مراتب النفس عند الصوفية : النفــس الراضيــة - النفــس المرضيــة.
حسن بن أحمد
النفــس الراضيــة
إن سكينة النفس المطمئنة تبقى مشوبة بمعارضة خفية لكل ما لا ينسجم مع حظوظها واختياراتها. فهي وإن كان قد انزاح عنها حجاب التعلق بالطاعات والأعمال (الذي هو حجاب نوراني) عند شهودها الفعل من الله تعالى إلا أن عرق المنازعة لم يسكن فيها سكوتا تاما، إذ لا زال ينبض فيها نبضا خافتا. فهي لا زالت تعترض اعتراضا خفيا وصامتا على إرادة الله في خلقه التي لا تنسجم مع مرادها واختيارها. وإن حقنة إضافية من ذكر الله المأذون من الشيخ المربي تقضى على هذه المعارضة الصامتة والمنازعة الخفية، وذلك عندما تنجلي لها حقيقة الكون من أنه مرآة تجلي الصفات الإلهية الجمالية والجلالية، تشكل الأفعال قنوات لها ومظاهر، فتذعن لمراد الله في خلقه، فتصبح راضية.
ذلك أن الله تعالى أوجد العالم من عدم ليرى صفاته وأسماءه في مرآة خارجية عنه (وفيه) في نفس الوقت. فكان الكون مرآة لصفاته. إن هذه الحقيقة عندما تنجلي للقلب تقضي على المعارضة الصامتة للنفس المطمئنة فتصبح راضية. وإن بصيرة المريد التي تكون قد شحذتها نورانية الذكر تنصرف عن الفعل لتنظر إلى محتواه ومضمونه ومادته. فالأفعال ليست سوى قنوات تمظهر الصفات والأسماء الإلهية.
والقاعدة السلوكية للنفس الراضية هي: " منه إليه به " (تجلي الصفات والأسماء ) حيث تزداد الأنوار الإلهية كما وكيفا. فالله حاضر فيها كغاية للفعل التعبدي ومصدرا له باعتبار أسمائه وصفاته.
إلا أن شعور النفس الراضية بنفسها كعمود تقوم عليه الأسماء والصفات الإلهية يظل قائما.و أخلاق النفس الراضية هي: الرضا والشكر.
النفــس المرضيــة
إن شعور النفس بفنائها الذي يبقى ملازما لها على مستوى النفس الراضية عند حصول تجلي الأسماء والصفات يعتبره ابن عطاء الله آخر قميص داخلي وهمي، إذا خلعه السالك عنه تحقق له التجرد الكامل. فهو آخر معقل تحتجز فيه " النفخة الربانية" والتي تتحرر منه بفناء النفس عن فنائها أي عدم شعورها بفنائها. وهذا لا يتأتى إلا إذا هجمت أنوار الحق الذاتية على قلب العبد لتدك النفس دكا يمحقها ويسحقها. " فيفنى ما لم يكن ويبقى ما لم يزل".( كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما هو عليه كان).يقول ابن عطاء الله تأكيدا لهذا المعنى: " الأكوان ثابتة بإثباته وممحوة بأحدية ذاته".
والقاعدة السلوكية للنفس المرضية هي: " منه إليه به " (به أي بذاته) فكمية الأنوار بلغت أقصاها.
أما صفات النفس المرضية فهي: فناء كل الصفات.
فعلى مستوى النفس المرضية تتدفق أنوار الحق الذاتية على قلب السالك الذي اختفى شعوره بفنائه الذي يعتبر آخر خيط وهمي يشده إلى العالم الخارجي وإلى نفسه (فناء الفناء). وصاحب هذا الحال يكون غريق الربوبية.
يقول ابن عطاء الله في وصف العارف الذي حصل له هذا الحال: " ما العارف الذي إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته، بل العارف من لا إشارة له لفنائه في وجوده وانطوائه في شهوده".
حسن بن أحمد
النفــس الراضيــة
إن سكينة النفس المطمئنة تبقى مشوبة بمعارضة خفية لكل ما لا ينسجم مع حظوظها واختياراتها. فهي وإن كان قد انزاح عنها حجاب التعلق بالطاعات والأعمال (الذي هو حجاب نوراني) عند شهودها الفعل من الله تعالى إلا أن عرق المنازعة لم يسكن فيها سكوتا تاما، إذ لا زال ينبض فيها نبضا خافتا. فهي لا زالت تعترض اعتراضا خفيا وصامتا على إرادة الله في خلقه التي لا تنسجم مع مرادها واختيارها. وإن حقنة إضافية من ذكر الله المأذون من الشيخ المربي تقضى على هذه المعارضة الصامتة والمنازعة الخفية، وذلك عندما تنجلي لها حقيقة الكون من أنه مرآة تجلي الصفات الإلهية الجمالية والجلالية، تشكل الأفعال قنوات لها ومظاهر، فتذعن لمراد الله في خلقه، فتصبح راضية.
ذلك أن الله تعالى أوجد العالم من عدم ليرى صفاته وأسماءه في مرآة خارجية عنه (وفيه) في نفس الوقت. فكان الكون مرآة لصفاته. إن هذه الحقيقة عندما تنجلي للقلب تقضي على المعارضة الصامتة للنفس المطمئنة فتصبح راضية. وإن بصيرة المريد التي تكون قد شحذتها نورانية الذكر تنصرف عن الفعل لتنظر إلى محتواه ومضمونه ومادته. فالأفعال ليست سوى قنوات تمظهر الصفات والأسماء الإلهية.
والقاعدة السلوكية للنفس الراضية هي: " منه إليه به " (تجلي الصفات والأسماء ) حيث تزداد الأنوار الإلهية كما وكيفا. فالله حاضر فيها كغاية للفعل التعبدي ومصدرا له باعتبار أسمائه وصفاته.
إلا أن شعور النفس الراضية بنفسها كعمود تقوم عليه الأسماء والصفات الإلهية يظل قائما.و أخلاق النفس الراضية هي: الرضا والشكر.
النفــس المرضيــة
إن شعور النفس بفنائها الذي يبقى ملازما لها على مستوى النفس الراضية عند حصول تجلي الأسماء والصفات يعتبره ابن عطاء الله آخر قميص داخلي وهمي، إذا خلعه السالك عنه تحقق له التجرد الكامل. فهو آخر معقل تحتجز فيه " النفخة الربانية" والتي تتحرر منه بفناء النفس عن فنائها أي عدم شعورها بفنائها. وهذا لا يتأتى إلا إذا هجمت أنوار الحق الذاتية على قلب العبد لتدك النفس دكا يمحقها ويسحقها. " فيفنى ما لم يكن ويبقى ما لم يزل".( كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما هو عليه كان).يقول ابن عطاء الله تأكيدا لهذا المعنى: " الأكوان ثابتة بإثباته وممحوة بأحدية ذاته".
والقاعدة السلوكية للنفس المرضية هي: " منه إليه به " (به أي بذاته) فكمية الأنوار بلغت أقصاها.
أما صفات النفس المرضية فهي: فناء كل الصفات.
فعلى مستوى النفس المرضية تتدفق أنوار الحق الذاتية على قلب السالك الذي اختفى شعوره بفنائه الذي يعتبر آخر خيط وهمي يشده إلى العالم الخارجي وإلى نفسه (فناء الفناء). وصاحب هذا الحال يكون غريق الربوبية.
يقول ابن عطاء الله في وصف العارف الذي حصل له هذا الحال: " ما العارف الذي إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته، بل العارف من لا إشارة له لفنائه في وجوده وانطوائه في شهوده".
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin