19 - ما أرادت همة سالك أن تقف عند ما كشف لها إلا ونادته هواتف الحقيقة الذي تطلب أمامك
ولا تبرجت ظواهر المكونات إلا ونادته حقائقها إنما نحن فتنة فلا تكفر.
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
همة السالك هي القوة الباعثة له على السيرو وقوفها مع الشيء هو إعتقادها أن ما وصلت إليه هو الغاية أو فيه كفاية وهواتف الحقيقة هي لسان حال الكشف عن عين التحقيق وتبرج الشيء ظهوره في حال الزينة لقصد الإمالة وظواهر المكونات هو ما كساها من الحسن والحكمة وتزيينها هو خرق عوائدها له وأنقيادها لحكمه وحقائقها نورها الباطني وهو تجلي المعنى فيها قلت السالك هو الذي يشهد الأثر فإن كان يشهده في نفسه سالك فقط وهو في حالة السير وإن كان يشهده بالله فهو سالك مجذوب والمقامات التي يقطعها ثلاث فناء في الأفعال وفناء في الصفات وفناء في الذات أو تقول فناء في الإسم وفناء في الذات وفناء في الفناء وهو مقام البقاء ثم الترقي ما لا نهاية له فإذا كشف للسالك عن سر توحيد الأفعال وذاق حلاوته وأرادت همته أن تقف مع ذلك المقام نادته هواتف حقيقة الفناء في الصفات الذي تطلب أمامك وإذا ترقي إلى مقام الفناء في الصفات وكشف له عن سر توحيد الصفات وأستشرف على الفناء في الذات وأرادات همته أن تقف مع ذلك المقام نادته هواتف حقيقة الفناء في الذات الذي تطلب أمامك وإذا ترقي إلى الفناء في الذات وكشف له عن سر توحيد الذات وأرادت همته أن تقف مع ذلك المقام نادته هواتف حقيقة فناء الفناء أو حقيقة البقاء الذي تطلب أمامك وإذا وصل إلى البقاء نادته هواتف العلوم الغيبية وقل رب زدني علماً وقد قال عليه السلام لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك أو تقول إذا كشف للمريد عن الفناء في الإسم وذاق حلاوة العمل والذكر وأرادت همته أن تقف معها نادته هواتف حقائق الفناء في الذات الذي تطلب أمامك فإذا ترقي إلى مقام الفناء في الذات وذاق حلاوته ولم يتمكن وقنع بذلك وأرادت همته أن تقف مع ذلك نادته هواتف حقيقة التمكين الذي تطلب أمامك وإذا تمكن ولم يطلب زيادة الترقي نادته هواتف الترقي الذي تطلب أمامك وهكذا كل مقام ينادي على ما قبله يا أهل يثرب لا مقام لكم وإذا تبرجت أي ظهرت بزينتها وحللها للسالك أو للعارف ظواهر المكونات بخرق عوائدها وأنقيادها له وتصرفه فيها بهمته كالمشي على الماء والطيران في الهواء ونبع الماء وجلب الطعام وغير ذلك من الكرامات الحسية وأرادت همة السالك أن تقف مع ظواهرها وتشتغل بحلاوة حسها نادته هواتف المعاني الباطنة إنما نحن فتنة لك نختبرك هل تقنع بها دون معرفة مالكها ومنشيها المتجلي فيها أو تعرض عنها وتنفذ إلى نور معانيها وشهود مالكها ومجريها فلا تكفر وتجحد
المتجلي بها فتنكره فتكون من الجاهلين وقد ضرب الساحلي في البغية مثلاً لهذه المقامات والسير فيها فقال مثل ذلك كملك ظهر بالمشرق مثلاً وأرسل لنا رسلاً بكتاب من عنده فقرؤا علينا كتاب الملك وشوقوناً إليه غاية التشويق بذكر كرمه ومحاسنه فمن الناس من أعرض عن طاعته والأنقياد إليه وهم الكفار ومن الناس من قبل وآمن ولم يقدر على النهوض إلى حضرة الملك وهم عوام المسلمين ضعفاء المحبة واليقين ومن الناس من تشوق للملك ونهض إلى حضرته فقالت له الرسل نحن نسيرك ونعرفك الطريق فتقدموا أمامهم يسيرون بهم ثم أن الملك بني دياراً ومنازل ينزلونها كل منزل أعظم من الذي قبله هكذا إلى حضرته فإذا نزلوا أول المنازل ورأوا حسنه وبهجته أرادوا أن يقيموا فيه فتقول لهم الرسل الذين جاؤا من عند الملك الذي تطلبون أمامكم فينهضونهم من ذلك المنزل فإذا نزلوا الثاني وجدوه أعظم من الأول فيريدون أن يقيموا فيه فترحلهم الرسل إلى ما بعده هكذا يقطعون بهم المنازل منزلاً منزلاً حتي يوقفونهم على الملك فيقولون لهم ها أنتم وربكم فيستريحون من تعب ويتمتعون بالمجالسة والنظر والمراد بالرسل هنا الأنبياء الذين بعثهم الله وخلفاؤهم ممن كان على قدمهم ممن جمع بين الحقيقة والشريعة وهذه المنازل هي المقامات التي يقطعها المريد اه بالمعني مع الأختصار لطول العهد به وقد أشار الششتري إلى التنبيه على عدم الوقوف مع هذه المقامات والكرامات فقال بها فتنكره فتكون من الجاهلين وقد ضرب الساحلي في البغية مثلاً لهذه المقامات والسير فيها فقال مثل ذلك كملك ظهر بالمشرق مثلاً وأرسل لنا رسلاً بكتاب من عنده فقرؤا علينا كتاب الملك وشوقوناً إليه غاية التشويق بذكر كرمه ومحاسنه فمن الناس من أعرض عن طاعته والأنقياد إليه وهم الكفار ومن الناس من قبل وآمن ولم يقدر على النهوض إلى حضرة الملك وهم عوام المسلمين ضعفاء المحبة واليقين ومن الناس من تشوق للملك ونهض إلى حضرته فقالت له الرسل نحن نسيرك ونعرفك الطريق فتقدموا أمامهم يسيرون بهم ثم أن الملك بني دياراً ومنازل ينزلونها كل منزل أعظم من الذي قبله هكذا إلى حضرته فإذا نزلوا أول المنازل ورأوا حسنه وبهجته أرادوا أن يقيموا فيه فتقول لهم الرسل الذين جاؤا من عند الملك الذي تطلبون أمامكم فينهضونهم من ذلك المنزل فإذا نزلوا الثاني وجدوه أعظم من الأول فيريدون أن يقيموا فيه فترحلهم الرسل إلى ما بعده هكذا يقطعون بهم المنازل منزلاً منزلاً حتي يوقفونهم على الملك فيقولون لهم ها أنتم وربكم فيستريحون من تعب ويتمتعون بالمجالسة والنظر والمراد بالرسل هنا الأنبياء الذين بعثهم الله وخلفاؤهم ممن كان على قدمهم ممن جمع بين الحقيقة والشريعة وهذه المنازل هي المقامات التي يقطعها المريد اه بالمعني مع الأختصار لطول العهد به وقد أشار الششتري إلى التنبيه على عدم الوقوف مع هذه المقامات والكرامات فقال
فلا تلتفت في السير غيرا وكل ما ... سوي الله غير فإتخذ ذكره حصناً
وكل مقام لا تقم فيه أنه ... حجاب فجد السير وأستنجد العونا
ومهما ترى كل المراتب تجتلي ... عليك فحل عنها فعن مثلها حلنا
وقل ليس لي في غير ذاتك مطلب ... فلا صورة تجلي ولا طرفة تجني
وأعلم أن هذه الآداب التي ذكرها الشيخ في هذا الباب قد تكون خاصة بالعارف وقد يشاركه فيها غيره فلذلك يعبر بعبارة واسعة لتكون عامة لأن المريد قد يترقي إلى مقام وقد بقيت عليه بقية مما قبله فيكملها فيه والله تعالى أعلم
ولا تبرجت ظواهر المكونات إلا ونادته حقائقها إنما نحن فتنة فلا تكفر.
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
همة السالك هي القوة الباعثة له على السيرو وقوفها مع الشيء هو إعتقادها أن ما وصلت إليه هو الغاية أو فيه كفاية وهواتف الحقيقة هي لسان حال الكشف عن عين التحقيق وتبرج الشيء ظهوره في حال الزينة لقصد الإمالة وظواهر المكونات هو ما كساها من الحسن والحكمة وتزيينها هو خرق عوائدها له وأنقيادها لحكمه وحقائقها نورها الباطني وهو تجلي المعنى فيها قلت السالك هو الذي يشهد الأثر فإن كان يشهده في نفسه سالك فقط وهو في حالة السير وإن كان يشهده بالله فهو سالك مجذوب والمقامات التي يقطعها ثلاث فناء في الأفعال وفناء في الصفات وفناء في الذات أو تقول فناء في الإسم وفناء في الذات وفناء في الفناء وهو مقام البقاء ثم الترقي ما لا نهاية له فإذا كشف للسالك عن سر توحيد الأفعال وذاق حلاوته وأرادت همته أن تقف مع ذلك المقام نادته هواتف حقيقة الفناء في الصفات الذي تطلب أمامك وإذا ترقي إلى مقام الفناء في الصفات وكشف له عن سر توحيد الصفات وأستشرف على الفناء في الذات وأرادات همته أن تقف مع ذلك المقام نادته هواتف حقيقة الفناء في الذات الذي تطلب أمامك وإذا ترقي إلى الفناء في الذات وكشف له عن سر توحيد الذات وأرادت همته أن تقف مع ذلك المقام نادته هواتف حقيقة فناء الفناء أو حقيقة البقاء الذي تطلب أمامك وإذا وصل إلى البقاء نادته هواتف العلوم الغيبية وقل رب زدني علماً وقد قال عليه السلام لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك أو تقول إذا كشف للمريد عن الفناء في الإسم وذاق حلاوة العمل والذكر وأرادت همته أن تقف معها نادته هواتف حقائق الفناء في الذات الذي تطلب أمامك فإذا ترقي إلى مقام الفناء في الذات وذاق حلاوته ولم يتمكن وقنع بذلك وأرادت همته أن تقف مع ذلك نادته هواتف حقيقة التمكين الذي تطلب أمامك وإذا تمكن ولم يطلب زيادة الترقي نادته هواتف الترقي الذي تطلب أمامك وهكذا كل مقام ينادي على ما قبله يا أهل يثرب لا مقام لكم وإذا تبرجت أي ظهرت بزينتها وحللها للسالك أو للعارف ظواهر المكونات بخرق عوائدها وأنقيادها له وتصرفه فيها بهمته كالمشي على الماء والطيران في الهواء ونبع الماء وجلب الطعام وغير ذلك من الكرامات الحسية وأرادت همة السالك أن تقف مع ظواهرها وتشتغل بحلاوة حسها نادته هواتف المعاني الباطنة إنما نحن فتنة لك نختبرك هل تقنع بها دون معرفة مالكها ومنشيها المتجلي فيها أو تعرض عنها وتنفذ إلى نور معانيها وشهود مالكها ومجريها فلا تكفر وتجحد
المتجلي بها فتنكره فتكون من الجاهلين وقد ضرب الساحلي في البغية مثلاً لهذه المقامات والسير فيها فقال مثل ذلك كملك ظهر بالمشرق مثلاً وأرسل لنا رسلاً بكتاب من عنده فقرؤا علينا كتاب الملك وشوقوناً إليه غاية التشويق بذكر كرمه ومحاسنه فمن الناس من أعرض عن طاعته والأنقياد إليه وهم الكفار ومن الناس من قبل وآمن ولم يقدر على النهوض إلى حضرة الملك وهم عوام المسلمين ضعفاء المحبة واليقين ومن الناس من تشوق للملك ونهض إلى حضرته فقالت له الرسل نحن نسيرك ونعرفك الطريق فتقدموا أمامهم يسيرون بهم ثم أن الملك بني دياراً ومنازل ينزلونها كل منزل أعظم من الذي قبله هكذا إلى حضرته فإذا نزلوا أول المنازل ورأوا حسنه وبهجته أرادوا أن يقيموا فيه فتقول لهم الرسل الذين جاؤا من عند الملك الذي تطلبون أمامكم فينهضونهم من ذلك المنزل فإذا نزلوا الثاني وجدوه أعظم من الأول فيريدون أن يقيموا فيه فترحلهم الرسل إلى ما بعده هكذا يقطعون بهم المنازل منزلاً منزلاً حتي يوقفونهم على الملك فيقولون لهم ها أنتم وربكم فيستريحون من تعب ويتمتعون بالمجالسة والنظر والمراد بالرسل هنا الأنبياء الذين بعثهم الله وخلفاؤهم ممن كان على قدمهم ممن جمع بين الحقيقة والشريعة وهذه المنازل هي المقامات التي يقطعها المريد اه بالمعني مع الأختصار لطول العهد به وقد أشار الششتري إلى التنبيه على عدم الوقوف مع هذه المقامات والكرامات فقال بها فتنكره فتكون من الجاهلين وقد ضرب الساحلي في البغية مثلاً لهذه المقامات والسير فيها فقال مثل ذلك كملك ظهر بالمشرق مثلاً وأرسل لنا رسلاً بكتاب من عنده فقرؤا علينا كتاب الملك وشوقوناً إليه غاية التشويق بذكر كرمه ومحاسنه فمن الناس من أعرض عن طاعته والأنقياد إليه وهم الكفار ومن الناس من قبل وآمن ولم يقدر على النهوض إلى حضرة الملك وهم عوام المسلمين ضعفاء المحبة واليقين ومن الناس من تشوق للملك ونهض إلى حضرته فقالت له الرسل نحن نسيرك ونعرفك الطريق فتقدموا أمامهم يسيرون بهم ثم أن الملك بني دياراً ومنازل ينزلونها كل منزل أعظم من الذي قبله هكذا إلى حضرته فإذا نزلوا أول المنازل ورأوا حسنه وبهجته أرادوا أن يقيموا فيه فتقول لهم الرسل الذين جاؤا من عند الملك الذي تطلبون أمامكم فينهضونهم من ذلك المنزل فإذا نزلوا الثاني وجدوه أعظم من الأول فيريدون أن يقيموا فيه فترحلهم الرسل إلى ما بعده هكذا يقطعون بهم المنازل منزلاً منزلاً حتي يوقفونهم على الملك فيقولون لهم ها أنتم وربكم فيستريحون من تعب ويتمتعون بالمجالسة والنظر والمراد بالرسل هنا الأنبياء الذين بعثهم الله وخلفاؤهم ممن كان على قدمهم ممن جمع بين الحقيقة والشريعة وهذه المنازل هي المقامات التي يقطعها المريد اه بالمعني مع الأختصار لطول العهد به وقد أشار الششتري إلى التنبيه على عدم الوقوف مع هذه المقامات والكرامات فقال
فلا تلتفت في السير غيرا وكل ما ... سوي الله غير فإتخذ ذكره حصناً
وكل مقام لا تقم فيه أنه ... حجاب فجد السير وأستنجد العونا
ومهما ترى كل المراتب تجتلي ... عليك فحل عنها فعن مثلها حلنا
وقل ليس لي في غير ذاتك مطلب ... فلا صورة تجلي ولا طرفة تجني
وأعلم أن هذه الآداب التي ذكرها الشيخ في هذا الباب قد تكون خاصة بالعارف وقد يشاركه فيها غيره فلذلك يعبر بعبارة واسعة لتكون عامة لأن المريد قد يترقي إلى مقام وقد بقيت عليه بقية مما قبله فيكملها فيه والله تعالى أعلم
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin