شرح الحكم الغوثية لسيدي أبي مدين الغوث
(مَنْ نَسبَ لنَفْسِهِ حَالاً أوْ مَقاماً فَهُوَ بَعيدٌ عَنْ طُرُقاتِ المَعارِفِ)
العارف لا ينسب لنفسه حالا ولا مقاما لفنائه عن المقامات والدرجات والأحوال ، مالكة لأهل البداية ، مملوكة لأهل النهاية ، والعارف غني بالله ، وقيل : إنّ العارف من قامت به المعارف ، لا من قام هو بها ، فهي تولت أمره ، وحاله ينبئ عليه بدون أن ينسب شيئا لنفسه ، مشتغلا بتصحيح أحواله مع الله ، قاطع النظر عن الخلق ، لا يتصنع لأحد ، تاركا الحقّ ينوب عنه في شؤونه ، ومن قام بمقام أو حال ، فذلك ليس من نسبته لنفسه لأنّ النفس ذهبت مع الذاهبين . قيل في هذا المعنى :
خلّفت أهلي ونفسي حقّا تركتها وكنت لنور الحقّ بالحقّ سارع
وكلّ ما برز على ألسنة العارفين ، من نسبة الأحوال والمقامات تصريحا أو تلويحا ، راجع للحقّ لا لأنفسهم ، والله مطلّع على أسرارهم ، ولو نسبوا شيئا من ذلك لأنفسهم لسقطوا من عين الله ، وحاشاهم من ذلك فلهذا كان العارف يقول ولا يبالي بما يقول ، لأنّه يتكلّم على لسان الحقّ لا على لسانه ، ومعرب عن ذات الحقّ لا عن ذاته.
وأما سواهم من المحجوبين فهو مرتهن بكلامه ، فلا تقس نفسك عليهم يا من لا تدري مقامهم ، تلك حدود الله .
وحاصل الأمر أن العارِف لا ينسب شيئا لنفسه لغيبته عنها كما تقدّم .
(مَنْ نَسبَ لنَفْسِهِ حَالاً أوْ مَقاماً فَهُوَ بَعيدٌ عَنْ طُرُقاتِ المَعارِفِ)
العارف لا ينسب لنفسه حالا ولا مقاما لفنائه عن المقامات والدرجات والأحوال ، مالكة لأهل البداية ، مملوكة لأهل النهاية ، والعارف غني بالله ، وقيل : إنّ العارف من قامت به المعارف ، لا من قام هو بها ، فهي تولت أمره ، وحاله ينبئ عليه بدون أن ينسب شيئا لنفسه ، مشتغلا بتصحيح أحواله مع الله ، قاطع النظر عن الخلق ، لا يتصنع لأحد ، تاركا الحقّ ينوب عنه في شؤونه ، ومن قام بمقام أو حال ، فذلك ليس من نسبته لنفسه لأنّ النفس ذهبت مع الذاهبين . قيل في هذا المعنى :
خلّفت أهلي ونفسي حقّا تركتها وكنت لنور الحقّ بالحقّ سارع
وكلّ ما برز على ألسنة العارفين ، من نسبة الأحوال والمقامات تصريحا أو تلويحا ، راجع للحقّ لا لأنفسهم ، والله مطلّع على أسرارهم ، ولو نسبوا شيئا من ذلك لأنفسهم لسقطوا من عين الله ، وحاشاهم من ذلك فلهذا كان العارف يقول ولا يبالي بما يقول ، لأنّه يتكلّم على لسان الحقّ لا على لسانه ، ومعرب عن ذات الحقّ لا عن ذاته.
وأما سواهم من المحجوبين فهو مرتهن بكلامه ، فلا تقس نفسك عليهم يا من لا تدري مقامهم ، تلك حدود الله .
وحاصل الأمر أن العارِف لا ينسب شيئا لنفسه لغيبته عنها كما تقدّم .
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin