*1* (كتاب الطهارة).
21- (دباغ الأديم طهوره).
- وفي لفظ أيما إهاب دبغ فقد طهر وفي آخر إذا دبغ الاهاب فقد طهر وفي آخر دباغ الأديم ذكاته في ألفاظ أخر (1) عن ابن عباس (2) والمغيرة (3) وأنس (4) وسلمة بن المحبق (5) وعائشة (6) وأبي أمامة (7) وميمونة (8) وأم سلمة (9) وزينب بنت جحش (10) وزيد بن ثابت (11) وابن عمر (12) وجابر (13) وابن مسعود (14) وسودة وغيرهم وأخرجه الدارقطني من طرق عن عدة من الصحابة بألفاظ مختلفة ثم قال أسانيدها صحاح وذكر المناوي في التيسير أنه متواتر وأصله للطحاوي في شرح معاني الآثار ونصه وقد جاءت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم آثار متواترة صحيحة المجىء مفسرة المعنى تخبر عن طهارة ذلك يعني جلد الميتة بالدباغ ثم ساق بعضها بأسانيده ثم قال فقد جاءت هذه الآثار متواترة في طهور جلد الميتة بالدباغ وهي ظاهرة المعنى فهي أولى من حديث عبد اللّه بن عكيم الذي لم يدلنا على خلاف ما جاءت به هذه الآثار اهـ ولم يذكره السيوطي في الأزهار.
22- (أنه عليه السلام مر بقبرين يعذبان فقال أنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله).
- وفي رواية لا يستنزه وفي أخرى لا يستبرئ وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة وفي رواية فكان يأكل لحوم الناس ورد من طرق كثيرة مشهورة في الصحاح وغيرها عن جماعة من الصحابة منهم (1) أبو بكر (2) وعائشة (3) وأبو هريرة (4) وأنس (5) وابن عمر (6) وأبو أمامة (7) وابن عباس (8) ويعلى بن مرة (9) وجابر (10) وعلي بن أبي طالب ويشبه من أجل ذلك أن يعد في الأحاديث المتواترة ولم أر الآن من عده منها.
23- ( سئل عن البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته).
- أورده في الأزهار من حديث (1) أبي هريرة (2) وعلي (3) وجابر بن عبد اللّه (4) وابن عباس (5) وابن عمرو (6) وأبي بكر الصديق (7) وأنس (8) وابن عمر (9) وعبد اللّه المدلجي (10) والفراسي (11) ومرسل سليمان بن موسى (12) ويحيى بن أبي كثير اثني عشر نفساً.
(قلت) وفي شرح الموطأ للزرقانيب في ترجمة الطهور للوضوء في الكلام على هذا الحديث ما نصه وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام تلقته الأئمة بالقبول وتداولته فقهاء الأمصار في سائر الأعصار في جميع الأقطار ورواه الأئمة الكبار مالك والشافعي وأحمد وأصحاب السنن الأربعة والدارقطني والبيهقي والحاكم وغيرهم من عدة طرق وصححه ابن خزيمة وابن حبان وابن منده وغيرهم وقال الترمذي حسن صحيح وسألت عنه البخاري فقال حديث صحيح اهـ.
24- ( لا يقبل اللّه صلاة بغير طهور ولا صدقة ولا غلول).
- أورده فيها أيضاً من حديث (1) ابن عمر (2) وأسامة بن عمير (3) وأنس (4) وأبي بكرة (5) والزبير بن العوام (6) وابن مسعود (7) وعمران بن حصين (8) وأبي سعيد الخدري (9) وأبي هريرة (10) والحسن بن علي (11) ومرسل الحسن (12) وأبي قلابة (13) وعن عمر (14) وابن مسعود موقوفاً أربعة عشر نفساً.
25- ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه).
- أورده فيها أيضاً من حديث (1) سعيد بن زيد (2) وأبي سعيد (3) وأبي هريرة (4) وأبي سبرة (5) وسهل بن سعد (6) وعائشة (7) وعلي (8) وأم سبرة (9) وأنس تسعة أنفس.
(قلت) مما ورد في هذا الباب حديث من توضأ وذكر اسم اللّه عليه طهوراً لجميع بدنه ومن توضأ ولم يذكر اسم اللّه عليه كان طهوراً لأعضاء الوضوء أخرجه الدارقطني والبيهقي وأبو الشيخ بسند ضعيف من حديث أبي هريرة والدارقطني والبيهقي وضعفه من حديث ابن مسعود وهما أيضاً وضعفه الثاني من حديث ابن عمر وبه احتج الرافعي على نفي وجوب التسمية وسبقه أبو عبيد في كتاب الطهور وقد أورد الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي حديث الأصل من حديث أبي هريرة ثم قال وفي الباب عن أبي سعيد (10) وسعيد بن زيد وعائشة وسهل بن سعد وأبي سبرة وأم سبرة وعلي وأنس ثم ساقها وتكلم على طرقها وما فيها من الضعف وقال في آخر كلامه والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث بها قوة تدل على أن له أصلاً وقال أبو بكر بن أبي شيبة ثبت لنا أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قاله قال البزار لكنه مأول ومعناه أنه لا فضل لوضوء من لم يذكر اسم اللّه لا على أنه لا يجوز وضوء من لم يسم اهـ.
ولما قال النووي في الأذكار جاء في التسمية أحاديث ضعيفة ثبت عن أحمد بن حنبل أنه قال لا أعلم في التسمية في الوضوء حديثاً ثابتاً قال الحافظ بن حجر في تخريج أحاديثه لا يلزم من نفي العلم ثبوت العدم وعلى التنزل لا يلزم من نفي الثبوت ثبوت الضعف لاحتمال أن يراد بالثبوت الصحة فلا ينتفي الحكم وعلى التنزل لا يلزم من نفي الثبوت عن كل فرد نفيه عن المجموع وقال بعد ما ساق الأحاديث الواردة في التسمية كلها ما نصه قال أبو الفتح اليعمري أحاديث الباب إما صريح غير صحيح وإما صحيح غير صريح وقال ابن الصلاح يثبت بمجموعها ما يثبت بالحديث الحسن واللّه أعلم اهـ.
وقال المنذري في الترغيب بعد أن ساق هذا الحديث من حديث أبي هريرة وسعيد بن زيد ما نصه وفي الباب أحاديث كثيرة لا يسلم شيء منها عن مقال ثم قال بعد ولاشك أن الأحاديث التي وردت فيها وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة اهـ والسيوطي رحمه اللّه بالغ فعد الحديث كما ترى في المتواتر واللّه أعلم.
26- ( فعل السواك والحث عليه في الوضوء وغيره).
- عن جماعة كثيرة من الصحابة (1) كحذيفة (2) وابن عباس (3) وأخيه الفضل (4) وعائشة (5) وأبي هريرة (6) وأبي أيوب (7) وعمار (8) وأم سلمة (9) وأبي الدرداء (10) وأبي أمامة (11) وسهل بن سعد (12) وجبير بن مطعم (13) وأبي الطفيل (14) وأنس (15) والمطلب بن عبد اللّه (16) وأبي سعيد (17) وابن عمر (18) وجابر (19) وعلي (20) وواثلة بن الأسقع (21) ورافع بن خديج (22) وعامر بن ربيعة (23) وعبد اللّه بن عمرو (24) والعباس (25) وأبي موسى (26) وابن مسعود (27) وأبي خيرة الصباحي (28) ومعاذ (29) وزيد بن خالد الجهني (30) ومحرز (31) وتمام ابن العباس وغيرهم.
وقد أخرج مالك في الموطأ في رواية معن بن عيسى وغيره والشافعي في مسنده والبيهقي في السنن وغيرهم عن أبي هريرة مرفوعاً لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء وعزاه المنذري بهذا اللفظ لأحمد وابن خزيمة في صحيحه ولابن حبان في صحيحه أيضاً بلفظ مع الوضوء عند كل صلاة وفي لفظ عزاه في الجامع لأحمد والنسائي عنه لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل وضوء بسواك قال في التيسير إسناده صحيح وقال المنذري بعد عزوه لأحمد بإسناد حسن وفي آخر عزاه فيه أي في الجامع للحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن عنه أيضاً لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء ولأخرت صلاة العشاء الأخيرة إلى نصف الليل قال في التيسير أيضاً إسناده صحيح وقول النووي كابن الصلاح حديث منكر تعقبوه اهـ.
وفي شرح الموطأ للزرقاني قال الحاكم صحيح على شروطهما وليست له علة اهـ.
وفي الموطأ عن أبي هريرة موقوفاً عليه قال لولا أن يشق على أمته لأمرهم بالسواك مع كل وضوء وأخرج الطبراني في الأوسط بسند قال المنذري إنه حسن عن علي مرفوعاً باللفظ الأول وأخرج ابن حبان في صحيحه عن عائشة رفعته لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء عند كل صلاة وأخرج ابن أبي شيبة عن حسان ابن عطية مرفوعاً الوضوء شطر الإيمان والسواك شطر الوضوء الحديث وراجع تخريج أحاديث شرح الكبير للرافعي للحافظ ابن حجر في باب السواك والدر المنثور لدى قوله وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن.
27- ( أحاديث صفة الوضوء).
- صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم وفيها كلها فعل المضمضة والاستنشاق وفي أكثرها غسل اليدين أولاً ثلاثاً ذكر الزيلعي في تخريج أحاديث الهداية أنها ورادة عن عشرين نفراً ونصه قلت الذين روو صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم من الصحابة عشرون نفراً (1) عبد اللّه بن زيد بن عاصم (2) وعثمان بن عفان (3) وابن عباس (4) والمغيرة بن شعبة (5) وعلي بن أبي طالب (6) والمقدام ابن معدى كرب (7) والربيع بنت معوذ (8) وأبو مالك الأشعري (9) وأبو هريرة (10) وأبو بكرة (11) ووائل بن حجر (12) ونفير بن جبير الكندي (13) وأبو أمامة (14) وعائشة (15) وأنس (16) وكعب ابن عمر واليامي (17) وأبو أيوب الأنصاري (18) وعبد اللّه بن أبي أوفى (19) والبراء بن عازب (20) وأبو كامل وكلهم حكو فيه المضمضة والاستنشاق اهـ.
وانظره فقد بينها وبين مخارجها وقد زاد في تخريجها (21) عبد اللّه بن أنيس عند الطبراني في معجمه الوسط وقد لخص كلامه ابن حجر في تخريج أحاديثها أيضاً فلينظر وفي فتح القدير لابن الهمام جميع من حكى وضوءه صلى اللّه عليه وسلم فعلاً وقولاً اثنان وعشرون نفراً ثم ذكر جميع من تقدم (22) وزاد عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهو عبد اللّه بن عمرو بن العاص فراجعه.
28- ( تخليل اللحية).
- أنه صلى اللّه عليه وسلم كان يخلل لحيته أورده في الأزهار من حديث (1) أنس (2) وعثمان ابن عفان (3) وعلي (4) وعمار (5) وأبي أيوب (6) وعائشة (7) وابن أبي أوفي (8) وابن عباس (9) وابن عمر (10) وأبي أمامة (11) وأبي الدرداء (12) وأم سلمة (13) وجابر بن عبد اللّه (14) وجرير (15) ومرسل جبير بن نفير خمسة عشر نفساً.
(قلت) ذكره ابن حجر في تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي من حديث عثمان ثم قال وأورد له الحاكم شواهد عن أنس وعائشة وعلي وعمار قلت أي قال الحافظ وفيه أيضاً عن أم سلمة وأبي أيوب وأبي أمامة وابن عمر وجابر وجرير وابن أبي أوفى وابن عباس وعبد اللّه بن عكبرة وأبي الدرداء ثم ساق أحاديثهم ثم قال وفي الباب حديث مرسل أخرجه سعيد بن منصور عن الوليد عن سعيد بن سنان عن أبي الظاهرية عن جبير بن نفير قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا توضأ خلل أصابعه ولحيته وكل أصحابه إذا توضئوا خللوا لحاهم اهـ فزاد على ما ذكره السيوطي (16) عبد اللّه بن عكبرة وزاد الزيلعي في تخريج أحاديث الهداية (17) كعب بن عمرو اليامي (18) وأبا بكرة فبلغت العدة ثمانية عشر.
29- ( الأذنان من الرأس).
- يعني فلا حاجة لأخذ ماء منفرد لهما أو فيمسحان ولا يغسلان أخرجه الترمذي من حديث (1) أبي أمامة قال ابن حجر في تخريج أحاديث الهداية وفي الباب (2) عن عبد اللّه بن زيد (3) وابن عباس (4) وأبي هريرة (5) وأبي موسى (6) وابن عمر (7) وأنس (8) وعائشة اهـ وزاد بعضهم (9) وجابر بن عبد اللّه (10) وسمرة ابن جندب (11) وسليمان بن موسى مرسلاً وحديث أبي أمامة قال الترمذي ليس إسناده بذلك القائم وقال ابن دقيق العيد في الإمام هو عندنا حسن وحديث عبد اللّه بن زيد قال الزيلعي في تخريج أحاديث الهداية هو أمثل إسناد في الباب لاتصاله وثقة رواته وقال غيره لا علة له إلا من قبل سويد بن سعيد وقد خرج له مسلم وقول البيهقي أنه اختلط منازع فيه وحديث ابن عباس قال ابن القطان إسناده صحيح لاتصاله وثقة رواته وأعله الدارقطني بالاضطراب لأن ابن جريج الذي دار الحديث عليه رواه مرة عن عطاء عن ابن عباس ومرة عن سليمان بن موسى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرسلاً وقال غيره هذا ليس بقادح وما يمنع أن يكون ابن جريج سمعه على الوجه الأول والثاني وبهذا يرد قول ابن حزم أسانيد هذا الحديث كلها واهية وقول عبد الحق لا يصح منها شيء وقول البيهقي في الخلافيات روي بأسانيد كثيرة ما منها إسناد إلا وله علة وانظر فيض القدير للشيخ عبد الرؤوف المناوي وفتح القدير للكمال ابن الهمام وأوردته هنا لاحتمال أن يعد في المتواتر وإن لم أر الآن من عده فيه ثم رأيت الطحاوي في شرح معاني الآثار بعد ما ذكر فيه أن الأذنين من الرأس يمسح مقدمهما ومؤخرهما مع الرأس وساق أحاديث تدل لذلك من فعل النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ما نصه قال أبو جعفر ففي هذه الآثار أن حكم الأذنين ما أقبل منهما وما أدبر من الرأس وقد تواترت الآثار بذلك ما لم تتواتر بما خالفه اهـ.
30- (ويل للأعقاب من النار).
- أورد في الأزهار من حديث (1) ابن عمرو (2) وأبي هريرة (3) وعائشة (4) وجابر بن عبد اللّه (5) وعبد اللّه بن الحارث بن جزء الزبيدي (6) ومعيقيب (7) وأبي أمامة الباهلي (8) وأخيه (9) وأبي ذر تسعة أنفس.
(قلت) ورد أيضاً من حديث (10) خالد بن الوليد (11) وعمرو ابن العاص (12) ويزيد بن أبي سفيان (13) وشرحبيل بن حسنة وممن صرح بأنه متواتر الشيخ عبد الرءوف المناوي في شرح الجامع الصغير وشارح كتاب مسلم الثبوت في الأصول كما تقدم عنه وقال أنه رواه اثنا عشر صحابياً مقطوع بعد التهم أكثرهم من أصحاب بيعة الرضوان وقال ابن عبد البر هذا الحديث ورد عن جماعة من الصحابة وأصحها من جهة الإسناد ثلاثة حديث أبي هريرة وابن عمرو وعبد اللّه بن الحارث ابن جزء الزبيدي ثم حديث عائشة فهو مدني حسن اهـ.
وحديث الأولين في كلامه في الصحيحين والثالث عند أحمد والدارقطني والطبراني والحاكم بلفظ ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار وإسناده صحيح كما في التيسير والرابع وهو حديث عائشة في الموطأ ومسلم.
31- (غسل الرجلين).
- غسل الرجلين في الوضوء أطبق من حكى وضوءه عليه الصلاة والسلام وهم من تقدم ذكره في صفة وضوئه ويزاد عليهم (23) عمر بن الخطاب (24) وابنه عبد اللّه (25) وأبي بن كعب (26) ومعاوية (27) ومعاذ بن جبل (28) وأبو رافع (29) وجابر بن عبد اللّه (30) وتميم بن غزية الأنصاري (31) وأبو الدرداء (32) وأم سلمة (33) وعمار (34) وزيد بن ثابت وقد ذكر الكمال ابن الهمام في تحريره أن أحاديث غسل الرجلين متواترة عنه صلى اللّه عليه وسلم قال أطبق من حكى وضوءه ويقربون من ثلاثين عليه.
قال شارحه ابن أمير الحاج بل يزيدون على ذلك قال وقد أسعف المصنف بذكر اثنين وعشرين منهم في الفتح القدير ثم ذكرهم ابن أمير وذكر مخرجيهم وقال وممن حكاه أيضاً زيادة على هؤلاء فلان إلى أن عد اثني عشر وهم المذكورون الآن ثم قال فبلغت الجملة أربعة وثلاثين وباب الزيادة مفتوح للمستقرئ اهـ.
وانظره في أوائل الجزء الثالث وتقدم عن السخاوي في فتح المغيث أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي قال بعد ذكر الأحاديث المروية عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في غسل الرجلين لا يقال أنها أخبار آحاد لأن مجموعها تواتر معناه قال السخاوي وكذا ذكره غيره في التواتر المعنوي كشجاعة على وجود حاتم وأخبار الدجال اهـ.
وتقدم أيضاً عن كتاب مسلم الثبوت عن ابن الجوزي قال تتبعت الأحاديث المتواترة فبلغت جملة ثم عد منها حديث غسل الرجلين في الوضوء وفي إشارد الساري في باب غسل الرجلين من كتاب الوضوء ما نصه وقد تواترت الأخبار عنه صلى اللّه عليه وسلم في صفة وضوئه أنه غسل رجليه وهو المبين لأمر اللّه تعالى وقد قال في حديث عمرو بن عبسة المروي عند ابن خزيمة ثم يغسل قدميه كما أمره اللّه تعالى وأما ما روي عن علي وابن عباس وأنس من المسح فقد ثبت عنهم الرجوع عنه اهـ.
ونحوه للزرقاني في شرح الموطأ في كتاب الطهارة وأصله في فتح الباري للحافظ ونصه وقد تواترت الأخبار عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في صفة وضوئه أنه غسل رجليه وهو المبين لأمر اللّه وقد قال في حديث عمرو بن عبسة الذي رواه ابن خزيمة وغيره مطولاً في فضل الوضوء ثم يغسل قدميه كما أمره اللّه ولم يثبت عن أحد من الصحابة خلاف ذلك إلا عن علي وابن عباس وأنس وقد ثبت عنهم الرجوع عن ذلك قال عبد الرحمان بن أبي ليلى أجمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على غسل القدمين رواه سعيد بن منصور وادعى الطحاوي وابن حزم أن المسح منسوخ اهـ وفي تحقيق المباني وكفاية الطالب الرباني في الكلام على غسل الرجلين في الوضوء ما نصه قال صاحب المفهم أي وهو القرطبي والذي ينبغي أن يقال أن قراءة الخفض يعني في قوله تعالى وأرجلكم عطف على الرءوس فهما يعني الرجلين يمسحان إذا كان عليهما خفان وتلقينا هذا القيد من فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ لم يصح عنه أنه مسح على رجليه إلا وعليهما خفان والمتواتر عنه غسلهما فبين النبي صلى اللّه عليه وسلم الحال الذي يمسح فيه اهـ.
21- (دباغ الأديم طهوره).
- وفي لفظ أيما إهاب دبغ فقد طهر وفي آخر إذا دبغ الاهاب فقد طهر وفي آخر دباغ الأديم ذكاته في ألفاظ أخر (1) عن ابن عباس (2) والمغيرة (3) وأنس (4) وسلمة بن المحبق (5) وعائشة (6) وأبي أمامة (7) وميمونة (8) وأم سلمة (9) وزينب بنت جحش (10) وزيد بن ثابت (11) وابن عمر (12) وجابر (13) وابن مسعود (14) وسودة وغيرهم وأخرجه الدارقطني من طرق عن عدة من الصحابة بألفاظ مختلفة ثم قال أسانيدها صحاح وذكر المناوي في التيسير أنه متواتر وأصله للطحاوي في شرح معاني الآثار ونصه وقد جاءت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم آثار متواترة صحيحة المجىء مفسرة المعنى تخبر عن طهارة ذلك يعني جلد الميتة بالدباغ ثم ساق بعضها بأسانيده ثم قال فقد جاءت هذه الآثار متواترة في طهور جلد الميتة بالدباغ وهي ظاهرة المعنى فهي أولى من حديث عبد اللّه بن عكيم الذي لم يدلنا على خلاف ما جاءت به هذه الآثار اهـ ولم يذكره السيوطي في الأزهار.
22- (أنه عليه السلام مر بقبرين يعذبان فقال أنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله).
- وفي رواية لا يستنزه وفي أخرى لا يستبرئ وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة وفي رواية فكان يأكل لحوم الناس ورد من طرق كثيرة مشهورة في الصحاح وغيرها عن جماعة من الصحابة منهم (1) أبو بكر (2) وعائشة (3) وأبو هريرة (4) وأنس (5) وابن عمر (6) وأبو أمامة (7) وابن عباس (8) ويعلى بن مرة (9) وجابر (10) وعلي بن أبي طالب ويشبه من أجل ذلك أن يعد في الأحاديث المتواترة ولم أر الآن من عده منها.
23- ( سئل عن البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته).
- أورده في الأزهار من حديث (1) أبي هريرة (2) وعلي (3) وجابر بن عبد اللّه (4) وابن عباس (5) وابن عمرو (6) وأبي بكر الصديق (7) وأنس (8) وابن عمر (9) وعبد اللّه المدلجي (10) والفراسي (11) ومرسل سليمان بن موسى (12) ويحيى بن أبي كثير اثني عشر نفساً.
(قلت) وفي شرح الموطأ للزرقانيب في ترجمة الطهور للوضوء في الكلام على هذا الحديث ما نصه وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام تلقته الأئمة بالقبول وتداولته فقهاء الأمصار في سائر الأعصار في جميع الأقطار ورواه الأئمة الكبار مالك والشافعي وأحمد وأصحاب السنن الأربعة والدارقطني والبيهقي والحاكم وغيرهم من عدة طرق وصححه ابن خزيمة وابن حبان وابن منده وغيرهم وقال الترمذي حسن صحيح وسألت عنه البخاري فقال حديث صحيح اهـ.
24- ( لا يقبل اللّه صلاة بغير طهور ولا صدقة ولا غلول).
- أورده فيها أيضاً من حديث (1) ابن عمر (2) وأسامة بن عمير (3) وأنس (4) وأبي بكرة (5) والزبير بن العوام (6) وابن مسعود (7) وعمران بن حصين (8) وأبي سعيد الخدري (9) وأبي هريرة (10) والحسن بن علي (11) ومرسل الحسن (12) وأبي قلابة (13) وعن عمر (14) وابن مسعود موقوفاً أربعة عشر نفساً.
25- ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه).
- أورده فيها أيضاً من حديث (1) سعيد بن زيد (2) وأبي سعيد (3) وأبي هريرة (4) وأبي سبرة (5) وسهل بن سعد (6) وعائشة (7) وعلي (8) وأم سبرة (9) وأنس تسعة أنفس.
(قلت) مما ورد في هذا الباب حديث من توضأ وذكر اسم اللّه عليه طهوراً لجميع بدنه ومن توضأ ولم يذكر اسم اللّه عليه كان طهوراً لأعضاء الوضوء أخرجه الدارقطني والبيهقي وأبو الشيخ بسند ضعيف من حديث أبي هريرة والدارقطني والبيهقي وضعفه من حديث ابن مسعود وهما أيضاً وضعفه الثاني من حديث ابن عمر وبه احتج الرافعي على نفي وجوب التسمية وسبقه أبو عبيد في كتاب الطهور وقد أورد الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي حديث الأصل من حديث أبي هريرة ثم قال وفي الباب عن أبي سعيد (10) وسعيد بن زيد وعائشة وسهل بن سعد وأبي سبرة وأم سبرة وعلي وأنس ثم ساقها وتكلم على طرقها وما فيها من الضعف وقال في آخر كلامه والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث بها قوة تدل على أن له أصلاً وقال أبو بكر بن أبي شيبة ثبت لنا أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قاله قال البزار لكنه مأول ومعناه أنه لا فضل لوضوء من لم يذكر اسم اللّه لا على أنه لا يجوز وضوء من لم يسم اهـ.
ولما قال النووي في الأذكار جاء في التسمية أحاديث ضعيفة ثبت عن أحمد بن حنبل أنه قال لا أعلم في التسمية في الوضوء حديثاً ثابتاً قال الحافظ بن حجر في تخريج أحاديثه لا يلزم من نفي العلم ثبوت العدم وعلى التنزل لا يلزم من نفي الثبوت ثبوت الضعف لاحتمال أن يراد بالثبوت الصحة فلا ينتفي الحكم وعلى التنزل لا يلزم من نفي الثبوت عن كل فرد نفيه عن المجموع وقال بعد ما ساق الأحاديث الواردة في التسمية كلها ما نصه قال أبو الفتح اليعمري أحاديث الباب إما صريح غير صحيح وإما صحيح غير صريح وقال ابن الصلاح يثبت بمجموعها ما يثبت بالحديث الحسن واللّه أعلم اهـ.
وقال المنذري في الترغيب بعد أن ساق هذا الحديث من حديث أبي هريرة وسعيد بن زيد ما نصه وفي الباب أحاديث كثيرة لا يسلم شيء منها عن مقال ثم قال بعد ولاشك أن الأحاديث التي وردت فيها وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة اهـ والسيوطي رحمه اللّه بالغ فعد الحديث كما ترى في المتواتر واللّه أعلم.
26- ( فعل السواك والحث عليه في الوضوء وغيره).
- عن جماعة كثيرة من الصحابة (1) كحذيفة (2) وابن عباس (3) وأخيه الفضل (4) وعائشة (5) وأبي هريرة (6) وأبي أيوب (7) وعمار (8) وأم سلمة (9) وأبي الدرداء (10) وأبي أمامة (11) وسهل بن سعد (12) وجبير بن مطعم (13) وأبي الطفيل (14) وأنس (15) والمطلب بن عبد اللّه (16) وأبي سعيد (17) وابن عمر (18) وجابر (19) وعلي (20) وواثلة بن الأسقع (21) ورافع بن خديج (22) وعامر بن ربيعة (23) وعبد اللّه بن عمرو (24) والعباس (25) وأبي موسى (26) وابن مسعود (27) وأبي خيرة الصباحي (28) ومعاذ (29) وزيد بن خالد الجهني (30) ومحرز (31) وتمام ابن العباس وغيرهم.
وقد أخرج مالك في الموطأ في رواية معن بن عيسى وغيره والشافعي في مسنده والبيهقي في السنن وغيرهم عن أبي هريرة مرفوعاً لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء وعزاه المنذري بهذا اللفظ لأحمد وابن خزيمة في صحيحه ولابن حبان في صحيحه أيضاً بلفظ مع الوضوء عند كل صلاة وفي لفظ عزاه في الجامع لأحمد والنسائي عنه لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل وضوء بسواك قال في التيسير إسناده صحيح وقال المنذري بعد عزوه لأحمد بإسناد حسن وفي آخر عزاه فيه أي في الجامع للحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن عنه أيضاً لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء ولأخرت صلاة العشاء الأخيرة إلى نصف الليل قال في التيسير أيضاً إسناده صحيح وقول النووي كابن الصلاح حديث منكر تعقبوه اهـ.
وفي شرح الموطأ للزرقاني قال الحاكم صحيح على شروطهما وليست له علة اهـ.
وفي الموطأ عن أبي هريرة موقوفاً عليه قال لولا أن يشق على أمته لأمرهم بالسواك مع كل وضوء وأخرج الطبراني في الأوسط بسند قال المنذري إنه حسن عن علي مرفوعاً باللفظ الأول وأخرج ابن حبان في صحيحه عن عائشة رفعته لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء عند كل صلاة وأخرج ابن أبي شيبة عن حسان ابن عطية مرفوعاً الوضوء شطر الإيمان والسواك شطر الوضوء الحديث وراجع تخريج أحاديث شرح الكبير للرافعي للحافظ ابن حجر في باب السواك والدر المنثور لدى قوله وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن.
27- ( أحاديث صفة الوضوء).
- صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم وفيها كلها فعل المضمضة والاستنشاق وفي أكثرها غسل اليدين أولاً ثلاثاً ذكر الزيلعي في تخريج أحاديث الهداية أنها ورادة عن عشرين نفراً ونصه قلت الذين روو صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم من الصحابة عشرون نفراً (1) عبد اللّه بن زيد بن عاصم (2) وعثمان بن عفان (3) وابن عباس (4) والمغيرة بن شعبة (5) وعلي بن أبي طالب (6) والمقدام ابن معدى كرب (7) والربيع بنت معوذ (8) وأبو مالك الأشعري (9) وأبو هريرة (10) وأبو بكرة (11) ووائل بن حجر (12) ونفير بن جبير الكندي (13) وأبو أمامة (14) وعائشة (15) وأنس (16) وكعب ابن عمر واليامي (17) وأبو أيوب الأنصاري (18) وعبد اللّه بن أبي أوفى (19) والبراء بن عازب (20) وأبو كامل وكلهم حكو فيه المضمضة والاستنشاق اهـ.
وانظره فقد بينها وبين مخارجها وقد زاد في تخريجها (21) عبد اللّه بن أنيس عند الطبراني في معجمه الوسط وقد لخص كلامه ابن حجر في تخريج أحاديثها أيضاً فلينظر وفي فتح القدير لابن الهمام جميع من حكى وضوءه صلى اللّه عليه وسلم فعلاً وقولاً اثنان وعشرون نفراً ثم ذكر جميع من تقدم (22) وزاد عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهو عبد اللّه بن عمرو بن العاص فراجعه.
28- ( تخليل اللحية).
- أنه صلى اللّه عليه وسلم كان يخلل لحيته أورده في الأزهار من حديث (1) أنس (2) وعثمان ابن عفان (3) وعلي (4) وعمار (5) وأبي أيوب (6) وعائشة (7) وابن أبي أوفي (8) وابن عباس (9) وابن عمر (10) وأبي أمامة (11) وأبي الدرداء (12) وأم سلمة (13) وجابر بن عبد اللّه (14) وجرير (15) ومرسل جبير بن نفير خمسة عشر نفساً.
(قلت) ذكره ابن حجر في تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي من حديث عثمان ثم قال وأورد له الحاكم شواهد عن أنس وعائشة وعلي وعمار قلت أي قال الحافظ وفيه أيضاً عن أم سلمة وأبي أيوب وأبي أمامة وابن عمر وجابر وجرير وابن أبي أوفى وابن عباس وعبد اللّه بن عكبرة وأبي الدرداء ثم ساق أحاديثهم ثم قال وفي الباب حديث مرسل أخرجه سعيد بن منصور عن الوليد عن سعيد بن سنان عن أبي الظاهرية عن جبير بن نفير قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا توضأ خلل أصابعه ولحيته وكل أصحابه إذا توضئوا خللوا لحاهم اهـ فزاد على ما ذكره السيوطي (16) عبد اللّه بن عكبرة وزاد الزيلعي في تخريج أحاديث الهداية (17) كعب بن عمرو اليامي (18) وأبا بكرة فبلغت العدة ثمانية عشر.
29- ( الأذنان من الرأس).
- يعني فلا حاجة لأخذ ماء منفرد لهما أو فيمسحان ولا يغسلان أخرجه الترمذي من حديث (1) أبي أمامة قال ابن حجر في تخريج أحاديث الهداية وفي الباب (2) عن عبد اللّه بن زيد (3) وابن عباس (4) وأبي هريرة (5) وأبي موسى (6) وابن عمر (7) وأنس (8) وعائشة اهـ وزاد بعضهم (9) وجابر بن عبد اللّه (10) وسمرة ابن جندب (11) وسليمان بن موسى مرسلاً وحديث أبي أمامة قال الترمذي ليس إسناده بذلك القائم وقال ابن دقيق العيد في الإمام هو عندنا حسن وحديث عبد اللّه بن زيد قال الزيلعي في تخريج أحاديث الهداية هو أمثل إسناد في الباب لاتصاله وثقة رواته وقال غيره لا علة له إلا من قبل سويد بن سعيد وقد خرج له مسلم وقول البيهقي أنه اختلط منازع فيه وحديث ابن عباس قال ابن القطان إسناده صحيح لاتصاله وثقة رواته وأعله الدارقطني بالاضطراب لأن ابن جريج الذي دار الحديث عليه رواه مرة عن عطاء عن ابن عباس ومرة عن سليمان بن موسى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرسلاً وقال غيره هذا ليس بقادح وما يمنع أن يكون ابن جريج سمعه على الوجه الأول والثاني وبهذا يرد قول ابن حزم أسانيد هذا الحديث كلها واهية وقول عبد الحق لا يصح منها شيء وقول البيهقي في الخلافيات روي بأسانيد كثيرة ما منها إسناد إلا وله علة وانظر فيض القدير للشيخ عبد الرؤوف المناوي وفتح القدير للكمال ابن الهمام وأوردته هنا لاحتمال أن يعد في المتواتر وإن لم أر الآن من عده فيه ثم رأيت الطحاوي في شرح معاني الآثار بعد ما ذكر فيه أن الأذنين من الرأس يمسح مقدمهما ومؤخرهما مع الرأس وساق أحاديث تدل لذلك من فعل النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ما نصه قال أبو جعفر ففي هذه الآثار أن حكم الأذنين ما أقبل منهما وما أدبر من الرأس وقد تواترت الآثار بذلك ما لم تتواتر بما خالفه اهـ.
30- (ويل للأعقاب من النار).
- أورد في الأزهار من حديث (1) ابن عمرو (2) وأبي هريرة (3) وعائشة (4) وجابر بن عبد اللّه (5) وعبد اللّه بن الحارث بن جزء الزبيدي (6) ومعيقيب (7) وأبي أمامة الباهلي (8) وأخيه (9) وأبي ذر تسعة أنفس.
(قلت) ورد أيضاً من حديث (10) خالد بن الوليد (11) وعمرو ابن العاص (12) ويزيد بن أبي سفيان (13) وشرحبيل بن حسنة وممن صرح بأنه متواتر الشيخ عبد الرءوف المناوي في شرح الجامع الصغير وشارح كتاب مسلم الثبوت في الأصول كما تقدم عنه وقال أنه رواه اثنا عشر صحابياً مقطوع بعد التهم أكثرهم من أصحاب بيعة الرضوان وقال ابن عبد البر هذا الحديث ورد عن جماعة من الصحابة وأصحها من جهة الإسناد ثلاثة حديث أبي هريرة وابن عمرو وعبد اللّه بن الحارث ابن جزء الزبيدي ثم حديث عائشة فهو مدني حسن اهـ.
وحديث الأولين في كلامه في الصحيحين والثالث عند أحمد والدارقطني والطبراني والحاكم بلفظ ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار وإسناده صحيح كما في التيسير والرابع وهو حديث عائشة في الموطأ ومسلم.
31- (غسل الرجلين).
- غسل الرجلين في الوضوء أطبق من حكى وضوءه عليه الصلاة والسلام وهم من تقدم ذكره في صفة وضوئه ويزاد عليهم (23) عمر بن الخطاب (24) وابنه عبد اللّه (25) وأبي بن كعب (26) ومعاوية (27) ومعاذ بن جبل (28) وأبو رافع (29) وجابر بن عبد اللّه (30) وتميم بن غزية الأنصاري (31) وأبو الدرداء (32) وأم سلمة (33) وعمار (34) وزيد بن ثابت وقد ذكر الكمال ابن الهمام في تحريره أن أحاديث غسل الرجلين متواترة عنه صلى اللّه عليه وسلم قال أطبق من حكى وضوءه ويقربون من ثلاثين عليه.
قال شارحه ابن أمير الحاج بل يزيدون على ذلك قال وقد أسعف المصنف بذكر اثنين وعشرين منهم في الفتح القدير ثم ذكرهم ابن أمير وذكر مخرجيهم وقال وممن حكاه أيضاً زيادة على هؤلاء فلان إلى أن عد اثني عشر وهم المذكورون الآن ثم قال فبلغت الجملة أربعة وثلاثين وباب الزيادة مفتوح للمستقرئ اهـ.
وانظره في أوائل الجزء الثالث وتقدم عن السخاوي في فتح المغيث أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي قال بعد ذكر الأحاديث المروية عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في غسل الرجلين لا يقال أنها أخبار آحاد لأن مجموعها تواتر معناه قال السخاوي وكذا ذكره غيره في التواتر المعنوي كشجاعة على وجود حاتم وأخبار الدجال اهـ.
وتقدم أيضاً عن كتاب مسلم الثبوت عن ابن الجوزي قال تتبعت الأحاديث المتواترة فبلغت جملة ثم عد منها حديث غسل الرجلين في الوضوء وفي إشارد الساري في باب غسل الرجلين من كتاب الوضوء ما نصه وقد تواترت الأخبار عنه صلى اللّه عليه وسلم في صفة وضوئه أنه غسل رجليه وهو المبين لأمر اللّه تعالى وقد قال في حديث عمرو بن عبسة المروي عند ابن خزيمة ثم يغسل قدميه كما أمره اللّه تعالى وأما ما روي عن علي وابن عباس وأنس من المسح فقد ثبت عنهم الرجوع عنه اهـ.
ونحوه للزرقاني في شرح الموطأ في كتاب الطهارة وأصله في فتح الباري للحافظ ونصه وقد تواترت الأخبار عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في صفة وضوئه أنه غسل رجليه وهو المبين لأمر اللّه وقد قال في حديث عمرو بن عبسة الذي رواه ابن خزيمة وغيره مطولاً في فضل الوضوء ثم يغسل قدميه كما أمره اللّه ولم يثبت عن أحد من الصحابة خلاف ذلك إلا عن علي وابن عباس وأنس وقد ثبت عنهم الرجوع عن ذلك قال عبد الرحمان بن أبي ليلى أجمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على غسل القدمين رواه سعيد بن منصور وادعى الطحاوي وابن حزم أن المسح منسوخ اهـ وفي تحقيق المباني وكفاية الطالب الرباني في الكلام على غسل الرجلين في الوضوء ما نصه قال صاحب المفهم أي وهو القرطبي والذي ينبغي أن يقال أن قراءة الخفض يعني في قوله تعالى وأرجلكم عطف على الرءوس فهما يعني الرجلين يمسحان إذا كان عليهما خفان وتلقينا هذا القيد من فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ لم يصح عنه أنه مسح على رجليه إلا وعليهما خفان والمتواتر عنه غسلهما فبين النبي صلى اللّه عليه وسلم الحال الذي يمسح فيه اهـ.
عدل سابقا من قبل Admin في 27/12/2022, 18:39 عدل 1 مرات
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin