كتاب غيث المواهب العلية فى شرح الحكم العطائية العارف بالله الشيخ محمد بن إبراهيم النفزي الرندي
03 - سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار :
الهمم السوابق ، هي : قوى النفس التي تنفعل بها بعض الموجودات بإذن اللّه تعالى ، وتسميها الصوفية « همّة » فيقولون : أحال فلان همّته على أمر ما فانفعل له ذلك ، وهذه الهمم السابقة لا تنفعل الأشياء عنها إلا بالقضاء والقدر .
وهو معنى قولنا بإذن اللّه تعالى : فهي على حال سبقيتها ونفوذها لا تخرق أسواء الأقدار ولا تنفذها .
وهذه الهمم قد تكون للأولياء كرامات ، وقد تكون لغيرهم استدراجا ومكرا . كما تكون للعائن والساحر .
قد ثبت أن العين حق ، والسحر حق ، ومعناه ما ذكرناه .
وحاصل ذلك أنه يجب أن يعتقد أنها أسباب لا تأثير لها ولا فاعلية ، وأن الفاعل هو اللّه وحده [ أوجد الفعل ] عندها لا بها .
وكأن المؤلف رحمه اللّه إنما أورد هذه المسألة بين يدي كلامه في « التدبير » ليعرفك بذلك أن وجود التدبير لا جدوى له ولا فائدة ؛ لأن الهمة الفعّالة إذا لم تفد في خرق أسوار الأقدار شيئا فكيف يفيد في ذلك التدبير ؟
وما لا فائدة فيه فضول لا ينبغي أن يتشاغل به ، ويتعب به ذوو العقول .
ولذلك قال :أرح نفسك من التدبير فما قام به غيرك عنك لا تقم به لنفسك .
تدبير الخلق لأمور دنياهم على الوجه الذي نقوله مذموم ، لأن اللّه تعالى قد تكفل لهم بذلك ، وقام به عنهم ، وطلب منهم أن يفرغوا قلوبهم منه ، ويقوموا بحق عبوديته ووظائف تكليفاته فقط ، وهو أن يقدر العبد لنفسه شؤونا يكون عليها من أمر دنياه على ما تقتضيه شهوته وهواه ، ويدبر لها ما يليق بها من أحوال وأعمال.
ويستعد لذلك ويهتم لأجله ، وهذا تعب عظيم استعجله لنفسه ، ولعل أكثر ما يقدره لا يقع ؛ فيخيب ظنه ، ويبطل سعيه ، ثم فيه من ترك العبودية ومضآدة أحكام الربوبية ومنازعة القدر ، وإضاعة العمر ما يحمل العاقل على تركه واجتنابه وقطع مواده وأسبابه .
قال سهل بن عبد اللّه التستري رضي اللّه عنه : « ذروا التدبير والاختيار فإنهما يكدران على الناس عيشهم » .
قال سيدي أبو الحسن الشاذلي : « إن كان ولا بد من التدبير فدبروا أن لا تدبروا » .
وهذه المسألة أساس طريق القوم ، بل هي جملته وكليته ، والكلام فيها طويل عريض ، وإنما اقتصرنا فيها على هذا القدر اليسير من التنبيه.
لأن المؤلف ، رحمه اللّه ، أفرد في هذا المعنى كتابا سماه « التنوير في إسقاط التدبير » أحسن فيه غاية الإحسان ، وقرب الأمر فيه بحيث يستغنى به عما صنف في هذه الطريقة من ديوان ، فتحصيله متعيّن على كل مريد نجيب .
03 - سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار :
الهمم السوابق ، هي : قوى النفس التي تنفعل بها بعض الموجودات بإذن اللّه تعالى ، وتسميها الصوفية « همّة » فيقولون : أحال فلان همّته على أمر ما فانفعل له ذلك ، وهذه الهمم السابقة لا تنفعل الأشياء عنها إلا بالقضاء والقدر .
وهو معنى قولنا بإذن اللّه تعالى : فهي على حال سبقيتها ونفوذها لا تخرق أسواء الأقدار ولا تنفذها .
وهذه الهمم قد تكون للأولياء كرامات ، وقد تكون لغيرهم استدراجا ومكرا . كما تكون للعائن والساحر .
قد ثبت أن العين حق ، والسحر حق ، ومعناه ما ذكرناه .
وحاصل ذلك أنه يجب أن يعتقد أنها أسباب لا تأثير لها ولا فاعلية ، وأن الفاعل هو اللّه وحده [ أوجد الفعل ] عندها لا بها .
وكأن المؤلف رحمه اللّه إنما أورد هذه المسألة بين يدي كلامه في « التدبير » ليعرفك بذلك أن وجود التدبير لا جدوى له ولا فائدة ؛ لأن الهمة الفعّالة إذا لم تفد في خرق أسوار الأقدار شيئا فكيف يفيد في ذلك التدبير ؟
وما لا فائدة فيه فضول لا ينبغي أن يتشاغل به ، ويتعب به ذوو العقول .
ولذلك قال :أرح نفسك من التدبير فما قام به غيرك عنك لا تقم به لنفسك .
تدبير الخلق لأمور دنياهم على الوجه الذي نقوله مذموم ، لأن اللّه تعالى قد تكفل لهم بذلك ، وقام به عنهم ، وطلب منهم أن يفرغوا قلوبهم منه ، ويقوموا بحق عبوديته ووظائف تكليفاته فقط ، وهو أن يقدر العبد لنفسه شؤونا يكون عليها من أمر دنياه على ما تقتضيه شهوته وهواه ، ويدبر لها ما يليق بها من أحوال وأعمال.
ويستعد لذلك ويهتم لأجله ، وهذا تعب عظيم استعجله لنفسه ، ولعل أكثر ما يقدره لا يقع ؛ فيخيب ظنه ، ويبطل سعيه ، ثم فيه من ترك العبودية ومضآدة أحكام الربوبية ومنازعة القدر ، وإضاعة العمر ما يحمل العاقل على تركه واجتنابه وقطع مواده وأسبابه .
قال سهل بن عبد اللّه التستري رضي اللّه عنه : « ذروا التدبير والاختيار فإنهما يكدران على الناس عيشهم » .
قال سيدي أبو الحسن الشاذلي : « إن كان ولا بد من التدبير فدبروا أن لا تدبروا » .
وهذه المسألة أساس طريق القوم ، بل هي جملته وكليته ، والكلام فيها طويل عريض ، وإنما اقتصرنا فيها على هذا القدر اليسير من التنبيه.
لأن المؤلف ، رحمه اللّه ، أفرد في هذا المعنى كتابا سماه « التنوير في إسقاط التدبير » أحسن فيه غاية الإحسان ، وقرب الأمر فيه بحيث يستغنى به عما صنف في هذه الطريقة من ديوان ، فتحصيله متعيّن على كل مريد نجيب .
اليوم في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
اليوم في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
اليوم في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
اليوم في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
اليوم في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin