المجلس الثالث والأربعون والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
وقال رضي الله تعالى عنه يوم الأحد بكرة في الرباط حادي عشر شهر رجب سنة خمس وأربعين وخمسمائة :
( یا غلام ) إذا أردت الفلاح فخالف نفسك في موافقة ربك عز وجل ووافقها في طاعته وخالفها في معصيته .
نفسك حجابك عن معرفة الخلق ، والخلق حجابك عن معرفة الخالق عز وجل.
فما دمت مع نفسك لا تعرف الخلق وما دمت مع الخلق لا تعرف الحق عز وجل ، ما دمت مع الدنيا لا تعرف الآخرة وما دمت مع الأخرة لا ترى رب الآخرة .
مالك وملوك لا يجتمعان ، كما لا تجتمع الدنيا والآخرة فهكذا لا يجتمع الخالق والخلق.
النفس أمارة بالسوء هذه جبلتها فبعدكم وكم حتی تأمر بما يأمر به القلب جاهدها في جميع الأحوال ولا تحتج لها بقوله عز وجل : ( فألهمها فجورها وتقواها).
ذوبها بالمجاهدة فإنها إذا ذابت وفنيت اطمأنت إلى القلب ، ثم يطمئن القلب إلى السر ثم يطمئن السر إلى الحق عز وجل فيكون شرب الجميع من هنالك ، إذا تم تذويبك لها تنادي من حيث قلبك ..
(لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).
إنما يجيء هذا الخطاب من الحق عز وجل بعد طهارتها من الأكدار وذوبان شرها وسمن القلب بذكر الحق عز وجل وطاعته إذا لم يحصل لها هذا فلا تطمع في تقريبها مع كدرها وشرها ، كيف يحصل لها القرب من الملك مع عدم الطهارة من الأنجاس قصر أملها وقد أطاعتك إلى ما تريد منها .
عظها بموعظة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وهو قوله :
" إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح فإنك لا تدري ما اسمك غدا" .
أنت أشفق عليها من غيرك وقد ضيعتها فكيف يشفق عليها غيرك ويحفظها .
قوة أملك وحرصك حملاك على تضييعها .
اجتهد في تقصير الأمل وتقليل الحرص وذكر الموت ومراقبة الحق عز وجل والتداوي بأنفاس الصديقين و كلماتهم والذكر الصافي من التكدر في الليل والنهار ، قل لها لك ما كسبتي وعليك ما اكتسبت .
أحد ما يعمل معك ولا يعطيك من عمله شيئا ولا بد من العمل والمجاهدة .
صديقك من نهاك . عدوك من أغواك .
إني أراك عند الخلق لا عند الخالق عز وجل تؤدي حق النفس والخلق وتسقط حق الحق عز وجل تشكر غيره على نعمه .
من أعطاك ما أنت فيه من النعم غيره حتى تشكره وتعبده .
إن كنت تعلم أن ما عندك من النعم من الحق عز وجل فأين شكره ؟
وإن كنت تعلم أنه خلقك فأین عبادته في امتثال أوامره والانتهاء عن نواهيه والصبر على بلائه ؟
جاهد نفسك حتى تهتدي.
قال الله عز وجل : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) .
وقال الله عز وجل : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) .
لا ترخص لها ولا تطعها وقد أفلحت.
لا تتبسم في وجهها وجاوبها عن كل ألف كلمة كلمة .. إلى أن تتهذب وتطمئن وتقنع.
إذا طلبت منك الشهوات واللذات فماطلها وآخرها وقل لها موعدك الجنة .
صبرها على مرارة المنع حتى يجيئها العطاء .
إذا صبرتها وصبرت كان الله عز وجل معها لأنه قال : ( إن الله مع الصابرين).
لا تقبل لها قولا فإنها لا تأمر إلا بالشر .
إن أجبتها فخالفها ففي خلافها صلاح لها .
يامن يدعي إرادة الحق عز وجل وهو واقف مع نفسه كذبت في دعواك .
النفس والحق لا يجتمعان ، الدنيا والآخرة لا يجتمعان .
من وقف مع نفسه فاته الوقوف مع الحق عز وجل .
من وقف مع الدنيا فاته الوقوف مع الآخرة .
قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : " من أحب دنياه أضر بآخرته ، ومن أحب آخرته أضر بدنياه " .
اصبر فإذا تم صبرك تم رضاك.
جاءك فناؤك فيصير الكل عندك طيبا ينقلب الكل شكرا يصير البعد قربا.
يصير الشرك توحيدا فلا ترى من الخلق ضرا ولا نفعا .
لا ترى أضدادا بل تتحد الأبواب والجهات فلا ترى إلا جهة واحدة حالة لا يعقلها كثير من الخلق بل هي لآحاد الأفراد.
من كل ألف ألف إلى انقطاع النفس واحد.
( یا غلام ) اجهد أن تموت ههنا بين يدي الحق عز وجل . اجهتد أن تموت نفسك قبل خروج روحك من بدنك .
موتها بالصبر والمخالفة فعن قریب تحمد عاقبة ذلك صبرك يفنى وجزاؤه لا يفنى.
إني صبرت ورأيت عاقبة الصبر محمودة.
مت ثم أحياني ثم أماتني.
وغبت ثم أوجدني من غيبتي .
هلكت معه ملكت معه .
جاهدت نفسي في ترك الاختيار والإرادة حتى حصل لي ذلك.
فصار القدر يقودني والمنة تنصرني والفعل يحركني والغيرة تعصمني والإرادة تطيعني والسابقة تقدمني والله عز وجل يرفعني .
( ويحك ) تهرب مني وأنا شحنتك احفظها. مكانك عندي وإلا فانت مالك يا جويهل حج إلى أولا ثم حج إلى البيت ثانيا.
أنا باب الكعبة تعالى حتى أعلمك كيف تحج أعلمك خطابا تخاطب به رب الكعبة. سوف ترون إذا انجلى الغبار.
اقعدوا یا سیاس احتموا بي فإني قد أعطيت القوة من الله عز وجل.
القوم يأمرونكم بما يأمركم الله به . وينهونكم عما نهاكم الله عنه .
قد سلم إليهم النصح لكم فهم يؤدون الأمانة في ذلك.
اعملوا في دار الحكمة حتى تصلوا إلى دار القدرة.
الدنيا حكمة والآخرة قدرة.
الحكمة تحتاج إلى أدوات وآلات وأسباب والقدرة لا تحتاج إلى ذلك.
وإنما فعل الحق عز وجل ذلك ليميز دار القدرة من دار الحكمة.
الأخرة فيها تكوين بلا سبب تنطق بها جوارحكم وتشهد عليكم بما عملتم من معاصي الحق عز وجل.
يوم القيامة تنكشف الأستار وتظهر المخبأت إن شئتم أو أبيتم .
لا يدخل أحد من الخلق النار إلا بقلب بارد لارتكاب الحجة عليه اقرؤا كتبكم بالسنة تفكروا فيها ثم توبوا من السيئات واشكروا على الحسنات.
احصروا ?تب المعاصي واضربوا على سطورها بالتوبة .
( یا غلام ) قد تبت على يدي وصحبتني إذا لم تقبل مني ما أقول لك إيش ينفعك ذلك. رغبت في الصورة دون المعنى .
من يريد يصحبني يقبل ما أقول له ويعمل به يدور كيف درت وإلا فلا يصحبني فإنه يخسر أكثر مما يربح.
أنا سماط الهدف وما أحد يأكل مني شيئا .
بابي مفتوح لا يدخله أحد ، إيش أعمل بكم .
كم أقول لكم وأنتم لا تسمعون مني؟
فإني أريد لكم لا لي ؛ إني لا أخافكم ولا أرجوكم ، لا أفرق بين الخراب والعمران ، بين الباقي والميت ؛ بين الغني والفقير ؛ بين الملك والمملوك .
الأمر بيد غيركم ، لما أخرجت حب الدنيا من قلبي صح لي هذا.
كيف يصح لك التوحيد وفي قلبك حب الدنيا .
أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا رأس كل خطيئة ".
ما دمت مبتدئا معتدا طالبا سالكا فحب الدنيا في حقك رأس كل خطيئة.
فإذا انتهى سر قلبك ووصل إلى قرب الحق عز وجل حبب إليك قسمك من الدنيا وبغض إليك قسم غيرك.
يحبب إليك أقسامك حتى تستوفيها تحقيقا لعلمه السابق فيك فتقنع بها .
ولا تلتفت إلى غيرها وقلبك قائم بين يديه يتقلب في الدنيا كتقلب أهل الجنة في الجنة.
فجميع ما يجري عليك من الحق عز وجل محبوبك لأنك تريد بإرادته وتختار باختياره تدور مع قدره وتقطع عن قلبك جميع ما سواه.
تنحي الدنيا والآخرة عنك فيصير تناولك للأقسام وحبك لها به لا بك .
المنافق المرائي المعجب بعمله يديم صيام النهار وقيام الليل ويخشن مأكوله وملبوسه وهو في ظلمة باطنا وظاهرا .
لا يتقدم من قلبه خطوة إلى ربه عز وجل فهو من العاملة الناصبة سريرته ظاهرة عند الصديقين والأولياء والصالحين الواصلين إلى الحق عز وجل.
اليوم يعرفه الخواص من الخلق ، وغدا يعرفه العوام جميعهم .
الخواص إذا رأوه مقتوه بقلوبهم ولكنهم يسترونه بستر الله عز وجل.
لا تزاحم القوم بنفاقك فإنك ما تخلى لا كلام حتى تقطع الزنار وتجدد الإسلام وتتحقق التوبة بقلبك.
وتخرج من بيت طبعك وهواك ووجودك وجلب النفع إليك ودفع الضر عنك.
لا كلام حتى تخرج عنك .. بترك نفسك وهواك وطبعك على الباب .
وتترك قلبك في الدهليز وتترك سرك في المخدع عند الملك .
أسرع إلى الأساس فإذا أحكمته أسرع إلى البناء .
ماء الأساس الفقه في الدين ، فقه القلب لا فقه اللسان ، فقه القلب يقربك إلى الحق عز وجل وفقه اللسان يقربك إلى الخلق وملوكهم .
فقه القلب يتركك في صدر مجلس القرب من الحق عز وجل يصدرك ويرفعك ويقرب خطاك إلى ربك عز وجل .
( ويحك ) تضيع زمانك في طلب العلم ولا تعمل به فأنت على قدم الجهل في هوس تخدم أعداء الحق عز وجل وتشرك بهم وهو غني عنك وعمن أشر?ت به .
لا يقبل منك شريكا .
أما علمت أنك عبد من زمامك بيده ، إن أردت الفلاح فاترك زمام قلبك بيد الحق عز وجل وتوكل عليه حقيقة التوكل.
وأخدمه بظاهرك و باطنك ولا تتهمه فإنه غير متهم هو أعرف منك مصلحتك وهو يعلم وأنت لا تعلم .
عليك بالسكوت بين يديه والخمول والتغمض والإطراق والخرس إلى أن يأتيك الإذن منه بالنطق فتنطق به لا بك.
فيكون نطقك دواء لأمراض القلوب وشفاء للأسرار وضياء للعقول .
اللهم نور قلوبنا ودها عليك وصف أسرارنا وقربها منك .
وقال رضي الله تعالى عنه يوم الأحد بكرة في الرباط حادي عشر شهر رجب سنة خمس وأربعين وخمسمائة :
( یا غلام ) إذا أردت الفلاح فخالف نفسك في موافقة ربك عز وجل ووافقها في طاعته وخالفها في معصيته .
نفسك حجابك عن معرفة الخلق ، والخلق حجابك عن معرفة الخالق عز وجل.
فما دمت مع نفسك لا تعرف الخلق وما دمت مع الخلق لا تعرف الحق عز وجل ، ما دمت مع الدنيا لا تعرف الآخرة وما دمت مع الأخرة لا ترى رب الآخرة .
مالك وملوك لا يجتمعان ، كما لا تجتمع الدنيا والآخرة فهكذا لا يجتمع الخالق والخلق.
النفس أمارة بالسوء هذه جبلتها فبعدكم وكم حتی تأمر بما يأمر به القلب جاهدها في جميع الأحوال ولا تحتج لها بقوله عز وجل : ( فألهمها فجورها وتقواها).
ذوبها بالمجاهدة فإنها إذا ذابت وفنيت اطمأنت إلى القلب ، ثم يطمئن القلب إلى السر ثم يطمئن السر إلى الحق عز وجل فيكون شرب الجميع من هنالك ، إذا تم تذويبك لها تنادي من حيث قلبك ..
(لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).
إنما يجيء هذا الخطاب من الحق عز وجل بعد طهارتها من الأكدار وذوبان شرها وسمن القلب بذكر الحق عز وجل وطاعته إذا لم يحصل لها هذا فلا تطمع في تقريبها مع كدرها وشرها ، كيف يحصل لها القرب من الملك مع عدم الطهارة من الأنجاس قصر أملها وقد أطاعتك إلى ما تريد منها .
عظها بموعظة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وهو قوله :
" إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح فإنك لا تدري ما اسمك غدا" .
أنت أشفق عليها من غيرك وقد ضيعتها فكيف يشفق عليها غيرك ويحفظها .
قوة أملك وحرصك حملاك على تضييعها .
اجتهد في تقصير الأمل وتقليل الحرص وذكر الموت ومراقبة الحق عز وجل والتداوي بأنفاس الصديقين و كلماتهم والذكر الصافي من التكدر في الليل والنهار ، قل لها لك ما كسبتي وعليك ما اكتسبت .
أحد ما يعمل معك ولا يعطيك من عمله شيئا ولا بد من العمل والمجاهدة .
صديقك من نهاك . عدوك من أغواك .
إني أراك عند الخلق لا عند الخالق عز وجل تؤدي حق النفس والخلق وتسقط حق الحق عز وجل تشكر غيره على نعمه .
من أعطاك ما أنت فيه من النعم غيره حتى تشكره وتعبده .
إن كنت تعلم أن ما عندك من النعم من الحق عز وجل فأين شكره ؟
وإن كنت تعلم أنه خلقك فأین عبادته في امتثال أوامره والانتهاء عن نواهيه والصبر على بلائه ؟
جاهد نفسك حتى تهتدي.
قال الله عز وجل : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) .
وقال الله عز وجل : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) .
لا ترخص لها ولا تطعها وقد أفلحت.
لا تتبسم في وجهها وجاوبها عن كل ألف كلمة كلمة .. إلى أن تتهذب وتطمئن وتقنع.
إذا طلبت منك الشهوات واللذات فماطلها وآخرها وقل لها موعدك الجنة .
صبرها على مرارة المنع حتى يجيئها العطاء .
إذا صبرتها وصبرت كان الله عز وجل معها لأنه قال : ( إن الله مع الصابرين).
لا تقبل لها قولا فإنها لا تأمر إلا بالشر .
إن أجبتها فخالفها ففي خلافها صلاح لها .
يامن يدعي إرادة الحق عز وجل وهو واقف مع نفسه كذبت في دعواك .
النفس والحق لا يجتمعان ، الدنيا والآخرة لا يجتمعان .
من وقف مع نفسه فاته الوقوف مع الحق عز وجل .
من وقف مع الدنيا فاته الوقوف مع الآخرة .
قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : " من أحب دنياه أضر بآخرته ، ومن أحب آخرته أضر بدنياه " .
اصبر فإذا تم صبرك تم رضاك.
جاءك فناؤك فيصير الكل عندك طيبا ينقلب الكل شكرا يصير البعد قربا.
يصير الشرك توحيدا فلا ترى من الخلق ضرا ولا نفعا .
لا ترى أضدادا بل تتحد الأبواب والجهات فلا ترى إلا جهة واحدة حالة لا يعقلها كثير من الخلق بل هي لآحاد الأفراد.
من كل ألف ألف إلى انقطاع النفس واحد.
( یا غلام ) اجهد أن تموت ههنا بين يدي الحق عز وجل . اجهتد أن تموت نفسك قبل خروج روحك من بدنك .
موتها بالصبر والمخالفة فعن قریب تحمد عاقبة ذلك صبرك يفنى وجزاؤه لا يفنى.
إني صبرت ورأيت عاقبة الصبر محمودة.
مت ثم أحياني ثم أماتني.
وغبت ثم أوجدني من غيبتي .
هلكت معه ملكت معه .
جاهدت نفسي في ترك الاختيار والإرادة حتى حصل لي ذلك.
فصار القدر يقودني والمنة تنصرني والفعل يحركني والغيرة تعصمني والإرادة تطيعني والسابقة تقدمني والله عز وجل يرفعني .
( ويحك ) تهرب مني وأنا شحنتك احفظها. مكانك عندي وإلا فانت مالك يا جويهل حج إلى أولا ثم حج إلى البيت ثانيا.
أنا باب الكعبة تعالى حتى أعلمك كيف تحج أعلمك خطابا تخاطب به رب الكعبة. سوف ترون إذا انجلى الغبار.
اقعدوا یا سیاس احتموا بي فإني قد أعطيت القوة من الله عز وجل.
القوم يأمرونكم بما يأمركم الله به . وينهونكم عما نهاكم الله عنه .
قد سلم إليهم النصح لكم فهم يؤدون الأمانة في ذلك.
اعملوا في دار الحكمة حتى تصلوا إلى دار القدرة.
الدنيا حكمة والآخرة قدرة.
الحكمة تحتاج إلى أدوات وآلات وأسباب والقدرة لا تحتاج إلى ذلك.
وإنما فعل الحق عز وجل ذلك ليميز دار القدرة من دار الحكمة.
الأخرة فيها تكوين بلا سبب تنطق بها جوارحكم وتشهد عليكم بما عملتم من معاصي الحق عز وجل.
يوم القيامة تنكشف الأستار وتظهر المخبأت إن شئتم أو أبيتم .
لا يدخل أحد من الخلق النار إلا بقلب بارد لارتكاب الحجة عليه اقرؤا كتبكم بالسنة تفكروا فيها ثم توبوا من السيئات واشكروا على الحسنات.
احصروا ?تب المعاصي واضربوا على سطورها بالتوبة .
( یا غلام ) قد تبت على يدي وصحبتني إذا لم تقبل مني ما أقول لك إيش ينفعك ذلك. رغبت في الصورة دون المعنى .
من يريد يصحبني يقبل ما أقول له ويعمل به يدور كيف درت وإلا فلا يصحبني فإنه يخسر أكثر مما يربح.
أنا سماط الهدف وما أحد يأكل مني شيئا .
بابي مفتوح لا يدخله أحد ، إيش أعمل بكم .
كم أقول لكم وأنتم لا تسمعون مني؟
فإني أريد لكم لا لي ؛ إني لا أخافكم ولا أرجوكم ، لا أفرق بين الخراب والعمران ، بين الباقي والميت ؛ بين الغني والفقير ؛ بين الملك والمملوك .
الأمر بيد غيركم ، لما أخرجت حب الدنيا من قلبي صح لي هذا.
كيف يصح لك التوحيد وفي قلبك حب الدنيا .
أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا رأس كل خطيئة ".
ما دمت مبتدئا معتدا طالبا سالكا فحب الدنيا في حقك رأس كل خطيئة.
فإذا انتهى سر قلبك ووصل إلى قرب الحق عز وجل حبب إليك قسمك من الدنيا وبغض إليك قسم غيرك.
يحبب إليك أقسامك حتى تستوفيها تحقيقا لعلمه السابق فيك فتقنع بها .
ولا تلتفت إلى غيرها وقلبك قائم بين يديه يتقلب في الدنيا كتقلب أهل الجنة في الجنة.
فجميع ما يجري عليك من الحق عز وجل محبوبك لأنك تريد بإرادته وتختار باختياره تدور مع قدره وتقطع عن قلبك جميع ما سواه.
تنحي الدنيا والآخرة عنك فيصير تناولك للأقسام وحبك لها به لا بك .
المنافق المرائي المعجب بعمله يديم صيام النهار وقيام الليل ويخشن مأكوله وملبوسه وهو في ظلمة باطنا وظاهرا .
لا يتقدم من قلبه خطوة إلى ربه عز وجل فهو من العاملة الناصبة سريرته ظاهرة عند الصديقين والأولياء والصالحين الواصلين إلى الحق عز وجل.
اليوم يعرفه الخواص من الخلق ، وغدا يعرفه العوام جميعهم .
الخواص إذا رأوه مقتوه بقلوبهم ولكنهم يسترونه بستر الله عز وجل.
لا تزاحم القوم بنفاقك فإنك ما تخلى لا كلام حتى تقطع الزنار وتجدد الإسلام وتتحقق التوبة بقلبك.
وتخرج من بيت طبعك وهواك ووجودك وجلب النفع إليك ودفع الضر عنك.
لا كلام حتى تخرج عنك .. بترك نفسك وهواك وطبعك على الباب .
وتترك قلبك في الدهليز وتترك سرك في المخدع عند الملك .
أسرع إلى الأساس فإذا أحكمته أسرع إلى البناء .
ماء الأساس الفقه في الدين ، فقه القلب لا فقه اللسان ، فقه القلب يقربك إلى الحق عز وجل وفقه اللسان يقربك إلى الخلق وملوكهم .
فقه القلب يتركك في صدر مجلس القرب من الحق عز وجل يصدرك ويرفعك ويقرب خطاك إلى ربك عز وجل .
( ويحك ) تضيع زمانك في طلب العلم ولا تعمل به فأنت على قدم الجهل في هوس تخدم أعداء الحق عز وجل وتشرك بهم وهو غني عنك وعمن أشر?ت به .
لا يقبل منك شريكا .
أما علمت أنك عبد من زمامك بيده ، إن أردت الفلاح فاترك زمام قلبك بيد الحق عز وجل وتوكل عليه حقيقة التوكل.
وأخدمه بظاهرك و باطنك ولا تتهمه فإنه غير متهم هو أعرف منك مصلحتك وهو يعلم وأنت لا تعلم .
عليك بالسكوت بين يديه والخمول والتغمض والإطراق والخرس إلى أن يأتيك الإذن منه بالنطق فتنطق به لا بك.
فيكون نطقك دواء لأمراض القلوب وشفاء للأسرار وضياء للعقول .
اللهم نور قلوبنا ودها عليك وصف أسرارنا وقربها منك .
أمس في 21:08 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الرابعة: قوانين الميراث تفضل الرجال على النساء ـ د.نضير خان
أمس في 21:05 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثالثة: شهادة المرأة لا تساوي سوى نصف رجل ـ د.نضير خان
أمس في 21:02 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثانية: المرأة لا تستطيع الطلاق ـ د.نضير خان
أمس في 20:59 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الأولى: الإسلام يوجه الرجال لضرب زوجاتهم ـ د.نضير خان
أمس في 20:54 من طرف Admin
» كتاب: المرأة في المنظور الإسلامي ـ إعداد لجنة من الباحثين
أمس في 20:05 من طرف Admin
» كتاب: (درة العشاق) محمد صلى الله عليه وسلم ـ الشّاعر غازي الجَمـل
9/11/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: الحب في الله ـ محمد غازي الجمل
9/11/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الأول ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:59 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الثاني ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب : الفتن ـ نعيم بن حماد المروزي
7/11/2024, 09:30 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (1) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:12 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (2) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:10 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (3) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:06 من طرف Admin
» كتاب: تحفة المشتاق: أربعون حديثا في التزكية والأخلاق ـ محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري
19/10/2024, 11:00 من طرف Admin