كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 33 سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر لا تضامون في رؤيته

المجلس الثالث والثلاثون سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر لا تضامون في رؤيته
وقال رضي الله عنه يوم الأحد بكرة في الرباط ثالث عشر من جمادي الآخرة سنة خمس وأربعين وخمسمائة :
من رأى محبا لله عز وجل، فقد رأى من رأى الله عز وجل بقلبه دخل عليه بسره ، ربنا عز وجل شيء موجود مرئي.
قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم :
"سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر لا تضامون في رؤيته ".
يرى اليوم بأعين القلوب وغدا بأعين الرؤوس : "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " .
المحبون له رضوا به دون غيره استعانوا به و اقتصروا عمن سواه.
صارت مرارة الفقر عندهم حلاوة الفقر من الدنيا عندهم والرضا به عندهم ، والتنعيم به عندهم ، غناهم في فقرهم نعيمهم في أسقامهم.
آنسهم في وحشتهم ، وقربهم في بعدهم راحتهم في تعبهم طوبى لكم یاراضين ، یا فانين عن نفوسهم وأهويتهم .
( یا قوم ) وافقوه وارضوا بأفعاله فيكم وفي غيركم لا تتعالوا وتتمعقلوا على من أعقل منكم
قال الله عز وجل : " والله يعلم وأنتم لا تعلمون" .
قفوا بين يدي على أقدام الإفلاس من عقولكم وعلومكم لتنالوا علمه تحيروا ولا تتخيروا .
تحروا فيه حتى يأتيكم العلم به.
التحير أولا
ثم العلم ثانيا
ثم الوصول إلى المعلومات ثالثا.
القصد ثم الوصول إلى المقصود ، الإرادة ثم حصول المراد .
اسمعوا واعملوا فإني أفتل في حبالكم ، أفتل حبالكم الرخوة وأصل المقطع منها ليس لي هم إلا هم?م .
ليس لي غم إلا غمكم ، إني طائر أينا سقطت لقطت ، الشأن فيكم بأحجار مرمية.
یا مقعدين مثقلين يا مقيدين بالنفوس معلقين بالأهوية .