الصفحة 46 من 61
أمر الرزق
أمر الرزق(*)
الآية الرابعة: في أمر الرزق قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾([1])؛ فهذه الآية صرحت بضمان الحقِّ الرزقَ، وقطعت ورود الهواجس والخواطر على قلوب المؤمنين، فإن وردت على قلوبهم كَرَّتْ عليها جيوش الإيمان بالله، والثقة به فهزمتها([2])، ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾([3])، فقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا﴾، ضمان تكفل به لعباده تعريفًا بوداده، ولم يكن ذلك واجبًا عليه، بل أوجبه على نفسه إيجاب كرم وتفضل، ثم إنه عمم الضمان فكأنه يقول: أيها العبد، ليست كفالتي ورزقي خاصًّا بك، بل كل دابة في الأرض فأنا([4]) كافلها ورازقها، وموصل إليها قُوتَهَا.
فاعلم بذلك سعة كفالتي وغنى ربوبيتي، وأن الأشياء لا تخرج من إحاطتي، وثِقْ بي كفيلًا واتخذني وكيلًا، فإذا رأيت تدبيري لأصناف الحيوانات ورعايتي لها([5])، وقيامي بحسن الكفالة بها، وأنت أشرف هذا النوع؛ فأنت أولى بأن تكون بكفالتي واثقًا، ولفضلي رامقًا.
ألا ترى كيف قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ﴾([6]) على سائر أجناس الحيوان؛ أي: إذ دعوناهم إلى خدمتنا، ووعدناهم دخول جنتنا، وخطبناهم إلى حضرتنا!.
(*) العنوان من عمل المحقق.
([1]) الآية: 6 من سورة هود.
([2]) وفي (1): فهزمها.
([3]) الآية: 18 من سورة الأنبياء.
([4]) وفي نسخة: فإني.
([5]) وفي (1): ورعايتي لهم وكذلك في «فروينه».
([6]) الآية: 70 من سورة الإسراء.
أمر الرزق
أمر الرزق(*)
الآية الرابعة: في أمر الرزق قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾([1])؛ فهذه الآية صرحت بضمان الحقِّ الرزقَ، وقطعت ورود الهواجس والخواطر على قلوب المؤمنين، فإن وردت على قلوبهم كَرَّتْ عليها جيوش الإيمان بالله، والثقة به فهزمتها([2])، ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾([3])، فقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا﴾، ضمان تكفل به لعباده تعريفًا بوداده، ولم يكن ذلك واجبًا عليه، بل أوجبه على نفسه إيجاب كرم وتفضل، ثم إنه عمم الضمان فكأنه يقول: أيها العبد، ليست كفالتي ورزقي خاصًّا بك، بل كل دابة في الأرض فأنا([4]) كافلها ورازقها، وموصل إليها قُوتَهَا.
فاعلم بذلك سعة كفالتي وغنى ربوبيتي، وأن الأشياء لا تخرج من إحاطتي، وثِقْ بي كفيلًا واتخذني وكيلًا، فإذا رأيت تدبيري لأصناف الحيوانات ورعايتي لها([5])، وقيامي بحسن الكفالة بها، وأنت أشرف هذا النوع؛ فأنت أولى بأن تكون بكفالتي واثقًا، ولفضلي رامقًا.
ألا ترى كيف قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ﴾([6]) على سائر أجناس الحيوان؛ أي: إذ دعوناهم إلى خدمتنا، ووعدناهم دخول جنتنا، وخطبناهم إلى حضرتنا!.
(*) العنوان من عمل المحقق.
([1]) الآية: 6 من سورة هود.
([2]) وفي (1): فهزمها.
([3]) الآية: 18 من سورة الأنبياء.
([4]) وفي نسخة: فإني.
([5]) وفي (1): ورعايتي لهم وكذلك في «فروينه».
([6]) الآية: 70 من سورة الإسراء.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin