إلهي أن اختلاف تدبيرك وسرعة حلول مقاديرك منعاً عبادك العارفين بك من السكون إلى عطاء واليأس منك في بلاء
المناجاة الثالثة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت اختلاف التدبير هو إقامة كل عبد في حكمته على حسب إرادته ومشيئته من فقر أو غنى من علم أو جهل من عز أو ذل من قبض أو بسط من سقم أو صحة أو مرض من إيمان أو كفر إلى غير ذلك من اختلاف آثار القدرة وتنوع مظاهر الحكمة وسرعة حلول المقادير هو تبديل تلك الأحوال في أسرع حال من فقر إلى غنى ومن غنى إلى فقر ومن علم إلى جهل ومن جهل إلى علم ومن عز إلى ذل ومن ذل إلى عز ومن قبض إلى بسط ومن بسط إلى قبض ومن سقم إلى صحة ومن صحة إلى سقم ومن إيمان إلى كفر والعياذ بالله ومن كر إلى إيمان فقلوب الخلق بيد الله الواحد القهار يقلبها كيف يشاء ويختار ويفعل بها ما يشاء لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون فإذا تحقق العبد بهذا امتنع من أن يسكن إلى ما أعطاه مولاه لأنه قد يسلبه ذلك في ساعة واحدة وامتنع أيضاً أن ييأس من مولاه في وقت شدته وبلواه قال تعالى فإن مع العسر يسر أن مع العسر يسرا ودوام حال من قضايا المحال لكن لم يتحقق بهذا ذوقاً إلا العارفون فلذلك لا يسكنون إلى عطاء ولا ييأسون في بلاء بل يسكنون إلى من بيده المنع والعطاء فلذلك لا يزول اضطرارهم ولا يكون مع غير الله قرارهم ودليل ما قاله الشيخ قوله تعالى كل يوم هو في شأن ولا مفهوم لليوم بل في كل لحظة هو في شأن يرفع أقواما ويخفض آخرين يعز قوماً ويذل آخرين يميت قوماً ويحيى آخرين يعطي قوماً ويمنع آخرين من أمور يبديها لا يبتدئها وقال بعضهم في تفسير الآية كل يوم يجهز ثلاثة عساكر عسكراً من الأصلاب إلى الأرحام وعسكراً من الأرحام إلى الدنيا وعسكراً من الدنيا إلى القبور ثم يرتحلون إلى الله جميعاً اه وقد تقدم بعض الكلام على علامات العارف وقال الشاطبي في هذا المحل فقلوب العارفين تشاهد بنوره ولا مشاهد للحق سواه ومنازلات الربوبية خارجة عن رسوم البشرية فعلامة العارف أن يكون قلبه مرآة يري فيه ما غاب من غيره وجلاء القلب لا يكون إلا بنور الإيمان والإيقان. فعلى قدر قوة الإيمان يكون نور القلب. نور القلب وعلى قدر نور القلب تكون مشاهدة الحق وبقدر مشاهدة الحق تكون المعرفة بأسمائه وصفاته وبقدرهما يكون يكون التعظيم لذاته وبقدر التعظيم لذاته يكون كمال العبد وبقدر كماله يكون استغراقه في أوصاف العبودية بقدر استغراقه في أوصاف العبودية يكون قيامه بحقوق الربوبية وما قدروا الله حق قدره اه قلت وبقدر قيامه بحقوق الربوبية يكشف له عن أسرار الألوهية وأنشدوا
كانت محادثة الركبان تخبرني ... عن فضلكم وسناكم أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ما سمعت ... أذني بأحسن مما قد رأى بصري
ومن أوصاف العبودية بعد الفقر والجهالة الخساسة واللؤم كما أن من أوصاف الربوبية بعد الغنى والعلم والإحسان والكرم فأدلى الشيخ بذكر لؤمه نفسه إلى كرم مولاه وإحسانه فقال في المناجاة الرابعة
المناجاة الثالثة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت اختلاف التدبير هو إقامة كل عبد في حكمته على حسب إرادته ومشيئته من فقر أو غنى من علم أو جهل من عز أو ذل من قبض أو بسط من سقم أو صحة أو مرض من إيمان أو كفر إلى غير ذلك من اختلاف آثار القدرة وتنوع مظاهر الحكمة وسرعة حلول المقادير هو تبديل تلك الأحوال في أسرع حال من فقر إلى غنى ومن غنى إلى فقر ومن علم إلى جهل ومن جهل إلى علم ومن عز إلى ذل ومن ذل إلى عز ومن قبض إلى بسط ومن بسط إلى قبض ومن سقم إلى صحة ومن صحة إلى سقم ومن إيمان إلى كفر والعياذ بالله ومن كر إلى إيمان فقلوب الخلق بيد الله الواحد القهار يقلبها كيف يشاء ويختار ويفعل بها ما يشاء لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون فإذا تحقق العبد بهذا امتنع من أن يسكن إلى ما أعطاه مولاه لأنه قد يسلبه ذلك في ساعة واحدة وامتنع أيضاً أن ييأس من مولاه في وقت شدته وبلواه قال تعالى فإن مع العسر يسر أن مع العسر يسرا ودوام حال من قضايا المحال لكن لم يتحقق بهذا ذوقاً إلا العارفون فلذلك لا يسكنون إلى عطاء ولا ييأسون في بلاء بل يسكنون إلى من بيده المنع والعطاء فلذلك لا يزول اضطرارهم ولا يكون مع غير الله قرارهم ودليل ما قاله الشيخ قوله تعالى كل يوم هو في شأن ولا مفهوم لليوم بل في كل لحظة هو في شأن يرفع أقواما ويخفض آخرين يعز قوماً ويذل آخرين يميت قوماً ويحيى آخرين يعطي قوماً ويمنع آخرين من أمور يبديها لا يبتدئها وقال بعضهم في تفسير الآية كل يوم يجهز ثلاثة عساكر عسكراً من الأصلاب إلى الأرحام وعسكراً من الأرحام إلى الدنيا وعسكراً من الدنيا إلى القبور ثم يرتحلون إلى الله جميعاً اه وقد تقدم بعض الكلام على علامات العارف وقال الشاطبي في هذا المحل فقلوب العارفين تشاهد بنوره ولا مشاهد للحق سواه ومنازلات الربوبية خارجة عن رسوم البشرية فعلامة العارف أن يكون قلبه مرآة يري فيه ما غاب من غيره وجلاء القلب لا يكون إلا بنور الإيمان والإيقان. فعلى قدر قوة الإيمان يكون نور القلب. نور القلب وعلى قدر نور القلب تكون مشاهدة الحق وبقدر مشاهدة الحق تكون المعرفة بأسمائه وصفاته وبقدرهما يكون يكون التعظيم لذاته وبقدر التعظيم لذاته يكون كمال العبد وبقدر كماله يكون استغراقه في أوصاف العبودية بقدر استغراقه في أوصاف العبودية يكون قيامه بحقوق الربوبية وما قدروا الله حق قدره اه قلت وبقدر قيامه بحقوق الربوبية يكشف له عن أسرار الألوهية وأنشدوا
كانت محادثة الركبان تخبرني ... عن فضلكم وسناكم أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ما سمعت ... أذني بأحسن مما قد رأى بصري
ومن أوصاف العبودية بعد الفقر والجهالة الخساسة واللؤم كما أن من أوصاف الربوبية بعد الغنى والعلم والإحسان والكرم فأدلى الشيخ بذكر لؤمه نفسه إلى كرم مولاه وإحسانه فقال في المناجاة الرابعة
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin