..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب أخبار وحكايات لأبي الحسن محمد بن الفيض الغساني
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty25/11/2024, 17:11 من طرف Admin

» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty25/11/2024, 17:02 من طرف Admin

» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty25/11/2024, 16:27 من طرف Admin

» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty25/11/2024, 15:41 من طرف Admin

» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty25/11/2024, 15:03 من طرف Admin

» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty25/11/2024, 14:58 من طرف Admin

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68544
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة Empty من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسير الآية رقم "1" البقرة

    مُساهمة من طرف Admin 19/4/2020, 23:51

    كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي جمع وتأليف محمود محمود الغراب
    ( 2 ) سورة البقرة مدنيّة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سميت سورة البقرة وآل عمران الزهراوين ، وورد أنهما يأتيان يوم القيامة صورة قائمة ، ولهما عينان ولسانان وشفتان ، يشهدان لمن قرأهما بحق .


    سورة البقرة ( 2 ) : آية 1
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    ألم ( 1 )
    [ الحروف ]
    اعلم وفقنا اللّه وإياكم ، أن الحروف أمة من الأمم مخاطبون ومكلفون ، وفيهم رسل من
    ________________________________________
    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قوله بسم اللّه الرحمن الرحيم آية من هذه السورة ، والباء من بسم اللّه متعلقة بما في المتقين من معنى الفعل ، كأنه يقول « الذين اتقوا اللّه بأسمائه » وإن شئت علقتها بفعل أمر محذوف ، وهو قولك « اقرأ بسم اللّه » لا ينبغي أن يضمر له غير ذلك ، وإن كان يجوز ، ولكن اتباع اللّه فيما أوحى به أولى .
    قال تعالى :« اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ » فالعالم الأديب لا يضمر إلا هذا الفعل على هذه الصيغة ، فأما ما يتضمنه من الرحمة ، فهو رحمته سبحانه بمحمد عليه السلام بالكتاب الذي أنزله عليه حين سأل الكفار إنزاله .
    فقالوا« وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ » فأعطاه الأمرين المعراج والقرآن .
    فقال له « ألم » ذلك الكتاب الذي سألوه منك هو هذا الكتاب لا شك فيه ، فهذا من أثر الرحمة من ( بسم الله الرحمن الرحيم )
    ص 42

    جنسهم ولهم أسماء من حيث هم ، وهم عوالم ولكل عالم رسول من جنسهم ، ولهم شريعة تعبدوا بها ، ولهم لطائف وكثائف ، وعليهم من الخطاب الأمر ليس عندهم نهي ، وفيهم عامة وخاصة وخاصة الخاصة وصفاء خلاصة خاصة الخاصة ، وحروف أوائل السور من الخاصة التي فوق العامة ، ولا يعرف حقيقة مبادئ السور المجهولة .
    الا أهل الصور المعقولة [ هم الذين لهم حظ من خلق اللّه آدم على صورته ، وهم الذين وصلوا مرتبة الكمال والخلافة ] وجعل تبارك وتعالى أوائل السور تسعا وعشرين سورة ، وهو كمال الصورة ، كما قدر منازل القمر ، وجعل الحروف على تكرارها ثمانية وسبعين حرفا ، فلا يكمل عبد أسرار الإيمان حتى يعلم حقائق هذه الحروف في سورها .
    قال عليه السلام : « والإيمان بضع وسبعون شعبة » كما أنه إذا علمها من غير تكرار علم تنبيه اللّه فيها على حقيقة الإيجاد وتفرد القديم سبحانه بصفاته الأزلية ، ثم إنه سبحانه جعل أولها الألف في الخط ، والهمزة في اللفظ ، وآخرها النون.
    فالألف لوجود الذات على كمالها لأنها غير مفتقرة إلى حركة ، والنون لوجود الشطر من العالم وهو عالم التركيب ، وذلك نصف الدائرة الظاهرة لنا من الفلك ، والنصف الآخر النون المعقولة عليها ، التي لو ظهرت للحس وانتقلت من عالم الروح لكانت دائرة محيطة ، ولكن أخفى هذه النون الروحانية - التي بها كمال الوجود - وجعلت نقطة النون المحسوسة دالة عليها .
    فالألف كاملة من جميع وجوهها والنون ناقصة ، وجعلت هذه الحروف على أفراد في بعض السور مثل « ص ، ق ، ن » وثنيت في « طس ، طه » وأخواتها.
    وجمعت في ثلاثة فصاعدا حتى بلغت خمسة حروف متصلة ومنفصلة ولم تبلغ أكثر ، ولا يعرف هذا العلم الا أولياء اللّه تعالى كشفا ، وسماه الحكيم الترمذي علم الأولياء .
    ________________________________________
    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    قوله" ألم " وقع النطق بأسماء هذه الحروف المعينة على طريق البناء على السكون الذي هو الثبوت ، فلا يتغير ، وأما ما تدل عليه فلا يعرف ذلك على الحقيقة إلا من جانب الحق ، وليس هذا مما يدرك بالرأي .
    وكل ما قيل فيه فليس بمرضي ، ولا يفيد علما ، وكلام اللّه لا ينبغي أن يترجم بالحدس ولا بالظن والتخمين ، والعرب لا تعرفه ، وكل ما ذكره المفسرون في ذلك ونسبوه للعرب فلا يشبه هذا إذا حققته ، وكان سبب نزول هذه الحروف أن الكفار قالوا( لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ).
    فكانوا إذا رأوا النبي صلّى اللّه عليه وسلم يوحى إليه يكثرون اللغط ، فلما سمعوا التلفظ بأسماء حروف المعجم ، أرادوا أن يعرفوا ما أريد بها ، عساه يفسر ذكرها ما يدل على المراد بها ، فيسكتون وتتوفر
    ص 43

    واعلم أن للّه ثمانية وعشرين اسما على عدد منازل الفلك وهي :
    الرفيع الدرجات ، الجامع ، اللطيف ، القوي ، المذل ، رزاق ، عزيز ، مميت ، محيي ، حي ، قابض ، مبين ، محص ، مصور ، نور ، قاهر ، عليم ، رب ، مقدّر ، غني ، شكور ، محيط ، حكيم ، ظاهر ، باطن ، باعث ، بديع .
    ولكل اسم من هذه الأسماء روحانية ملك تحفظه وتقوم به وتحفظها ، لها صور في النفس الإنساني تسمى حروفا في المخارج عند النطق وفي الخط عند الرقم ، فتختلف صورهما في الكتابة والرقم ولا تختلف في النطق ، وتسمى هذه الملائكة الروحانيات في عالم الأرواح بأسماء هذه الحروف .
    فلنذكرها على ترتيب المخارج حتى تعرف رتبتها فأولهم :
    ملك الهاء ثم الهمزة ، وملك العين المهملة ، وملك الحاء المهملة ، وملك العين المعجمة ، وملك الخاء المعجمة ، وملك القاف ، وملك الكاف ، وملك الجيم ، وملك الشين المعجمة ، وملك الياء ، وملك الضاد المعجمة ، وملك اللام ، وملك النون ، وملك الراء ، وملك الطاء المهملة ، وملك الدال المهملة ، وملك التاء المعجمة باثنتين من فوقها ، وملك الزاي ، وملك السين المهملة ، وملك الصاد المهملة ، وملك الظاء المعجمة ، وملك الثاء المعجمة بالثلاث ، وملك الذال المعجمة ، وملك الفاء ، وملك الباء ، وملك الميم ، وملك الواو ، وهذه الملائكة أرواح هذه الحروف ، وهذه الحروف أجساد تلك الملائكة لفظا وخطا بأي قلم كانت ، فبهذه الأرواح تعمل الحروف لا بذواتها ، أعني صورها المحسوسة للسمع والبصر المتصورة في الخيال .
    فلا يتخيل أن الحروف تعمل بصورها وإنما تعمل بأرواحها ، ولكل حرف تسبيح وتمجيد وتهليل وتكبير وتحميد يعظم بذلك كله خالقه ومظهره ، وروحانيته لا تفارقه وبهذه الأسماء يسمون هذه الملائكة في السماوات .
    وكذلك الكواكب التي ترونها إنما هي صور لها أرواح ملكية تدبرها مثل ما لصورة الإنسان ، فبروحه يفعل الإنسان وكذلك الكوكب ، والحرف لولا الروح ما ظهر منه فعل ، فإن اللّه سبحانه ما يسوي صورة محسوسة في الوجود على يد من كان ، من إنسان أو ريح إذا هبت فتحدث أشكالا في كل ما تؤثر فيه ، حتى الحية والدودة تمشي في الرمل فيظهر طريق ، فذلك الطريق صورة أحدثها اللّه بمشي هذه الدودة أو غيرها ، فينفخ اللّه فيها روحا من أمره لا يزال يسبحه
    ________________________________________
    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    دواعيهم إلى ذلك ، فيسمعون ما أراد الحق أن يخاطبهم به من القرآن ، فهذا وجه إنزالها ، ومع هذا فلها معان لا يعلمها إلا هو ، ومن أنزلت عليه ، ثم إنه ما كتبت على صورة ما تلفظ بها ،
    ص 44


    ذلك الشكل بصورته وروحه إلى أن يزول فتنتقل روحه إلى البرزخ ، وذلك قوله« كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ » ،وكذلك الأشكال الهوائية والمائية لولا أرواحها ما ظهر منها في انفرادها ولا في تركيبها أثر ، وكل من أحدث صورة وانعدمت وزالت وانتقل روحها إلى البرزخ فإن روحها الذي هو ذلك الملك يسبح اللّه ويحمده ، ويعود ذلك الفضل على من أوجد تلك الصورة الذي كان هذا الملك روحها ، فما يعرف حقائق الأمور إلا أهل الكشف والوجود من أهل اللّه ، ولهذا نبه اللّه قلوب الغافلين ليتنبهوا على الحروف المقطعة في أوائل السور .
    فإنها صور ملائكة وأسماؤهم ، فإذا نطق بها القارئ كان مثل النداء بهم فأجابوه ، فيقول القارئ « ألف ، لام ، ميم » فيقول هؤلاء الثلاثة من الملائكة مجيبين « ما تقول » فيقول القارئ ما بعد هذه الحروف تاليا فيقولون « صدقت » إن كان خبرا ، ويقولون « هذا مؤمن حقا نطق حقا وأخبر بحق » فيستغفرون له .
    وهم أربعة عشر ملكا ، « ألف ، لام ، ميم ، صاد ، راء ، كاف ، هاء ، ياء ، عين ، طاء ، سين ، حاء ، قاف ، نون » ظهروا في منازل من القرآن مختلفة ، فمنازل ظهر فيها واحد مثل « ق ، ن ، ص » ومنازل ظهر فيها اثنان مثل « طس ، يس ، حم » وهي سبعة أعني الحواميم ، طه ، ومنازل فيها ثلاثة وهم ، « ألم البقرة ، وألم آل عمران ، وألم يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر .
    وطسم الشعراء والقصص والعنكبوت ولقمان والروم والسجدة » ومنها منازل ظهر فيها أربعة وهم « المص الأعراف ، والمر الرعد » ومنازل ظهر فيها خمسة وهي « مريم والشورى » وجميعها ثمان وعشرون سورة على عدد منازل السماء سواء ، فمنها ما يتكرر في المنازل ومنها ما لا يتكرر .
    فصورها مع التكرار تسعة وسبعون ملكا بيد كل ملك شعبة من الإيمان ، وإن الإيمان بضع وسبعون شعبة أرفعها لا إله إلا اللّه ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق - والبضع من واحد إلى تسعة - فقد استوفى غاية البضع ، فمن نظر في هذه الحروف يرى عجائب ، وتكون هذه الأرواح الملكية التي هذه الحروف أجسامها تحت تسخيره ، وبما بيدها من شعب الإيمان تمده وتحفظ عليه إيمانه .
    واعلم أن هذه الحروف الأربعة عشر التي في أوائل السور ، كل حرف منها له ظاهر
    ________________________________________
    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    ولما كتبت ما قيدت بحركات مخصوصة ، بل تركت مهملة ، وهذا كله يدلك على أنه من فسر
    ص 45


    وهو صورته وله باطن وهو روحه ، ولكل حرف ليلة من الشهر أعني الشهر الذي يعرف بالقمر ، فإذا مشى القمر وقطع في سيره أربع عشرة منزلة أعطى في كل حرف من هذه الحروف من حيث صورها قوتين من حيث ذاته ، ومن حيث نوره ، وأعطاه قوتين أخريين من حيث المنزلة التي نزل بها ، ومن حيث البرج الذي لتلك المنزلة ، ولكن بقدر ما لتلك المنزلة من البرج ، فيصير في ذلك الحرف أربع قوى ، فيكون عمله أقوى ، فإذا أخذ القمر في النقص فقد أخذ في روحانية هذه الحروف إلى أن يكملها بكمال المنازل .
    فتلك ثمان وعشرون والقوى مثل القوى إلا أنه يكون العمل غير العمل ، فالعمل الظاهر في المنافع ، والعمل الثاني في دفع المضار . وفي قوة النور الذي للقمر لهذه الحروف مراتب بحسب المنزلة والبرج الذي تكون فيه الشمس ، واتصالات القمر بالمنزلة في تسديسها وتربيعها وتثليثها ومقابلتها ومقارنتها ، فتختلف الأحكام باختلاف هذا للحرف من قوة النور القمري .
    وأما لام ألف فهو من الحروف المركبة ، أنزلوه منزلة الحرف الواحد لكمال نشأة الحروف ، ولهذا الحرف ليلة السرار الذي يكون للقمر ، فالعمل بالحروف يحتاج إلى علم دقيق ، فهذه القوى تحصل للحروف من سير القمر ، فإن اللّه ما قدر هذا القمر منازل حتى عاد كالعرجون القديم واختصه بالذكر سدى .
    بل ذلك لحكمة إلهية يعلمها من أوتي الحكمة التي هي الخير الكثير الإلهي .
    فإن الستة الجواري الباقية قدّرها أيضا منازل في نفس الأمر وما خصها بالذكر ، فلما دخل القمر في الذكر كان له من القوة الإلهية والشرف في الولاية والحكم الإلهي ما ليس لغيره ، فإنه ما ذكر إلا بالحروف وبها نزل إلينا الذكر ، فكان نسبته إلى الحروف أتم من نسبة غيره ، فصار إمداده للحروف إمدادين ، إمداد جزاء وشكر لأن بها حصل له الذكر ، وإمدادا طبيعيا كإمداد سائر الستة لهذه الحروف - راجع والقمر قدرناه منازل .
    « تفسير من باب الإشارة » : « الألف » من( ألم )إشارة إلى التوحيد فمهما نظرت إلى الوجود جمعا وتفصيلا ، وجدت التوحيد يصحبه ، لا يفارقه البتة ، صحبة الواحد الأعداد ، فالواحد ليس العدد ، وهو عين العدد ، أي به ظهر العدد ، فالألف ليس من الحروف عند من شم رائحة من الحقائق ، ولكن قد سمته العامة حرفا ، فإذا قال المحقق إنه
    ________________________________________
    من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
    برأيه فما أصاب ، واللّه أعلم ، أو قد اجترأ فيما ذكره ولو أصاب ، فإن ذلك مما لا يدرك بالاجتها
    ص 46


    حرف فإنما يقول ذلك على سبيل التجوز في العبارة ، ومقام الألف مقام الجمع ، له من الأسماء اسم اللّه ، وله من الصفات القيومية ، وله المراتب كلها ، وله مجموع عالم الحروف ومراتبها ، ليس فيها ولا خارجا عنها ، نقطة الدائرة ومحيطها ، ومركب العوالم وبسيطها . « والميم » للملك الذي لا يهلك « واللام » بينهما واسطة لتكون رابطة بينهما ، فالألف إشارة إلى الذات المنزهة عن قيام الحركات بها ، واللام إشارة إلى الصفات التي لا تعقل إلا بالأفعال ، لذلك اتصلت اللام بالميم الذي هو أثرها وفعلها .

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/11/2024, 17:14