رسائل مولاي العربي الدرقاوي
ونرى أن الطريقة لا بد أن يقوم أمرها بحول الله وقوته، إذ هي مأخوذة عن شيوخنا رضي الله عنهم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سيدنا جبريل عليه السلام عن الله عز وجل، فكل من تَصَدَّرَ لها فإن ذلك بإذن من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والأشياخ رضي الله عنهم كما قال ولي الله تعالى سيدي المرسي رضي الله عنه: "ما تصدّر أستاذ للمريدين إلا بعد أن فاضت عليه الواردات وكان له الإذن من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم" وبركة الإذن وسره به يقوم أمرها ويستقيم حال أهلها، والله أعلم.
ولأجل ما ذكرنا من تعلّق القلب برؤية ذات ربنا، وليس ذلك قط لأحدنا إلا بعد فناء أنفسنا ومحوها واضمحلالها وذهابها وزوالها، قال ولي الله تعالى سيدي أبو المواهب التونسي رضي الله عنه: "الفناء محو واضمحلال، وذهاب عنك وزوال" وكما قال ولي الله تعالى سيدي أبو مدين رضي الله عنه: "من لم يمت لم ير الحق" وكما عند كافة شيوخ الطريقة رضي الله عنهم.
وإياكم أن تعتقدوا أن الأشياءاللطيفة أو الكثيفة هي التي حجبتنا عن ربنا، والله إنما حجبنا عنه الوهم، والوهم باطل، كما قال ولي الله تعالى سيدي ابن عطاء الله رضي الله عنه في حكمه مَا حَجَبَكَ عَنِ اللهِ وُجُودُ مَوْجُودٍ مَعَهُ ، وَلَكِنْ حَجَبَكَ عَنْهُ تَوَهُّمُ مَوْجُودٍ مَعَهُ).
ونرى والله أعلم أن الفناء يحصل إن شاء الله في أقرب مدة بكيفية في ذكر اسم الجلالة {الله}، وقفت عليها عند الشيخ الجليل ولي الله تعالى سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه، في بعض الكتبعند أحد الفقهاء إخواننا بني زروال - أنقذهم الله من كل ضلال -. وعلّمنيها أيضاً أستاذي الشريف المربي أبو الحسن سيدي علي رضي الله عنه -أي سيدي علي الجمل - إلا أنها على وجه آخر أقرب وأصوب، وهي أن نشخِّص حروف الاسم الخمس عند قولنا : الله، الله، الله، ومهما زهقت عن تشخيصها رجعت إلى تشخيصها، ولو زهقت عنها ألف مرة بالليل وألف مرة بالنهار، رجعت إليها ألف مرة بالليل وألف مرة بالنهار، فأنتجت لي هذه الكيفية فكرة عظيمة، إذ كنت عليها في ابتداء أمري ما يزيد على الشهر من الأيام، فكانت تأتيني بعلوم وهبية كثيرة، ولا أشتغل بها قط، إنما أشتغل بذكر الاسم، وبتشخيص حروفه، حتى أتتني بعد شهر بقوله تعالى : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ )[الحديد:3] فأعرضت عن قولها، كما كان شأني معها، واشتغلت بشغلي، فلم تتركني هي، بل تسلطت علي، ولم تقبل إعراضي عن قولها قط، كما كنت لا أقبل عملها ولا أسمعه، لكن لما لم تتركني قلت لها : أما قوله سبحانه : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ) فقد فهمته، وأما قوله : (وَالظَّاهِرُ)، فلم أفهمه، إذ لا نرى ظاهراً إلا المكونات، فقالت لي حينئذ : لو كان المراد بقوله تعالى : (وَالظَّاهِرُ) غير الظاهر الذي تراه لكان ذلك باطناً ولم يكن ظاهراً، وأنا أقول لك : (وَالظَّاهِرُ) فتحققت حينئذ بأن لا موجود إلا الله، وليس في الأكوان إلا إياه، والحمد لله، والشكر لله.
والفناء في ذات ربنا يحصل -إن شاء الله- بالكيفية التي وصفنا في ساعة قريبة، لأن بها بنتج الفكر من الصباح إلى المساء، إن كان العزم قوياًّ، وقد نتج بها فكري بعد شهر من الأيام، والله أعلم.
ولا شك أن الفكر إن حصل لأحد بعد سنة أو سنتين أو ثلاثة، فقد حصل على خير كبير وسر واضح شهير، إذ جاء في الخبر : (تفكر ساعة أفضل من عبادة سبعين سنة)، إذ لا شك أنه قد يرحِّل صاحبه من عالم الكون إلى عالم الصفاء، أو نقول : من حضرة المخلوق إلى حضرة الخالق، والله على ما نقول وكيل.
ونؤكد على كل من رجع من حال الغفلة إلى حال الذكر أن يعلق قلبه برؤية ذات ربه دائماً لتمده بمعانيها، كما هو شأنها مع من له تعلق بها، وأن لا يستغني بالواردات عن الأوراد لئلا يمنعه ذلك من الحصول على المراد، والسلام.
ونرى أن الطريقة لا بد أن يقوم أمرها بحول الله وقوته، إذ هي مأخوذة عن شيوخنا رضي الله عنهم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سيدنا جبريل عليه السلام عن الله عز وجل، فكل من تَصَدَّرَ لها فإن ذلك بإذن من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والأشياخ رضي الله عنهم كما قال ولي الله تعالى سيدي المرسي رضي الله عنه: "ما تصدّر أستاذ للمريدين إلا بعد أن فاضت عليه الواردات وكان له الإذن من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم" وبركة الإذن وسره به يقوم أمرها ويستقيم حال أهلها، والله أعلم.
ولأجل ما ذكرنا من تعلّق القلب برؤية ذات ربنا، وليس ذلك قط لأحدنا إلا بعد فناء أنفسنا ومحوها واضمحلالها وذهابها وزوالها، قال ولي الله تعالى سيدي أبو المواهب التونسي رضي الله عنه: "الفناء محو واضمحلال، وذهاب عنك وزوال" وكما قال ولي الله تعالى سيدي أبو مدين رضي الله عنه: "من لم يمت لم ير الحق" وكما عند كافة شيوخ الطريقة رضي الله عنهم.
وإياكم أن تعتقدوا أن الأشياءاللطيفة أو الكثيفة هي التي حجبتنا عن ربنا، والله إنما حجبنا عنه الوهم، والوهم باطل، كما قال ولي الله تعالى سيدي ابن عطاء الله رضي الله عنه في حكمه مَا حَجَبَكَ عَنِ اللهِ وُجُودُ مَوْجُودٍ مَعَهُ ، وَلَكِنْ حَجَبَكَ عَنْهُ تَوَهُّمُ مَوْجُودٍ مَعَهُ).
ونرى والله أعلم أن الفناء يحصل إن شاء الله في أقرب مدة بكيفية في ذكر اسم الجلالة {الله}، وقفت عليها عند الشيخ الجليل ولي الله تعالى سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه، في بعض الكتبعند أحد الفقهاء إخواننا بني زروال - أنقذهم الله من كل ضلال -. وعلّمنيها أيضاً أستاذي الشريف المربي أبو الحسن سيدي علي رضي الله عنه -أي سيدي علي الجمل - إلا أنها على وجه آخر أقرب وأصوب، وهي أن نشخِّص حروف الاسم الخمس عند قولنا : الله، الله، الله، ومهما زهقت عن تشخيصها رجعت إلى تشخيصها، ولو زهقت عنها ألف مرة بالليل وألف مرة بالنهار، رجعت إليها ألف مرة بالليل وألف مرة بالنهار، فأنتجت لي هذه الكيفية فكرة عظيمة، إذ كنت عليها في ابتداء أمري ما يزيد على الشهر من الأيام، فكانت تأتيني بعلوم وهبية كثيرة، ولا أشتغل بها قط، إنما أشتغل بذكر الاسم، وبتشخيص حروفه، حتى أتتني بعد شهر بقوله تعالى : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ )[الحديد:3] فأعرضت عن قولها، كما كان شأني معها، واشتغلت بشغلي، فلم تتركني هي، بل تسلطت علي، ولم تقبل إعراضي عن قولها قط، كما كنت لا أقبل عملها ولا أسمعه، لكن لما لم تتركني قلت لها : أما قوله سبحانه : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ) فقد فهمته، وأما قوله : (وَالظَّاهِرُ)، فلم أفهمه، إذ لا نرى ظاهراً إلا المكونات، فقالت لي حينئذ : لو كان المراد بقوله تعالى : (وَالظَّاهِرُ) غير الظاهر الذي تراه لكان ذلك باطناً ولم يكن ظاهراً، وأنا أقول لك : (وَالظَّاهِرُ) فتحققت حينئذ بأن لا موجود إلا الله، وليس في الأكوان إلا إياه، والحمد لله، والشكر لله.
والفناء في ذات ربنا يحصل -إن شاء الله- بالكيفية التي وصفنا في ساعة قريبة، لأن بها بنتج الفكر من الصباح إلى المساء، إن كان العزم قوياًّ، وقد نتج بها فكري بعد شهر من الأيام، والله أعلم.
ولا شك أن الفكر إن حصل لأحد بعد سنة أو سنتين أو ثلاثة، فقد حصل على خير كبير وسر واضح شهير، إذ جاء في الخبر : (تفكر ساعة أفضل من عبادة سبعين سنة)، إذ لا شك أنه قد يرحِّل صاحبه من عالم الكون إلى عالم الصفاء، أو نقول : من حضرة المخلوق إلى حضرة الخالق، والله على ما نقول وكيل.
ونؤكد على كل من رجع من حال الغفلة إلى حال الذكر أن يعلق قلبه برؤية ذات ربه دائماً لتمده بمعانيها، كما هو شأنها مع من له تعلق بها، وأن لا يستغني بالواردات عن الأوراد لئلا يمنعه ذلك من الحصول على المراد، والسلام.
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin