قال جلّ جلاله (...وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا )(46)الأحزاب.

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وَصَفَ اللهُ سبحانه وتعالى النبي صل الله عليه وسلم بالسّراج المنير.
فقال جلّ جلاله (...وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا )(46)الأحزاب
وجمع بوصفه هذا في كلمتين، أمرين مختلفين،
تعريفا بالمصطفى بأوجز عبارة،
وتعظيما لشأنه فيه بأبلغ إشارة،
فقال فيه"سراجا"وهو إسم أطلقه سبحانه على الشّمس "وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا"(13)النّبأ
ووصف هذا السّراج فقال" منيرا"وهو وصف للقمر قال تعالى: "تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا."الفرقان 61
فجاء تعريفه بالشّمس ذاتا وبالقمر صفاتا.
في تدلّي بالقلوب رحمة وهدى وضياءً ماحقا ما سوى المولى سبحانه بتخلّي.
...وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ(33)
وفاض ذلك الضّياء أنوارا ظاهره لنا مدادا في اجتهاد بتحلّي وتجلّي،
...وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(33) الأنفال
فظاهره شريعة نورها لنا ممدود، وباطنه حقيقة ضياؤها به مشهود
فبقدر الأخذ من أنواره الرّبّانيّة رغبة في القبول،
يكون الإقتراب من ضياء شمسه بلا أفول.
حتّى إذا أدركنا قوله سبحانه:"النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ..."الأحزاب.6.
يكون وجودنا وجوده تكريما، وشهوده شهودنا تعظيما.
اللهمّ " فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"
أه