..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Emptyأمس في 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة Empty من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير آلآيات من "210 - 212" من سورة البقرة

    مُساهمة من طرف Admin 19/4/2020, 22:56

    كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي
    سورة البقرة ( 2 ) : آية 210
    هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ( 210 )
    ذكر تعالى اعتقادهم وما جرح ولا صوّب ، ولا أنكر ولا عرّف ، وفيه نسبة المكان إلى الحق ، ومثل هذا في الشرع كثير ، والظلل أبواب السماء إذا فتحت وهو قوله تعالى : ( وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً )وقوله : ( يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا )وهو إتيان الملائكة في ظلل من الغمام . واعلم أنه من المتشابه الآيات التي يذكر فيها الصورة ، فمما صح في ذلك ما رواه البخاري وغيره ، من حديث الرؤية عن أبي هريرة رضي اللّه عنه وفيه ( فيأتيهم ربهم في غير الصورة التي يعرفونها ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ باللّه منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا أتى ربنا عرفناه ، فيأتيهم في الصورة التي يعرفونها فيقول : أنا ربكم ، فيقولون نعم أنت ربنا ، فيتبعونه ) وقد ثبت ذكر

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    في العمل بشرائع الإسلام المنزلة على نبينا محمد صلّى اللّه عليه وسلم بأجمعكم ، واتركوا ما أنزلته من الشرائع قبله ، فلكل منكم شرعة ومنهاج« وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ »أي لا تسلكوا طريقه ، ولا تصغوا إلى ما يوسوس به في صدوركم ، ليضلكم عن طريق الهدى الذي أنزلته في هذا الأوان على هذا النبي المخصوص ، وإن كان كل كتاب أنزلته حقا وهدى ونورا ، ولكن تعبدت به عبادي في زمن مخصوص ، وقد انقضت تلك المدة لما سبق في علمي ، فأراد الشيطان أن يضلكم بما وسوس به في صدوركم من اتباع ما نزل من عندنا ، كيدا ومكرا ، وقد عرفتكم« إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ »أي ظاهر العداوة ، لا تخفى على مؤمن عارف بطريق ما يخرجكم عن الهدى ( 210 )« فَإِنْ زَلَلْتُمْ »يقول : فإن انتزعكم فنزعتم عن طريق الهدى الذي هو القرآن« مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ »الدلائل الواضحة من عندنا ، وهي التعريفات بعداوة الشيطان لكم المذكورة في كل كتاب ، وكفرتم أو خالفتم بعض ما أنزل إليكم في هذا القرآن وما جاء به محمد صلّى اللّه عليه وسلم« فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ »غالب لا يغالب ، لا يفوته هارب« حَكِيمٌ »بإنزال العقوبات لمن يستحقها ، إذ الحكيم واضع كل شيء في موضعه ، سمع أعرابي قارئا يقرأ هذه الآية : فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن اللّه غفور رحيم ، فأنكر أن يكون هذا كلام اللّه ، وقال : الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل لأنه إغراء عليه ، فمثل هؤلاء عرفوا إعجاز القرآن لمعرفتهم بمواقع الخطاب ، ( 211 )

    ص 304

    الصورة في حديث أبي سعيد رضي اللّه عنه زيادة أيضا ، وهو من الأحاديث المتشابهة ، ومرجعها إلى الآيات والأحاديث المحكمة ، فاعلم أن للصورة التي يأتي فيها ربنا تعالى يوم القيامة مظهرا وحقيقة ، فالحقيقة هي الظلة في قوله تعالى :هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ »فعلم بذلك أن مظاهر تجليه لعباده هي ظلل غمامه ، وحقائق هذه الظلل آياته التي تعرف لخلقه فيها بواسطة أنبيائه صلوات اللّه عليهم وسلم ، وقد ثبت في الصحيح تشخيص حقائق آياته كالظلل ، ففي مسلم وغيره من حديث أبي أمامة رضي اللّه عنه ، وحديث النواس بن سمعان رضي اللّه عنه ، أن القرآن يوم القيامة يأتي ، تقدمه البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان ، ومن المعلوم أن كلامه سبحانه صفته ، وصفته لا تفارقه ، فإذا ثبت إتيانها في صور ظلل الغمام ، ثبت إتيانه تعالى ، وفي مسلم وغيره أن أسيد بن حضير رضي اللّه عنه قرأ سورة الكهف ليلة ، فجالت فرسه ، فإذا مثل الظلة فوق رأسه فيها أمثال السرج ، فسأل النبي صلّى اللّه عليه وسلم ، فقال : إن السكينة تنزلت للقرآن ، وفي رواية الترمذي مع القرآن ، وفي رواية ، تلك الملائكة كانت تسمع لك ، وذلك كله موافق لآية البقرة ، ونفرة الفرس دليل على أنها ظلة محسوسة ، وقد ثبت رؤيا النبي صلّى اللّه عليه وسلم للظلة وتأويل أبي بكر لها بالإسلام ، وذلك كله يحقق أن حقائق الظلل هي آيات اللّه تعالى وشرائعه ، وهي من الروح الأصلي الذي هو منشأ عالم الأمر ، وهو مصباح روح التوحيد ، قال تعالى : ( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا )الآية ، وقال تعالى : ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا )وبهذا الروح يتجلى سبحانه لعباده بأسمائه وصفاته المحكمة والمتشابهة ، والظلة قسمان : ظلة عذاب ، وظلة رحمة ، فظلة العذاب كظلة قوم شعيب صلّى اللّه عليه وسلم في قوله تعالى : ( فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ )وقد ضرب اللّه تعالى المثل بذلك بالقرآن في قوله : ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ )الآية ، وأما ظلة الرحمة ، فهي آياته المقتضية للرحمة النازل غيثها على قلوب المؤمنين ، كما صح في صحيح مسلم والبخاري وغيره قوله صلّى اللّه عليه وسلم : ( إن مثلي ومثل ما بعثت به من الهدى والعلم كمثل غيث

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    « هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ »في هذه الآية إشعار بقرب قيام الساعة ، وبأن هذا القرآن وشرع الإسلام ما بقي بعده كتاب ينزل ولا شرع ، ولا نبي بعد رسول اللّه

    ص 305


    أصاب أرضا ) الحديث ، فهذا هو مظهر الحقيقة ، وأما مظهر الصورة فهو العمل ، وقد ثبت تشخص الأعمال بصور شتى ، وقد صح تمثيل الموت بصورة الكبش ، وتمثيل المال بالشجاع الأقرع وغيره ، وتمثيل الملائكة صلى اللّه عليهم وسلم بالآدميين ، والسنة مشحونة بنحو ذلك ، ومن المعلوم أن الأعمال أعراض ، فإذا ثبت ظهورها وتمثلها بصور الجواهر والأجسام مع القطع بأنها ليست جسما ولا جوهرا ، فإن الملائكة صلوات اللّه وسلامه عليهم ليسوا بآدميين ، فعلى مثل ذلك قس إتيان ربنا سبحانه في صور الأعمال ، وأنه لا يلزم من إتيانه في صور الأعمال أن يكون تعالى له صورة ، ولا يلزم من نسبتها وإضافتها إليه أن تكون ذاتية له ، كما ثبت نسبة اليدين والرجلين إلى جبريل عليه السلام في حديث عمر رضي اللّه عنه عند مسلم وغيره في قوله : ( طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ) إلى قوله : ( فأسند ركبتيه ) - الحديث - ، ومن المعلوم أن الركبتين واليدين التي جاء بها جبريل صلوات اللّه عليه وسلامه جسمانيات ، وليست ذاتية له ، وبهذا تعلم أن رؤية العباد لربهم تعالى يوم القيامة مختلفة النعيم ، فكل يراه في صورة عمله على حسب مراقبته وإخلاص توجهه إليه ، وصدقه في إقباله عليه ، وتلك الصور حقائق آيات من آيات أسمائه وصفاته تعالى وأخلاقه ، فما من آية منها تخلّق بها العبد في الدنيا إلا وقد تعرف اللّه تعالى إليه بها ، أما قوله صلّى اللّه عليه وسلم في حديث الرؤية : ( فيأتيهم ربهم في غير الصورة التي يعرفون ) أي في ظلة آيات العذاب ومظهر الأعمال السيئة ، فيقولون : ( نعوذ باللّه منك ) أي فيستعيذون باللّه من تلك الصورة كما كانوا في الدنيا ينكرونها ويستعيذون منها ، وأما قوله :
    ( فيأتيهم في الصورة التي يعرفون ) أي في مظهر أعمال البر ، وظلة صفة الرحمة والنبوة التي كانت تحيي قلوبهم بغيث الهدى والعلم ، فيقولون : ( أنت ربنا ) يعرفونه بواسطة تعرفه لهم في الدنيا ، تحقيقا لقوله صلّى اللّه عليه وسلم : ( أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) ، أما صفة الرؤية فقد جاء في غير ما آية ، وفي أحاديث منها في هذا الحديث قوله صلّى اللّه عليه وسلم : ( هل تمارون في رؤية القمر وفي رؤية الشمس ) وإذا ثبت تجليه تعالى في صورة روح الشريعة لم يبق في رؤيته إشكال ، وإنما عبر بالوجه والقمر عن حقيقة الوجه وهو نور التوحيد ،

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    صلّى اللّه عليه وسلم يرفع حكمه ، فقال :« هَلْ يَنْظُرُونَ »أي ينتظرون« إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ »جمع ظلة وهو الطاق ، وهو قيام الساعة ، فما ينتظر غيرها ، وهو قوله : ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ

    ص 306

    واختلاف الروايتين يجوز أن يكون تنبيها على اختلاف درجة الرؤيتين في نعيم الرؤية ، ويجوز أن يكون باعتبار الرؤية في البرزخ والآخرة ، فإن البرزخ كالليل وآيته القمر ، والآخرة كالنهار وآيته الشمس ، وقوله : ( ليس دونها سحاب ) فيه تربية لأهل المراقبة ، وذلك لأن غالب أهل المراقبة لا يشهدون بقلوبهم عند العبادة والمراقبة إلا ظلل آيات الشريعة ، ويحجبون بسحابها عن شهود وجه ربهم تعالى ، وهو نور توحيده ، فإذا كان يوم القيامة كشف الغطاء واحتد البصر ، فيرون وجه ربهم سبحانه كشمس لا دونها سحاب الأعمال ولا ظلل غمام الشرائع ، بل هو أقرب إليهم من أعمالهم .« وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ »خاصة اللّه تعالى أمرهم بالأدب في كل ما يلقي إليهم على توقيت أنفاسهم ، عند أخذهم منه تعالى بالحضور مع اللّه تعالى ، وكذلك إذا ردوا الأمور إليه ، يردونها محلاة بالأدب الإلهي ، واعلم يا أخي أن الناس إذا قاموا من قبورهم وأراد اللّه أن يبدل الأرض غير الأرض ، وتمد الأرض بإذن اللّه ، ويكون الجسر دون الظلمة ، فيكون الخلق عليه عندما يبدل اللّه الأرض كيف يشاء ، فيمدها مد الأديم ويزيد في سعتها ما يشاء أضعاف ما كانت ، ثم يقبض سبحانه السماء فيطويها بيمينه كطي السجل للكتب ، ثم يرميها على الأرض التي مدها ، فيقفون منتظرين ما يصنع اللّه بهم ، فإذا وهت السماء نزلت ملائكتها على أرجائها ، فيرى أهل الأرض خلقا عظيما أضعاف ما هم عليه عددا ، فيتخيلون أن اللّه نزل فيهم لما يرون من عظم المملكة مما لم يشاهدوه من قبل ، فيقولون : أفيكم ربنا ؟ فتقول الملائكة : سبحان ربنا ليس فينا وهو آت ، فتصف الملائكة صفا مستديرا على نواحي الأرض محيطين بالعالم ، الإنس والجن ، وهؤلاء هم عمار السماء الدنيا ، ثم ينزل أهل السماء الثانية بعد ما يقبضها اللّه أيضا ويرمي بكوكبها في النار ، وهم أكثر عددا من السماء الأولى ، فتقول الخلائق : أفيكم ربنا ؟ فتفزع الملائكة من قولهم ، فيقولون : سبحان ربنا ليس هو فينا وهو آت ، فيفعلون فعل الأولين من الملائكة ، يصطفون خلفهم صفا ثانيا مستديرا ، ثم ينزل أهل السماء الثالثة ويرمي بكوكبها في النار ، فتقول الخلائق : أفيكم ربنا ؟ فتقول الملائكة : سبحان ربنا ليس هو فينا وهو آت ، فلا يزال الأمر هكذا سماء بعد سماء ، حتى ينزل أهل السماء السابعة ، فيرون

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    السماء بالغمام ) أي عن الغمام ، فذلك إتيان اللّه إلى عباده للفصل والقضاء « والغمام » الضباب شبه السحاب ، والظلل جمع ظلة ، وهو ما يظلهم من ذلك ، أي طاقات من الغمام ظليلة ،

    ص 307

    خلقا أكثر من جميع من نزل ، فتقول الخلائق : أفيكم ربنا ؟ فتقول الملائكة : سبحان ربنا قد جاء ربنا وإن كان وعد ربنا لمفعولا ، فيأتي اللّه في ظلل من الغمام والملائكة ، وعلى المجنبة اليسرى جهنم ، ويكون إتيانه إتيان الملك ، فإنه يقول : ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )وهو ذلك اليوم فسمي بالملك ، ويصطف الملائكة عليهم السلام سبعة صفوف محيطة بالخلائق ، فإذا أبصر الناس جهنم لها فوران وتغيظ على الجبابرة المتكبرين ، فيفرون ، الخلق بأجمعهم منها لعظيم ما يرونه خوفا وفزعا ، وهو الفزع الأكبر ، إلا الطائفة التي لا يحزنهم الفزع الأكبر ، فتتلقاهم الملائكة( هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )فهم الآمنون مع النبيين على أنفسهم ، غير أن النبيين تفزع على أممها للشفقة التي جبلهم اللّه عليها للخلق ، فيقولون في ذلك اليوم :
    سلّم سلّم ، وكان اللّه قد أمر أن تنصب للآمنين من خلقه منابر من نور متفاضلة بحسب منازلهم في الموقف ، فيجلسون عليها آمنين مبشرين ، وذلك قبل مجيء الرب تعالى ، فإذا فرّ الناس خوفا من جهنم وفرقا لعظيم ما يرون من الهول في ذلك اليوم ، يجدون الملائكة صفوفا لا يتجاوزونهم ، فتطردهم الملائكة وزعة الملك الحق سبحانه وتعالى إلى المحشر ، وتناديهم أنبياؤهم : ارجعوا ارجعوا ، فينادي بعضهم بعضا ، فهو قول اللّه تعالى فيما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : ( إني أخاف عليكم يوم التناد ، يوم تولون مدبرين ما لكم من اللّه من عاصم ) والرسل تقول : اللهم سلّم سلّم ، ويخافون أشد الخوف على أممهم ، والأمم يخافون على أنفسهم ، والمطهرون المحفوظون الذين ما تدنست بواطنهم بالشبه المضلة ، ولا ظواهرهم أيضا بالمخالفات الشرعية ، آمنون يغبطهم النبيون في الذي هم عليه من الأمن ، لما هم النبيون عليه من الخوف على أممهم ، فينادي مناد من قبل اللّه ، يسمعه أهل الموقف ، لا يدرون أو لا أدري هل ذلك نداء الحق سبحانه بنفسه ، أو نداء عن أمره سبحانه ، يقول في ذلك النداء : ( يا أهل الموقف ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) فيؤتى بهم إلى الجنة ، ثم يسمعون من قبل الحق نداء ثانيا : ( أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ، ليجزيهم اللّه

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    فيقول : هل ينتظرون إلا أن يأتيهم اللّه بعذاب من عنده في ظلل من الغمام ، تحمل العذاب كما تحمل المطر ، كما كان في إهلاك عاد حين رأوا السحابة السوداء قد طلعت ، وكانوا مقحطين ،

    ص 308

    أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله ) فيؤمر بهم إلى الجنة ، ثم يسمعون نداء ثالثا : ( يا أهل الموقف ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، أين الذين صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه ، ليجزي الصادقين بصدقهم ) فيؤمر بهم إلى الجنة ، فبعد هذا النداء يخرج عنق من النار ، فإذا أشرف على الخلق وله عينان ولسان فصيح يقول : ( يا أهل الموقف إني وكلت منكم بثلاث ) كما كان النداء الأول ثلاث مرات لثلاث طوائف من أهل السعادة ، وهذا كله قبل الحساب ، والناس وقوف قد ألجمهم العرق ، واشتد الخوف وتصدعت القلوب لهول المطلع ، فيقول ذلك العنق المستشرف من النار عليهم ( إني وكّلت بكل جبار عنيد ) فيلقطهم من بين الصفوف كما يلقط الطائر حب السمسم ، فإذا لم يترك أحدا منهم في الموقف نادى نداء ثانيا : ( يا أهل الموقف إني وكلت بمن آذى اللّه ورسوله ) فيلقطهم كما يلقط الطائر حب السمسم من بين الخلائق ، فإذا لم يترك منهم أحدا نادى ثالثة : ( يا أهل الموقف إن وكلت بمن ذهب يخلق كخلق اللّه ) فيلقط أهل التصاوير وهم الذين يصورون صورا في الكنائس لتعبد تلك الصور ، والذين يصورون الأصنام ، وهو قوله : ( أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ )فكانوا ينحتون لهم الأخشاب والأحجار ليعبدوها من دون اللّه ، فهؤلاء هم المصورون فيلقطهم من بين الصفوف كما يلقط الطير حب السمسم ، فإذا أخذهم اللّه عن آخرهم ، بقي الناس وفيهم المصورون الذين لا يقصدون بتصويرهم ما قصده أولئك من عباداتها ، حتى يسألوا عنها لينفخوا فيها أرواحا تحيا بها وليسوا بنافخين ، كما ورد في الخبر في المصورين ، فيقفون ما شاء اللّه ينتظرون ما فعل اللّه بهم ، والعرق قد ألجمهم ، قال علي

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    فسروا بذلك واستبشروا وقالوا : ( هذا عارض ممطرنا ) لكون الغيث أبدا يستلزم الغمام ، فقال تعالى : ( بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ )وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا رأى ذلك ، يتغير ويدخل ويخرج ، فإذا نزل الغيث وعلم أنه رحمة سكن ، فإذا رأى الناس ظلل الغمام التي هي مظنة الخير والرحمة يستبشرون ، فتبدو لهم منها من البأس والشدة ما لم يكونوا يحتسبون( وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ )وهو قوله في هذه الآية« وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ » .وقوله :« وَالْمَلائِكَةُ »بالرفع والجر ، فمن جر عطف على الغمام ، فتكون الملائكة الموكلون بما ذكرناه من بأس اللّه ، فإن هذه الآية آية وعيد وتهديد ، ومن رفع فمثل قوله : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ )والأولى

    ص 309

    ابن أبي طالب رضي اللّه عنه « 1 » قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : إن في القيامة لخمسين موقفا ، كل موقف منها ألف سنة ، فأول موقف إذا خرج الناس من قبورهم يقومون على أبواب قبورهم ألف سنة عراة حفاة جياعا عطاشا ، فمن خرج من قبره مؤمنا بربه مؤمنا بنبيه ، مؤمنا بجنته وناره ، مؤمنا بالبعث والقيامة ، مؤمنا بالقضاء والقدر خيره وشره ، مصدقا بما جاء به محمد صلّى اللّه عليه وسلم من عند ربه ، نجا وفاز وغنم وسعد ، ومن شك في شيء من هذا بقي في جوعه وعطشه وغمه وكربه ألف سنة ، حتى يقضي اللّه فيه بما شاء ، ثم يساقون من ذلك المقام إلى المحشر ، فيقفون على أرجلهم ألف عام في سرادقات النيران في حر الشمس ، والنار عن أيمانهم ، والنار عن شمائلهم ، والنار من بين أيديهم ، والنار من خلفهم ، والشمس من فوق رؤوسهم ، ولا ظل إلا ظل العرش ، فمن لقي اللّه تبارك وتعالى شاهدا له بالإخلاص ، مقرا بنبيه صلّى اللّه عليه وسلم ، بريئا من الشرك ومن السحر ، وبريئا من إهراق دماء المسلمين ، ناصحا للّه ولرسوله ، محبا لمن أطاع اللّه ورسوله ، مبغضا لمن عصى اللّه ورسوله ، استظل تحت ظلّ عرش الرحمن ، ونجا من غمه ، ومن حاد عن ذلك ووقع في شيء من الذنوب بكلمة واحدة ، أو تغير قلبه أو شك في شيء من دينه ، بقي ألف سنة في الحر والهم والعذاب حتى يقضي اللّه فيه بما يشاء ، ثم يساق الخلق إلى النور والظلمة ، فيقيمون في تلك الظلمة ألف عام ، فمن لقي اللّه تبارك وتعالى لم يشرك به شيئا ، ولم يدخل في قلبه شيء من النفاق ، ولم يشك في شيء من أمر دينه ، وأعطى الحق من نفسه ، وقال الحق ، وأنصف الناس من نفسه ، وأطاع اللّه في السر

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    في هذا الإتيان أنه للفصل والقضاء ، فيتضمن الرحمة للمؤمنين لما في الغمام من الغيث ، ويتضمن

    ( 1 ) هذا الحديث الوارد بطوله هنا ، وتتمته في تفسير قوله تعالى : ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها )يقول فيه الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي رضي اللّه عنه ، حدثنا شيخنا القصار بمكة سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، تجاه الركن اليماني من الكعبة المعظمة ، وهو يونس بن يحيى بن الحسين بن أبي البركات الهاشمي العباسي ، من لفظه وأنا أسمع ، قال :
    حدثنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر المعروف بابن الخياط المغربي ، قال : قرئ على أبي سهل محمود بن عمر بن إسحاق العكبري وأنا أسمع ، قيل له حدثكم رضي اللّه عنكم ، أبو بكر محمد بن الحسن النقاش ؟ فقال : نعم حدثنا أبو بكر قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين ابن علي الطبري المروزي ، قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي أبو عبد اللّه ، قال : حدثنا سلمة بن صالح ، قال : أنا القاسم بن الحكم عن سلام الطويل ، عن غياث بن المسيب عن عبد الرحمن بن غنم وزيد بن وهب ، عن عبد اللّه بن مسعود ، قال : كنت جالسا عند علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وعنده عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه ، وحوله عدة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ، فقال علي رضي اللّه عنه - الحديث .

    ص 310

    والعلانية ، ورضي بقضاء اللّه ، وقنع بما أعطاه اللّه ، خرج من الظلمة إلى النور في مقدار طرفة العين ، مبيضا وجهه ، قد نجا من الغموم كلها ، ومن خالف في شيء منها بقي في الغم والهم ألف سنة ، ثم خرج منها مسودا وجهه ، وهو في مشيئة اللّه يفعل به ما يشاء ، ثم يساق الخلق إلى سرادقات الحساب ، وهي عشر سرادقات ، يقفون في كل سرداق منها ألف سنة ، فيسأل ابن آدم عند أول سرداق منها عن المحارم ، فإن لم يكن وقع في شيء منها جاز إلى السرادق الثاني ، فيسأل عن الأهواء فإن كان نجا منها جاز إلى السرادق الثالث ، فيسأل عن عقوق الوالدين ، فإن لم يكن عاقا جاز إلى السرادق الرابع ، فيسأل عن حقوق من فوض اللّه إليه أمورهم ، وعن تعليمهم القرآن ، وعن أمر دينهم وتأديبهم ، فإن كان قد فعل جاز إلى السرادق الخامس ، فيسأل عما ملكت يمينه ، فإن كان محسنا إليهم جاز إلى السرادق السادس ، فيسأل عن حق قرابته ، فإن كان أدى حقوقهم جاز إلى السرادق السابع ، فيسأل عن صلة الرحم ، فإن كان وصولا لرحمه جاز إلى السرادق الثامن ، فيسأل عن الحسد ، فإن لم يكن حاسدا جاز إلى السرادق التاسع فيسأل عن المكر ، فإن لم يكن مكر بأحد جاز إلى السرادق العاشر ، فيسأل عن الخديعة ، فإن لم يكن خدع أحدا نجا ونزل في ظل عرش اللّه تعالى قارة عينه فرحا قلبه ضاحكا فوه ، وإن كان قد وقع في شيء من هذه الخصال بقي في كل موقف منها ألف عام جائعا عاطشا حزنا مغموما مهموما لا ينفعه شفاعة شافع ، ثم يحشرون إلى أخذ كتبهم بأيمانهم وشمائلهم ، فيحبسون عند ذلك في خمسة عشر موقفا ، كل موقف منها ألف سنة ، فيسألون في أول موقف منها عن الصدقات وما فرض اللّه عليهم من أموالهم ، فمن أداها كاملة جاز إلى الموقف الثاني ، فيسأل عن قول الحق والعفو عن الناس ، فمن عفا عفا اللّه عنه وجاز إلى الموقف الثالث ، فيسأل عن الأمر بالمعروف ، فإن كان آمرا بالمعروف جاز إلى الموقف الرابع ، فيسأل عن النهي عن المنكر ، فإن كان ناهيا عن المنكر جاز إلى الموقف الخامس ، فيسأل عن حسن الخلق ، فإن كان حسن الخلق جاز إلى الموقف السادس ، فيسأل عن الحب في اللّه والبغض في اللّه ، فإن كان محبا في اللّه مبغضا في اللّه جاز إلى الموقف السابع ، فيسأل عن مال الحرام ، فإن لم يكن أخذ شيئا جاز إلى الموقف الثامن ، فيسأل عن شرب الخمر ، فإن لم يكن شرب من الخمر

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    البأس للكافرين لما يتضمن من الصواعق والرعود القواصف والبروق الخواطف والرياح

    ص 311

    شيئا جاز إلى الموقف التاسع ، فيسأل عن الفروج الحرام ، فإن لم يكن أتاها جاز إلى الموقف العاشر ، فيسأل عن قول الزور ، فإن لم يكن قاله ، جاز إلى الموقف الحادي عشر ، فيسأل عن الأيمان الكاذبة ، فإن لم يكن حلفها جاز إلى الموقف الثاني عشر ، فيسأل عن أكل الربا ، فإن لم يكن أكله جاز إلى الموقف الثالث عشر ، فيسأل عن قذف المحصنات ، فإن لم يكن قذف المحصنات أو افترى على أحد جاز إلى الموقف الرابع عشر ، فيسأل عن شهادة الزور ، فإن لم يكن شهدها جاز إلى الموقف الخامس عشر ، فيسأل عن البهتان ، فإن لم يكن بهت مسلما مر فنزل تحت لواء الحمد وأعطي كتابه بيمينه ونجا من غم الكتاب وهوله وحوسب حسابا يسيرا ، وإن كان قد وقع في شيء من هذه الذنوب ثم خرج من الدنيا غير تائب من ذلك بقي في كل موقف من هذه الخمسة عشر موقفا ألف سنة في الغم والهول والهم والحزن والجوع والعطش حتى يقضي اللّه عزّ وجل فيه بما يشاء ، ثم يقام الناس في قراءة كتبهم ألف عام ، فمن كان سخيا قد قدم ماله ليوم فقره وحاجته وفاقته ، قرأ كتابه وهون عليه قراءته ، وكسي من ثياب الجنة ، وتوج من تيجان الجنة ، وأقعد تحت ظل عرش الرحمن آمنا مطمئنا ، وإن كان بخيلا لم يقدم ماله ليوم فقره وفاقته ، أعطي كتابه بشماله ، ويقطع له من مقطعات النيران ، يقام على رؤوس الخلائق ألف عام في الجوع والعطش والعري والهم والغم والحزن والفضيحة حتى يقضي اللّه عزّ وجل فيه بما يشاء ، ثم يحشر الناس إلى الميزان ، فيقومون عند الميزان ألف عام ، فمن رجح ميزانه بحسناته فاز ونجا في طرفة عين ، ومن خف ميزانه من حسناته وثقلت سيئاته حبس عند الميزان ألف عام في الغم والهم والحزن والعذاب والجوع والعطش حتى يقضي اللّه فيه بما يشاء ، ثم يدعى بالخلق إلى الموقف بين يدي اللّه في اثني عشر موقفا ، كل موقف منها مقدار ألف عام ، فيسأل في أول موقف عن عتق الرقاب ، فإن كان أعتق رقبة أعتق اللّه رقبته من النار وجاز إلى الموقف الثاني ، فيسأل عن القرآن وحقه وقراءته ، فإن جاء بذلك تاما جاز إلى الموقف الثالث ، فيسأل عن الجهاد ، فإن كان جاهد في سبيل اللّه محتسبا جاز إلى الموقف الرابع ، فيسأل عن الغيبة ، فإن لم يكن اغتاب جاز إلى الموقف الخامس ، فيسأل عن النميمة ، فإن لم يكن نماما جاز إلى الموقف السادس ، فيسأل عن الكذب ، فإن لم يكن كذابا جاز إلى الموقف السابع ، فيسأل عن طلب العلم ، فإن

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    الزعازع ، والملائكة بالبشرى للفريقين ، ففريق تبشره بعذاب أليم ، وفريق تبشره بنعيم مقيم

    ص 312

    كان طلب العلم وعمل به جاز إلى الموقف الثامن ، فيسأل عن العجب ، فإن لم يكن معجبا بنفسه في دينه ودنياه أو في شيء من عمله جاز إلى الموقف التاسع ، فيسأل عن التكبر ، فإن لم يكن تكبر على أحد جاز إلى الموقف العاشر ، فيسأل عن القنوط من رحمة اللّه ، فإن لم يكن قنط من رحمة اللّه جاز إلى الموقف الحادي عشر ، فيسأل عن الأمن من مكر اللّه ، فإن لم يكن أمن من مكر اللّه جاز إلى الموقف الثاني عشر ، فيسأل عن حق جاره ، فإن كان أدى حق جاره أقيم بين يدي اللّه تعالى قريرا عينه ، فرحا قلبه ، مبيضا وجهه كاسيا ضاحكا مستبشرا ، فيرحب به ربه ويبشره برضاه عنه ، فيفرح عند ذلك فرحا لا يعلمه أحد إلا اللّه ، فإن لم يأت بواحدة منهن تامة ومات غير تائب حبس عند كل موقف ألف عام حتى يقضي اللّه عزّ وجل فيه بما يشاء ، ثم يؤمر بالخلائق إلى الصراط ، فينتهون إلى الصراط وقد ضربت عليه الجسور على جهنم ، أدق من الشعر وأحدّ من السيف ، وقد غابت الجسور في جهنم مقدار أربعين ألف عام ، ولهيب جهنم بجانبها يلتهب ، وعليها حسك وكلاليب وخطاطيف ، وهي سبعة جسور ، يحشر العباد كلهم عليها ، وعلى كل جسر منها عقبة مسيرة ثلاثة آلاف عام ، ألف عام صعود ، وألف عام استواء ، وألف عام هبوط ، وذلك قول اللّه تعالى عزّ وجل : ( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ )يعني على تلك الجسور ، وملائكته يرصدون الخلق عليها ، ليسأل العبد عن الإيمان باللّه فإن جاء به مؤمنا مخلصا لا شك فيه ولا زيغ جاز إلى الجسر الثاني ، فيسأل عن الصلاة ، فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر الثالث ، فيسأل عن الزكاة ، فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر الرابع ، فيسأل عن الصيام ، فإن جاء به تاما جاز إلى الجسر الخامس ، فيسأل عن حجة الإسلام ، فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر السادس ، فيسأل عن الطهر فإن جاء به تاما جاز إلى الجسر السابع ، فيسأل عن المظالم ، فإن كان لم يظلم أحدا جاز إلى الجنة ، وإن كان قصّر في واحدة منهن حبس على كل جسر منها ألف سنة حتى يقضي اللّه عزّ وجل فيه بما يشاء ، واعلم أن القيامة أمر محقق موجود حسي مثل ما هو الإنسان في الدنيا ، والحشر المحسوس في الأجسام المحسوسة والميزان المحسوس والصراط المحسوس والنار والجنة المحسوستين ، كل ذلك حق وأعظم في القدرة ، فإذا قام الناس ، ومدت الأرض ، وانشقت السماء ، وانكدرت النجوم ، وكورت

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    "وَقُضِيَ الْأَمْرُ " بين الفريقين فريق في الجنة وفريق في السعير« وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ »( 212 )

    ص 313

    الشمس ، وخسف القمر ، وحشرت الوحوش ، وسجرت البحار ، وزوجت النفوس بأبدانها ، ونزلت الملائكة على أرجائها ، أعني أرجاء السماوات ، وأتى ربنا في ظلل من الغمام ، ونادى المنادي : يا أهل السعادة ، فأخذ منهم الثلاث الطوائف الذين ذكرناهم ، وخرج العنق من النار فقبض الثلاث الطوائف التي ذكرناهم ، وماج الناس ، واشتد الحر ، وألجم الناس العرق ، وعظم الخطب ، وجل الأمر ، وكان البهت فلا تسمع إلا همسا ، وجيء بجهنم ، وطال الوقوف بالناس ولم يعلموا ما يريد الحق بهم ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :
    فيقول الناس بعضهم لبعض ، تعالوا ننطلق إلى أبينا آدم فنسأله أن يسأل اللّه لنا أن يريحنا مما نحن فيه فقد طال وقوفنا ، فيأتون إلى آدم ، فيطلبون منه ذلك ، فيقول آدم : إن اللّه قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وذكر خطيئته ، فيستحي من ربه أن يسأله ، فيأتون إلى نوح بمثل ذلك ، فيقول لهم مثل ما قال آدم ، ويذكر دعوته على قومه وقوله ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ، ثم يأتون إلى إبراهيم عليه السلام بمثل ذلك ، فيقولون له مثل مقالتهم لمن تقدم ، فيقول كما قال من تقدم ، ويذكر كذباته الثلاث ، ثم يأتون إلى موسى وعيسى ويقولون لكل واحد من الرسل مثل ما قالوه لآدم ، فيجيبونهم مثل جواب آدم ، فيأتون إلى محمد صلّى اللّه عليه وسلم وهو سيد الناس يوم القيامة ، فيقولون له مثل ما قالوا للأنبياء ، فيقول محمد صلّى اللّه عليه وسلم : أنا لها ، وهو المقام المحمود الذي وعده اللّه به يوم القيامة ، فيأتي ويسجد ويحمد اللّه بمحامد يلهمه اللّه تعالى إياها في ذلك الوقت ، لم يكن يعلمها قبل ذلك ، ثم يشفع إلى ربه أن يفتح باب الشفاعة للخلق ، فيفتح اللّه ذلك الباب ، فيأذن في الشفاعة للملائكة والرسل والأنبياء والمؤمنين ، فبهذا يكون سيد الناس يوم القيامة ، فإنه شفع عند اللّه أن تشفع الملائكة والرسل ، ومع هذا تأدب صلّى اللّه عليه وسلم وقال : أنا سيد الناس ، ولم يقل سيد الخلق فتدخل الملائكة في ذلك ، مع ظهور سلطانه في ذلك اليوم على الجميع ، وذلك أنه صلّى اللّه عليه وسلم جمع له بين مقامات الأنبياء عليهم السلام كلهم ، ولم يكن ظهر له على الملائكة ما ظهر لآدم عليه السلام من اختصاصه بعلم الأسماء كلها ، فإذا كان في ذلك اليوم ، افتقر الجميع من الملائكة والناس من آدم فمن دونه في فتح باب الشفاعة وإظهار ما له من الجاه عند اللّه ، إذ كان القهر الإلهي والجبروت الأعظم قد أخرس الجميع ، وكان هذا المقام مثل مقام آدم عليه السلام وأعظم ،

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    « سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ » .يقول اللّه لنبيه : سل بني إسرائيل كم ، وإن كانت

    ص 314

    في يوم اشتدت الحاجة فيه ، مع ما ذكر من الغضب الإلهي الذي تجلى فيه الحق في ذلك اليوم ، ولم تظهر مثل هذه الصفة فيما جرى من قضية آدم ، فدل بالمجموع على عظيم قدره صلّى اللّه عليه وسلم ، حيث أقدم مع هذه الصفة الغضبية الإلهية على مناجاة الحق فيما سأل فيه ، فأجابه الحق سبحانه ، وعلقت الموازين ، ونشرت الصحف ، ونصب الصراط ، وبدئ بالشفاعة ، فأول ما شفعت الملائكة ، ثم النبيون ، ثم المؤمنون ، وبقي أرحم الراحمين ، وهنا تفصيل عظيم يطول الكلام فيه ، فإنه مقام عظيم ، غير أن الحق يتجلى في ذلك اليوم فيقول : لتتبع كل أمة ما كانت تعبد ، حتى تبقى هذه الأمة وفيها منافقوها ، فيتجلى لهم الحق في أدنى صورة من الصور التي كان تجلى لهم فيها قبل ذلك ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ باللّه منك ، ها نحن منتظرون حتى يأتينا ربنا ، فيقول لهم جل وتعالى : هل بينكم وبينه علامة تعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم ، فيتحول لهم في الصورة التي عرفوه فيها بتلك العلامة ، فيقولون :
    أنت ربنا ، فيأمرهم بالسجود ، فلا يبقى من كان يسجد للّه إلا سجد ، ومن كان يسجد اتقاء ورياء جعل اللّه ظهره طبقة نحاس ، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ، وذلك قوله : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ )يعني في الدنيا ، والساق التي كشفت لهم عبارة عن أمر عظيم من أهوال يوم القيامة ، فإذا وقعت الشفاعة ولم يبق في النار مؤمن شرعي أصلا ، ولا من عمل عملا مشروعا من حيث ما هو مشروع بلسان نبي ، ولو كان مثقال حبة من خردل فما فوق ذلك في الصغر إلا خرج بشفاعة النبيين والمؤمنين ، وبقي أهل التوحيد الذين علموا التوحيد بالأدلة العقلية ولم يشركوا باللّه شيئا ، ولا آمنوا إيمانا شرعيا ، ولم يعملوا خيرا قط من حيث ما اتبعوا فيه نبيا من الأنبياء ، فلم يكن عندهم ذرة من إيمان فما دونها ، فيخرجهم أرحم الراحمين وما عملوا خيرا قط ، يعني مشروعا من حيث ما هو مشروع ، ولا خير أعظم من الإيمان وما عملوه ، وهذا حديث عثمان بن عفان في صحيح مسلم بن الحجاج ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : من مات وهو يعلم - ولم يقل يؤمن - أنه لا إله إلا اللّه دخل الجنة ، ولا قال يقول ، بل أفرد العلم ، ففي هؤلاء تسبق عناية اللّه في النار ، فإن النار بذاتها لا تقبل تخليد موحد للّه بأي وجه كان - إشارة - قرأ

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    تحتمل أن تكون خبرية ولكن الاستفهام فيها أظهر ، فإن قوله :« سَلْ »يطلبها ، والسؤال

    ص 315

    بعضهم« هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي »إشارة إلى قوله صلّى اللّه عليه وسلم : ( خلق اللّه آدم على صورته ) وقوله صلّى اللّه عليه وسلم عن أولياء اللّه : ( إذا رأوا ذكر اللّه ) .

    سورة البقرة ( 2 ) : آية 211
    سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ( 211 ).
    « وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ »وهي ما بشّرنا به من عموم مغفرته« مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ »فمن هنا وإن كانت شرطا ففيها رائحة الاستفهام ، وقال في الجواب :« أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ »ولم يقل فإن اللّه يعاقب من بدل نعمة اللّه ، فهو كما قال شديد العقاب في حال العقوبة ، فما ثم من يقدر يبدل نعمة اللّه من بعد ما جاءته ، فيبدل نعمة اللّه بما هو خير منها بحسب الوقت ، فإن الحكم له ، قال تعالى : ( لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ )وهي أعيان العالم ، وإنما التبديل للّه لا لهم ، فقوله فيمن بدل نعمة اللّه من بعد ما جاءته إنه شديد العقاب ، أي يسرع تعالى إلى من هذه صفته بالعقاب ، وهو أن يعقبه فيما بدله أن التبديل للّه عزّ وجل ليس له ، فيعرفه أنه بيده ملكوت كل شيء ، فإن اللّه ما قرن بهذا العقاب ألما ، ومتى لم يقرن الألم بعذاب أو عقاب فله محمل في عين الأمر المؤلم ، فإنه لا يخاف إلا من الألم ، ولا يرغب إلا في الالتذاذ خاصة ، هذا يقتضيه الطبع الذي وجد عليه من يقبل الألم واللذة .


    سورة البقرة ( 2 ) : آية 212
    زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ( 212 )
    عليه .

    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    استفهام ، وهو استفهام تقرير ، يقول : سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيات النعم ، وقد ذكرناها فيما تقدم ، من تظليل الغمام وإهلاك عدوهم وغير ذلك ، فإذا أخبروك بما أنعمت عليهم ، وأقروا عندك بذلك واعترفوا فقل لهم :« وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ »أي من حق نعمة اللّه الشكر عليها ، فمن بدله بكفرها« فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ »على ذلك ، ووجه آخر« كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ »على صدقك في كتبهم وعلى ألسنة رسلهم ، وهي نعمة مني عليهم ، حيث

    ص 316

      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 13:37