بسم الله الرّحمان الرّحيم
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد عبدك و رسولك
النّبي الأمّي و على آله و صحبه و سلم.
إعلم أخي وفّقني الله و إيّاك لما فيه الخير والصّلاح ، "إنّما الأعمال بالنّيات
وإنّما لكلّ امرىء ما نوى..."متّفق عليه. فعلى نيّة العبد في طريق الله ينبني
السّير كلّه. ونيّته هي غايته من أخذ الطريق، وبدون إطالة أو بحث في النّوايا
فالنيةالسّليمة هي : أن تكون غايتنا من أخذ الطريق محبّة الله ورسوله ورغبة
في مزيد القرب ، فليس هنالك أعظم سعادة من إستشعار القلب قرب الحقّ
جلّ جلاله ، وليس هنالك نعيم ألذ وأحلى من لحظة أنس بالله .
واعلم أنّ الحاجزالوحيد الذي يمنعنا من بلوغ هذه الغاية هو:أنفسنا وماانطوت
عليه من حظوظ وأوهام. لذلك قالوا كلّ الصّيد في جوف الفراء.
من هنا ينطلق الرّاغب في القرب، فلا وجود للطريق خارج نطاق مجاهدة النّفس
في طاعة الله.[ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَ قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا]واحذرالخلط بين أمرين :
ــــ المجاهدة للنّفس.
ــــ والمجاهدةفي النفس.
فمجاهدة النّفس في طاعة الله هي طريق عامّة المؤمنين الذين لا يفرّقون بين عشق
الطاعة وعشق المولى جلّ جلاله، فتستغلّ نفوسهم هذا الوضع لتستحوذعلى الطاعات
وينشأعنها العجب وحبّ الظهور، يراها الغافل إعتزازا بالله. لذلك تسمّى هذه الطاعات
مجاهدة للنّفس ،لأنّها تصبّ في ميزان تقويتها على صاحبها لاتقواها.
أمّا المجاهدة في النّفس فهي موجّهة ضدّ النّفس باعتبارها الحاجز الحائل بين العبد وربّه
وهذه هي الكيفيّة الوحيدة لتطهيرها و تزكيتها. وليس الأمرهيّن في هذه الحالة لذلك يتوجه
طالب القرب إلى مولاه في كلّ الطاعات، ويستجير برسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا
التّوجّه والإستجارة تنشأ علاقة العبد بربّه وتنمو على حساب نفسه ، لا لنفسه وتكون مقاييس
القرب والبعد مبنيّة على مدى تخلصه من الحظوظ والأوهام النّفسيّة. ومن هنا يتّضح
إحتياجنا لمن يأخذ بأيدينا في طريق الله. وعلى قدر قوّة توجّهنا واستجارتنا بالله و برسول
الله ، تكون الإعانة والتّوفيق من الله [ وَالذَّينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإنَّ اللهَ
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ.]العنكبوت.69.
فانظر أخي بعين التّعظيم لفضل الله وكرمه الذي جعلك من أهل نسبته واعمل على
أساس ترسيخ قدمك فيما يسّره لك.قال سيّدنا الحسن البصري"من عمل بما علم أورثه
الله علم ما لم يعلم." ولازم من حولك من الإخوان الجادّين في طريق الله.
والله الموفق لما فيه الخير والصّلاح.
أه
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد عبدك و رسولك
النّبي الأمّي و على آله و صحبه و سلم.
إعلم أخي وفّقني الله و إيّاك لما فيه الخير والصّلاح ، "إنّما الأعمال بالنّيات
وإنّما لكلّ امرىء ما نوى..."متّفق عليه. فعلى نيّة العبد في طريق الله ينبني
السّير كلّه. ونيّته هي غايته من أخذ الطريق، وبدون إطالة أو بحث في النّوايا
فالنيةالسّليمة هي : أن تكون غايتنا من أخذ الطريق محبّة الله ورسوله ورغبة
في مزيد القرب ، فليس هنالك أعظم سعادة من إستشعار القلب قرب الحقّ
جلّ جلاله ، وليس هنالك نعيم ألذ وأحلى من لحظة أنس بالله .
واعلم أنّ الحاجزالوحيد الذي يمنعنا من بلوغ هذه الغاية هو:أنفسنا وماانطوت
عليه من حظوظ وأوهام. لذلك قالوا كلّ الصّيد في جوف الفراء.
من هنا ينطلق الرّاغب في القرب، فلا وجود للطريق خارج نطاق مجاهدة النّفس
في طاعة الله.[ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَ قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا]واحذرالخلط بين أمرين :
ــــ المجاهدة للنّفس.
ــــ والمجاهدةفي النفس.
فمجاهدة النّفس في طاعة الله هي طريق عامّة المؤمنين الذين لا يفرّقون بين عشق
الطاعة وعشق المولى جلّ جلاله، فتستغلّ نفوسهم هذا الوضع لتستحوذعلى الطاعات
وينشأعنها العجب وحبّ الظهور، يراها الغافل إعتزازا بالله. لذلك تسمّى هذه الطاعات
مجاهدة للنّفس ،لأنّها تصبّ في ميزان تقويتها على صاحبها لاتقواها.
أمّا المجاهدة في النّفس فهي موجّهة ضدّ النّفس باعتبارها الحاجز الحائل بين العبد وربّه
وهذه هي الكيفيّة الوحيدة لتطهيرها و تزكيتها. وليس الأمرهيّن في هذه الحالة لذلك يتوجه
طالب القرب إلى مولاه في كلّ الطاعات، ويستجير برسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا
التّوجّه والإستجارة تنشأ علاقة العبد بربّه وتنمو على حساب نفسه ، لا لنفسه وتكون مقاييس
القرب والبعد مبنيّة على مدى تخلصه من الحظوظ والأوهام النّفسيّة. ومن هنا يتّضح
إحتياجنا لمن يأخذ بأيدينا في طريق الله. وعلى قدر قوّة توجّهنا واستجارتنا بالله و برسول
الله ، تكون الإعانة والتّوفيق من الله [ وَالذَّينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإنَّ اللهَ
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ.]العنكبوت.69.
فانظر أخي بعين التّعظيم لفضل الله وكرمه الذي جعلك من أهل نسبته واعمل على
أساس ترسيخ قدمك فيما يسّره لك.قال سيّدنا الحسن البصري"من عمل بما علم أورثه
الله علم ما لم يعلم." ولازم من حولك من الإخوان الجادّين في طريق الله.
والله الموفق لما فيه الخير والصّلاح.
أه
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin