أم سليم في الجنة
أ.د. راغب السرجاني
ملخص المقال
الغميصاء أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك رضي الله عنه من فضليات الصحابيات، فماذا رأى رسول الله للغميصاء أم سليم بنت ملحان في الجنة؟أم سليم في الجنة
إن هذا الدين نزل للرجال والنساء، وكذلك الجنة جعلها الله للمؤمنين والمؤمنات، فكان من تمام تكريم الله تعالى للمرأة أن يراها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة في رحلة الإسراء والمعراج!
روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ" [1]!
وصياغة الحديث توحي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحكي قصة دخوله الفعلي إلى الجنة، وهذا لم يكن إلا في رحلة المعراج، وافتراض أن هذا الدخول في حديث الغميصاء هو مجرَّد رؤيا منامية يحتاج إلى دليل. ومع ذلك فهناك روايات أخرى تصرِّح بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها في الجنة في منامه؛ فقد روى النسائي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُ أَنِّي أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، أُمِّ سُلَيْمٍ" [2].
وفي رواية أخرى ذكرها مع بلال بن رباح رضي الله عنه؛ فقد روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُرِيتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ امْرَأَةَ أَبِي طَلْحَةَ، ثُمَّ سَمِعْتُ خَشْخَشَةً أَمَامِي فَإِذَا بِلاَلٌ" [3].
وفي رواية ثالثة عن جابر -أيضًا- ذكرها مع بلال وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ، امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلاَلٌ. وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ". فقال عمر: بأبي وأمِّي يا رسول الله أعليك أغار [4].
وسواء كان ذلك في المعراج، أو كان في رؤيا منامية، فإنه على كل الأحوال شرف كبير للغميصاء بنت ملحان رضي الله عنها!
لعلَّ الكثيرين من أبناء الأُمَّة لا يعرفون شيئًا عن هذه المرأة التي اختصَّها ربُّ العالمين بهذه المِنَّة، وقد تكون تفاصيل حياتها بشكل عامٍّ مجهولة للناس؛ ولكن الله تعالى اطَّلع على شيء في قلبها فكتب لها هي الأخرى هذا المجد الخالد!
إنها امرأة زهدت في كل الدنيا، فكان جزاؤها أن أعطاها الله الآخرة وهي ما زالت من أهل الدنيا! روى النسائي عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه -وهو ابن أم سليم رضي الله عنها - أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ، خَطَبَ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَلَيْسَ إِلَهُكُمُ الَّذِي تَعْبُدُ خَشَبَةً نَبَتَتْ مِنَ الأَرْضِ نَجَرَهَا حَبَشِيُّ بَنِي فُلاَنٍ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَتْ: فَلاَ تَصْحَبْنِي إِنْ تَعْبُدْ خَشَبَةً نَبَتَتْ فِي الأَرْضِ نَجَرَهَا حَبَشِيُّ بَنِي فُلاَنٍ، إِنْ أَنْتَ أَسْلَمْتَ لَمْ أُرِدْ مِنْكَ شَيْئًا غَيْرَهُ. قَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ فِي أَمْرِي. قَالَ: فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: "أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ". قَالَتْ: يَا أَنَسُ زَوِّجْ أَبَا طَلْحَةَ. قَالَ ثَابِتٌ -أحد رواة الحديث-: "فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ: الإِسْلاَمَ. فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ" [5].
هذا موقف تركت فيه الدنيا كلها من أجل أن تدعو رجلاً للإسلام، ومواقفها كثيرة وجليلة [6]، ويحتاج المسلمون أن يقفوا أمام قصتها، وكذلك قصة عمر وبلال رضي الله عنهما، ليُحاولوا إدراك سِرِّ اختيار الله لهم لهذه المكانة.
والحقُّ أنني أُريد أن أقف وقفة مع هذا الاختيار الرباني لهؤلاء الثلاثة؛ لكي يراهم رسولنا صلى الله عليه وسلم في الجنة، ويحكي لنا هذه المواقف الباهرة؛ إن المعنيين بهذه المواقف ليسوا أصحابها فقط؛ فإن الله تعالى شاء أن تُحْفَظ هذه الأحاديث حتى يعلمها كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة.
إن هذه في الواقع أمثلة ضُرِبت للمؤمنين والمؤمنات، فعمر رضي الله عنه مثال للرجال الأحرار، وبلال رضي الله عنه مثال للرجال العبيد، أما أم سليم رضي الله عنها فهي مثال للنساء، ولا يخفى علينا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصل إلى قمة الدولة الإسلامية، وصار معروفًا في تاريخنا بأمير المؤمنين؛ بينما عُرِفَ بلال رضي لله عنه بفقره وفاقته.
وكأن الرسالة التي أراد الله عز وجل أن تصل إلينا من هذه المواقف أن هذه الجنة لكل مَنْ آمن بالله وعمل صالحًا، حرًّا كان أو عبدًا، غنيًّا كان أو فقيرًا، حاكمًا كان أو محكومًا، رجلاً كان أو امرأة..
إنها متاحة للجميع بشتى تنوُّعاتهم، ولعلَّه لهذا السبب لم تكن المرأة التي وجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة هي إحدى نسائه كخديجة أو عائشة رضي الله عنهما، ولا إحدى بناته كفاطمة الزهراء رضي الله عنها؛ وذلك حتى لا يُقال: إن هذا أمر خاصٌّ به صلى الله عليه وسلم.
ولكن الله تعالى اختار امرأة من عموم الصحابيات وصلت إلى هذه المكانة بإيمان وعمل صالح، وهذا متاح لكل المؤمنات؛ أما لماذا هؤلاء الثلاثة تحديدًا دون غيرهم، مع أن هناك المئات ممن يصلحون لضرب المثل؛ سواء للأحرار والعبيد، أو الرجال والنساء، فإن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وكما أنعم على هؤلاء بهذه الفضائل أنعم على غيرهم بفضائل أخرى؛ وصدق الله سبحانه إذ يقول: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [القصص: 68]، ويقول أيضًا: {وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [البقرة: 105].
_________________
[1] مسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال ب، (2456)، والنسائي (8384)، وأحمد (12278).
[2] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عننه، (3476)، والنسائي (8385) واللفظ له، وأحمد (15044).
[3] مسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال ب، (2457)، واللفظ له.
[4] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عنه (3476).
[5] النسائي: كتاب النكاح، باب إنكاح الابن أمه (5395)، والحاكم (2735)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وابن أبي شيبة: المصنف 4/47 (17651).
[6] راجع قصة أم سليم ل عند: ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/1940، 1941، وابن الأثير: أسد الغابة 7/120، 207، 333، والذهبي: سير أعلام النبلاء 2/304-311، وابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة 8/144، 408-410.
أ.د. راغب السرجاني
ملخص المقال
الغميصاء أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك رضي الله عنه من فضليات الصحابيات، فماذا رأى رسول الله للغميصاء أم سليم بنت ملحان في الجنة؟أم سليم في الجنة
إن هذا الدين نزل للرجال والنساء، وكذلك الجنة جعلها الله للمؤمنين والمؤمنات، فكان من تمام تكريم الله تعالى للمرأة أن يراها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة في رحلة الإسراء والمعراج!
روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ" [1]!
وصياغة الحديث توحي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحكي قصة دخوله الفعلي إلى الجنة، وهذا لم يكن إلا في رحلة المعراج، وافتراض أن هذا الدخول في حديث الغميصاء هو مجرَّد رؤيا منامية يحتاج إلى دليل. ومع ذلك فهناك روايات أخرى تصرِّح بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها في الجنة في منامه؛ فقد روى النسائي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُ أَنِّي أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، أُمِّ سُلَيْمٍ" [2].
وفي رواية أخرى ذكرها مع بلال بن رباح رضي الله عنه؛ فقد روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُرِيتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ امْرَأَةَ أَبِي طَلْحَةَ، ثُمَّ سَمِعْتُ خَشْخَشَةً أَمَامِي فَإِذَا بِلاَلٌ" [3].
وفي رواية ثالثة عن جابر -أيضًا- ذكرها مع بلال وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ، امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلاَلٌ. وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ". فقال عمر: بأبي وأمِّي يا رسول الله أعليك أغار [4].
وسواء كان ذلك في المعراج، أو كان في رؤيا منامية، فإنه على كل الأحوال شرف كبير للغميصاء بنت ملحان رضي الله عنها!
لعلَّ الكثيرين من أبناء الأُمَّة لا يعرفون شيئًا عن هذه المرأة التي اختصَّها ربُّ العالمين بهذه المِنَّة، وقد تكون تفاصيل حياتها بشكل عامٍّ مجهولة للناس؛ ولكن الله تعالى اطَّلع على شيء في قلبها فكتب لها هي الأخرى هذا المجد الخالد!
إنها امرأة زهدت في كل الدنيا، فكان جزاؤها أن أعطاها الله الآخرة وهي ما زالت من أهل الدنيا! روى النسائي عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه -وهو ابن أم سليم رضي الله عنها - أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ، خَطَبَ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَلَيْسَ إِلَهُكُمُ الَّذِي تَعْبُدُ خَشَبَةً نَبَتَتْ مِنَ الأَرْضِ نَجَرَهَا حَبَشِيُّ بَنِي فُلاَنٍ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَتْ: فَلاَ تَصْحَبْنِي إِنْ تَعْبُدْ خَشَبَةً نَبَتَتْ فِي الأَرْضِ نَجَرَهَا حَبَشِيُّ بَنِي فُلاَنٍ، إِنْ أَنْتَ أَسْلَمْتَ لَمْ أُرِدْ مِنْكَ شَيْئًا غَيْرَهُ. قَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ فِي أَمْرِي. قَالَ: فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: "أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ". قَالَتْ: يَا أَنَسُ زَوِّجْ أَبَا طَلْحَةَ. قَالَ ثَابِتٌ -أحد رواة الحديث-: "فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ: الإِسْلاَمَ. فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ" [5].
هذا موقف تركت فيه الدنيا كلها من أجل أن تدعو رجلاً للإسلام، ومواقفها كثيرة وجليلة [6]، ويحتاج المسلمون أن يقفوا أمام قصتها، وكذلك قصة عمر وبلال رضي الله عنهما، ليُحاولوا إدراك سِرِّ اختيار الله لهم لهذه المكانة.
والحقُّ أنني أُريد أن أقف وقفة مع هذا الاختيار الرباني لهؤلاء الثلاثة؛ لكي يراهم رسولنا صلى الله عليه وسلم في الجنة، ويحكي لنا هذه المواقف الباهرة؛ إن المعنيين بهذه المواقف ليسوا أصحابها فقط؛ فإن الله تعالى شاء أن تُحْفَظ هذه الأحاديث حتى يعلمها كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة.
إن هذه في الواقع أمثلة ضُرِبت للمؤمنين والمؤمنات، فعمر رضي الله عنه مثال للرجال الأحرار، وبلال رضي الله عنه مثال للرجال العبيد، أما أم سليم رضي الله عنها فهي مثال للنساء، ولا يخفى علينا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصل إلى قمة الدولة الإسلامية، وصار معروفًا في تاريخنا بأمير المؤمنين؛ بينما عُرِفَ بلال رضي لله عنه بفقره وفاقته.
وكأن الرسالة التي أراد الله عز وجل أن تصل إلينا من هذه المواقف أن هذه الجنة لكل مَنْ آمن بالله وعمل صالحًا، حرًّا كان أو عبدًا، غنيًّا كان أو فقيرًا، حاكمًا كان أو محكومًا، رجلاً كان أو امرأة..
إنها متاحة للجميع بشتى تنوُّعاتهم، ولعلَّه لهذا السبب لم تكن المرأة التي وجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة هي إحدى نسائه كخديجة أو عائشة رضي الله عنهما، ولا إحدى بناته كفاطمة الزهراء رضي الله عنها؛ وذلك حتى لا يُقال: إن هذا أمر خاصٌّ به صلى الله عليه وسلم.
ولكن الله تعالى اختار امرأة من عموم الصحابيات وصلت إلى هذه المكانة بإيمان وعمل صالح، وهذا متاح لكل المؤمنات؛ أما لماذا هؤلاء الثلاثة تحديدًا دون غيرهم، مع أن هناك المئات ممن يصلحون لضرب المثل؛ سواء للأحرار والعبيد، أو الرجال والنساء، فإن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وكما أنعم على هؤلاء بهذه الفضائل أنعم على غيرهم بفضائل أخرى؛ وصدق الله سبحانه إذ يقول: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [القصص: 68]، ويقول أيضًا: {وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [البقرة: 105].
_________________
[1] مسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال ب، (2456)، والنسائي (8384)، وأحمد (12278).
[2] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عننه، (3476)، والنسائي (8385) واللفظ له، وأحمد (15044).
[3] مسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال ب، (2457)، واللفظ له.
[4] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عنه (3476).
[5] النسائي: كتاب النكاح، باب إنكاح الابن أمه (5395)، والحاكم (2735)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وابن أبي شيبة: المصنف 4/47 (17651).
[6] راجع قصة أم سليم ل عند: ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/1940، 1941، وابن الأثير: أسد الغابة 7/120، 207، 333، والذهبي: سير أعلام النبلاء 2/304-311، وابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة 8/144، 408-410.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin