12 ـ لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله.
في هذه العبارة أربعة أشياء:
ـ لا إله إلا الله وهي الكلمة الطيبة غنية عن التعبير والتفسير. يكفي أن جميع الرسل جاءوا ليؤكدوها. وقد رود عنه صلى الله عليه وسلم قوله: خير ما جئت به أنا والنبيئون من قبلي لا إله إلا الله.
ـ تسييد الرسول صلى الله عليه وسلم, وهي قضية وإن كان بعض العلماء يرون ضرورة الالتزام بظاهر النصوص دون تسييد، فإن أكثرية العلماء تؤكد ضرورة تسييد الرسول صلى الله عليه وسلم تأدبا معه وتعظيما له، وتستدل على ذلك بأن التسييد وارد في القرآن الكريم في حق سيدنا يحيى عليه السلام في قوله تعالى: وسيدا وحصورا ونبيئا من الصالحين, وكل تشريف وتعظيم ورد في حق سواه فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أحق وأولى. بل قد ثبت التسييد في القرأن لعزيز مصر على زوجته في قوله تعالى: "وألفيا سيدها لدى الباب" فإذا ثبت لهذا الكافر على زوجته مع ما كان عليه من الكفر، فكيف لا يحق لسيد الموجودات بلا خلاف. كما ثبت التسييد في السنة في عدة أحاديث صحيحة منها قوله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داوود وأحمد . وإذا كانت السيادة ثابتة له يوم القيامة بمقتضى هذه النصوص, فثبوتها له في الدنيا من باب أولى.
كما ثبتت السيادة على لسانه لغيره من الصحابة كما قال في حق سيدنا سعد بن معاد في غزوة بني قريظة في ما رواه البخاري ومسلم وأبو داوود وأحمد في قوله: قوموا إلى سيدكم. وفي حادثة أخرى في ما رواه مسلم وأبو داوود وابن ماجة قوله: اسمعوا إلى ما يقول سيدكم. كما أورد البخاري والترمذي على لسان سيدنا عمر بن الخطاب قوله، أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا. بل ثبتت السيادة له على لسانه في الدنيا في ما أورد ابن ماجة عنه صلى الله عليه وسلم قوله: اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين. والنصوص المقررة للسيادة كثيرة كما في حق الحسنين والصاحبين أبي بكر وعمر وغير هاؤلاء، نكتفي منها بهذا القدر.
أما عدم تسييده صلى الله عليه وسلم لنفسه في نصوص الصلاة عليه, فمن ناحية بسبب عظيم تواضعه، ومن ناحية ثانية لأنه مشرع ولم يرد أن يفتح المجال أمام من لا يستحق السيادة أن يلزم الناس بالقوة على تسييده وتقديسه، على حساب خلق التواضع، وإلا فإن صلاتنا عليه أصلا هي ضرب من التعظيم والتقدير والتسييد لشخصه الكريم، ولمقامه العظيم.
ـ إثبات رسالته صلى الله عليه وسلم وإعلان الإيمان والتصديق بها, والتأكيد على أن هديه هو الدال حقا على الصراط المستقيم الذي يوصل إلى خير وسعادة الدنيا والآخرة. وهذه قضية بديهية لا تستحق التأكيد.
ـ ترسيخ الصلاة على آله, أي أهل بيته، لأن الصلاة عليه دونهم هي خداج أي ناقصة، ولأن الصلاة عليهم اكتيال بالمكيال الأوفى أيضا كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صل على محمد وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد. رواه البيهقي وأبو داوود والنسائي. وما دام الأمر كذلك فقد وجبت
محبتهم لمحبته, لقوله تعالى من سورة الشورى الآية 23: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله:لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته وذاتي أحب إليه من ذاته. رواه الحاكم في المعجمين الكبير والأوسط. بل ورد عنه كما عند أصحاب السنن في إحدى الروايات قوله: إني أوشك أن أدعي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين الأكبر والأصغر أما الأكبر فكتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. بل ورد أخطر من ذلك كما عند الترمذي وابن حبان والحاكم في المستدرك وصاحب المعجمين الكبير والأوسط قوله صلى الله عليه وسلم: ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مستجاب الدعوة المكذب بقدر الله والزائد في كتاب الله والمتسلط بالجبروت يذل من أعز الله ويعز من أذل الله والمستحل لحرم الله والمستحل من عترتي لما حرم الله والتارك لسنتي. والمستحل من عترتي لما حرم الله أي الذي يستبيح حرمات عترتي ويستحل منها ما حرم الله. والعترة حسب قواميس اللغة تطلق ويراد بها قرابة الرجل وعشيرته وفصيلته ويراد بها نسله ورهطه الأقربون. ونظرا لأهمية هذه القضية فقد أصلها الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد منبها إلى خطورتها من خلال اختياره لهذه الصيغة من التصلية المباركة. ولذلك فقد ورد في المناقب أن الشيخ رضي الله عنه كان كثير التعظيم لآل البيت.
ومعلوم أن لا إله إلا الله هي الكلمة الطيبة الواردة في قوله تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه،((31)) والنصوص الواردة في شأنها من السنة المطهرة فوق الحصر، نكتفي منها بقوله صلى الله عليه وسلم كما قي المعجم الكبير وحياة الصحابة: ما من شجرة في الجنة إلا ومكتوب عليها لا إله إلا الله أبو بكر الصديق عمر الفاروق عثمان ذو النورين. وغير خاف أن لا إله إلا الله محمد رسول الله هي أول ما رأى أبونا آدم مكتوبا على ساق العرش حينما زرع الله فيه الروح، وكانت له سببا في التوسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما ارتكب الخطيئة فتاب الله عليه بفضل وقدر سيدنا محمد عنده. وهذا الأمر ثابت في العديد من النصوص (كما في المستدرك على الصحيحين وغيره) التي يقوي بعضها بعضا بحيث تبلغ درجة من الصحة لم تترك مجالا للشك أو الطعن إلا لمن حرم نعمة تعظيم لا إله إلا الله وتعظيم قدر سيدنا رسول الله عند الله سبحانه.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin