الصفحة 10 من 61
أكل آدم لم يكن عنادًا
أكل آدم لم يكن عنادًا(*)
فائدة جليلة: اعلم أنَّ أكله — للشجرة لم يكن عنادًا ولا خلافًا، فإما أن يكون نسي الأمر فتعاطى الأكل وهو له غير ذاكر، وهو قول بعضهم ويحمل عليه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾([1])، أو إن كان تناوله ذاكرًا للأمر؛ فهو إنما تناوله لأنه قيل له: ﴿مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ([2]) إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ﴾؛ فلحبه في الله وشغفه به، أحب ما يؤديه إلى الخلود في جواره، والبقاء عنده أو ما يؤديه إلى الملكية([3])؛ لأنَّ آدم عليه السلام عاين قرب الملكية من الله، فأحب أن يأكل من الشجرة لينال رتبة الملكية التي هي أفضل أو التي هي في ظنه كذلك، على اختلاف أهل العلم وأهل المعرفة أيضًا، أيهما أفضل: الملكية، أم النبوة؟ لا سيما، وقد قال -سبحانه وتعالى-: ﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾([4])، قال آدم عليه السلام : «ما ظننت أنَّ أحدًا يحلف بالله كاذبًا»؛ فكان كما قال تعالى: ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ﴾.
فائدة: اعلم أنَّ آدم عليه السلام لم يكن لشيء مما كان يأكله أذى، بل كان رشحًا كرشح المسك، كما يكون أهل الجنة في الجنة إذا دخلوها، لكنه لما أكل من الشجرة المنهي عنها أخذته بطنه، فقيل له: يا آدم أين؟ على الأَسِرَّةِ أم الحجال، أم على شاطئ الأنهار؟ انزل إلى الأرض التي يمكن ذلك فيها، فإذا كان ما به المعصية وصلت إليه آثارها، فكيف لا تؤثر المعصية في الفاعل بها، فافهم!.
([1]) الآية: 115 من سورة طه.
([2]) الآية: 20 من سورة الأعراف.
([3]) ما ذكر في هذا الفصل بكلمة: «الملكية ورد في النسخ المخطوطة بلفظ الملائكة».
([4]) الآية: 21 من سورة الأعراف.
أكل آدم لم يكن عنادًا
أكل آدم لم يكن عنادًا(*)
فائدة جليلة: اعلم أنَّ أكله — للشجرة لم يكن عنادًا ولا خلافًا، فإما أن يكون نسي الأمر فتعاطى الأكل وهو له غير ذاكر، وهو قول بعضهم ويحمل عليه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾([1])، أو إن كان تناوله ذاكرًا للأمر؛ فهو إنما تناوله لأنه قيل له: ﴿مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ([2]) إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ﴾؛ فلحبه في الله وشغفه به، أحب ما يؤديه إلى الخلود في جواره، والبقاء عنده أو ما يؤديه إلى الملكية([3])؛ لأنَّ آدم عليه السلام عاين قرب الملكية من الله، فأحب أن يأكل من الشجرة لينال رتبة الملكية التي هي أفضل أو التي هي في ظنه كذلك، على اختلاف أهل العلم وأهل المعرفة أيضًا، أيهما أفضل: الملكية، أم النبوة؟ لا سيما، وقد قال -سبحانه وتعالى-: ﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾([4])، قال آدم عليه السلام : «ما ظننت أنَّ أحدًا يحلف بالله كاذبًا»؛ فكان كما قال تعالى: ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ﴾.
فائدة: اعلم أنَّ آدم عليه السلام لم يكن لشيء مما كان يأكله أذى، بل كان رشحًا كرشح المسك، كما يكون أهل الجنة في الجنة إذا دخلوها، لكنه لما أكل من الشجرة المنهي عنها أخذته بطنه، فقيل له: يا آدم أين؟ على الأَسِرَّةِ أم الحجال، أم على شاطئ الأنهار؟ انزل إلى الأرض التي يمكن ذلك فيها، فإذا كان ما به المعصية وصلت إليه آثارها، فكيف لا تؤثر المعصية في الفاعل بها، فافهم!.
([1]) الآية: 115 من سورة طه.
([2]) الآية: 20 من سورة الأعراف.
([3]) ما ذكر في هذا الفصل بكلمة: «الملكية ورد في النسخ المخطوطة بلفظ الملائكة».
([4]) الآية: 21 من سورة الأعراف.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin