ الطبيعيّ الفطريّ، والعقلُ الثاني شُحِنَ معلوماتٍ، والإنسانُ محاسبٌ على عقلِه، وعلى فطرتِه، هذا العقلُ كافٍ كي تعرفَ اللهَ، وهذه الفطرةُ كافيةٌ كي تعرفَ خطأَك، فكلُّ إنسانٍ لم تصلْه رسالةٌ يحاسَب على أصولِ الدِّينِ التي يمكنُ أنْ يعرفَها العقلُ، وعلى أصولِ فطرتِه التي يمكن أنْ تكشفَ خطأَه، أمّا تفاصيلُ الدِّين فلا يحاسَبُ عليها.
أمّا الشيءُ الدقيقُ فهو أنّ اللهَ سبحانه تولّى هدايةَ الخَلقِ، قال تعالى:
﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾
[ الليل: 12 ]
وقال:
﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ﴾
[ النحل: الآية 9 ]
أيْ: وعلى اللهِ بيانُ سبيلِ القصدِ، وقال:
﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾
[ الأنفال: الآية 23]
راللهُ عز وجل يتولّى الناسَ كلَّهم بالهدايةِ، والإنسانُ محاسَبٌ على ما أودعَ اللهُ فيه من عقلٍ يعرّفُه باللهِ، ومن فطرةٍ تعرّفه بخطئه،وقد فَسَّرَ بعضُ العلماءِ قولَ اللهِ تعالى:
﴿ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ﴾
[ يس: من الآية 70 ]
أي: مَن كان عاقلاً.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin