أهل الطريق: محمد علوي مالكي

محمد علوي مالكي

إنه مرجع المالكية، وحجة الحديث النبوي، محمد علوي المالكي. هو امتداد لأسرة علمية يتجاوز تراثها وعطاؤها ستة قرون. طلب العلم في الحرمين، ثم مصر والمغرب والهند وباكستان، وعلى الرغم من حصوله على درجتي الماجستير والدكتوراة في الأزهر، إلا أن الأزهر عاد وكرمه عام 2000 بدرجة الأستاذية الفخرية تقديراً لنتاجه العلمي والأكاديمي.

سمعت من الشيخ السيد محمد صالح بن عبدالغني الجعفري أنه سمع في مجلس السيد محمد علوي المدائح النبوية بكل لغات المسلمين، وهذا ليس غريباً، فمجلس المالكي قبلة للشيوخ والشباب والمجاورين من كل أنحاء العالم، وقد كان السيد الراحل يستقبل طلبة العلم ويسكنهم ويؤهلهم في الفقه واللغة والعقيدة والحديث ليكونوا دعاة إلى الله في بلدانهم، لم يكتف السيد بذلك فحسب، بل أسس عشرات المعاهد والمدارس في شرق آسيا وجنوبها.

كأي قطب من رموز الاعتدال والتسامح، عانى السيد الراحل من المتطرفين والتكفيريين، لكنه لم يرضخ ولم يستسلم، بل استمر في مواجهته للإرهاب الفكري بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والنتاج العلمي، ويحفظ التاريخ له دعمه للملك خالد في مواجهة عصابة جهيمان التي احتلت الحرم المكي، وتقديراً له قام الملك عبدالله بتعزية أسرته شخصياً.

من أهم مؤلفاته «الذخائر المحمدية» و«مفاهيم يجب أن تصحح» و«الإنسان الكامل» و«خصائص الأمة المحمدية» و«زبدة الإتقان في علوم القرآن».

رحمه الله وجعل الجنة متقلبه ومثواه ونفعنا بعلمه وهديه وهداه وأكرمنا بمحبته ورضاه.