ذكر الله وتحصيل الحضور -11
ب - صيغة الذم : وقد أشرنا إليها في آفة النفاق، إذ أن الله تعالى ذم المنافقين لقلة ذكرهم، مما يفيد أن حتمية الذكر الكثير واردة، يقول ابن رجب الحنبلي معلقا على هذه الآية : (ويشهد لهذا المعنى أن الله وصف المنافقين بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلا، فمن أكثر ذلك باينهم في أوصافهم، ولهذا ختمت سورة المنافقون بالأمر بذكر الله).
ج - صيغة التمايز : ويقصد بها تمايز الذكر عن باقي الأعمال، وأثرنا هذه النقطة للخلط الحاصل بين الذكر وحده كعمل قائم بذاته، وبين القيام بباقي الأعمال المحققة لمعنى جزئي للذكر، ولهذا يقول ابن القيم بأن "جميع الأعمال إنما شرعت لإقامة ذكر الله تعالى، وأن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكر الله" ونريد توضيح هذه الصيغة المفيدة لحتمية الفعل من خلال النصوص التالية :
* قوله تعالى مخاطبا سيدنا موسى عليه السلام : {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه:14] فالصلاة محققة للذكر وليست (كنهه)(1)، قال تعالى : {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}[النساء:103]فلو كانت الصلاة وحدها ذكرا لما أمر الله عز وجل بالذكر بعدها، مما يعطي معنى لهذه الصيغة من خلال هذا النص القرآني.
* قوله تعالى في فريضة الحج : {فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}[الابقرة:200]
فأمر الذكر أثناء الحج دلالة على التمايز.
* قوله تعالى في الجهاد : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[الأنفال:45]. فأوصى الله نعالى بالذكر وأمر به في وقت عسير على المسلم، وهو ملاقاة عدوه، مما يدل على هذه الصيغة أيضا.
* وأخرج الإمام أحمد من حديث سهل بن معاذ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ فَقَالَ : أَيُّ الْجِهَادِ أَعْظَمُ أَجْرًا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : " أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا " ثُمَّ قَالَ : فَأَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : " أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا " ، ثُمَّ ذَكَرَ لَنَا الصَّلَاةَ ، وَالزَّكَاةَ ، وَالْحَجَّ ، وَالصَّدَقَةَ كُلًّا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ بِكُلِّ خَيْرٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَجَلْ ". وقد أخرجه عبد الله بن المبارك وابن أبي الدنيا من وجوه بمعناه وهذا الحديث شامل لصيغة التمايز هاته.
1 - غير واضحة في الكتاب
ب - صيغة الذم : وقد أشرنا إليها في آفة النفاق، إذ أن الله تعالى ذم المنافقين لقلة ذكرهم، مما يفيد أن حتمية الذكر الكثير واردة، يقول ابن رجب الحنبلي معلقا على هذه الآية : (ويشهد لهذا المعنى أن الله وصف المنافقين بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلا، فمن أكثر ذلك باينهم في أوصافهم، ولهذا ختمت سورة المنافقون بالأمر بذكر الله).
ج - صيغة التمايز : ويقصد بها تمايز الذكر عن باقي الأعمال، وأثرنا هذه النقطة للخلط الحاصل بين الذكر وحده كعمل قائم بذاته، وبين القيام بباقي الأعمال المحققة لمعنى جزئي للذكر، ولهذا يقول ابن القيم بأن "جميع الأعمال إنما شرعت لإقامة ذكر الله تعالى، وأن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكر الله" ونريد توضيح هذه الصيغة المفيدة لحتمية الفعل من خلال النصوص التالية :
* قوله تعالى مخاطبا سيدنا موسى عليه السلام : {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه:14] فالصلاة محققة للذكر وليست (كنهه)(1)، قال تعالى : {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}[النساء:103]فلو كانت الصلاة وحدها ذكرا لما أمر الله عز وجل بالذكر بعدها، مما يعطي معنى لهذه الصيغة من خلال هذا النص القرآني.
* قوله تعالى في فريضة الحج : {فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}[الابقرة:200]
فأمر الذكر أثناء الحج دلالة على التمايز.
* قوله تعالى في الجهاد : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[الأنفال:45]. فأوصى الله نعالى بالذكر وأمر به في وقت عسير على المسلم، وهو ملاقاة عدوه، مما يدل على هذه الصيغة أيضا.
* وأخرج الإمام أحمد من حديث سهل بن معاذ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ فَقَالَ : أَيُّ الْجِهَادِ أَعْظَمُ أَجْرًا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : " أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا " ثُمَّ قَالَ : فَأَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : " أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا " ، ثُمَّ ذَكَرَ لَنَا الصَّلَاةَ ، وَالزَّكَاةَ ، وَالْحَجَّ ، وَالصَّدَقَةَ كُلًّا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ بِكُلِّ خَيْرٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَجَلْ ". وقد أخرجه عبد الله بن المبارك وابن أبي الدنيا من وجوه بمعناه وهذا الحديث شامل لصيغة التمايز هاته.
1 - غير واضحة في الكتاب
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin