إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك وكلما أيأستني أوصافي أطعمتني مننك
المناجاة الحادية عشرة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت العبد إذا نظر أوصاف نفسه اللئيمة وأفعالها الذميمة استحي من الله أن يرفع إليه حاجة يطلبها وخرس لسانه عن النطق بها لأنه يرى من خساسة نفسه ولآمتها مالا تستحق بذلك إلا العقوبة والطرد فإذا نظر إلى سعة كرم الله وجوده وإحسانه وبره انطلق لسانه بالسؤال وطمع فيما له من سعة العطاء والنوال وقد تقدم قوله أن أردت أن ينفتح لك باب الرجاء فانظر ما منه إليك إن أردت أن ينفتح لك باب الحزن فانظر ما منك إليه ولا شك أن من نظر نفسه بعين الأنصاف لم يجدها أهلاً لغير العقوبة أما من جهة الغفلة والتقصير وأمام قلة الوفا بالشكر والحمد ولهذا ورد في بعض الأدعية اللهم افعل بنا ما انت له أهل ولا تفعل بنا ما نحن أهله وقال بعض أهل التشديد من العباد لا ينبغي للعبد أن يرى نفسه إلا شبه نجس أن جلس مع الداعين لم يرهم إلا منعوا الإجابة من سببه ولو سجد على الجمر لم ير عمله أهلاً للقبول ولو كانت نفسه في غاية التزكية لم يرها أهلاً لمدح ولا لثناء ومتى ما تمسح الناس بثيابه تبركا فإنما يرى نفسه كالبكر المزفوفة لبعلها وهي مفتضة بفجور كلما طافوا بها وعظموا شأنها زاد حزنها ومن خوف الفضيحة كلما طافوا بها وعظموا شأنها زاد حزنها من خوف الفضيحة قلت كل من تحقق زواله عن نفسه وبقاءه بربه فلا حرج عليه في ثنائه ومدحه إذ ليس هو الممدوح وإنما الممدوح من فضله عليك ممنوح وكل من مد يده للتقبيل ولم يرها يد الجليل كان القطع في حقها من القليل أن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ولا تكون يده يد الجليل حتى تتحقق خلافته في الأرض ولا تتحقق الخلافة حتى يستولى على الوجود بأسره من عرشه إلى فرشه ويصير في قلبه كحلقة في الأرض فإذا صار هكذا كان خليفة الله في أرضه ويده يد الملك فكل من بايعه فإنما بايع الله يد الله فوق أيديهم والله ذو الفضل العظيم وأنشدوا في مثله
قد استقام على المنهاج يسلكه ... ولم يزغ حائداً منه ولا عدلاً
من حاله يعمر الدنيا بظاهره ... وقلبه في أعالي الخلد قد نزلا
وأبصر الأمر يجري في مسالكه ... من أول النشئ حتى شب واكتهلا
وناطقته البرايا وهي صامتة ... وميز الضد والأرواح والعللا
وأظهر الصورة العليا بصورتها ... الحسنى ومن قبل كانت ألبست ظللا
قال بعضهم اشتريت جارية سوداء فلما جن الليل وأردت أن أنام قالت يا مولاي أما تستحي مولاك لا ينام وأنت تنام قامت تصلي فانتبهت وهي ساجدة فسمعتها تقول في سجودها بحق حبك لي لا تعذبني فقلت لها غلطت قولي بحبي إياك لا تعذبني فلما سلمت قالت يا مولاي ما غلطت بل أصبت ولولا محبته لي ما أنامك وأقامني فقلت اذهبي فانت حرة لوجه الله قالت هذا العتق الأصغر وبقي العتق الأكبر اه وكان بعض الوالهين يقول في بعض مناجاته إلهي لو أردت إهانتي ما وفقتني لطاعتك ولو أردت فضيحتي ما سترتني عند مخالفتك إلهي لولا ذنوبي ما خفت العذاب ولولا كرمك ما رجوت الثواب اه فسر الشيخ الأوصاف التي أيسته أن نظر إليها من منة الله ورحمته فقال في المناجاة الثانية عشرة
المناجاة الحادية عشرة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت العبد إذا نظر أوصاف نفسه اللئيمة وأفعالها الذميمة استحي من الله أن يرفع إليه حاجة يطلبها وخرس لسانه عن النطق بها لأنه يرى من خساسة نفسه ولآمتها مالا تستحق بذلك إلا العقوبة والطرد فإذا نظر إلى سعة كرم الله وجوده وإحسانه وبره انطلق لسانه بالسؤال وطمع فيما له من سعة العطاء والنوال وقد تقدم قوله أن أردت أن ينفتح لك باب الرجاء فانظر ما منه إليك إن أردت أن ينفتح لك باب الحزن فانظر ما منك إليه ولا شك أن من نظر نفسه بعين الأنصاف لم يجدها أهلاً لغير العقوبة أما من جهة الغفلة والتقصير وأمام قلة الوفا بالشكر والحمد ولهذا ورد في بعض الأدعية اللهم افعل بنا ما انت له أهل ولا تفعل بنا ما نحن أهله وقال بعض أهل التشديد من العباد لا ينبغي للعبد أن يرى نفسه إلا شبه نجس أن جلس مع الداعين لم يرهم إلا منعوا الإجابة من سببه ولو سجد على الجمر لم ير عمله أهلاً للقبول ولو كانت نفسه في غاية التزكية لم يرها أهلاً لمدح ولا لثناء ومتى ما تمسح الناس بثيابه تبركا فإنما يرى نفسه كالبكر المزفوفة لبعلها وهي مفتضة بفجور كلما طافوا بها وعظموا شأنها زاد حزنها ومن خوف الفضيحة كلما طافوا بها وعظموا شأنها زاد حزنها من خوف الفضيحة قلت كل من تحقق زواله عن نفسه وبقاءه بربه فلا حرج عليه في ثنائه ومدحه إذ ليس هو الممدوح وإنما الممدوح من فضله عليك ممنوح وكل من مد يده للتقبيل ولم يرها يد الجليل كان القطع في حقها من القليل أن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ولا تكون يده يد الجليل حتى تتحقق خلافته في الأرض ولا تتحقق الخلافة حتى يستولى على الوجود بأسره من عرشه إلى فرشه ويصير في قلبه كحلقة في الأرض فإذا صار هكذا كان خليفة الله في أرضه ويده يد الملك فكل من بايعه فإنما بايع الله يد الله فوق أيديهم والله ذو الفضل العظيم وأنشدوا في مثله
قد استقام على المنهاج يسلكه ... ولم يزغ حائداً منه ولا عدلاً
من حاله يعمر الدنيا بظاهره ... وقلبه في أعالي الخلد قد نزلا
وأبصر الأمر يجري في مسالكه ... من أول النشئ حتى شب واكتهلا
وناطقته البرايا وهي صامتة ... وميز الضد والأرواح والعللا
وأظهر الصورة العليا بصورتها ... الحسنى ومن قبل كانت ألبست ظللا
قال بعضهم اشتريت جارية سوداء فلما جن الليل وأردت أن أنام قالت يا مولاي أما تستحي مولاك لا ينام وأنت تنام قامت تصلي فانتبهت وهي ساجدة فسمعتها تقول في سجودها بحق حبك لي لا تعذبني فقلت لها غلطت قولي بحبي إياك لا تعذبني فلما سلمت قالت يا مولاي ما غلطت بل أصبت ولولا محبته لي ما أنامك وأقامني فقلت اذهبي فانت حرة لوجه الله قالت هذا العتق الأصغر وبقي العتق الأكبر اه وكان بعض الوالهين يقول في بعض مناجاته إلهي لو أردت إهانتي ما وفقتني لطاعتك ولو أردت فضيحتي ما سترتني عند مخالفتك إلهي لولا ذنوبي ما خفت العذاب ولولا كرمك ما رجوت الثواب اه فسر الشيخ الأوصاف التي أيسته أن نظر إليها من منة الله ورحمته فقال في المناجاة الثانية عشرة
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin