18 ـ صحبة أهل الله لا يوازيها شيء
اعلم يا فقير أن صحبة أهل الله لا يوازيها شيء ولا يعادلها شيء وليس لها قيمة إلا القيام بآداب صحبتهم. فمن تأدّب معهم نال ما يرجو من الخيرات ومن لم يتأدّب لم يكن جزاؤه الرجوع بالحسرات لأنهم كرام والكريم يقبل المعوّج والمستقيم كما لا يخفى، وحاشا من خالطهم أن لا ينال شيئاً منهم، هذا لا يكون. والله ما صاحبهم إلّا كما قال بعض العارفين : "الصحبة لأهل الله كالسفر على ساحل البحر، إن لم تُخرج جواهره لا تخلو من نظافة ثيابك وأعضائك".
وطالما سمعتُ شيخنا مولاي عبد الواحد الدباغ قدس الله سره يحدّث عن شيخه مولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه ويقول : "الرجل ينتسب إلينا ولا ينال شيئاً منا هذا عار علينا، والله إن لم يحسن ظاهره وباطنه فلا بدّ من إصلاح ظاهره". وهذا معنى السفر على البحر الذي لا يعدم صاحبه نظافة أطرافه وثيابه.
وقال أيضاً: "من عرفنا ثلاثة أيام يصلح دينه وتزول الدوسة من دماغه"، إلى غير ذلك.
وقد قال ولي الله سيدي محمد الهبطي دفين فاس رضي الله عنه : "أقل ما يستفيده الإنسان منا معرفة الحق من الباطل، ويا لها من معرفة ما أجلها، ويا لها من صحبة ما أعظمها".
ويكفيك شرفاً أيها الفقير في صحبة هؤلاء أن الإنسان لا يخدع لمن يغرّه من طريق الأحوال والكرامات، فلا يغرّك بعد معرفتهم عالم بعلمه ولا زاهد بزهده ولا صالح بصلاحه، وهذا معنى زوال الدوسة من الدماغ سيما وفي صحبتهم من المزايا ما لا يعلمه إلّا الله سبحانه إذ هم أهله، مع تنزّهه سبحانه عن الأهل.
ولو لم يكن إلّا ما قاله أبو طالب المكّي رضي الله عنه لكان كافياً، ونص ما قال : "وكانت هذه الطائفة من الصوفية لا يصطحبون إلَّا على استواء أربع معان ، لا يترجح بعضها على بعض ، ولا يكون فيها اعتراض من بعض إن أكل أحدهم النهار كله لم يقل له صاحبه صم ، وإن صلَّى الليل أجمع لم يقل له أحد نم بعضه ، وتستوي حالاه عنده ، فلا مزيد لأجل صيامه وقيامه ، ولا نقصان لأجل إفطاره ونومه ، فإذا كان عنده يزيد بالعمل وينتقص بترك العمل ، فالفرقة أسلم للدين".
وهذه الحالة يا فقير لا تجدها محقّقة إلا عند أهل الله الذين تحقّقت عنهم الصحبة لله لا غير، وقد علمت أن ما لله لا يلحقه التغيير بالزيادة والنقصان. وقد قال أبو القاسم الجنيد :"من أراد الله به خيراً أوقعه في صحبة الصوفية". وقال حمدون القصار : "اصحب الصوفية فإنّ للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير وليس للحسَن عندهم كبير موقع يعظّمونك بهّ".
الحاصل يا فقير والله ما خلق الله ناساً إلّا الفقراء ولا آدمي حقيقةً إلّا الفقراء الذين هم أهل الله، فإذا صفا لك الزمان بواحد منهم فعض عليه بالنواجذ وأين هو ذلك الواحد.
ولا شكّ من ذاق حلاوتهم لا يقدر على مفارقتهم كما الأمر معروف ذوقاً عند صاحب المعنى، وأمّا الأبله الغبي فلا كلام معه.
بغية السالك وإرشاد الهالك
اعلم يا فقير أن صحبة أهل الله لا يوازيها شيء ولا يعادلها شيء وليس لها قيمة إلا القيام بآداب صحبتهم. فمن تأدّب معهم نال ما يرجو من الخيرات ومن لم يتأدّب لم يكن جزاؤه الرجوع بالحسرات لأنهم كرام والكريم يقبل المعوّج والمستقيم كما لا يخفى، وحاشا من خالطهم أن لا ينال شيئاً منهم، هذا لا يكون. والله ما صاحبهم إلّا كما قال بعض العارفين : "الصحبة لأهل الله كالسفر على ساحل البحر، إن لم تُخرج جواهره لا تخلو من نظافة ثيابك وأعضائك".
وطالما سمعتُ شيخنا مولاي عبد الواحد الدباغ قدس الله سره يحدّث عن شيخه مولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه ويقول : "الرجل ينتسب إلينا ولا ينال شيئاً منا هذا عار علينا، والله إن لم يحسن ظاهره وباطنه فلا بدّ من إصلاح ظاهره". وهذا معنى السفر على البحر الذي لا يعدم صاحبه نظافة أطرافه وثيابه.
وقال أيضاً: "من عرفنا ثلاثة أيام يصلح دينه وتزول الدوسة من دماغه"، إلى غير ذلك.
وقد قال ولي الله سيدي محمد الهبطي دفين فاس رضي الله عنه : "أقل ما يستفيده الإنسان منا معرفة الحق من الباطل، ويا لها من معرفة ما أجلها، ويا لها من صحبة ما أعظمها".
ويكفيك شرفاً أيها الفقير في صحبة هؤلاء أن الإنسان لا يخدع لمن يغرّه من طريق الأحوال والكرامات، فلا يغرّك بعد معرفتهم عالم بعلمه ولا زاهد بزهده ولا صالح بصلاحه، وهذا معنى زوال الدوسة من الدماغ سيما وفي صحبتهم من المزايا ما لا يعلمه إلّا الله سبحانه إذ هم أهله، مع تنزّهه سبحانه عن الأهل.
ولو لم يكن إلّا ما قاله أبو طالب المكّي رضي الله عنه لكان كافياً، ونص ما قال : "وكانت هذه الطائفة من الصوفية لا يصطحبون إلَّا على استواء أربع معان ، لا يترجح بعضها على بعض ، ولا يكون فيها اعتراض من بعض إن أكل أحدهم النهار كله لم يقل له صاحبه صم ، وإن صلَّى الليل أجمع لم يقل له أحد نم بعضه ، وتستوي حالاه عنده ، فلا مزيد لأجل صيامه وقيامه ، ولا نقصان لأجل إفطاره ونومه ، فإذا كان عنده يزيد بالعمل وينتقص بترك العمل ، فالفرقة أسلم للدين".
وهذه الحالة يا فقير لا تجدها محقّقة إلا عند أهل الله الذين تحقّقت عنهم الصحبة لله لا غير، وقد علمت أن ما لله لا يلحقه التغيير بالزيادة والنقصان. وقد قال أبو القاسم الجنيد :"من أراد الله به خيراً أوقعه في صحبة الصوفية". وقال حمدون القصار : "اصحب الصوفية فإنّ للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير وليس للحسَن عندهم كبير موقع يعظّمونك بهّ".
الحاصل يا فقير والله ما خلق الله ناساً إلّا الفقراء ولا آدمي حقيقةً إلّا الفقراء الذين هم أهل الله، فإذا صفا لك الزمان بواحد منهم فعض عليه بالنواجذ وأين هو ذلك الواحد.
ولا شكّ من ذاق حلاوتهم لا يقدر على مفارقتهم كما الأمر معروف ذوقاً عند صاحب المعنى، وأمّا الأبله الغبي فلا كلام معه.
بغية السالك وإرشاد الهالك
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin