..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:12 من طرف Admin

» كتاب: مفتاح غيب الجمع و الوجود لـ صدر الدين القونوي و شرحه لــ شمس الدين الفناري
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:07 من طرف Admin

» كتاب: خطب ابن نباتة و و لده بشرح الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:04 من طرف Admin

» كتاب: المصباح في مكاشفة بعث الأرواح ويليه شرح الحُجُب والأستار ويليه لوامع التوحيد ويليه مسالك التوحيد كلها للشيخ بقلي الشيرازي
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 19:02 من طرف Admin

» كتاب: شجون المسجون وفنون المفتون لـ يونس الكاتب ويُنسب خطئاً للشيخ الأكبر
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 18:58 من طرف Admin

» كتاب: نفثة المصدور و تحفة الشكور للشيخ صدر الدين القونوي
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 18:54 من طرف Admin

» كتاب: النفحة الأحمدية في بيان الأوقات المحمدية ـ أحمد بن شمس
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 18:52 من طرف Admin

» كتاب: تنزّل الأملاك مِن عالَم الأرواح إلى عالَم الأفلاك ـ لـ ابن عربي
مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Emptyاليوم في 18:46 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68436
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني Empty مقال: قصة فرض الصلاة ـ أ.د. راغب السرجاني

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 17 يوليو 2020 - 18:17

    قصة فرض الصلاة
    أ.د. راغب السرجاني
    ملخص المقال
    قصة فرض الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج من أعظم قصص السيرة، فما قيمة الصلاة؟ وماحدث أثناء فرضها في السماء؟ ولماذا أراد النبي موسى تخفيفها؟ وكيف خففت؟قصة فرض الصلاة
    الآن يتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون في حضرة رب العالمين! أين كان هذا اللقاء؟ الله وحده يعلم! هل ما زلنا في السماء السابعة أم اخترقناها إلى غيرها؟ الله وحده يعلم!
    رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نورًا حجب رؤية الله عز وجل؛ ولكنه استمع إلى كلام الله سبحانه!
    ماذا قال له الله تعالى في هذا الموقف الجلل؟! إنه فرض عليه وعلى أُمَّته الصلاة!

    فريضة الصلاة
    لو يعرف المسلمون حقيقة الوضع الذي فُرِضت فيه الصلاة عليهم ما فَرَّط فيها مسلمٌ واحد!
    لقد رفع الله قدر هذه الشعيرة حتى شاء سبحانه أن يُبَلِّغها إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر دون واسطة، ولم يكن إبلاغها على الأرض كبقية التشريعات؛ ولكن كان من فوق سبع سماوات، ثم كانت هي الشعيرة الوحيدة في الدين التي طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما سنرى- تخفيفَها، ليُحسِن المسلمون أداءها. وكان فرض الصلاة في أول الأمر على المسلمين خمسين صلاة في اليوم لولا موسى عليه السلام! فجزاه الله عنا خير الجزاء!
    ولنستمع إلى القصة كما رواها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

    حديث فرض الصلاة في الإسراء والمعراج
    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما جاء في رواية البخاري عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه-: "ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ. فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ. قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ. قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي" [1].

    وفي رواية أن الله تعالى قال بعد أن وصل العدد إلى خمس: "هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ. فَقُلْتُ: اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي" [2].

    وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَبَيْنَ مُوسَى عليه السلام حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلاَةٍ عَشْرٌ؛ فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلاَةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً". قَالَ: "فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ". فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَقُلْتُ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ" [3].
    هذه هي قصة الصلاة!

    وتبرز أمامنا أسئلة مهمَّة:
    أولاً: لماذا فُرِضت الصلاة في البداية خمسين ثم خُفِّفت إلى خمس، ولم يكن الفرض خمسًا من البداية؟
    ثانيًا: لماذا اختار الله عز وجل الصلاة ليفرضها في حضرته فوق السموات كلها؟
    ثالثًا: لماذا اختار الله موسى عليه السلام تحديدًا ليقوم بمهمَّة مراجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الصلاة؟
    رابعًا: لماذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الاستحياء من التخفيف عندما وصل العدد إلى خمس صلوات، ولم يذكره قبل ذلك؟
    ولا شكَّ أن هناك أسئلة كثيرة يمكن أن تخطر على ذهن القارئ للقصة؛ فليس هناك أعجب من هذه القصة في التاريخ!

    لماذا فُرِضت الصلاة في البداية خمسين ثم خُفِّفت إلى خمس، ولم يكن الفرض خمسًا من البداية؟
    أراد الله تعالى أن يُظهر رحمته بالعباد؛ ففرض عليهم في البداية خمسين صلاة؛ وهو إذ يفرض عليهم هذا العدد يعلم أنهم يستطيعونه، فهو الذي قال في كتابه: {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، فالمسلم يستطيع أن يصلي خمسين صلاة في اليوم، وهذا سيأخذ منه عشرة أضعاف الوقت الذي تأخذه صلوات خمس، وليس في هذا بأس؛ فالصلاة عبادة خالصة، والله يقول في وصف الهدف من خلق الإنسان: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، فلو كان يومنا كله في الصلاة ما خرجنا عن هدف الخلق؛ بل على العكس صرنا أكثر تحقيقًا له، ومع ذلك فإن الله تعالى -برحمته- خفَّف عنا تسعين بالمائة من العبادة المفروضة علينا دون أن ينتقص من أجرنا شيئًا، ولا يفعل ذلك إلا رحمان رحيم سبحانه! كما أن معرفتنا بهذه الملابسات ستجعل انضباطنا في أداء الصلوات أعظم.

    ويكفي أن يرجع أحدنا بذاكرته إلى قصة فرض الصلاة ليُدرك أن التفريط في خمس صلوات -مع القدرة على أداء خمسين- هو جُرْمٌ فادح، كما أننا ينبغي أن ندرك أن الله سبحانه الذي قَبِل أن يُخَفِّف العدد من خمسين إلى خمس لن يَقبل أن يُفَرِّط مسلمٌ في واحدة من هذه الخمس؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ" [4]. بل إن الله تعالى تَوَعَّد الذي يسهو عن الصلاة بالويل؛ قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5]، وهكذا صار هذا التخفيف رحمةً بالغة، وفي الوقت نفسه تحذيرًا بالغًا!
    أما السؤال الثاني ففي إجابته بشرى عظيمة للمؤمنين!

    لماذا اختار الله سبحانه عبادة الصلاة ليفرضها في حضرته؟
    إن المتدبِّر في ما حدث في رحلة المعراج يكاد يرى كلَّ ما سبق من أحداث عجيبة، ومواقف فريدة، كأنَّه كان تمهيدًا للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ربِّه، وإقامة هذا الحوار العظيم الذي تم فيه فرض الصلاة على المسلمين.

    هذه هي قمَّة السمو في رحلة الإسراء والمعراج، والله تعالى من فضله وكرمه أراد أن يمنَّ على عباده المؤمنين بشيء يصلهم به، يُشبه -ولو من حدٍّ بعيد- الحوار الرباني مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ بمعنى أن المسلم عندما يُصَلِّي الصلاة وكأنَّ روحه قد عرجت إلى السماء لتسأل ربَّها، وتسمع منه، وهذا هو الأصل اللغوي لكلمة الصلاة؛ فهي في الواقع صلة بين العبد وربِّه، ويُؤَكِّد هذا المعنى الحديث القدسي المهيب الذي صوَّر فيه اللهُ تعالى الصلاةَ كحوارٍ بينه تعالى وبين العبد؛ روى مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ". ثَلاَثًا غَيْرُ تَمَامٍ، فَقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ؟ فَقَالَ: "اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ". فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي -وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي-. فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}. قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}. قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ" [5].

    إن الذي يستحضر هذا المعنى أثناء صلاته، ويتذكَّر رحلة المعراج وما حدث فيها، ويشعر أنه صار فعلاً في حضرة الإله العظيم جلَّ وعلا؛ فإنه لا شك سيخشع في صلاته، وستُحَقِّق الصلاة له ما أراده الله سبحانه منها؛ قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].

    لماذا اختار الله موسى عليه السلام لمراجعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر الصلاة؟
    أما السؤال الثالث؛ الذي يتعلق باختيار موسى عليه السلام تحديدًا لمراجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الصلاة، فالإجابة عنه تحتاج منَّا إلى وقفة!
    - لقد فضَّل الله سبحانه كل نبي من أنبيائه الكرام بفضيلة يميزه بها عن غيره من الأنبياء؛ وفضل بالجملة بعض الأنبياء على بعض، قال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: 55]؛ ولكن الناظر إلى قصة موسى عليه السلام يجد أن الله تعالى قد خصَّه بأمور تُشْعِر أنه أحد أقرب المقرَّبين إليه سبحانه؛ بل قد يكون أعظم الأنبياء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع إدراكي للقيمة العالية لخليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ولعيسى روح الله عز وجل، ولنوح عليه السلام، وهو من أُولي العزم من الرسل، والموضوع يحتاج إلى تفصيل في مواطن أخرى؛ ولكن نذكر على سبيل المثال بعض الأمور التي بها نُدرك مكانة موسى عليه السلام عند ربِّه تبارك وتعالى.

    - إن موسى عليه السلام هو الوحيد من بين أنبياء الله سبحانه الذي كلَّمه ربُّه وهو على الأرض، قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، ولم يحدث هذا مرَّة واحدة في حياته عليه السلام، إنما تكرَّر مرارًا؛ بل إن الله تعالى بدأ إبلاغه بالرسالة عن طريق الكلام المباشر، ولم يُرسل له جبريل عليه السلام بدايةً، ولو على سبيل التمهيد، وهذه دلالة على كامل التقدير له عليه السلام، ولقد صرَّح الله تعالى بذلك التقدير في القرآن الكريم؛ فقال: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي} [الأعراف: 144]، ومثال ذلك في القرآن كثير، ويكفي أن نذكر أن اسم موسى عليه السلام ورد في القرآن الكريم مائة وستًّا وثلاثين مرَّة، وهو أكثر الأنبياء ذكرًا في القرآن الكريم، والتالي له في الذكر هو إبراهيم عليه السلام، وقد جاء ذكره تسعًا وستين مرَّة، ثم نوح عليه السلام وجاء ذكره ثلاثًا وأربعين مرَّة، ثم عيسى عليه السلام ستًّا وثلاثين مرَّة (خمس وعشرون بلفظ "عيسى" وإحدى عشرة مرَّة بلفظ "المسيح"، بمجموع ستٍّ وثلاثين مرَّة)، وهؤلاء -مع نبينا صلى الله عليه وسلم- هم أولو العزم من الرسل [6].

    وجدير بالذكر بعد هذا التفصيل في ذكر عدد مرَّات ذكر قصَّة كل نبيٍّ في القرآن الكريم أن نعلم أن أكثر القصص ورودًا في القرآن هي قصة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، التي جاءت بتفصيلاتها المكية والمدنية، وجاءت بغزواتها الكبرى؛ كبدر وأحد والأحزاب والحديبية وحنين وتبوك.. وغيرها، كما جاءت بتفصيلات تعاملاته مع المؤمنين والكفار والمنافقين؛ بل بتفصيلات كثيرة دقيقة للحياة داخل بيته؛ مما يحفظ له المكانة الأولى بين الأنبياء بلا منازع؛ إننا لا نتكلم عن ورود اسم موسى صلى الله عليه وسلم بهذه الكثرة في الكتاب الذي أنزل عليه وهو التوراة، أو في الكتاب الذي نزل لبني إسرائيل كذلك على عيسى عليه السلام وهو الإنجيل، إنما نتكلم عن احتفال مهيب بهذا النبي الكريم في كتاب الله الأخير؛ القرآن الكريم، الذي سيتعبَّد به المؤمنون ربَّهم تبارك وتعالى إلى يوم القيامة؛ فهذا تخليد ما بعده تخليد.

    ولقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على ترسيخ هذا التقدير لموسى عليه السلام في قلوب المسلمين؛ فقال في حقِّه كلامًا كثيرًا عظيمًا نورد منه مثالاً واحدًا فقط للدلالة على ذلك؛ روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: اسْتَبَّ رَجُلاَنِ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ وَرَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ؛ فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَلَى الْعَالَمِينَ. وَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عليه السلام عَلَى الْعَالَمِينَ. قَالَ: فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ يَدَهُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَطَمَ وَجْهَ الْيَهُودِيِّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ المُسْلِمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ [7] بِجَانِبِ الْعَرْشِ، فَلاَ أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي، أَمْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللهُ" [8].

    كل ما سبق يُوَضِّح لنا المكانة الرفيعة التي كان عليها موسى عليه السلام، التي دلَّت عليها مواقف أخرى رأيناها في رحلة الإسراء والمعراج -كما مرَّ بنا- وكما سيمرُّ بنا لاحقًا -إن شاء الله- وهذا يُعطي الانطباع أن الله تعالى اختار أعظم أنبيائه -بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم- لكي يدفع رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى مراجعة رب العالمين في كمِّ العبادة المفروضة على المسلمين؛ هذا مقام عجيب! لأن من طابع الأنبياء التسليم الكامل لما أمر به الله تعالى، غير أن موسى عليه السلام يشعر بحظوته عند الله تعالى، وبمكانته منه، بما يُسَوِّغ له أن يُفَكِّر فيما يراه أنسب للمسلمين في عبادتهم لربِّ العالمين، ولقد كان موسى عليه السلام يشعر بهذا القرب الشديد من الله، وهذا الذي دفعه قبل ذلك لأن يقول كلمته العجيبة عندما علا فوقه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعراج: "رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ". فهذا الذي يدفع موسى عليه السلام إلى عدم التحرُّج من عرض رأيه على ربِّ العالمين تبارك وتعالى.

    هذا الذي قلناه -في رأيي- هو أهم الأسباب التي من أجلها اختار الله تعالى موسى عليه السلام لمراجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الصلاة، وإن كان هذا لا يمنع من وجود أسباب أخرى كطبيعة موسى عليه السلام الجريئة الصريحة، التي تجعله لا يسكت عن أمرٍ يراه حقًّا، وكذلك المعاناة التي مرَّ بها مع أصحابه وأتباعه؛ فهذه حالة تكاد تكون فريدة بين الأنبياء؛ حيث إن الأنبياء عادةً كانوا يُعانون من أقوامهم المكذبين لهم؛ بينما كان موسى عليه السلام يعاني من المكذبين به والمؤمنون به كلهم جميعًا! وهذا قد يُبَرِّر لموسى عليه السلام أن يفكر في الاعتراض على عدد الصلوات الكبير المفروض على المسلمين؛ لئلا تتكرَّر المعاناة مرَّة ثانية، وقد صرَّح هو بذلك في كلامه مع الرسول صلى الله عليه وسلم مرارًا، وفي النهاية فإن الله تعالى يفعل ما يشاء، ولا شكَّ أنه هو سبحانه الذي وضع موسى عليه السلام في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذِن له بهذه المراجعة، وقَبِلَها سبحانه برحمته وفضله على الناس.

    لماذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الاستحياء من التخفيف عندما وصل العدد إلى خمس صلوات، ولم يذكره قبل ذلك؟
    أما بالنسبة إلى السؤال الرابع الذي طرحناه بخصوص مسألة فرض الصلاة، والمتعلِّق بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستحياء عند الوصول إلى خمس صلوات، وعدم ذكره قبل ذلك، فهذا في رأيي لعدَّة أسباب:

    أما السبب الأول: فهو أن الله تعالى بعد أن تناقص العدد إلى خمس زاد كلامًا فهم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا هو العدد الأخير الذي سيُفْرَض على المسلمين؛ وهذا الكلام هو: "هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ". فهذا قوله سبحانه عند الوصول للعدد خمس؛ بينما كان سبحانه لا يذكر تعليقًا على أي تخفيف سابق.

    والسبب الثاني: هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن الله تعالى يُعطي على الحسنة عشر أمثالها؛ فإذا كان الله تعالى قد فرض على المسلمين خمسين صلاة في البداية؛ فإن قيام المسلمين بأداء خمس صلوات يعطيهم من الأجر ما يوازي خمسين؛ وهو ما قاله الله عز وجل: "هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ".

    والسبب الثالث: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد علم في الرؤيا -التي رآها بخصوص المعراج وبدأنا بها قصَّتنا- أنه ستُفْرَض عليه الصلاة بهذه الكيفية، وسيراجعه موسى عليه السلام حتى يصل العدد إلى خمس صلوات، وسيطلب منه موسى عليه السلام أن يُراجع ربَّه مرَّة أخرى ليقلَّ العدد عن ذلك، ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤياه أنه رجع فعلاً إلى الله تعالى بعد فرض خمس صلوات ليطلب التخفيف؛ ولكن الله تعالى لم يخفِّف عن خمس، فاستحى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن أن يصعد إلى ربِّه مرَّة أخرى ليطلب أمرًا رأى في رؤياه سابقًا أنه لن يتحقَّق.

    ولنراجع نصَّ الرؤيا الخاص بهذا الموقف لنفهم ما أعنيه؛ قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الخَمْسِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ، فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأَبْصَارًا وَأَسْمَاعًا؛ فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ. كُلَّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ، وَلاَ يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الخَامِسَةِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا. فَقَالَ الجَبَّارُ: يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، كَمَا فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الكِتَابِ. قَالَ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الكِتَابِ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ. فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: خَفَّفَ عَنَّا، أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا. قَالَ مُوسَى: قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا مُوسَى، قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللهِ. قَالَ: وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الحَرَامِ" [9].

    والسبب الرابع: هو أن الله تعالى -كما جاء في بعض الروايات- كان يُخَفِّف في كل مرة خمس صلوات [10]، يعني أنه نزل بالعدد من خمسين إلى خمسة وأربعين، ثم إلى أربعين.. وهكذا، حتى وصل إلى خمس صلوات، فلو صعد الرسول صلى الله عليه وسلم مرَّة أخرى فكأنه يطلب الإلغاء، فاستحيى صلى الله عليه وسلم من ذلك.

    والسبب الخامس والأخير الذي نذكره في هذا المقام، ولعله أهمها مطلقًا؛ فهو أن الأمور تجري بالمقادير؛ لقد رأينا أن الله تعالى يسَّر لموسى عليه السلام أن يقف في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عائد من فرض الصلوات الخمسين، وألقى في رُوعه أن يطلب منه أن يُراجع ربَّه لتخفيف العدد، ورأينا أنه سبحانه سخَّر جبريل عليه السلام ليُشَجِّعه على موافقة موسى عليه السلام؛ علمًا بأن الملائكة لا تفعل شيئًا إلا بإذن من الله تعالى؛ إذا كنا قد رأينا هذا وأدركناه فمن المؤكد أن الله تعالى هو الذي دفع رسوله صلى الله عليه وسلم إلى قبول عرض موسى عليه السلام في أمر المراجعة، وهو كذلك سبحانه الذي ألقى في رُوع حبيبه صلى الله عليه وسلم الاستحياء من طلب التخفيف عند وصول العدد إلى خمس؛ ليتحقق بذلك ما أراده الله عز وجل وقضاه، فلا رادَّ لقضائه.

    هذه هي قصة فرض الصلاة، وهي من أعظم قصص السيرة النبوية، والصلاة في الواقع ليست مجرَّد تكليف، إنما هي في حقيقة الأمر تشريف؛ فقد "سَمَحَ" لنا الله سبحانه أن نلتقي به خمس مرات كاملة كل يوم، نسمع فيها منه ما يُريده منا، ونفهم منه سبحانه ما يُصلح دنيانا وآخرتنا، وهذا يكون بقراءتنا للقرآن في صلاتنا، ثم نُسْمِعه ما نريد بعد ذلك، إما من ذكرٍ نُمَجِّدُه فيه، أو بطلب ندعوه أن يحقِّقه؛ إن الصلاة -من هذا المنظور- مِنَّة كبرى، وعطاء كريم.
    _______________
    [1] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب المعراج، (3674).
    [2] البخاري: كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، (342)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، (163).
    [3] البخاري: كتاب التوحيد، باب قوله: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، (7079)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، (162)، واللفظ له.
    [4] مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، (82)، واللفظ له، وأبو داود (4678)، والترمذي (2619)، والنسائي (330)، وابن ماجه (1080)، وأحمد (15221).
    [5] مسلم: كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة، ولا أمكنه تعلُّمها قرأ ما تيسَّر له من غيرها، (395)، واللفظ له، وأبو داود (821)، والترمذي (2953)، والنسائي (981)، وابن ماجه (3784)، وموطأ مالك (118)، وأحمد (7289).
    [6] أثبتُّ إحصاء هذه الأرقام في كتابي: أسوة للعالمين، ص256.
    [7] قال ابن حجر العسقلاني: باطش بجانب العرش؛ أي: آخذ بشيء من العرش بقوة، والبطش الأخذ بقوة، وفي رواية ابن الفضل: فإذا موسى آخذ بالعرش. وفي حديث أبي سعيد: آخذ بقائمة من قوائم العرش. ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 6/445.
    [8] البخاري: كتاب الخصومات، باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة بين المسلم واليهودي، (2280)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام، (2373)، واللفظ له.
    [9] البخاري: كتاب التوحيد، باب قوله: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، (7079).
    [10] "قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي. فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقُلْتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ. قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ". مسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، (162).



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 22 سبتمبر 2024 - 19:28