إلهي ترددي في الآثار يوجب بعد المزار. فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك
المناجاة السابعة عشرة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت التردد في الآثار هو التردد بين إثباته ونفيه وهي حالة المستشرفين فإذا أثبته مستقلاً كان في حالة العبد وإذا نفاه كان في حالة الجمع فطلب الجمع على الدوام بحيث لا يبقى له تردد في نفيه وهو مقام البقاء فإثبات الأثر بالنفس. وإثباته الله بالنفس على الدوام هو بعد على الدوام وهو مقام أهل الحجاب من العوام ونفيه على الدوام هو مقام أهل الجمع من أهل الفناء والجذب ونفيه ثم إثباته بالله هو مقام أهل البقاء قياماً بوظائف الحكمة والقدرة وجمعاً بين الحقيقة والشريعة وهذه المناجاة إنما تليق بأهل الاستشراف ولو أراد الشيخ رضي الله عنه أن ينبه على مناجاة السائرين والواصلين والمتمكنين لقال بعد هذه المناجاه. التي هي للسائرين إلهي تنزهي في الأنوار يوجب قرب المسار فاجمعني إليك وهذه مناجات الواصلين قبل الرسوخ والتمكين ثم يقول إلهي تنزهي في الأسرار يوجب وصل المسار فاجمعني إليك بنظرة تقيمني بين يديك وهذا غاية الجمع وهو تمكن النظرة ودوام شهود الحضرة ولا يذوق هذا إلا من سبقت له الخدمة وتداركته عناية الجذبة فأصبح
من الفائزين ولمحبوبه من الواصلين وقد قيل إذا أبغض الله عبداً والعياذ بالله طرده عن بابه وشغله عنه بمكابدة رفع حجابه وليس به طاقة على ذلك ما لم يكن الله في عونه وهو معنى لا حول ولا قوة إلا بالله لكن العنين ولا يدرك لذة الجماع والأعمى لا يدرك رحب الساحات والبقاع قيل أن بعض المجموعين على الله أراد التستر عن مقامه فكان لا يسئل عن شئ إلا قال هو فقيل به لعلك تعني الله فسقط ميتاً ويسمى عندهم جمع الجمع وهو خاص بخواص وقيل بالأنبياء عليهم السلام وقيل بالرسل وقيل بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يمكن الوصول إلى هذا إلا برفع الهمة عن الكونين وخلع النعلين من الدارين قال بعضهم عرضت على الدنيا بزخرفها وزينتها فاعرضت عنها فعرضت على الجنان بقصورها وحورها وحللها فأعرضت عنها فقيل لي لو وقفت مع الدنيا لحجبناك عن الآخرة ولو التفت إلى الآخرة لحجبناك عنا فارض بنا عما سوانا وقسطك يأتيك من الدنيا والآخرة وقال آخر رأيت رجلاً وضع سجادة على الماء ومضت به فقلت في نفسي فاز الرجل وأنا لم أصلح للدنيا ولا للآخرة فسمعت هاتفاً يقول من لم يصلح للدنيا ولا للآخرة يصلح لنا قال الشطيبي ثم أن التردد في الآثار والنظر إليه إنما هو لأهل الدليل المفتقرين للنظر إليه ليستدلوا به على صانعه وأما أهل الشهود فهم أغنياء عن الأثر لأن ظهور الحق عندهم أظهر من غيره بل لا وجود لغير أصلاً وإلى هذا أشار في المناجاة الثامنة عشرة بقوله
المناجاة السابعة عشرة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت التردد في الآثار هو التردد بين إثباته ونفيه وهي حالة المستشرفين فإذا أثبته مستقلاً كان في حالة العبد وإذا نفاه كان في حالة الجمع فطلب الجمع على الدوام بحيث لا يبقى له تردد في نفيه وهو مقام البقاء فإثبات الأثر بالنفس. وإثباته الله بالنفس على الدوام هو بعد على الدوام وهو مقام أهل الحجاب من العوام ونفيه على الدوام هو مقام أهل الجمع من أهل الفناء والجذب ونفيه ثم إثباته بالله هو مقام أهل البقاء قياماً بوظائف الحكمة والقدرة وجمعاً بين الحقيقة والشريعة وهذه المناجاة إنما تليق بأهل الاستشراف ولو أراد الشيخ رضي الله عنه أن ينبه على مناجاة السائرين والواصلين والمتمكنين لقال بعد هذه المناجاه. التي هي للسائرين إلهي تنزهي في الأنوار يوجب قرب المسار فاجمعني إليك وهذه مناجات الواصلين قبل الرسوخ والتمكين ثم يقول إلهي تنزهي في الأسرار يوجب وصل المسار فاجمعني إليك بنظرة تقيمني بين يديك وهذا غاية الجمع وهو تمكن النظرة ودوام شهود الحضرة ولا يذوق هذا إلا من سبقت له الخدمة وتداركته عناية الجذبة فأصبح
من الفائزين ولمحبوبه من الواصلين وقد قيل إذا أبغض الله عبداً والعياذ بالله طرده عن بابه وشغله عنه بمكابدة رفع حجابه وليس به طاقة على ذلك ما لم يكن الله في عونه وهو معنى لا حول ولا قوة إلا بالله لكن العنين ولا يدرك لذة الجماع والأعمى لا يدرك رحب الساحات والبقاع قيل أن بعض المجموعين على الله أراد التستر عن مقامه فكان لا يسئل عن شئ إلا قال هو فقيل به لعلك تعني الله فسقط ميتاً ويسمى عندهم جمع الجمع وهو خاص بخواص وقيل بالأنبياء عليهم السلام وقيل بالرسل وقيل بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يمكن الوصول إلى هذا إلا برفع الهمة عن الكونين وخلع النعلين من الدارين قال بعضهم عرضت على الدنيا بزخرفها وزينتها فاعرضت عنها فعرضت على الجنان بقصورها وحورها وحللها فأعرضت عنها فقيل لي لو وقفت مع الدنيا لحجبناك عن الآخرة ولو التفت إلى الآخرة لحجبناك عنا فارض بنا عما سوانا وقسطك يأتيك من الدنيا والآخرة وقال آخر رأيت رجلاً وضع سجادة على الماء ومضت به فقلت في نفسي فاز الرجل وأنا لم أصلح للدنيا ولا للآخرة فسمعت هاتفاً يقول من لم يصلح للدنيا ولا للآخرة يصلح لنا قال الشطيبي ثم أن التردد في الآثار والنظر إليه إنما هو لأهل الدليل المفتقرين للنظر إليه ليستدلوا به على صانعه وأما أهل الشهود فهم أغنياء عن الأثر لأن ظهور الحق عندهم أظهر من غيره بل لا وجود لغير أصلاً وإلى هذا أشار في المناجاة الثامنة عشرة بقوله
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin