إلهي قد علمت باختلاف الآثار وتنقلات الأطوار أن مرادك مني أن تتعرف إلى في كل شئ حتى لا أجهلك في شئ
المناجاة العاشرة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت إنما اختلفت آثار القدرة لتعرف عظمة القادر واختلافها يكون في الأجسام كالعلويات والسفليات والجمادات والمائعات والنورانيات والظلمانيات والمائيات والناريات وكاختلافها في الحيوانات كأجناس بني آدم والأنعام والبهائم والطيور والسباع والوحوش والحشرات وباختلافها في الأعراض كالبياض والسواد والحمرة والصفرة والزرقة والشهوبة وغير ذلك من الألوان لتعرف من ذلك سعة قدرته وعمله وعظمة ذاته المقدسة وإنما تنقلات أطوارها من شباب وكهولة وشيخوخة ومن مرض وصحه وفقر وغني وعز وذل وسلب ورد ومنع وعطاء وقبض وبسط وجلال وجمال وحياة وموت إلي غير ذلك لتعرفه تعالى في كل حالة من خذه الأطوار وعند اختلاف أجناس هذه الآثار حتى لا نجهله في شئ منها فإن الحق تعالى قد تعرف لعباده في أجناس مصنوعاته وفي اختلاف أحوال قدرته جهلة من جهله وعرفه من عرفه فلا يسمى الإنسان عارفاً حتى يعرف الله في الأشياء كلها مع اختلاف آثارها وتنقلات أطوارها فيعرفه في الذل كما يعرفه في العز ويعرفه في السلب كما يعرفه في العطاء ويعرفه في المرض كما يعرفه في الصحة ويعرفه في
الجلال كما يعرفه في الجمال إلى غير ذلك مما تقدم ويتلون مع كل لون ويتطور مع كل طور فالعارف هو الذي يتطور بجميع الأطوار لبقضي جميع الأوطار والتلون مع الأشياء هو الأدب معها والخضوع مع الحق فيها وأما من كان يعرف في الجمال دون الجلال وفي العطاء دون المنع وفي العز دون الذل وفي الصحة دون المرض أو في العافية دون المحنة أو في الغني دون الفاقة أو في الرخاء دون الشدة فأنه كذاب وانظر إلي قول القائل حبيبي ومحبوبي على كل حالة وما أقبح الإنسان يدعي الخصوصية والمعرفة ونفي السوى فإذا تعرف له الحق تعالى باسمه الجليل أنكره وهرب منه وهذه عادة الله تعالى في عباده كل من ادعي خصوصية أو قوة اختبره في الحين ليسئل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذاباً أليماً فيفتضح المدعون ويثبت الصادقون وقد ذاق الشيخ رضي لله عنه هذا المعني بعد أن كان يعرف في البعض وينكر في البعض فلما تحقق علم أن اختلاف الآثار وتنقلات الأطوار إنما سرص ليعرف الحق بها فقال إلهي قد علمت أي تيقنت باختلاف الآثار إي أثار القدرة وتنقلات أي الأعراض والأحوال أن مرادك منى أن تتعرف إلى في كل شئ من اختلافات أجناس القدرة وتنقلات أطوارها حتى لا أجهلك في شئ منها قال في التنوير كل حالة زائلة لا محالة لأن مراد الحق أن ينقل عبده في الأطوار ويخالف عليه الآثار حتى يتعرف إليه في كل حالة خاصة بتعرف خاص ومن أراد حالة واحدة لم يرد الكمال اه فالله تعالى إنما أراد من عباده معرفته قال تعالى وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون قال ابن عباس أي ليعرفون ومعرفته إنما تكون بتخالف الآثار وتنقلات الأطوار وذكر غيره في تفسير قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان أن إحدى الجنتين معرفة الله وهي جنة المعارف والأخرى جنة الزخارف ومن دخل المعارف لم يشتق إلى شئ سواها وقال مالك ابن دينار خرج الناس من الدنيا لم يذوقوا أطيب شيء فيها قيل وما ذاك قال معرفة الله تعالى وقيل انه وجد حجر مكتوب بقلم القدرة من أحسن كل شئ ولم يعرف الله لم يحسن شيئاً حتى يعرف الله فإذا عرف الله فقد أحسن كل شئ ولم يغب عنه شيء اه وبكفي من عرف الله الراحة من كد الرزق وتعب الحرص وتشويش البال منه وتعلق الوهم به فأنه لم يؤت أكثر الخلق إلا من الاهتمام به ولو قنع العبد لاستغني الغني الذي لا فقر بعده والتوكل على الحي الذي لا يموت هو الغني الأكبر الذي لا يلحقه فقر أبدا قال الفضيل رضي الله عنه لا ينبغي للعبد أن يثق بعافية ولا يغني ولا بحالة تسره غير الله بينهما العبد معافى تراه مبتلى وبينهما العبد غنياً تراه فقيراً وبينما العبد ضاحكاً تراه باكياً وبينما العبد مسروراً تراه حزيناً وبينما العبد حياً وإذا به ميت تعس من وثق بغير الله أو ركن لشئ سوى الله انتهى حكى أن رجلاً ضاق حاله من أجل المعيشة وطال به الكد والتعب فخرج هائماً على وجهه ودخل الصحراء فوجد قصراً دارساً خربا قد كشف عنه الريح الرمل وإذا بكوخ من الرخام في حائط ذلك القصر وفيه مكتوب هذه الحكمة كما يعرفه في الجمال إلى غير ذلك مما تقدم ويتلون مع كل لون ويتطور مع كل طور فالعارف هو الذي يتطور بجميع الأطوار لبقضي جميع الأوطار والتلون مع الأشياء هو الأدب معها والخضوع مع الحق فيها وأما من كان يعرف في الجمال دون الجلال وفي العطاء دون المنع وفي العز دون الذل وفي الصحة دون المرض أو في العافية دون المحنة أو في الغني دون الفاقة أو في الرخاء دون الشدة فأنه كذاب وانظر إلي قول القائل حبيبي ومحبوبي على كل حالة وما أقبح الإنسان يدعي الخصوصية والمعرفة ونفي السوى فإذا تعرف له الحق تعالى باسمه الجليل أنكره وهرب منه وهذه عادة الله تعالى في عباده كل من ادعي خصوصية أو قوة اختبره في الحين ليسئل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذاباً أليماً فيفتضح المدعون ويثبت الصادقون وقد ذاق الشيخ رضي لله عنه هذا المعني بعد أن كان يعرف في البعض وينكر في البعض فلما تحقق علم أن اختلاف الآثار وتنقلات الأطوار إنما سرص ليعرف الحق بها فقال إلهي قد علمت أي تيقنت باختلاف الآثار إي أثار القدرة وتنقلات أي الأعراض والأحوال أن مرادك منى أن تتعرف إلى في كل شئ من اختلافات أجناس القدرة وتنقلات أطوارها حتى لا أجهلك في شئ منها قال في التنوير كل حالة زائلة لا محالة لأن مراد الحق أن ينقل عبده في الأطوار ويخالف عليه الآثار حتى يتعرف إليه في كل حالة خاصة بتعرف خاص ومن أراد حالة واحدة لم يرد الكمال اه فالله تعالى إنما أراد من عباده معرفته قال تعالى وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون قال ابن عباس أي ليعرفون ومعرفته إنما تكون بتخالف الآثار وتنقلات الأطوار وذكر غيره في تفسير قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان أن إحدى الجنتين معرفة الله وهي جنة المعارف والأخرى جنة الزخارف ومن دخل المعارف لم يشتق إلى شئ سواها وقال مالك ابن دينار خرج الناس من الدنيا لم يذوقوا أطيب شيء فيها قيل وما ذاك قال معرفة الله تعالى وقيل انه وجد حجر مكتوب بقلم القدرة من أحسن كل شئ ولم يعرف الله لم يحسن شيئاً حتى يعرف الله فإذا عرف الله فقد أحسن كل شئ ولم يغب عنه شيء اه وبكفي من عرف الله الراحة من كد الرزق وتعب الحرص وتشويش البال منه وتعلق الوهم به فأنه لم يؤت أكثر الخلق إلا من الاهتمام به ولو قنع العبد لاستغني الغني الذي لا فقر بعده والتوكل على الحي الذي لا يموت هو الغني الأكبر الذي لا يلحقه فقر أبدا قال الفضيل رضي الله عنه لا ينبغي للعبد أن يثق بعافية ولا يغني ولا بحالة تسره غير الله بينهما العبد معافى تراه مبتلى وبينهما العبد غنياً تراه فقيراً وبينما العبد ضاحكاً تراه باكياً وبينما العبد مسروراً تراه حزيناً وبينما العبد حياً وإذا به ميت تعس من وثق بغير الله أو ركن لشئ سوى الله انتهى حكى أن رجلاً ضاق حاله من أجل المعيشة وطال به الكد والتعب فخرج هائماً على وجهه ودخل الصحراء فوجد قصراً دارساً خربا قد كشف عنه الريح الرمل وإذا بكوخ من الرخام في حائط ذلك القصر وفيه مكتوب هذه الحكمة
لما رأيتك حالساً مستقبلاً ... أيقنت أنك للهموم قرين
مالاً يقدر لا يكون بحيلة ... أبداً وما هو كائن سيكون
سيكون ما هو كائن في وقته ... وأخو الجهالة متعب محزون
يجرى الحريص ولا ينال بحرصه ... شيئاً ويحظى عاجز ومهين
فدع الهموم وتعر من أثوابها ... أن كان عندك بالقضاء يقين
هون عليك وكن بربك واثقاً ... فأخو الحقيقة شأنه التهوين
طرح الأذى عن نفسه في رزقه ... لما تيقن أنه مضمون
ومن نظر إلى سعة كرم الله وبره ثم نظر إلى عجز نفسه وفقره طرح أحمال الهموم عن ظهره واكتفى بعلم مولاه ونظره كما أشار إلى ذلك في المناجاة الحادية عشرة
المناجاة العاشرة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت إنما اختلفت آثار القدرة لتعرف عظمة القادر واختلافها يكون في الأجسام كالعلويات والسفليات والجمادات والمائعات والنورانيات والظلمانيات والمائيات والناريات وكاختلافها في الحيوانات كأجناس بني آدم والأنعام والبهائم والطيور والسباع والوحوش والحشرات وباختلافها في الأعراض كالبياض والسواد والحمرة والصفرة والزرقة والشهوبة وغير ذلك من الألوان لتعرف من ذلك سعة قدرته وعمله وعظمة ذاته المقدسة وإنما تنقلات أطوارها من شباب وكهولة وشيخوخة ومن مرض وصحه وفقر وغني وعز وذل وسلب ورد ومنع وعطاء وقبض وبسط وجلال وجمال وحياة وموت إلي غير ذلك لتعرفه تعالى في كل حالة من خذه الأطوار وعند اختلاف أجناس هذه الآثار حتى لا نجهله في شئ منها فإن الحق تعالى قد تعرف لعباده في أجناس مصنوعاته وفي اختلاف أحوال قدرته جهلة من جهله وعرفه من عرفه فلا يسمى الإنسان عارفاً حتى يعرف الله في الأشياء كلها مع اختلاف آثارها وتنقلات أطوارها فيعرفه في الذل كما يعرفه في العز ويعرفه في السلب كما يعرفه في العطاء ويعرفه في المرض كما يعرفه في الصحة ويعرفه في
الجلال كما يعرفه في الجمال إلى غير ذلك مما تقدم ويتلون مع كل لون ويتطور مع كل طور فالعارف هو الذي يتطور بجميع الأطوار لبقضي جميع الأوطار والتلون مع الأشياء هو الأدب معها والخضوع مع الحق فيها وأما من كان يعرف في الجمال دون الجلال وفي العطاء دون المنع وفي العز دون الذل وفي الصحة دون المرض أو في العافية دون المحنة أو في الغني دون الفاقة أو في الرخاء دون الشدة فأنه كذاب وانظر إلي قول القائل حبيبي ومحبوبي على كل حالة وما أقبح الإنسان يدعي الخصوصية والمعرفة ونفي السوى فإذا تعرف له الحق تعالى باسمه الجليل أنكره وهرب منه وهذه عادة الله تعالى في عباده كل من ادعي خصوصية أو قوة اختبره في الحين ليسئل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذاباً أليماً فيفتضح المدعون ويثبت الصادقون وقد ذاق الشيخ رضي لله عنه هذا المعني بعد أن كان يعرف في البعض وينكر في البعض فلما تحقق علم أن اختلاف الآثار وتنقلات الأطوار إنما سرص ليعرف الحق بها فقال إلهي قد علمت أي تيقنت باختلاف الآثار إي أثار القدرة وتنقلات أي الأعراض والأحوال أن مرادك منى أن تتعرف إلى في كل شئ من اختلافات أجناس القدرة وتنقلات أطوارها حتى لا أجهلك في شئ منها قال في التنوير كل حالة زائلة لا محالة لأن مراد الحق أن ينقل عبده في الأطوار ويخالف عليه الآثار حتى يتعرف إليه في كل حالة خاصة بتعرف خاص ومن أراد حالة واحدة لم يرد الكمال اه فالله تعالى إنما أراد من عباده معرفته قال تعالى وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون قال ابن عباس أي ليعرفون ومعرفته إنما تكون بتخالف الآثار وتنقلات الأطوار وذكر غيره في تفسير قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان أن إحدى الجنتين معرفة الله وهي جنة المعارف والأخرى جنة الزخارف ومن دخل المعارف لم يشتق إلى شئ سواها وقال مالك ابن دينار خرج الناس من الدنيا لم يذوقوا أطيب شيء فيها قيل وما ذاك قال معرفة الله تعالى وقيل انه وجد حجر مكتوب بقلم القدرة من أحسن كل شئ ولم يعرف الله لم يحسن شيئاً حتى يعرف الله فإذا عرف الله فقد أحسن كل شئ ولم يغب عنه شيء اه وبكفي من عرف الله الراحة من كد الرزق وتعب الحرص وتشويش البال منه وتعلق الوهم به فأنه لم يؤت أكثر الخلق إلا من الاهتمام به ولو قنع العبد لاستغني الغني الذي لا فقر بعده والتوكل على الحي الذي لا يموت هو الغني الأكبر الذي لا يلحقه فقر أبدا قال الفضيل رضي الله عنه لا ينبغي للعبد أن يثق بعافية ولا يغني ولا بحالة تسره غير الله بينهما العبد معافى تراه مبتلى وبينهما العبد غنياً تراه فقيراً وبينما العبد ضاحكاً تراه باكياً وبينما العبد مسروراً تراه حزيناً وبينما العبد حياً وإذا به ميت تعس من وثق بغير الله أو ركن لشئ سوى الله انتهى حكى أن رجلاً ضاق حاله من أجل المعيشة وطال به الكد والتعب فخرج هائماً على وجهه ودخل الصحراء فوجد قصراً دارساً خربا قد كشف عنه الريح الرمل وإذا بكوخ من الرخام في حائط ذلك القصر وفيه مكتوب هذه الحكمة كما يعرفه في الجمال إلى غير ذلك مما تقدم ويتلون مع كل لون ويتطور مع كل طور فالعارف هو الذي يتطور بجميع الأطوار لبقضي جميع الأوطار والتلون مع الأشياء هو الأدب معها والخضوع مع الحق فيها وأما من كان يعرف في الجمال دون الجلال وفي العطاء دون المنع وفي العز دون الذل وفي الصحة دون المرض أو في العافية دون المحنة أو في الغني دون الفاقة أو في الرخاء دون الشدة فأنه كذاب وانظر إلي قول القائل حبيبي ومحبوبي على كل حالة وما أقبح الإنسان يدعي الخصوصية والمعرفة ونفي السوى فإذا تعرف له الحق تعالى باسمه الجليل أنكره وهرب منه وهذه عادة الله تعالى في عباده كل من ادعي خصوصية أو قوة اختبره في الحين ليسئل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذاباً أليماً فيفتضح المدعون ويثبت الصادقون وقد ذاق الشيخ رضي لله عنه هذا المعني بعد أن كان يعرف في البعض وينكر في البعض فلما تحقق علم أن اختلاف الآثار وتنقلات الأطوار إنما سرص ليعرف الحق بها فقال إلهي قد علمت أي تيقنت باختلاف الآثار إي أثار القدرة وتنقلات أي الأعراض والأحوال أن مرادك منى أن تتعرف إلى في كل شئ من اختلافات أجناس القدرة وتنقلات أطوارها حتى لا أجهلك في شئ منها قال في التنوير كل حالة زائلة لا محالة لأن مراد الحق أن ينقل عبده في الأطوار ويخالف عليه الآثار حتى يتعرف إليه في كل حالة خاصة بتعرف خاص ومن أراد حالة واحدة لم يرد الكمال اه فالله تعالى إنما أراد من عباده معرفته قال تعالى وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون قال ابن عباس أي ليعرفون ومعرفته إنما تكون بتخالف الآثار وتنقلات الأطوار وذكر غيره في تفسير قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان أن إحدى الجنتين معرفة الله وهي جنة المعارف والأخرى جنة الزخارف ومن دخل المعارف لم يشتق إلى شئ سواها وقال مالك ابن دينار خرج الناس من الدنيا لم يذوقوا أطيب شيء فيها قيل وما ذاك قال معرفة الله تعالى وقيل انه وجد حجر مكتوب بقلم القدرة من أحسن كل شئ ولم يعرف الله لم يحسن شيئاً حتى يعرف الله فإذا عرف الله فقد أحسن كل شئ ولم يغب عنه شيء اه وبكفي من عرف الله الراحة من كد الرزق وتعب الحرص وتشويش البال منه وتعلق الوهم به فأنه لم يؤت أكثر الخلق إلا من الاهتمام به ولو قنع العبد لاستغني الغني الذي لا فقر بعده والتوكل على الحي الذي لا يموت هو الغني الأكبر الذي لا يلحقه فقر أبدا قال الفضيل رضي الله عنه لا ينبغي للعبد أن يثق بعافية ولا يغني ولا بحالة تسره غير الله بينهما العبد معافى تراه مبتلى وبينهما العبد غنياً تراه فقيراً وبينما العبد ضاحكاً تراه باكياً وبينما العبد مسروراً تراه حزيناً وبينما العبد حياً وإذا به ميت تعس من وثق بغير الله أو ركن لشئ سوى الله انتهى حكى أن رجلاً ضاق حاله من أجل المعيشة وطال به الكد والتعب فخرج هائماً على وجهه ودخل الصحراء فوجد قصراً دارساً خربا قد كشف عنه الريح الرمل وإذا بكوخ من الرخام في حائط ذلك القصر وفيه مكتوب هذه الحكمة
لما رأيتك حالساً مستقبلاً ... أيقنت أنك للهموم قرين
مالاً يقدر لا يكون بحيلة ... أبداً وما هو كائن سيكون
سيكون ما هو كائن في وقته ... وأخو الجهالة متعب محزون
يجرى الحريص ولا ينال بحرصه ... شيئاً ويحظى عاجز ومهين
فدع الهموم وتعر من أثوابها ... أن كان عندك بالقضاء يقين
هون عليك وكن بربك واثقاً ... فأخو الحقيقة شأنه التهوين
طرح الأذى عن نفسه في رزقه ... لما تيقن أنه مضمون
ومن نظر إلى سعة كرم الله وبره ثم نظر إلى عجز نفسه وفقره طرح أحمال الهموم عن ظهره واكتفى بعلم مولاه ونظره كما أشار إلى ذلك في المناجاة الحادية عشرة
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin