27 - شتان بين ما يستدل به و ما يستدل عليه، و المستدل به عرف الحق لأهله فأثبت الأمر من وجود أصله، و الاستدلال عليه من عدم الوصول إليه،
و إلا فمتى غاب حتى يستدل عليه، و متى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه.
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
شتان بين ما يستدل به و ما يستدل عليه عرف الحق لأهله وأثبت الأمر من وجود أصله والأستدلال عليه من عدم الوصول إليه وإلا فمتي غاب حتى يستدل عليه ومتي بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه شتان بمعنى بعد وأفترق ولا تكون إلا في إفتراق المعاني دون الحسيات.
قلت أعلم أن الحق سبحانه لما أراد أن يتجلى بأسرار ذاته وأنوار صفاته أظهر بقدرته قبضة من نوره الأزلي فأقتضت القدرة ظهور آثارها وشهود أنوارها وأقتضت الحكمة إسدال حجابها وإظهار أستارها فلما فرغت القدرة نورها في مظاهر الكون أسدلت عليها الحكمة رداء الصون فصارت الأكوان كلها نوراً في حجاب مستور ثم إن الحق سبحانه قسم الخلق على قسمين وفرقهم فرقتين قسم أختصهم بمحبته وجعلهم من أهل ولايته ففتح لهم الباب وكشف لهم الحجاب فأشهدهم أسرار ذاته ولم يحجبهم عنه بأثار قدرته وقسم أقامهم لخدمته وجعلهم من أهل حكمته أسدل عليهم حجاب الوهم وغيب عنهم نور العلم والفهم فوقفوا مع ظواهر القشور ولم يشهدوا بواطن النور مع شدة الظهور فسبحان من أخفي سره بحكمته وأظهر نوره بقدرته فأما أهل المحبة وهم أهل الولاية والعرفان من أهل الشهود والعيان فهم يستدلون بالنور على وجود الستور فلا يرون إلا النور وبالحق على وجود الخلق فلا يجدون إلا الحق وبقدرته على حكمته فوجدوا قدرته عين حكمته وحكمته عين قدرته فغابوا بشهود الحق عن رؤية الخلق إذ محال أن تشهده وتشهد معه سواه وأما أهل الخدمة من أهل الحكمة فهم يستدلون بظهور الستور على وجود النور وبالخلق على وجود الحق غابوا عنه في حال حضوره وحجبوا عنه بشدة ظهوره قال بعض العارفين أثبت الله تعالى للعامة المخلوق فأثبتوا به الخالق وأثبت للخاصة نفسه فأثبتوا به المخلوق اه فشتان أي فرق كبير بين من يستدل به على ظهور أثره وبين من يستدل بظهور أثره على وجوده لأن من يستدل به عرف الحق وهو الوجود الحقيقي لأهله أي لمن هو أهل له ويستحقه وهو الله الواجب الوجود الملك المعبود وأثبت الأمر وهو القدم للوجود الحقيقي من وجود أصله وهو الجبروت الأصلي القديم الأزلي يعني أن من عرف الله حتى صار عنده صرورياً عرف الوجود إنما هو الله وأنتقى عنه وجود ما سواه وأثبت القدم لأوله ومنتهاه أو تقول عرف الحق وهو الوجود الأصلي لأهله وهو الله تعالى.
وأثبت الأمر وهو الوجود الفرعي من وجود أصله أي الحقه بأصله فإذا ألتحق الفرع بالأصل صار الجميع جبروتياً أصلياً ويحتمل أن يكون معناهما واحداً ويكون التقدير عرف الوجود الحقيقي لأهله وأثبت ذلك الأمر من أصله كقولك عرفت هذا الحكم وأثبت به من أصله والله تعالى أعلم وأما من يستدل عليه فلعبده عنه في حال قربه منه ولغيبته عنه في حال حضوره معه بعده الوهم وغيبه عدم الفهم وإلا فمتى غاب حتى يستدل عليه إذ هو أقرب إليك من حبل الوريد ومتى بعد حتى تكون الآثار الوهمية هي التي توصل إليه وهو معكم أينما كنتم إذ أثر القدرة هو عينها فالصفة لا تفارق الموصوف إذ لا قيام لها إلا به ولا ظهور لها إلا منه وسيأتي له في المناجاة ألهي كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك أيكون لغيرك ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك والله تعالى أعلم
و إلا فمتى غاب حتى يستدل عليه، و متى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه.
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
شتان بين ما يستدل به و ما يستدل عليه عرف الحق لأهله وأثبت الأمر من وجود أصله والأستدلال عليه من عدم الوصول إليه وإلا فمتي غاب حتى يستدل عليه ومتي بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه شتان بمعنى بعد وأفترق ولا تكون إلا في إفتراق المعاني دون الحسيات.
قلت أعلم أن الحق سبحانه لما أراد أن يتجلى بأسرار ذاته وأنوار صفاته أظهر بقدرته قبضة من نوره الأزلي فأقتضت القدرة ظهور آثارها وشهود أنوارها وأقتضت الحكمة إسدال حجابها وإظهار أستارها فلما فرغت القدرة نورها في مظاهر الكون أسدلت عليها الحكمة رداء الصون فصارت الأكوان كلها نوراً في حجاب مستور ثم إن الحق سبحانه قسم الخلق على قسمين وفرقهم فرقتين قسم أختصهم بمحبته وجعلهم من أهل ولايته ففتح لهم الباب وكشف لهم الحجاب فأشهدهم أسرار ذاته ولم يحجبهم عنه بأثار قدرته وقسم أقامهم لخدمته وجعلهم من أهل حكمته أسدل عليهم حجاب الوهم وغيب عنهم نور العلم والفهم فوقفوا مع ظواهر القشور ولم يشهدوا بواطن النور مع شدة الظهور فسبحان من أخفي سره بحكمته وأظهر نوره بقدرته فأما أهل المحبة وهم أهل الولاية والعرفان من أهل الشهود والعيان فهم يستدلون بالنور على وجود الستور فلا يرون إلا النور وبالحق على وجود الخلق فلا يجدون إلا الحق وبقدرته على حكمته فوجدوا قدرته عين حكمته وحكمته عين قدرته فغابوا بشهود الحق عن رؤية الخلق إذ محال أن تشهده وتشهد معه سواه وأما أهل الخدمة من أهل الحكمة فهم يستدلون بظهور الستور على وجود النور وبالخلق على وجود الحق غابوا عنه في حال حضوره وحجبوا عنه بشدة ظهوره قال بعض العارفين أثبت الله تعالى للعامة المخلوق فأثبتوا به الخالق وأثبت للخاصة نفسه فأثبتوا به المخلوق اه فشتان أي فرق كبير بين من يستدل به على ظهور أثره وبين من يستدل بظهور أثره على وجوده لأن من يستدل به عرف الحق وهو الوجود الحقيقي لأهله أي لمن هو أهل له ويستحقه وهو الله الواجب الوجود الملك المعبود وأثبت الأمر وهو القدم للوجود الحقيقي من وجود أصله وهو الجبروت الأصلي القديم الأزلي يعني أن من عرف الله حتى صار عنده صرورياً عرف الوجود إنما هو الله وأنتقى عنه وجود ما سواه وأثبت القدم لأوله ومنتهاه أو تقول عرف الحق وهو الوجود الأصلي لأهله وهو الله تعالى.
وأثبت الأمر وهو الوجود الفرعي من وجود أصله أي الحقه بأصله فإذا ألتحق الفرع بالأصل صار الجميع جبروتياً أصلياً ويحتمل أن يكون معناهما واحداً ويكون التقدير عرف الوجود الحقيقي لأهله وأثبت ذلك الأمر من أصله كقولك عرفت هذا الحكم وأثبت به من أصله والله تعالى أعلم وأما من يستدل عليه فلعبده عنه في حال قربه منه ولغيبته عنه في حال حضوره معه بعده الوهم وغيبه عدم الفهم وإلا فمتى غاب حتى يستدل عليه إذ هو أقرب إليك من حبل الوريد ومتى بعد حتى تكون الآثار الوهمية هي التي توصل إليه وهو معكم أينما كنتم إذ أثر القدرة هو عينها فالصفة لا تفارق الموصوف إذ لا قيام لها إلا به ولا ظهور لها إلا منه وسيأتي له في المناجاة ألهي كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك أيكون لغيرك ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك والله تعالى أعلم
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin