تفسير قل هو الله أحد
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قل هو الله أحد
الحمد لله الذي تنزه عن الشبيه والنظير وتعالى عن المثيل فقال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}( سورة الشورى/ءاية11)، أحمده على أن ألهمنا العمل بالسنة والكتاب، وأشهد أنْ لا إله الا الله وحده لا شريك له شهادة من يرجو بإخلاصه حسن العقبى والمصير، وينزه خالقه عن التحيز في جهة، وأشهد أنَّ سيدنا محمدا عبده ورسوله الذى نهج سبيل النجاة لمن سلك سبيل مرضاته، وأمر بالتفكر في ءالاء الله ونهى عن التفكر في ذاته، صلى الله عليه وعلى ءاله وأصحابه الذين علا بهم منار الإيمان وارتفع وشيّد الله بهم من قواعد الدين الحنيف، وأخمد بهم كلمة من حاد عن الحق ومال إلى البدع.
أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم، يقول الله تعالى في كتابه العزيز:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}.
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد}: أي الذي لا يقبل التعدد والكثرة لأنه ليس جسما كثيفا ولا جسما لطيفا وليس له شريك في الذات أو الصفات أو الأفعال، فذات الله لا يشبه ذوات المخلوقين، ذات الله أزلي أبدى وذوات المخلوقين حادثة وجدت بعد أن لم تكن وذات الله لا تبلغه تصورات العباد فهو موجود لا كالموجودات ويقال شئ لا كالأشياء.
{اللَّهُ الصَّمَدُ}: أي الذي يفتقر إليه جميع المخلوقات، مع استغنائه عن كل موجود فيقصده العباد عند الشدة بجميع أنواعها، وربنا تبارك وتعالى لا يجتلب بخلقه نفعا لنفسه ولا يدفع بهم عن نفسه ضرا، فنحن من ينتفع بالطاعة ونحن من ينضر بالمعصية، أما الله تعالى فلا ينتفع بطاعة الطائعين ولا ينضر بمعصية العاصين .
قال الله في القرءان الكريم : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين} سورة الذاريات
فالله تعالى خلقنا ليأمرنا بعبادته فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها، وربنا لا يُسأل عما يفعل وأما نحن فنسأل .
وأما قوله تعالى:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} فمعناه نفي للمادية والانحلال وهو أن ينحل منه شئ أو أن يَحُل هو في شئ .
لم يلد يعطي أنه لا ينحل منه شئ ، لا يجوز أن ينفصل منه شئ.
ولم يولد يعطي أنه لاَ يَحُل هو في شئ.
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أنْ لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في الحديث الذى رواه البخارى: "أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرءان في ليلة؟" فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟، فقال: "قل هو الله أحد الله الصمد ثلث القرءان".
وقد ورد أن أحد الصحابة أم في الصلاة فكان يقرأ في كل ركعة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} فذكر ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: يا رسول الله إني أحب هذه السورة قل هو الله أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن حبها أدخلك الجنة. روى هذا الحديث الترمذى وقال حديث حسن.
وذلك لما فيها من عبارات التوحيد وأصول الإيمان وءايات التنزيه، ومعلوم أن العقيدة السليمة هي الأساس والمعتمد لقبول أعمال البر والطاعة، فأول ما ينبغي أن يعتني به ويحافظ عليه عقيدتنا الإسلامية النيرة وذلك بتعلمها وتعليمها وبالتحذير من أصحاب الأهواء والبدع الفاسدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قل هو الله أحد
الحمد لله الذي تنزه عن الشبيه والنظير وتعالى عن المثيل فقال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}( سورة الشورى/ءاية11)، أحمده على أن ألهمنا العمل بالسنة والكتاب، وأشهد أنْ لا إله الا الله وحده لا شريك له شهادة من يرجو بإخلاصه حسن العقبى والمصير، وينزه خالقه عن التحيز في جهة، وأشهد أنَّ سيدنا محمدا عبده ورسوله الذى نهج سبيل النجاة لمن سلك سبيل مرضاته، وأمر بالتفكر في ءالاء الله ونهى عن التفكر في ذاته، صلى الله عليه وعلى ءاله وأصحابه الذين علا بهم منار الإيمان وارتفع وشيّد الله بهم من قواعد الدين الحنيف، وأخمد بهم كلمة من حاد عن الحق ومال إلى البدع.
أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم، يقول الله تعالى في كتابه العزيز:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}.
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد}: أي الذي لا يقبل التعدد والكثرة لأنه ليس جسما كثيفا ولا جسما لطيفا وليس له شريك في الذات أو الصفات أو الأفعال، فذات الله لا يشبه ذوات المخلوقين، ذات الله أزلي أبدى وذوات المخلوقين حادثة وجدت بعد أن لم تكن وذات الله لا تبلغه تصورات العباد فهو موجود لا كالموجودات ويقال شئ لا كالأشياء.
{اللَّهُ الصَّمَدُ}: أي الذي يفتقر إليه جميع المخلوقات، مع استغنائه عن كل موجود فيقصده العباد عند الشدة بجميع أنواعها، وربنا تبارك وتعالى لا يجتلب بخلقه نفعا لنفسه ولا يدفع بهم عن نفسه ضرا، فنحن من ينتفع بالطاعة ونحن من ينضر بالمعصية، أما الله تعالى فلا ينتفع بطاعة الطائعين ولا ينضر بمعصية العاصين .
قال الله في القرءان الكريم : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين} سورة الذاريات
فالله تعالى خلقنا ليأمرنا بعبادته فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها، وربنا لا يُسأل عما يفعل وأما نحن فنسأل .
وأما قوله تعالى:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} فمعناه نفي للمادية والانحلال وهو أن ينحل منه شئ أو أن يَحُل هو في شئ .
لم يلد يعطي أنه لا ينحل منه شئ ، لا يجوز أن ينفصل منه شئ.
ولم يولد يعطي أنه لاَ يَحُل هو في شئ.
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أنْ لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في الحديث الذى رواه البخارى: "أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرءان في ليلة؟" فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟، فقال: "قل هو الله أحد الله الصمد ثلث القرءان".
وقد ورد أن أحد الصحابة أم في الصلاة فكان يقرأ في كل ركعة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} فذكر ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: يا رسول الله إني أحب هذه السورة قل هو الله أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن حبها أدخلك الجنة. روى هذا الحديث الترمذى وقال حديث حسن.
وذلك لما فيها من عبارات التوحيد وأصول الإيمان وءايات التنزيه، ومعلوم أن العقيدة السليمة هي الأساس والمعتمد لقبول أعمال البر والطاعة، فأول ما ينبغي أن يعتني به ويحافظ عليه عقيدتنا الإسلامية النيرة وذلك بتعلمها وتعليمها وبالتحذير من أصحاب الأهواء والبدع الفاسدة.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin