39 - العجب كل العجب ممن يهرب مما لا انفكاك له عنه، و يطلب ما لا بقاء معه،
"فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور".
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
قلت ما لا أنفكاك منه هو الحق تعالى وقضاؤه وقدره وما لا بقاء له هو الدنيا أو ما تدبره النفس وتقدره فمن أعجب العجائب أن يفر العبد من مولاه ويتوجه بالطلب لما سواه مع أنه لا أنفكاك له منه ولا محيد له عنه إذ لا وجود له إلا منه ولا قيام له إلا به فكيف يهرب منه بترك طلب معرفته وبالتقرب به بأمتثال أمره وأجتناب نهيه ويطلب مالا بقاء له من حظوظ الدنيا الفانية التي أن لم تزل عنها في الحياة زالت عنك بالممات فأطلب ما يبقي دون ما يفني ولله در القائل والسداد اه
وقال رضي الله عنه أيضاً العارف من عرف شدائد الزمان في الألطاف الحارية من الله عليه وعرف إساءته في إحسان الله إليه فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون اه وإذا كان الحق تعالى ما عودك إلا الأحسان وما أسدي إليك إلا الأمتنان فمن العجب أن تتركه وتطلب ما سواه وإلى ذلك أشار بقوله العجب كل العجب ممن يهرب مما لا أنفكاك له منه ويطلب مالا بقاء له معه فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور
قلت ما لا أنفكاك منه هو الحق تعالى وقضاؤه وقدره وما لا بقاء له هو الدنيا أو ما تدبره النفس وتقدره فمن أعجب العجائب أن يفر العبد من مولاه ويتوجه بالطلب لما سواه مع أنه لا أنفكاك له منه ولا محيد له عنه إذ لا وجود له إلا منه ولا قيام له إلا به فكيف يهرب منه بترك طلب معرفته وبالتقرب به بأمتثال أمره وأجتناب نهيه ويطلب مالا بقاء له من حظوظ الدنيا الفانية التي أن لم تزل عنها في الحياة زالت عنك بالممات فأطلب ما يبقي دون ما يفني ولله در القائل
هب الدنيا تساق إليك عفواً ... أليس مصير ذاك إلى زوال
وما دنياك إلا مثل ظل ... أظلك ثم آذن بأرتحال
أو تقول من العجب كل العجب أن يهرب العبد مما لا أنفكاك له عن قدر الله وقضائه ويطلب مالا بقاء له من حظوظ تدبيره وأختياره إذ كل ما تدبره وأبرمه فسخه القضاء وهدمه،
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
وهذا كله من عدم فتح البصيرة أو عماها ولذلك قال فإنها لا تعمى الأبصار عن أدراك الحس لأنها أدركته وحجبت به ولكن تعمي القلوب عن أدراك المعنى فلا ترى إلا الحس ولا تحب إلا أياه ولا تطلب شيئاً سواه نسأل الله عافيته وهداه
قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه عمي البصيرة في ثلاث أرسال الجوارح في معاصي الله والطمع في خلق الله والتصنع بطاعة الله اه ثم إذا طلبت الحق الذي لا أنفكاك لك عنه ورحلت إليه فأطلب معرفة ذاته لا زخارف جناته إذ هي كون من مكوناته
"فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور".
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
قلت ما لا أنفكاك منه هو الحق تعالى وقضاؤه وقدره وما لا بقاء له هو الدنيا أو ما تدبره النفس وتقدره فمن أعجب العجائب أن يفر العبد من مولاه ويتوجه بالطلب لما سواه مع أنه لا أنفكاك له منه ولا محيد له عنه إذ لا وجود له إلا منه ولا قيام له إلا به فكيف يهرب منه بترك طلب معرفته وبالتقرب به بأمتثال أمره وأجتناب نهيه ويطلب مالا بقاء له من حظوظ الدنيا الفانية التي أن لم تزل عنها في الحياة زالت عنك بالممات فأطلب ما يبقي دون ما يفني ولله در القائل والسداد اه
وقال رضي الله عنه أيضاً العارف من عرف شدائد الزمان في الألطاف الحارية من الله عليه وعرف إساءته في إحسان الله إليه فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون اه وإذا كان الحق تعالى ما عودك إلا الأحسان وما أسدي إليك إلا الأمتنان فمن العجب أن تتركه وتطلب ما سواه وإلى ذلك أشار بقوله العجب كل العجب ممن يهرب مما لا أنفكاك له منه ويطلب مالا بقاء له معه فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور
قلت ما لا أنفكاك منه هو الحق تعالى وقضاؤه وقدره وما لا بقاء له هو الدنيا أو ما تدبره النفس وتقدره فمن أعجب العجائب أن يفر العبد من مولاه ويتوجه بالطلب لما سواه مع أنه لا أنفكاك له منه ولا محيد له عنه إذ لا وجود له إلا منه ولا قيام له إلا به فكيف يهرب منه بترك طلب معرفته وبالتقرب به بأمتثال أمره وأجتناب نهيه ويطلب مالا بقاء له من حظوظ الدنيا الفانية التي أن لم تزل عنها في الحياة زالت عنك بالممات فأطلب ما يبقي دون ما يفني ولله در القائل
هب الدنيا تساق إليك عفواً ... أليس مصير ذاك إلى زوال
وما دنياك إلا مثل ظل ... أظلك ثم آذن بأرتحال
أو تقول من العجب كل العجب أن يهرب العبد مما لا أنفكاك له عن قدر الله وقضائه ويطلب مالا بقاء له من حظوظ تدبيره وأختياره إذ كل ما تدبره وأبرمه فسخه القضاء وهدمه،
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
وهذا كله من عدم فتح البصيرة أو عماها ولذلك قال فإنها لا تعمى الأبصار عن أدراك الحس لأنها أدركته وحجبت به ولكن تعمي القلوب عن أدراك المعنى فلا ترى إلا الحس ولا تحب إلا أياه ولا تطلب شيئاً سواه نسأل الله عافيته وهداه
قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه عمي البصيرة في ثلاث أرسال الجوارح في معاصي الله والطمع في خلق الله والتصنع بطاعة الله اه ثم إذا طلبت الحق الذي لا أنفكاك لك عنه ورحلت إليه فأطلب معرفة ذاته لا زخارف جناته إذ هي كون من مكوناته
اليوم في 19:27 من طرف Admin
» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
اليوم في 19:25 من طرف Admin
» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
اليوم في 19:23 من طرف Admin
» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
اليوم في 19:20 من طرف Admin
» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
اليوم في 19:16 من طرف Admin
» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
اليوم في 19:09 من طرف Admin
» كتاب: رسالة فى التعلق بجنابه والوقوف على بابه صلى الله عليه وسلم ـ الشيخ رشيد الراشد
اليوم في 19:04 من طرف Admin
» كتاب: مطالع الأنوار شرح رشفات السادات الأبرار ـ الإمام عبدالرحمن بن عبدالله بن أحمد بلفقيه
اليوم في 18:54 من طرف Admin
» كتاب: المسألة التيمية فى المنع من شد الرحال للروضة النبوية صنفه دكتور بلال البحر
اليوم في 18:43 من طرف Admin
» كتاب: مختارات من رسائل الشيخ سيدي أحمد التجاني
اليوم في 18:40 من طرف Admin
» كتاب: سلَّم التيسير لليُسرى ـ عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله بن علي الكاف باعلوي
اليوم في 18:19 من طرف Admin
» كتاب: عمر السيدة عائشة رضى الله عنها يوم العقد والزواج الدكتور صلاح الإدلبي
اليوم في 16:55 من طرف Admin
» كتاب: علماء سلكو التصوف ولبسو الخرقة ـ إدارة موقع الصوفية
اليوم في 16:52 من طرف Admin
» كتاب: روضة المحبين فى الصلاة على سيد الأحبة ـ الحبيب محمد بن عبدالرحمن السقاف
اليوم في 16:49 من طرف Admin
» كتاب: مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية ـ الشيخ باسم مكداش
اليوم في 16:42 من طرف Admin