عظة الزمن وعبرة الأيام ـ للشيخ شحاته العوجى

عظة الزمن وعبرة الأيام




يقول الله تعالى :- (( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ )) ....


أيها الأحباب : إنى ولله ناصح آمين أعظكم بما أعظ به نفسى :-


العمر يمضى والأيام تنقضى سراعا والزمان لا يقف محايدا ولا يجامل أحدا فهوإما حجة لنا وإما حجة علينا .. سنسأل عن كل ثانية وكل دقيقة وكل عام بكشف حساب فى كتاب لا يغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها !!!! .


(( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) .. (( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا . اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ))..(( وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ))


يا أحبتى لا تضيقوا بنصيحتى ذرعا وأفسحوا لها صدوركم : ليس فى الإسلام احتفال برأس سنة ولا بشجرة ميلاد فاحذرواالتقليد الأعمى وأرضوا ربكم بطاعته وشكره على نعمته واعلموا أن الساعات معدودة والأيام محدودة والأنفاس مرصودة .. وأن العمر ساعة فلنجعله طاعة ... ورحم الله الحسن البصرى حين قال : " ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادى: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة " فإياكم والانسياق وراء الشهوات وقضاء الأوقات فى العبث والمجون وارتكاب المحرمات بحجة الاحتفالات فذلك من عمل الشيطان (( فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )).. لقد خسف الله بقارون وبداره الأرض فى يوم زينته (( فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ )) ..


ليتنا نجعل أيامنا ذكرا لله وشكرا وعظة وعبرة .. اللهم إنى أحتسب ذلك عندك بلاغا عنك وعن رسولك صلى الله عليه وسلم .. فأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها وخير أعمارنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك فيه .