إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري !!
المناجاة الأولى
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت إنما ابتدأ مناجاته بالتحقيق بالفقر لما يعقبه من سرعة الغنى وقد قلت في قصيدة تقدمت
تحقق بوصف الفقر كل لحظة ... فما أسرع الغنى إذا صحح الفقر
قال الشيخ أبو عثمان في قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعاً وخفية التضرع هو أن تقدم افتقارك وعجزك وعارك وضرورتك وقلة حولك قوتك وليس التضرع بالإجهار ولا يكون للطاعات إظهارا اه
يقول رضي الله عنه أنا الفقير في غنى الوهمي إلا دعائي فكيف لآ أكون فقيراً في فقري الحقيقي الأصلي فغناي بموافقة الأسباب الظاهرة ليس وجوده منى ولا بقاؤه بيدي فأنا فقير في حالة وجوده فكيف لا أكون فقيراً في حالة فقده أو يقول أنا الفقير في حالة حياتي التي يظهر فيها صورة غناي بعشيرتي وأحبابي فكيف لا أكون فقيراً بعد مماتي حين يتخلف عني أحبابي وجيرتي أو يقول أنا الفقير إليك في حال غناي بك فلا غني لي عن زيادة مددك وهذا كما قال القائل
أنا الفقير إليكم والغنى بكم ... وليس لي بعدكم حرص على أحد
فكيف لا أكون فقيراً في حال فقري إليك إذا كنت فقيراً في حال نظري إلى غناي بك فكيف لا أكون فقيرا في حال نظري إلي فقري إليك ولله در القائل
إني إليك مع الأنفاس محتاج ... ولو كانن في مفرقي الأكليل والتاج
وفي إظهار الفاقات إلى الله وانزال حوائجة بساحة مولاه مع رفع الهمة عما سواه من الحظوظ والمكنة وعزازة القدر عند الله ما يكل عن وصفه اللسان ويعجز عن حمله واسع الجنان قال سهل بن عبد الله رضي الله عنه ما أظهر عبد فقره إلى الله تعالى في الدعاء إلا قال له الحق لبيك لكنه لا يستطيع سمع ذلك وقد تقدم كلام الله تعالى في بعض الكتب المنزلة يقول الله تعالى ما رفع عبد حاجته إلى دون خلقي أعلم ذلك من نيته فتكيده السموات السبع والأرضون السبع إلا جعلت له فرجاً ومخرجاً من أمره أو كما قال وقال أبو القاسم القشيري من أشار إلى الله ثم رجع بحوائجه إلى غيره أفقره الله إلى الخلق ثم نزع له الرحمة من قلوبهم ومن شهد محل افتقاره إلى الله ورجع بحوائجه إليه أغناه الله من حيث لا يحتسب أعطاه من حيث لا يرتقب قيل لبعض المحققين أيطلب العبد الرزق قال أن علم أين هو فليطبه قال قيل أيسأل الله قال أن علم أنه نسيه فليذكره قيل أيتوكل على الله قال إن كان في شك فليختبره قيل فأي شئ يعمل قال ما أمره اه فليثق العبد بربه وليشتغل بما أمر به وليكن كما قال بهلول المجنون نعبده كما أمرنا وهو يرزقنا كما وعدنا ولا يتعلق بمخلوق أصلاً قلباً ولا قالباً وليمح الخواطر التي تخطر بباله من هذا المعنى قبل أن تستحكم فيه فيعاقب بالحرمان ويرمي بالخذلان قال إبراهيم الخواص رضي الله عنه تهت في البادية حتى ضرني الحال فسمعت نباح كلب فأصغيت إليه وأخذت نحوه فإذا بلص قد صفعني فقلت في نفسي هذا جزاء من توكل على مخلوق فقيل لي في سري يا إبراهيم ما دمت في خفارتنا أي جوارنا وعهدنا كنت عزيز فلما دخلت في خفاه كلب سلط عليك الخلق فتبت إلى الله تعالى وإذا بالذي صفعني قد سقط عن جرف وطار رأسه اه وأنشدوا
مددت يدي أرجو نوالاً ورحمة ... ومالي شفيع غير جودك والرجا
فجد لي بعفو منك وارحم تذللي ... فأنت الذي أعطيتني الفقر واللجا
ثم أن الفقر والجهل من أوصاف العبودية كما أن الغني والعلم ممن أوصاف الربوبية فلما أدلى بفقره إلى غنى مولاه أدلى بجهله إلى سعة علو مولاه
المناجاة الأولى
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت إنما ابتدأ مناجاته بالتحقيق بالفقر لما يعقبه من سرعة الغنى وقد قلت في قصيدة تقدمت
تحقق بوصف الفقر كل لحظة ... فما أسرع الغنى إذا صحح الفقر
قال الشيخ أبو عثمان في قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعاً وخفية التضرع هو أن تقدم افتقارك وعجزك وعارك وضرورتك وقلة حولك قوتك وليس التضرع بالإجهار ولا يكون للطاعات إظهارا اه
يقول رضي الله عنه أنا الفقير في غنى الوهمي إلا دعائي فكيف لآ أكون فقيراً في فقري الحقيقي الأصلي فغناي بموافقة الأسباب الظاهرة ليس وجوده منى ولا بقاؤه بيدي فأنا فقير في حالة وجوده فكيف لا أكون فقيراً في حالة فقده أو يقول أنا الفقير في حالة حياتي التي يظهر فيها صورة غناي بعشيرتي وأحبابي فكيف لا أكون فقيراً بعد مماتي حين يتخلف عني أحبابي وجيرتي أو يقول أنا الفقير إليك في حال غناي بك فلا غني لي عن زيادة مددك وهذا كما قال القائل
أنا الفقير إليكم والغنى بكم ... وليس لي بعدكم حرص على أحد
فكيف لا أكون فقيراً في حال فقري إليك إذا كنت فقيراً في حال نظري إلى غناي بك فكيف لا أكون فقيرا في حال نظري إلي فقري إليك ولله در القائل
إني إليك مع الأنفاس محتاج ... ولو كانن في مفرقي الأكليل والتاج
وفي إظهار الفاقات إلى الله وانزال حوائجة بساحة مولاه مع رفع الهمة عما سواه من الحظوظ والمكنة وعزازة القدر عند الله ما يكل عن وصفه اللسان ويعجز عن حمله واسع الجنان قال سهل بن عبد الله رضي الله عنه ما أظهر عبد فقره إلى الله تعالى في الدعاء إلا قال له الحق لبيك لكنه لا يستطيع سمع ذلك وقد تقدم كلام الله تعالى في بعض الكتب المنزلة يقول الله تعالى ما رفع عبد حاجته إلى دون خلقي أعلم ذلك من نيته فتكيده السموات السبع والأرضون السبع إلا جعلت له فرجاً ومخرجاً من أمره أو كما قال وقال أبو القاسم القشيري من أشار إلى الله ثم رجع بحوائجه إلى غيره أفقره الله إلى الخلق ثم نزع له الرحمة من قلوبهم ومن شهد محل افتقاره إلى الله ورجع بحوائجه إليه أغناه الله من حيث لا يحتسب أعطاه من حيث لا يرتقب قيل لبعض المحققين أيطلب العبد الرزق قال أن علم أين هو فليطبه قال قيل أيسأل الله قال أن علم أنه نسيه فليذكره قيل أيتوكل على الله قال إن كان في شك فليختبره قيل فأي شئ يعمل قال ما أمره اه فليثق العبد بربه وليشتغل بما أمر به وليكن كما قال بهلول المجنون نعبده كما أمرنا وهو يرزقنا كما وعدنا ولا يتعلق بمخلوق أصلاً قلباً ولا قالباً وليمح الخواطر التي تخطر بباله من هذا المعنى قبل أن تستحكم فيه فيعاقب بالحرمان ويرمي بالخذلان قال إبراهيم الخواص رضي الله عنه تهت في البادية حتى ضرني الحال فسمعت نباح كلب فأصغيت إليه وأخذت نحوه فإذا بلص قد صفعني فقلت في نفسي هذا جزاء من توكل على مخلوق فقيل لي في سري يا إبراهيم ما دمت في خفارتنا أي جوارنا وعهدنا كنت عزيز فلما دخلت في خفاه كلب سلط عليك الخلق فتبت إلى الله تعالى وإذا بالذي صفعني قد سقط عن جرف وطار رأسه اه وأنشدوا
مددت يدي أرجو نوالاً ورحمة ... ومالي شفيع غير جودك والرجا
فجد لي بعفو منك وارحم تذللي ... فأنت الذي أعطيتني الفقر واللجا
ثم أن الفقر والجهل من أوصاف العبودية كما أن الغني والعلم ممن أوصاف الربوبية فلما أدلى بفقره إلى غنى مولاه أدلى بجهله إلى سعة علو مولاه
أمس في 19:59 من طرف Admin
» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
أمس في 19:56 من طرف Admin
» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
أمس في 19:51 من طرف Admin
» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
أمس في 19:47 من طرف Admin
» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
أمس في 19:35 من طرف Admin
» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
أمس في 19:33 من طرف Admin
» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
أمس في 19:27 من طرف Admin
» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
أمس في 19:25 من طرف Admin
» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
أمس في 19:23 من طرف Admin
» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
أمس في 19:20 من طرف Admin
» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
أمس في 19:16 من طرف Admin
» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
أمس في 19:09 من طرف Admin