تفسير سورة الفاتحة
قال شيخنا وقدوتنا صاحب العلم النفيس مولانا الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه :
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على مولانا محمد وعلى آله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله
(الحمد لله رب العالمين)
الاسم والمسمى شئ واحد لا يتميز عنه وهماً حقيقة واحدة ، ومن ثم قال الله عز وجل : (وهلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة) فأعاد الضمير على الأسماء والمعروضة المسميات ، لكونها عينها لا غيرها ، وإذا تجلى الحق لا ترى غيره ، فلا ترى هنا أسماء متميزة في ذاتها
وكذلك الخلق فإن الرجل الكاتب والشاعر والخياط والشجاع والكريم والنجار ونحوه إذا أبصرته لا ترى إلا ذاته ، فلا ترى شيئاً من ذلك قائماً بذاته يبصر كما تبصر الألوان ، ولا تبصره لمجرد النظر إليه بذلك الاسم الذي هو الوصف إن لم تكن تبصره في الخارج ، ولا تبصره منه إلا بظهور الأثر فيه فإذا كتب علمت أنه كاتب ، وإذا قال الشعر علمت منه أن شاعر ، وإذا خاط علمت أنه خياط ، وإن قدم على المهالك ولم يخفف السيوف والرماح علمت أنه شجاع ، وإن أعطي علمت أنه كريم ، وإن نحر علمت أنه نجار . وهكذا
إذن فالأسماء والذات حقيقة واحدة ، والمعنى أن الحمد برز باسم الله الذي هو مجمع جميع الأسماء من حيث الرحمن الرحيم ، وذلك أن الله سبحانه وتعالى حمد نفسه بنفسه عنا رحمة بنا لم علم أننا لا نقدر على القيام بحمده كما يليق بجلاله وكماله ، فقام خليفة عنا باسم الوكيل وإذا كان الوكيل قائما بنفسه رحمة بأحد يعلمه أنه لا يعرف أن يقوم بأمر نفسه ولا يدري ما يضره ولا ينفعه كان أبلغ في الاغتناء " أي الاستغناء " بخلاف ما إذا كان يحتاج إلى من يحثه على ذلك سواء كان الموكل أو غيره فإنه دليل على التقصير
هذا وأصحاب المروءات من الخلق يكون الواحد منهم حركته في مكارم الاخلاق من نفسه وباعثه ، كما قيل في بعضهم
أيا جود معن ناج معنا بحاجتى
فليس إلى معن سواك سبيل
فكيف بأكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ؟ وأي سبب لنا حتى أوجدنا ؟ فليت شعري من الطالب له غيره ، فلو عقلنا مع الله في وجودنا كما كنا في عدمنا ، برحمته لنا عن أن نطلب الرحمة لنفوسنا ، وأنه أرحم بنا منا بأنفسنا ، وتوكلنا عليه كما هو الوكيل الذي وكل نفسه لنا قبل أن نكون ، ووكالته لنفسه لا يدخلها خلل ، بخلاف ما إذا كانت الوكالة منا فإنها حقيقة على قدرنا وإذا كان الإنسان يمرض فيأتي بطبيب فيسقه دواء كريها ويكون هو يحسن الظن به أنه ما مراده إلا العافية ، ويبسط له الفراش الطيب إكراماً ، ومع ذلك يعطيه أجره ولا يرى أن مراده أذاه ، فأرحم الراحمين أولى بذلك .
وحقيقة التوكل وسنامه أن يتوكل عليه ليكفيه ولأنه أهل أن يتوكل عليه ، وأنه لا ينازع في ملكه وأعرف بالصالح منه ، وأنه أعلم بجلبه إليه ، ودرء المفاسد عنه ، ومن ثم قال الصديق رضي الله تعالى عنه حين قيل له : ألا ندعو لك طبيباً ؟ قال : الطبيب هو الذي أمرضني ، وهذا ليس من سوء الأدب كما زعم بعضهم ، بل من الفهم عن الله ؛ إذ معناه تمريضي هو عين الطب وهو كذلك ، فإذا كان يطهر بالمرض فيجعله سبباً للجمع به عز وجل فهو الطبيب الذي لا يغادر سقما
إذا عرفت هذا علمت أن الوكيل يتكلم بلسان موكله فيقول : لي على هذا دين مثلاً ، ولي بذلك دين ، فينزل نفسه منزلة موكله ، ولا يحتاج إلى ذكر الموكل فإنه معلوم عند القاضي والخصم أنه وكيل
وبهذا تعلم أن قول بعض المفسرين يقدر قول قبل (الحمد لله رب العالمين) من عدم فهم أن الحق قام باسم الوكيل عنا ، وهذه أسرار بدلية تلوح إن شاء الله لمن فهم عنها ، فهي أكبر النعم على الإطلاق إذ إيجاد العالم كله فرع عن توجهها عليه ، فهي أصل كل مخلوق وكلها منافع لنا في الدنيا والآخرة اللطفي منها والقهري ، أما اللطفي فظاهر ، وأما القهري فلأنه يكون أثره فينا عن الرحمة لنا كقول النبي r : " الحمى حظ كل مؤمن من النار ، وحمى يوم ، كفارة سنة ، ولا يصيب المؤمن من نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلى رفعه الله بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة المظلومون هم المفلحون يوم القيامة)
وأيضاً قد يتوجه قهره على ما يؤذينا فإنه إذا لم يقهر الجوع عنا والعطش والخوف والهم والحزن ونحو ذلك باسمه القهار لا تذهب عنا ، فكل اسم من أسماء القهر ممحض للعذاب وأن أسماء الرحمة متمحضة للرحمة ، مع أن أسماء الرحمة أكثر من أسماء العذاب كما هو مشاهد حتى في المادة الواحدة تجد صيغ تلك أكثر من صيغ هذه
فإن مادة القهر ليس فيها إلا القاهر القهار على صيغة فاعل وفعال ، ومادة الغفر فيها الغافر والغفور والغفار على صيغة فاعل وفعول وفعال
فلتلك اسمان وهذه ثلاثة ، وما كان طائراً بثلاثة أجنحة يسبق ما كان طائرا بجناحين ، لأن الجميع قوى ، وكلها أسماء الله فهي مستوية في القوة ، فقاهر مقابله غافر ، وقهار يقابله غفار ، وبقي غفور معين لأخويه وليس من أسماء الله قهور ، ومن ثم قال الله عز وجل : (سبقت رحمتي غضبي)
(الحمد لله) الألف واللام الداخلة على المبتدأ جنسية تفيد الحصر أي حصر المبتدأ في الخبر كقولهم : الكرم في العرب والشجاعة في قريش ، وفي ذلك تفصيل أشار له الأجهوري بقوله :
بلام جنس عرفا منحصر
في خبرية وفاقا يذكر
فالمعنى حينئذ : أحمد الله بالله على معنى صدوره منه ، أي : لا حامد سواه لعجز الخلائق عن إتيانهم بالحمد على حقيقته ، فإنه لما عجز خلقه عن حمده حمد نفسه بنفسه نيابة منه عنهم ، فحمدنا وإن بلغ ما بلغ ليس بحمد في الحقيقة لقصوره وحصول النيابة عنه بحمد الله
ثم النكتة التي يترتب عليها الحمد بقوله : رب العالمين أي موجد المخلوقات كلها ، ومدرجهم من طور إلى طور حتى يحصل الانتفاع بها كلها في جميع أطوارها لمن خلقت لأجله ، وهو النوع البشري في معنى المحمود عليه ، فإن جميع العالم مخلوق لنا قال تعالى (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه) إلى غير ذلك فكأن التالي يقول أحمد الله بحمده الذي حمد نفسه به ، النائب عما وجب على من الحمد ، الكائن في مقابلة نعمة التي من جملتها هذه العوالم كلها التي خلقت من أجلي ، فأشرفها أولو العلم من الملائكة والجن وغير ذلك ، وكذلك غلب العاقل على غيره فجئ بالجمع مذكرا عاقلاً ، وإلا فالمحمود عليه أولو العلم بمحض فضله وكرمه سبحانه وتعالى فقال بعد حمده
(الرحمن الرحيم) أي : إيجاده لنا وإيجاده ما خلقه لأجلنا إنما هو بمحض رحمته وجوده ، وأتى بالإسمين في صفة المبالغة إشارة إلى أن ما صدر منه ليس هو تمام رحمته وجوده ، بل رحمته كثيرة ، وجوده غزير حتى إن ما علمتوه بالنسبة إلى ما جهلتموه شئ يسير لا نسبة له معها ، كنقرة عصفور من بحر أو أدنى من ذلك ، فدخل فيه جميع الأسماء
ودخل في قوله (مالك يوم الدين) أسماء الجلال والجمال كلها بصدقه على البرزخ وما بعده الذي الدنيا بالنسبة إليه كالرحم إليها ، وهم بالنسبة ليوم القيامة كالرحم إلى الدنيا ، فهناك تتحقق مظاهر أسماء الله تحقيقاً لا يرتاب أحد فيه ، فيبدو سلطان القهر والغلبة على أتم وجه وأكمل حال من كل معاند وجاحد وملاحد ، وسلطان الرحمة والامتنان واللطف لمن آمن بالله ورسوله وسلك سبيله واقتفى أثره دقيقه وجليله (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين)
ثم إنه لما ذكر الحقيقة بالحمد ، ووصف بتلك الصفات العظام التي توجب إقبال العبد على ربه ، وتعينه بالخطاب الذي وجه كما تعين .
قال (إياك نعبد وإياك نستعين) ليكون أدل على الغيبة إلى الشهود وكأن المعلوم صار عياناً ، والمعقول مشاهداً ، والغيبة حضوراً لتناول كلام على ما هو مبديه حال العارف من الذكر والفكر والتأمل في إنشائه ، والنظر في آياته ، والاستدلال بصنائعه على عظيم شأنه وباهر سلطانه ، ثم قضى بما هو منتهى أمره وهو أن يخوض لجة الوصول ويصير من أهل المشاهدة ، فيراه عيناً فيناجيه شفاها ، لملاحظة نفسه في حضرات القدس مشاهداً له الحاضر والأنيس واقفاً بين يديه ضارعاً إلي بالخضوع والالتجاء ، قارعاً باب المناجاة قائلاً يا من هذه شئونه ، وتحصل بالعبادة والاستغاثة على غاية الجمع والإقبال ونهاية التضرع والابتهال ، وهذا هو السر في اختصاص تكرارات الفاتحة في كل ركعة من جميع الصلوات التي هي عبارة عن مناجاة العبد مولاه لكونه يحكم على نفسه في كل ركعة بأنه لا يعبد على حق سواه ، ولا يستعان بمن عداه ، فمتى تعلق قلبه بشئ أو تخيل استعانة لمخلوق فقد نقض العهد الذي أبرم فإن تقديم المعمول يؤذن بالاختصاص ، أي لا نعبد إلا إياك ، ولا نستعين إلا بك ، فنرى كل مصل في الصلاة يعاهد ربه بذلك في كل صلاة ، ومقتضى ذلك من ذوي العقول عدم نقض المواثيق بعدم جميع المنهيات ، والامتثال لجميع ما يستطاع من الأمور المأمورات ، ولذا قال الله تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) لما اشتملت عليه من المواثيق والعهود المتجددة في كل يوم خمس مرات ، وكان عبد الحق الإشبيلي بالجزيرة من أجل علماء وقته ، فرأى النبي عليه الصلاة والسلام وأمره بأن يذهب لأبي مدين ويقرأ عليه سورة الفاتحة فقبل ، ثم لما انتبه تحير كيف يؤمر مثله بالذهاب لرجل لم يقرأ من القرآن إلا شيئاً يسيراً من سورة الملك إلى آخر القرآن ؟ أمثلي يذهب لذلك مع كموني أحفظه كله بجميع رواياته ومعرفة معانيه ؟! فقلت : إن كان له عمل فلنا بعض عمل ، وإن كان يقرأ الشئ اليسير فنحن نقرأ الكثير فما السبب ؟ فجاءه بعض تلاميذه فأخبره ، فقال : اذهب بنا إليه فما أمرك الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك إلا لسر ، فجاء إليه فما دخلا عليه المجلس قال لهما : مرحباً بعبد الحق وصاحبه
ثم قال يا عبد أدن مني وامتثل أمر الرسول عليه الصلاة والسلام فدنا فقرأ حتى " إياك ....... الخ " فقال له : فما بالك تذهب إلى الأمير وتترد عليه ! فجعل يعتذر فقال : لأجل هذا أمرك الرسول عليه الصلاة والسلام بقراءة الفاتحة علينا ، ثم رجع فلما وصل لمحله دخل خلوة واشتغل بالعبادة ، فسأل عنه الأمير فجعل الوشاة يطعنون عليه ويسبونه بأنه تكبر ونظر لعلمه واستنكف عن القدوم إلى الأمير ، وكان إذ ذاك شأن العلم أن يؤتي ولا يأتي فجاءه لخلوته بقصد زيارته بجميع أصحابه وجنده وجنده ، فإنه لما كان يستعين بغير الله أخدمه الله لغيره ، ولما رجع واستعان به أخدم الله له الامير وجنده
ولما أكمل القاضي البيضاوي تفسيره وحمله للأمير على عادة العجم ، ولما كان في أثناء الطريق بالبادية رأى فقيراً صوفياً فاستضافه فأضافه الفقير وأحسن ضيافته ، ثم سأله عن سبب سفره فقال له : إني ألفت كتاباً في التفسير وأردت أن أرفعه للسلطان لأقتبس منه صلة ويحصل له القبول ، فقال الفقير : بم فسرت قوله تعالى : (إياك نعبد وإياك نستعين) ؟ فقال لا أعبد إلا إياك ولا استعين إلا بك ، فقال له الفقير : إن كنت لا تستعين إلا به فماذا تذهب للسلطان ؟ فاعتذر بأن له بنات وأراد تزوجهن فلم يجد ما يزوجهن به ، ثم سرت فيه موعظة الفقير فرجع ففرج الله عليه أمر بناته من حيث لا يحتسب ولا يدري ، ووقع الإقبال على تفسيره دون غيره من التفاسير مع كثرتها جدا
(اهدنا الصراط المستقيم) الذي أنت عليه وذلك لقوله : (إن ربي على صراط مستقيم) ومعناه : خلقنا بأخلاقك . ثم لما كان لا طريق لمعرفة الله من طريق نفوسنا – فإن هذا العالم الذي هو نسخة من العالم الكبير خلقه الله على صورته كما في الحديث " من عرف نفسه عرف ربه " ، وقال تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) أمرنا بمعرفة الهداية بطريق معرفة النفوس ليحصل المقصود الاعظم والغاية القصوى ، والمراد بالصراط المستقيم : الطريق الموصل لمعرفة النفس على الحقيقة الموصلة لمعرفة الله ، وقد أبان ذلك صاحب النصوص في الفصل الأول على غاية التحقيق على ما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام
احذروه فإنه غيور
فلا تجعل في قلبك سواه
ثم بين ذلك الصراط بأنه (صراط الذين أنعمت عليهم) بالمعرفة الحقيقية فمتى كان الغالب عليهم الاشتغال بك عشقوك وعشقتهم ، فجعلت لذتهم وجبلتهم على ذكرك ، فرفعت الحجاب فيما بينك وبينهم ، وفي جمالك نزهتهم في حزب من تقربوا إليك بالنوافل ، فكنت أسماعهم وأبصارهم وأيديهم وأرجلهم وألسنتهم وأفئدتهم ، فكنت إياهم وكانوا إياك من غير اتحاد ولا حلول ، ولا كان العبد ربا ولا كان الرب عبدا على حالة يعلمها من أذقتها إياه من النبيين والصديقين
(غير المغضوب عليهم) كمن كان يعبد غيره بمحبته وتغيير قلبه واستعان به إذا اتكل عليه وهو على مراتب . فمنه غضب وسخط وطرد كغضبه على اليهود ومن نحا نحوهم على ما قص الله في حقهم ، وغضب تأديب ومنه ما وقع لعامة الناس من الحدود والزواجر عنها ، ومنه غضب غيرة ومنه ما يقع لأوليائه ، فإنه يبحث الرب قلب عبده المؤمن فمتى حل فيه غيره غضب لشدة غيرته على قلوبهم أن يعمرها غيره أو تعلقت بسواه ، وقد كان بعض العلماء فر بنفسه ولزم مغارة ولا أنيس بها ليتجرد عما سواه فجعل الناس يذهبون لمحله ذلك ويرصدونه عساهم يرونه فإذا رأى الناس فر وتوارى عنهم ، فرصده بعض أصحابه حتى رآه ففر منه فقال : لا غرض لي في شئ بسوى أن أسمع منك كلمة تعظني بها فقال له احذره فإنه غيور فلا تجعل في قلبك سواه ، ولهذا أمر الله الخليل بذبح ولده إسماعيل ، لأنه جاءه على الكبر ففرح به ، ومال إليه بقلبه بعض الميل ، ومال إليه إسماعيل كذلك ، فغار الحق عليهما فأمره بذبحه
فلما امتثل لجميع ما أمر به ، وحصل تفريق قلب كل من صاحبه فداه الله تعالى من الذبح أي : بالكبش ، ولذا أيضاً فعل بيوسف ما فعل على يد إخوته ، لأنه لما تعلق قلب أبيه به لما تفرسه من النور النبوي ولما مال يوسف لأبيه ابتلى بالرمي في الجب
ثم لما لم يبق له سوى التعلق بالحق أوحى إليه لمجرد الإلقاء فقال : (وأوحينا إليه) إلى آخر الآية فجاءته النبوة عندما خلص قلبه من جميع ما سوى الله ، وخلص قلب أبيه كذلك ، فقال : (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)
ثم قال تعالى : (ولا الضالين) عن طريق معرفة نفوسهم فلم يعرفوا ربهم ، إما عن طريق الدليل والبرهان كمعرفة النصارى وجعلهم الله ثالث ثلاثة ، أو شهود عيان كمعرفة عامة الناس ، لضلالتهم عن هذه المرتبة ، لعدم معرفة طريق نفوسهم التي هي السبيل لمعرفة الله بشهادة الرسول عليه الصلاة والسلام وكلام الله تعالى في غير ما موضع فيه ، وأما من أيده الله فوفقه لذلك السبيل فنال المنى وأزال عنه العناء وقليل ما هم
قال شيخنا وقدوتنا صاحب العلم النفيس مولانا الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه :
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على مولانا محمد وعلى آله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله
(الحمد لله رب العالمين)
الاسم والمسمى شئ واحد لا يتميز عنه وهماً حقيقة واحدة ، ومن ثم قال الله عز وجل : (وهلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة) فأعاد الضمير على الأسماء والمعروضة المسميات ، لكونها عينها لا غيرها ، وإذا تجلى الحق لا ترى غيره ، فلا ترى هنا أسماء متميزة في ذاتها
وكذلك الخلق فإن الرجل الكاتب والشاعر والخياط والشجاع والكريم والنجار ونحوه إذا أبصرته لا ترى إلا ذاته ، فلا ترى شيئاً من ذلك قائماً بذاته يبصر كما تبصر الألوان ، ولا تبصره لمجرد النظر إليه بذلك الاسم الذي هو الوصف إن لم تكن تبصره في الخارج ، ولا تبصره منه إلا بظهور الأثر فيه فإذا كتب علمت أنه كاتب ، وإذا قال الشعر علمت منه أن شاعر ، وإذا خاط علمت أنه خياط ، وإن قدم على المهالك ولم يخفف السيوف والرماح علمت أنه شجاع ، وإن أعطي علمت أنه كريم ، وإن نحر علمت أنه نجار . وهكذا
إذن فالأسماء والذات حقيقة واحدة ، والمعنى أن الحمد برز باسم الله الذي هو مجمع جميع الأسماء من حيث الرحمن الرحيم ، وذلك أن الله سبحانه وتعالى حمد نفسه بنفسه عنا رحمة بنا لم علم أننا لا نقدر على القيام بحمده كما يليق بجلاله وكماله ، فقام خليفة عنا باسم الوكيل وإذا كان الوكيل قائما بنفسه رحمة بأحد يعلمه أنه لا يعرف أن يقوم بأمر نفسه ولا يدري ما يضره ولا ينفعه كان أبلغ في الاغتناء " أي الاستغناء " بخلاف ما إذا كان يحتاج إلى من يحثه على ذلك سواء كان الموكل أو غيره فإنه دليل على التقصير
هذا وأصحاب المروءات من الخلق يكون الواحد منهم حركته في مكارم الاخلاق من نفسه وباعثه ، كما قيل في بعضهم
أيا جود معن ناج معنا بحاجتى
فليس إلى معن سواك سبيل
فكيف بأكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ؟ وأي سبب لنا حتى أوجدنا ؟ فليت شعري من الطالب له غيره ، فلو عقلنا مع الله في وجودنا كما كنا في عدمنا ، برحمته لنا عن أن نطلب الرحمة لنفوسنا ، وأنه أرحم بنا منا بأنفسنا ، وتوكلنا عليه كما هو الوكيل الذي وكل نفسه لنا قبل أن نكون ، ووكالته لنفسه لا يدخلها خلل ، بخلاف ما إذا كانت الوكالة منا فإنها حقيقة على قدرنا وإذا كان الإنسان يمرض فيأتي بطبيب فيسقه دواء كريها ويكون هو يحسن الظن به أنه ما مراده إلا العافية ، ويبسط له الفراش الطيب إكراماً ، ومع ذلك يعطيه أجره ولا يرى أن مراده أذاه ، فأرحم الراحمين أولى بذلك .
وحقيقة التوكل وسنامه أن يتوكل عليه ليكفيه ولأنه أهل أن يتوكل عليه ، وأنه لا ينازع في ملكه وأعرف بالصالح منه ، وأنه أعلم بجلبه إليه ، ودرء المفاسد عنه ، ومن ثم قال الصديق رضي الله تعالى عنه حين قيل له : ألا ندعو لك طبيباً ؟ قال : الطبيب هو الذي أمرضني ، وهذا ليس من سوء الأدب كما زعم بعضهم ، بل من الفهم عن الله ؛ إذ معناه تمريضي هو عين الطب وهو كذلك ، فإذا كان يطهر بالمرض فيجعله سبباً للجمع به عز وجل فهو الطبيب الذي لا يغادر سقما
إذا عرفت هذا علمت أن الوكيل يتكلم بلسان موكله فيقول : لي على هذا دين مثلاً ، ولي بذلك دين ، فينزل نفسه منزلة موكله ، ولا يحتاج إلى ذكر الموكل فإنه معلوم عند القاضي والخصم أنه وكيل
وبهذا تعلم أن قول بعض المفسرين يقدر قول قبل (الحمد لله رب العالمين) من عدم فهم أن الحق قام باسم الوكيل عنا ، وهذه أسرار بدلية تلوح إن شاء الله لمن فهم عنها ، فهي أكبر النعم على الإطلاق إذ إيجاد العالم كله فرع عن توجهها عليه ، فهي أصل كل مخلوق وكلها منافع لنا في الدنيا والآخرة اللطفي منها والقهري ، أما اللطفي فظاهر ، وأما القهري فلأنه يكون أثره فينا عن الرحمة لنا كقول النبي r : " الحمى حظ كل مؤمن من النار ، وحمى يوم ، كفارة سنة ، ولا يصيب المؤمن من نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلى رفعه الله بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة المظلومون هم المفلحون يوم القيامة)
وأيضاً قد يتوجه قهره على ما يؤذينا فإنه إذا لم يقهر الجوع عنا والعطش والخوف والهم والحزن ونحو ذلك باسمه القهار لا تذهب عنا ، فكل اسم من أسماء القهر ممحض للعذاب وأن أسماء الرحمة متمحضة للرحمة ، مع أن أسماء الرحمة أكثر من أسماء العذاب كما هو مشاهد حتى في المادة الواحدة تجد صيغ تلك أكثر من صيغ هذه
فإن مادة القهر ليس فيها إلا القاهر القهار على صيغة فاعل وفعال ، ومادة الغفر فيها الغافر والغفور والغفار على صيغة فاعل وفعول وفعال
فلتلك اسمان وهذه ثلاثة ، وما كان طائراً بثلاثة أجنحة يسبق ما كان طائرا بجناحين ، لأن الجميع قوى ، وكلها أسماء الله فهي مستوية في القوة ، فقاهر مقابله غافر ، وقهار يقابله غفار ، وبقي غفور معين لأخويه وليس من أسماء الله قهور ، ومن ثم قال الله عز وجل : (سبقت رحمتي غضبي)
(الحمد لله) الألف واللام الداخلة على المبتدأ جنسية تفيد الحصر أي حصر المبتدأ في الخبر كقولهم : الكرم في العرب والشجاعة في قريش ، وفي ذلك تفصيل أشار له الأجهوري بقوله :
بلام جنس عرفا منحصر
في خبرية وفاقا يذكر
فالمعنى حينئذ : أحمد الله بالله على معنى صدوره منه ، أي : لا حامد سواه لعجز الخلائق عن إتيانهم بالحمد على حقيقته ، فإنه لما عجز خلقه عن حمده حمد نفسه بنفسه نيابة منه عنهم ، فحمدنا وإن بلغ ما بلغ ليس بحمد في الحقيقة لقصوره وحصول النيابة عنه بحمد الله
ثم النكتة التي يترتب عليها الحمد بقوله : رب العالمين أي موجد المخلوقات كلها ، ومدرجهم من طور إلى طور حتى يحصل الانتفاع بها كلها في جميع أطوارها لمن خلقت لأجله ، وهو النوع البشري في معنى المحمود عليه ، فإن جميع العالم مخلوق لنا قال تعالى (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه) إلى غير ذلك فكأن التالي يقول أحمد الله بحمده الذي حمد نفسه به ، النائب عما وجب على من الحمد ، الكائن في مقابلة نعمة التي من جملتها هذه العوالم كلها التي خلقت من أجلي ، فأشرفها أولو العلم من الملائكة والجن وغير ذلك ، وكذلك غلب العاقل على غيره فجئ بالجمع مذكرا عاقلاً ، وإلا فالمحمود عليه أولو العلم بمحض فضله وكرمه سبحانه وتعالى فقال بعد حمده
(الرحمن الرحيم) أي : إيجاده لنا وإيجاده ما خلقه لأجلنا إنما هو بمحض رحمته وجوده ، وأتى بالإسمين في صفة المبالغة إشارة إلى أن ما صدر منه ليس هو تمام رحمته وجوده ، بل رحمته كثيرة ، وجوده غزير حتى إن ما علمتوه بالنسبة إلى ما جهلتموه شئ يسير لا نسبة له معها ، كنقرة عصفور من بحر أو أدنى من ذلك ، فدخل فيه جميع الأسماء
ودخل في قوله (مالك يوم الدين) أسماء الجلال والجمال كلها بصدقه على البرزخ وما بعده الذي الدنيا بالنسبة إليه كالرحم إليها ، وهم بالنسبة ليوم القيامة كالرحم إلى الدنيا ، فهناك تتحقق مظاهر أسماء الله تحقيقاً لا يرتاب أحد فيه ، فيبدو سلطان القهر والغلبة على أتم وجه وأكمل حال من كل معاند وجاحد وملاحد ، وسلطان الرحمة والامتنان واللطف لمن آمن بالله ورسوله وسلك سبيله واقتفى أثره دقيقه وجليله (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين)
ثم إنه لما ذكر الحقيقة بالحمد ، ووصف بتلك الصفات العظام التي توجب إقبال العبد على ربه ، وتعينه بالخطاب الذي وجه كما تعين .
قال (إياك نعبد وإياك نستعين) ليكون أدل على الغيبة إلى الشهود وكأن المعلوم صار عياناً ، والمعقول مشاهداً ، والغيبة حضوراً لتناول كلام على ما هو مبديه حال العارف من الذكر والفكر والتأمل في إنشائه ، والنظر في آياته ، والاستدلال بصنائعه على عظيم شأنه وباهر سلطانه ، ثم قضى بما هو منتهى أمره وهو أن يخوض لجة الوصول ويصير من أهل المشاهدة ، فيراه عيناً فيناجيه شفاها ، لملاحظة نفسه في حضرات القدس مشاهداً له الحاضر والأنيس واقفاً بين يديه ضارعاً إلي بالخضوع والالتجاء ، قارعاً باب المناجاة قائلاً يا من هذه شئونه ، وتحصل بالعبادة والاستغاثة على غاية الجمع والإقبال ونهاية التضرع والابتهال ، وهذا هو السر في اختصاص تكرارات الفاتحة في كل ركعة من جميع الصلوات التي هي عبارة عن مناجاة العبد مولاه لكونه يحكم على نفسه في كل ركعة بأنه لا يعبد على حق سواه ، ولا يستعان بمن عداه ، فمتى تعلق قلبه بشئ أو تخيل استعانة لمخلوق فقد نقض العهد الذي أبرم فإن تقديم المعمول يؤذن بالاختصاص ، أي لا نعبد إلا إياك ، ولا نستعين إلا بك ، فنرى كل مصل في الصلاة يعاهد ربه بذلك في كل صلاة ، ومقتضى ذلك من ذوي العقول عدم نقض المواثيق بعدم جميع المنهيات ، والامتثال لجميع ما يستطاع من الأمور المأمورات ، ولذا قال الله تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) لما اشتملت عليه من المواثيق والعهود المتجددة في كل يوم خمس مرات ، وكان عبد الحق الإشبيلي بالجزيرة من أجل علماء وقته ، فرأى النبي عليه الصلاة والسلام وأمره بأن يذهب لأبي مدين ويقرأ عليه سورة الفاتحة فقبل ، ثم لما انتبه تحير كيف يؤمر مثله بالذهاب لرجل لم يقرأ من القرآن إلا شيئاً يسيراً من سورة الملك إلى آخر القرآن ؟ أمثلي يذهب لذلك مع كموني أحفظه كله بجميع رواياته ومعرفة معانيه ؟! فقلت : إن كان له عمل فلنا بعض عمل ، وإن كان يقرأ الشئ اليسير فنحن نقرأ الكثير فما السبب ؟ فجاءه بعض تلاميذه فأخبره ، فقال : اذهب بنا إليه فما أمرك الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك إلا لسر ، فجاء إليه فما دخلا عليه المجلس قال لهما : مرحباً بعبد الحق وصاحبه
ثم قال يا عبد أدن مني وامتثل أمر الرسول عليه الصلاة والسلام فدنا فقرأ حتى " إياك ....... الخ " فقال له : فما بالك تذهب إلى الأمير وتترد عليه ! فجعل يعتذر فقال : لأجل هذا أمرك الرسول عليه الصلاة والسلام بقراءة الفاتحة علينا ، ثم رجع فلما وصل لمحله دخل خلوة واشتغل بالعبادة ، فسأل عنه الأمير فجعل الوشاة يطعنون عليه ويسبونه بأنه تكبر ونظر لعلمه واستنكف عن القدوم إلى الأمير ، وكان إذ ذاك شأن العلم أن يؤتي ولا يأتي فجاءه لخلوته بقصد زيارته بجميع أصحابه وجنده وجنده ، فإنه لما كان يستعين بغير الله أخدمه الله لغيره ، ولما رجع واستعان به أخدم الله له الامير وجنده
ولما أكمل القاضي البيضاوي تفسيره وحمله للأمير على عادة العجم ، ولما كان في أثناء الطريق بالبادية رأى فقيراً صوفياً فاستضافه فأضافه الفقير وأحسن ضيافته ، ثم سأله عن سبب سفره فقال له : إني ألفت كتاباً في التفسير وأردت أن أرفعه للسلطان لأقتبس منه صلة ويحصل له القبول ، فقال الفقير : بم فسرت قوله تعالى : (إياك نعبد وإياك نستعين) ؟ فقال لا أعبد إلا إياك ولا استعين إلا بك ، فقال له الفقير : إن كنت لا تستعين إلا به فماذا تذهب للسلطان ؟ فاعتذر بأن له بنات وأراد تزوجهن فلم يجد ما يزوجهن به ، ثم سرت فيه موعظة الفقير فرجع ففرج الله عليه أمر بناته من حيث لا يحتسب ولا يدري ، ووقع الإقبال على تفسيره دون غيره من التفاسير مع كثرتها جدا
(اهدنا الصراط المستقيم) الذي أنت عليه وذلك لقوله : (إن ربي على صراط مستقيم) ومعناه : خلقنا بأخلاقك . ثم لما كان لا طريق لمعرفة الله من طريق نفوسنا – فإن هذا العالم الذي هو نسخة من العالم الكبير خلقه الله على صورته كما في الحديث " من عرف نفسه عرف ربه " ، وقال تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) أمرنا بمعرفة الهداية بطريق معرفة النفوس ليحصل المقصود الاعظم والغاية القصوى ، والمراد بالصراط المستقيم : الطريق الموصل لمعرفة النفس على الحقيقة الموصلة لمعرفة الله ، وقد أبان ذلك صاحب النصوص في الفصل الأول على غاية التحقيق على ما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام
احذروه فإنه غيور
فلا تجعل في قلبك سواه
ثم بين ذلك الصراط بأنه (صراط الذين أنعمت عليهم) بالمعرفة الحقيقية فمتى كان الغالب عليهم الاشتغال بك عشقوك وعشقتهم ، فجعلت لذتهم وجبلتهم على ذكرك ، فرفعت الحجاب فيما بينك وبينهم ، وفي جمالك نزهتهم في حزب من تقربوا إليك بالنوافل ، فكنت أسماعهم وأبصارهم وأيديهم وأرجلهم وألسنتهم وأفئدتهم ، فكنت إياهم وكانوا إياك من غير اتحاد ولا حلول ، ولا كان العبد ربا ولا كان الرب عبدا على حالة يعلمها من أذقتها إياه من النبيين والصديقين
(غير المغضوب عليهم) كمن كان يعبد غيره بمحبته وتغيير قلبه واستعان به إذا اتكل عليه وهو على مراتب . فمنه غضب وسخط وطرد كغضبه على اليهود ومن نحا نحوهم على ما قص الله في حقهم ، وغضب تأديب ومنه ما وقع لعامة الناس من الحدود والزواجر عنها ، ومنه غضب غيرة ومنه ما يقع لأوليائه ، فإنه يبحث الرب قلب عبده المؤمن فمتى حل فيه غيره غضب لشدة غيرته على قلوبهم أن يعمرها غيره أو تعلقت بسواه ، وقد كان بعض العلماء فر بنفسه ولزم مغارة ولا أنيس بها ليتجرد عما سواه فجعل الناس يذهبون لمحله ذلك ويرصدونه عساهم يرونه فإذا رأى الناس فر وتوارى عنهم ، فرصده بعض أصحابه حتى رآه ففر منه فقال : لا غرض لي في شئ بسوى أن أسمع منك كلمة تعظني بها فقال له احذره فإنه غيور فلا تجعل في قلبك سواه ، ولهذا أمر الله الخليل بذبح ولده إسماعيل ، لأنه جاءه على الكبر ففرح به ، ومال إليه بقلبه بعض الميل ، ومال إليه إسماعيل كذلك ، فغار الحق عليهما فأمره بذبحه
فلما امتثل لجميع ما أمر به ، وحصل تفريق قلب كل من صاحبه فداه الله تعالى من الذبح أي : بالكبش ، ولذا أيضاً فعل بيوسف ما فعل على يد إخوته ، لأنه لما تعلق قلب أبيه به لما تفرسه من النور النبوي ولما مال يوسف لأبيه ابتلى بالرمي في الجب
ثم لما لم يبق له سوى التعلق بالحق أوحى إليه لمجرد الإلقاء فقال : (وأوحينا إليه) إلى آخر الآية فجاءته النبوة عندما خلص قلبه من جميع ما سوى الله ، وخلص قلب أبيه كذلك ، فقال : (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)
ثم قال تعالى : (ولا الضالين) عن طريق معرفة نفوسهم فلم يعرفوا ربهم ، إما عن طريق الدليل والبرهان كمعرفة النصارى وجعلهم الله ثالث ثلاثة ، أو شهود عيان كمعرفة عامة الناس ، لضلالتهم عن هذه المرتبة ، لعدم معرفة طريق نفوسهم التي هي السبيل لمعرفة الله بشهادة الرسول عليه الصلاة والسلام وكلام الله تعالى في غير ما موضع فيه ، وأما من أيده الله فوفقه لذلك السبيل فنال المنى وأزال عنه العناء وقليل ما هم
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin