یَااَاللهُ یَاعَظِیمُ یَاعَلِيُّ یَاكَبِیرُ نَسْئَلُكَ الْفَقْرَ مِمَّا سِوَاكَ وَالْغِنى بِكَ حَتّى لاَنَشْھَدَ اِلاَّ اِیَّاكَ وَالْطُفْ بِنَا فِیھِمَا لُطْفًا عَلِمْتَهُ یَصْلُحُ لِمَنْ وَالآكَ وَاكْسُنَا جَلاَبِیْبَ الْعِصْمَةِ فىِ الْاَنْفَاسِ وَاللَّحَظَاتِ وَاجْعَلْنَا عَبِیدًا لَكَ فِي جَمِیعِ الْحَالاَتِ. وَعَلِّمْنَا مِنْ لَدُنْكَ عِلْمًا نَصِیرُ بِهِ كَامِلِینَ فِي الْمَحْیَا وَالْمَمَاتِ.
اللهُمَّ اَنْتَ الْحَمِیدُ الرَّبُّ الْمَجِیدُ الْفَعَّالُ لِمَا تُرِیدُ تَعْلَمُ فَرَحَنَا بِمَاذَا وَلِمَاذَا وَعَلى مَاذَا وَتَعْلَمُ حُزْنَنَا كَذلِكَ وَقَدْ اَوجَبْتَ كَوْنَ مَا اَرَدْتَهُ فِینَا وَمِنَّا وَلاَ نَسْئَلُكَ دَفْعَ مَاتُرِیدُ وَلكِنْ نَسْئَلُكَ التَّأْیِیدَ بِرُوحٍ مِنْ عِنْدِكَ فِیمَا تُرِیدُ كَمَا اَیَّدْتَ اَنْبِیَآئَكَ وَرُسُلِكَ وَخَاصَّةَ الصِّدِّیقِیْنَ مِنْ خَلْقِكَ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِیرٌ.
الفقر والعصمة والعلم والتأييد
· الفقراء أغنى خلق الله
· لما افتقر أبو الحسن أخد غنى الدنيا والآخرة
· هل تطلب العصمة من كل الذنوب ؟
· المرتبة العلمية التي وصل إليها عليّ كرم الله وجهه
· لماذا العلم النافع ؟.. العلم كالدراهم تضر وتنفع
· التأييد بروح منه
قوله : "نَسْئَلُكَ الْفَقْرَ مِمَّا سِوَاكَ وَالْغِنى بِكَ حَتّى لاَنَشْھَدَاِلاَّ اِیَّاكَ" قال في القصد : قيل لي : أتريد أن يغنيك الله حتى يغني بك من أحب أو توسل أو دعا أو سأل ؟ قلتُ : كيف لي ذلك ؟ قال : لا تتخد منهم عدوًّا ولا حبيبًا، انظر تمامه.
وفي حزب النور له : حسبي الله وأنا بريء مما سوى الله.
وفي الحكم : "تَحَقَّقْ بِوَصْفِكَ يُِمِدُّكَ بِوَصْفِهِ، تَحَقَّقْ بِفَقْرِكَ يُمِدُّكَ بِغِنَاه".
يعني أن من صحّ فقره إلى الله بانقطاعه إليه وإياسه من سواه، ومن جملة ذلك نفسه وحوله صحّ غناه بربِّه، وذلك إنما يتحقق بغيبته عن فقره في فقره، وإلا كان معتمداً به ومنقطعاً عن الله بكسبه وإلى ذلك تشير حكاية سيدي عبد السلام أبي الحسن المشهورة وبالجملة فالغنى به تعالى يفيد العمل له لا لشيء والرجا منه لا بشيء، ولا يرى للنفس نسبة لا في نفي ولا في وجود شيء، وقد لوَّح إلى ذلك كله بقوله : حتى لا نشهد إلّا إياك، والله أعلم.
قوله : "وَاكْسُنَا جَلاَبِیْبَ الْعِصْمَةِ.. إلخ" هو كقوله في حزب البحر : نسألك العصمة في الحركات والسكنات... إلى آخر ما ذكرناه من أسباب الاحتجاب عن الغيب، ومراده العصمة اللغوية وهي المنع مما ذكر بالستر من الوقوع فيه، وذلك جائز في حق النبي وواجب له للملائكة.
وقد قال العراقي رحمه الله على حديث "والسلامة من كل إثم"(1) فيه جواز سؤال العصمة من كل الذنوب، وذلك جائز في حق غير الأنبياء وواجب لهم، وسؤال الجائز جائز" انتهى.
على أن العصمة في حق النبي لا تختص بما ذكر بل تعم كل ما لا يليق بمنصب نبوته الذي هو أخص منه حظ الولي مما ينافي ولايته فقط، ثم هذا الطلب من جملة ما يندرج فيما تقدم من طلب التقديس وغيره، ولكنه تفصيل بعد إجمال.
وسيقول أيضاً "واكسِنا من نور جلابيب العصمة" والجلابيب جمع جلباب وهي الملاءة، استعارة للستر العام، والله أعلم.
وقال الشيخ في شرح حزب البحر: عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام واجبة لهم شرعاً، قال بعض العلماء: وعقلاً من دونهم ليس كذلك بل جائز، وأيضاً بأن عصمة غيرهم تُسأل لتُنال، وعصمتهم عليهم الصلاة والسلام حاصلة من غير سؤال بعد أن قرر أن الشركة في الألفاظ الإضافية والصفات الظاهرة لا يلتزم منها شركة بين المتصفين لتباين الوصفين حال قيامهما بالمتصفين ، فكل على قدره ، فلا مساواة .وفي الإحياء بعد كلامه رضي الله عنه على التأييد وأنه عبارة عن تقوية البصيرة من داخل وتقوية البطش ومساعدة الأسباب من خارج، فكأنه جامع للهداية التي مرجعها للبصيرة العلمية الكاشفة لما عليه الشيء في حقيقته وللرشد الذي مرجعه إلى الإرادة الباعثة إلى جهة السعادة وللتسديد الذي مرجعه إلى القدرة على توجيه الحركات إلى صوب المطلوب وتيسيرها عليه، قال: ويقرب من التأييد الجامع لما ذكر العصمة، وهي عبارة عن وجود إلهي يرسخ في الباطن يقوى به الإنسان على تحري الخير، وتجنب الشر، حتى يصير كمانع في باطنه غير محسوس" انتهى حاصله.
** ** **
1 - رواه الحاكم في المستدرك، من كتاب التطوع، والترمذي في جامعه الصحيح، باب ما جاء في صلاة الحاجة.
اللهُمَّ اَنْتَ الْحَمِیدُ الرَّبُّ الْمَجِیدُ الْفَعَّالُ لِمَا تُرِیدُ تَعْلَمُ فَرَحَنَا بِمَاذَا وَلِمَاذَا وَعَلى مَاذَا وَتَعْلَمُ حُزْنَنَا كَذلِكَ وَقَدْ اَوجَبْتَ كَوْنَ مَا اَرَدْتَهُ فِینَا وَمِنَّا وَلاَ نَسْئَلُكَ دَفْعَ مَاتُرِیدُ وَلكِنْ نَسْئَلُكَ التَّأْیِیدَ بِرُوحٍ مِنْ عِنْدِكَ فِیمَا تُرِیدُ كَمَا اَیَّدْتَ اَنْبِیَآئَكَ وَرُسُلِكَ وَخَاصَّةَ الصِّدِّیقِیْنَ مِنْ خَلْقِكَ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِیرٌ.
الفقر والعصمة والعلم والتأييد
· الفقراء أغنى خلق الله
· لما افتقر أبو الحسن أخد غنى الدنيا والآخرة
· هل تطلب العصمة من كل الذنوب ؟
· المرتبة العلمية التي وصل إليها عليّ كرم الله وجهه
· لماذا العلم النافع ؟.. العلم كالدراهم تضر وتنفع
· التأييد بروح منه
قوله : "نَسْئَلُكَ الْفَقْرَ مِمَّا سِوَاكَ وَالْغِنى بِكَ حَتّى لاَنَشْھَدَاِلاَّ اِیَّاكَ" قال في القصد : قيل لي : أتريد أن يغنيك الله حتى يغني بك من أحب أو توسل أو دعا أو سأل ؟ قلتُ : كيف لي ذلك ؟ قال : لا تتخد منهم عدوًّا ولا حبيبًا، انظر تمامه.
وفي حزب النور له : حسبي الله وأنا بريء مما سوى الله.
وفي الحكم : "تَحَقَّقْ بِوَصْفِكَ يُِمِدُّكَ بِوَصْفِهِ، تَحَقَّقْ بِفَقْرِكَ يُمِدُّكَ بِغِنَاه".
يعني أن من صحّ فقره إلى الله بانقطاعه إليه وإياسه من سواه، ومن جملة ذلك نفسه وحوله صحّ غناه بربِّه، وذلك إنما يتحقق بغيبته عن فقره في فقره، وإلا كان معتمداً به ومنقطعاً عن الله بكسبه وإلى ذلك تشير حكاية سيدي عبد السلام أبي الحسن المشهورة وبالجملة فالغنى به تعالى يفيد العمل له لا لشيء والرجا منه لا بشيء، ولا يرى للنفس نسبة لا في نفي ولا في وجود شيء، وقد لوَّح إلى ذلك كله بقوله : حتى لا نشهد إلّا إياك، والله أعلم.
قوله : "وَاكْسُنَا جَلاَبِیْبَ الْعِصْمَةِ.. إلخ" هو كقوله في حزب البحر : نسألك العصمة في الحركات والسكنات... إلى آخر ما ذكرناه من أسباب الاحتجاب عن الغيب، ومراده العصمة اللغوية وهي المنع مما ذكر بالستر من الوقوع فيه، وذلك جائز في حق النبي وواجب له للملائكة.
وقد قال العراقي رحمه الله على حديث "والسلامة من كل إثم"(1) فيه جواز سؤال العصمة من كل الذنوب، وذلك جائز في حق غير الأنبياء وواجب لهم، وسؤال الجائز جائز" انتهى.
على أن العصمة في حق النبي لا تختص بما ذكر بل تعم كل ما لا يليق بمنصب نبوته الذي هو أخص منه حظ الولي مما ينافي ولايته فقط، ثم هذا الطلب من جملة ما يندرج فيما تقدم من طلب التقديس وغيره، ولكنه تفصيل بعد إجمال.
وسيقول أيضاً "واكسِنا من نور جلابيب العصمة" والجلابيب جمع جلباب وهي الملاءة، استعارة للستر العام، والله أعلم.
وقال الشيخ في شرح حزب البحر: عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام واجبة لهم شرعاً، قال بعض العلماء: وعقلاً من دونهم ليس كذلك بل جائز، وأيضاً بأن عصمة غيرهم تُسأل لتُنال، وعصمتهم عليهم الصلاة والسلام حاصلة من غير سؤال بعد أن قرر أن الشركة في الألفاظ الإضافية والصفات الظاهرة لا يلتزم منها شركة بين المتصفين لتباين الوصفين حال قيامهما بالمتصفين ، فكل على قدره ، فلا مساواة .وفي الإحياء بعد كلامه رضي الله عنه على التأييد وأنه عبارة عن تقوية البصيرة من داخل وتقوية البطش ومساعدة الأسباب من خارج، فكأنه جامع للهداية التي مرجعها للبصيرة العلمية الكاشفة لما عليه الشيء في حقيقته وللرشد الذي مرجعه إلى الإرادة الباعثة إلى جهة السعادة وللتسديد الذي مرجعه إلى القدرة على توجيه الحركات إلى صوب المطلوب وتيسيرها عليه، قال: ويقرب من التأييد الجامع لما ذكر العصمة، وهي عبارة عن وجود إلهي يرسخ في الباطن يقوى به الإنسان على تحري الخير، وتجنب الشر، حتى يصير كمانع في باطنه غير محسوس" انتهى حاصله.
** ** **
1 - رواه الحاكم في المستدرك، من كتاب التطوع، والترمذي في جامعه الصحيح، باب ما جاء في صلاة الحاجة.
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin