أما المحور الثاني فهو متعلق بالإنسان نفسه، فهو بيت القصيد، وإن الخطاب الإلهي موجه إليه، لأنه هو المكلف والملزم بتحمل الأمانة التي أنيطت به واستوجب عليه الجهد للخلاص من أسر الشهوات والضلال في كدر الظلمات للنجاة بنور العلم والإيمان إلى جنة القربات. فجاءت كتب هذا الفن بما يعين الإنسان على الرقي إلى مقام الإحسان والنجاة من الخذلان لقوله تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾.
في حين النقطة الثالثة هي همزة وصل بين المحورين السابقين، فالتدبر والتفكر في الكون يدل الإنسان على صنعة خالقه، فقد جاء في الزهد لأحمد بن حنبل: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: " تفكر ساعة خير من قيام ليلة".
وفي النقطتين الأولتين نجد أن هناك تقاطعا بين الفكر الصوفي والفكر الفلسفي، وبذلك فقد أصبح هذا الأخير مصدرا من مصادر الفكر الصوفي لاشتراكه معه في خاصية العمق والبحث عن كنه الحقائق والأسرار الكونية، فنجد أن الفلسفة اليونانية كان لها أثرها البارز في تبلور هذا الفكر، فهذا ما لمسناه عند جابر ابن حيان الصوفي من خلال مؤلفاته التي أوردها ابن النديم، وإخوان الصفاء الذين عرفوا رسائلهم في الفهرس بأنّها اثنتان وخمسون رسالة في فنون العلم وغرائب الحكم، وطرائف الآداب، وحقائق المعاني، عن كلام خلصاء الصوفية، وأبو حامد الغزالي في كتابه الإحياء، وابن العربي في فتوحاته المكية.
وهذا راجع إلى أن مواضيع الفكر الصوفي تهدف إلى كشف الحقائق الكونية، وتهدف أيضا إلى ترقية سلوك الفرد في العالم الروحاني، وبذلك مواضيع بحثه تنقل المتصوف إلى البحث في كشف الحقائق والأسرار الطبيعية التي تُكشف من خلال التأمل في الكون بغرض الرقي إلى معرفة موجد الكون وخالقه.
إن عظمة الكون ودقة صنعته وتناهي نظامه حير أولي الألباب من الفلاسفة القدامى قبل البعثة المحمدية، فتباينت مصطلحات آراء الحكماء والفلسفة حول موضوع بدء الخلقة أو ما يسمى أول الفطرة الذي يوجب الإذعان للواحد الأحد، وهذه الخلفات الاصطلاحية أوردها إخوان الصفاء في رسالتهم الجامعة قائلين: "فمن الحكماء من قال: الهيولي والصورة. ومنهم من قال: النور والظلمة. ومنهم من قال: الجوهر والعرض. ومنهم من قال: الروحاني والجسماني. ومنهم من قال: اللوح والقلم. ومنهم من قال: القبض والبسط. ومنهم من قال: المحبة والشوق ، ومنهم من قال الحركة والسكون. ومنهم من قال: الوجود والعدم. ومنهم من قال: الزمان والمكان. ومنهم من قال: الدنيا والآخرة. ومنهم من قال: العلة والمعلول. ومنهم من قال: المبدأ والمعاد. ومنهم من قال: الظاهر والباطن. ومنهم من قال: اللطيف والكثيف. وما شاكل ذلك من إيراد القول على الأصلي والإشارة إليهما، باسمين".
في حين النقطة الثالثة هي همزة وصل بين المحورين السابقين، فالتدبر والتفكر في الكون يدل الإنسان على صنعة خالقه، فقد جاء في الزهد لأحمد بن حنبل: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: " تفكر ساعة خير من قيام ليلة".
وفي النقطتين الأولتين نجد أن هناك تقاطعا بين الفكر الصوفي والفكر الفلسفي، وبذلك فقد أصبح هذا الأخير مصدرا من مصادر الفكر الصوفي لاشتراكه معه في خاصية العمق والبحث عن كنه الحقائق والأسرار الكونية، فنجد أن الفلسفة اليونانية كان لها أثرها البارز في تبلور هذا الفكر، فهذا ما لمسناه عند جابر ابن حيان الصوفي من خلال مؤلفاته التي أوردها ابن النديم، وإخوان الصفاء الذين عرفوا رسائلهم في الفهرس بأنّها اثنتان وخمسون رسالة في فنون العلم وغرائب الحكم، وطرائف الآداب، وحقائق المعاني، عن كلام خلصاء الصوفية، وأبو حامد الغزالي في كتابه الإحياء، وابن العربي في فتوحاته المكية.
وهذا راجع إلى أن مواضيع الفكر الصوفي تهدف إلى كشف الحقائق الكونية، وتهدف أيضا إلى ترقية سلوك الفرد في العالم الروحاني، وبذلك مواضيع بحثه تنقل المتصوف إلى البحث في كشف الحقائق والأسرار الطبيعية التي تُكشف من خلال التأمل في الكون بغرض الرقي إلى معرفة موجد الكون وخالقه.
إن عظمة الكون ودقة صنعته وتناهي نظامه حير أولي الألباب من الفلاسفة القدامى قبل البعثة المحمدية، فتباينت مصطلحات آراء الحكماء والفلسفة حول موضوع بدء الخلقة أو ما يسمى أول الفطرة الذي يوجب الإذعان للواحد الأحد، وهذه الخلفات الاصطلاحية أوردها إخوان الصفاء في رسالتهم الجامعة قائلين: "فمن الحكماء من قال: الهيولي والصورة. ومنهم من قال: النور والظلمة. ومنهم من قال: الجوهر والعرض. ومنهم من قال: الروحاني والجسماني. ومنهم من قال: اللوح والقلم. ومنهم من قال: القبض والبسط. ومنهم من قال: المحبة والشوق ، ومنهم من قال الحركة والسكون. ومنهم من قال: الوجود والعدم. ومنهم من قال: الزمان والمكان. ومنهم من قال: الدنيا والآخرة. ومنهم من قال: العلة والمعلول. ومنهم من قال: المبدأ والمعاد. ومنهم من قال: الظاهر والباطن. ومنهم من قال: اللطيف والكثيف. وما شاكل ذلك من إيراد القول على الأصلي والإشارة إليهما، باسمين".
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin