..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب أخبار وحكايات لأبي الحسن محمد بن الفيض الغساني
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Emptyاليوم في 17:11 من طرف Admin

» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Emptyاليوم في 17:02 من طرف Admin

» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Emptyاليوم في 16:27 من طرف Admin

» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Emptyاليوم في 15:41 من طرف Admin

» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Emptyاليوم في 15:03 من طرف Admin

» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Emptyاليوم في 14:58 من طرف Admin

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68544
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ

    مُساهمة من طرف Admin 27/7/2020, 17:28

    آدابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مجالسه

    مقدمة الكلمة:

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ:

    حَدِيثُهُ، أَوحَدِيثٌ عَـنْهُ يُطْرِبُني *** هَذَا إِذَا غَابَ، أَوْ هَذَا إِذَا حَضَرَا

    كِـلَاهُمَا حَـسَنٌ عِـنْدِي أُسَرُّ بِهِ *** لَكِنَّ أَحْلَاهُمَا مَا وَافَقَ الـــنَّظَرَا

    يَقُولُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ: سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: آدَابُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مَجَالِسِهِ:

    قَالَ الحُسَيْنُ: فَسَأَلْتُهُ ـ أَيْ: عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنْ مَجْلِسِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ كَانَ؟

    فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا يَجْلِسُ وَلَا يَقُومُ إِلَّا عَلَى ذِكْرِ اللهِ تعالى (وَهَذَا كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ؛ أَيْ: في قِيَامِهِ وَقُعُودِهِ وَعَلَى جَنْبِهِ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامَاً وَقُعُودَاً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابَاً مَوْقُوتَاً﴾. الآيَةَ.

    وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَعَدَ مَقْعَدَاً لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ (أَيْ: تَبِعَةٌ وَحَقٌّ يُطَالِبُهُ اللهُ تعالى بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ) وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعَاً لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ، وَمَا مَشَى أَحَدٌ مَمْشَىً لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً».

    وَفِي هَذَا كُلِّهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي للمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ عَلَى ذِكْرِ اللهِ تعالى في جَمِيعِ أَحْوَالِهِ).

    وَلَا يُوَطِّنُ الأَمَاكِنَ، وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا، وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ المَجْلِسُ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ (وَالمَعْنَى كَمَا قَالَ العَلَّامَةُ المَنَاوِيُّ: أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْلِسُ في أَيِّ مَكَانٍ يَلْقَاهُ ـ في المَجْلِسِ ـ خَالِيَاً، وَلَا يَتَرَفَّعُ عَلَى أَصْحَابِهِ لِمَزِيدِ تَوَاضُعِهِ، وَمَكَارِمِ أَخْلَاقِهِ. اهـ.

    عَلَى أَنَّ شَرَفَ المَكَانِ إِنَّمَا هُوَ بِالمَكِينِ، فَالمَكَانُ الذي يَجْلِسُ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ أَشْرَفُ الأَمْكِنَةِ.

    كَمَا وَأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ النَّاسَ بِالجُلُوسِ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِمُ المَجْلِسُ، إِبْعَادَاً للنَّفْسِ عَنِ الكِبْرِ وَالتَّرَفُّعِ عَلَى بَقِيَّةِ أَهْلِ المَجْلِسِ.

    قَالَ في جَمْعِ الوَسَائِلِ وَغَيْرِهِ: وَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ وَالبَيْهَقِيُّ عَنْ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ مَرْفُوعَاً: «إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى المَجْلِسِ، فَإِنْ وُسِّعَ لَهُ فَلْيَجْلِسْ، وَإِلَّا فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَوْسَعِ مَكَانٍ يَرَى، فَلْيَجْلِسْ فِيهِ»).

    يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ نَصِيبَهُ، لَا يَحْسَبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدَاً أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ (فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ جُلَسَائِهِ حَظَّهُ اللَّائِقَ بِهِ مِنَ البِشْرِ وَطَلَاقَةِ الوَجْهِ، وَالحَفَاوَةِ وَالتَّكْرِيمِ، حَتَّى إِنَّ جَلِيسَهُ لَيَظُنُّ أَنَّهُ لَا أَحَدَ أَكْرَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، وَذَلِكَ لِمَا يَجِدُ مِنَ اللُّطْفِ وَلِينِ الجَانِبِ).

    مَنْ جَالَسَهُ أَوْ فَاوَضَهُ فِي حَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ المُنْصَرِفَ (وَالمَعْنَى: أَنَّ مَنْ جَالَسَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَو فَاوَضَهُ في حَاجَةٍ: صَبَرَ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، بَلْ صَابَرَهُ، أَيْ: غَالَبَ جَلِيسَهُ وَمُفَاوِضَهُ في الصَّبْرِ عَلَى المُجَالَسَةِ، مَهْمَا طَالَتْ المُكَالَمَةُ، وَلَا يُعَاجِلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالقِيَامِ عَنِ المَجْلِسِ أَو بِقَطْعِ كَلَامِهِ، وَلَا يُظْهِرُ لَهُ المَلَالَ وَالسَّآمَةَ، بَلْ يَسْتَمِرُّ مَعَهُ مُقْبِلَاً عَلَيْهِ، حَتَّى يَكُونَ الذي جَالَسَهُ هُوَ المُنْصَرِفَ عَنْهُ.

    وَفِي هَذَا دَلِيلُ سَعَةِ خُلُقِهِ وَحُسْنِ مُعَاشَرَتِهِ وَشِدَّةِ تَحَمُّلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ).

    وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِهَا، أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ (فَمَنْ سَأَلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِتِلْكَ الحَاجَةِ، أَو بِمَيْسُورٍ مِنَ القَوْلِ، وَلَطِيفٍ مِنَ الكَلَامِ، وَذَلِكَ كَوَعْدِهِ لَهُ بِنَيْلِ تِلْكَ الحَاجَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ).

    قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُ بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ، فَصَارَ لَهُمْ أَبَاً، وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الحَقِّ سَوَاءً (قَدْ عَمَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ بِـشْرُهُ وَطَلَاقَةُ وَجْهِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَحُسْنُ خُلُقِهِ، فَصَارَ لَهُمْ أَبَاً: مِنَ الشَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ، وَالرَّحْمَةِ لَهُمْ، وَالحِرْصِ عَلَى نَفْعِهِمْ، بَلْ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الأَبِ شَفَقَةً وَرَحْمَةً، وَحَنَانَاً وَعَطْفَاً، وَفَضْلَاً وَلُطْفَاً، لِأَنَّهُ صَاحِبُ مَقَامِ: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ . .﴾. الآيَةَ، كَمَا سَيَأْتِي بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى).

    مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ عِلْمٍ (يَعْنِي: أَنَّ مَجَالِسَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَمُجْتَمَعَاتِهِ عَامِرَةٌ بِنُورِ العِلْمِ الذي يُفِيضُهُ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَيَبَثُّهُ فِيهِمْ، فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ ـ أَيْ: القُرْآنَ ـ وَيُبَيِّنُ لَهُمْ مَعَانِيَهُ، وَيُوَضِّحُ لَهُمْ أَحْكَامَهُ وَيُبْرِزُ لَهُمْ حِكَمَهُ، وَيَأْتِي لَهُمْ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الحِكْمَةِ المُشْتَمِلَةِ عَلَى الوَعْظِ وَالآدَابِ الفَاضِلَةِ، وَالأَخْلَاقِ الكَامِلَةِ، وَيَأْتِيهِمْ بِأَنْوَاعٍ مِنْ قِصَصِ الأُمَمِ السَّابِقَةِ، لِمَا في ذَلِكَ مِنَ العِبْرَةِ.

    وَالبَحْثُ في مَجَالِسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَيَأْتِي بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى).

    وَحَيَاءٍ، وَصَبَرٍ، وَأَمَانَةٍ (وَهَكَذَا مَجْلِسُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُظَلَّلٌ بِالحَيَاءِ وَالوَقَارِ، فَكَانَ جُلَسَاؤُهُ مَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى غَايَةٍ مِنَ الحَيَاءِ وَالأَدَبِ وَالسَّكِينَةِ.

    خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كَمَا وَأَنَّ مَجْلِسَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسُ صَبْرٍ عَلَى جَفْوَةِ البَادِي، وَإِلْحَاحِ السَّائِلِ وَإِلْحَافِهِ، وَإِكْثَارِ السَّائِلِ عَمَّا يَهُمُّهُ مِنَ الأُمُورِ، كَمَا تَقَدَّمَ في حَدِيثِ ضِمَامٍ لَمَّا قَالَ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ، فَلاَ تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ؟

    فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» . . الحَدِيثَ.

    فَقَالَ: أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ، آللهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، آللهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». فَقَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ.

    اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِاتِّبَاعِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

    awba raja يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو 25/11/2024, 19:52