6ـ النَّوْمُ عَنِ الصَّلَاةِ
ذَكَرَ الإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ تعالى النَّوْمَ عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ حُكْمَ المُغْمَى عَلَيْهِ، هَلْ مِثْلُهُ في الحُكْمِ أَمْ يُخَالِفُهُ؟
قَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَفَلَ مِنْ خَيْبَرَ أَسْرَى.
حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ عَرَّسَ وَقَالَ لِبِلَالٍ: «اكْلَأْ لَنَا الصُّبْحَ».
وَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ؛ وَكَلَأَ بِلَالٌ مَا قُدِرَ لَهُ، ثُمَّ اسْتَسْنَدَ إِلَى رَاحِلَتِهِ، وَهُوَ مُقَابِلُ الْفَجْرِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا بِلَالٌ، وَلَا أَحَدٌ مِنَ الرَّكْبِ، حَتَّى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ؛ فَفَزِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَادُوا».
فَبَعَثُوا رَوَاحِلَهُمْ، وَاقْتَادُوا شَيْئاً.
ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِلَالاً، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ.
ثَمَّ قَالَ حِينَ قَضَى الصَّلَاةَ: «مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾» [طه: 14].
الشَّرْحُ:
سَعِيدُ بْنُ الْـمُسَيَّبِ، بِكَسْرِ اليَاءِ وَفَتْحِهَا، وَكَانَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى يَكْرَهُ فَتْحَهَا، وَيَقُولُ: سَيَّبَ اللهُ مَنْ سَيَّبَنِي، وَيَقُولُ كَذَلِكَ: سَيَّبَ اللهُ مَنْ يُسَيِّبُ أَبِي، وَهُوَ قُرَشِيٌّ مَخْزُومِيٌّ.
وَهُوَ سَيِّدُ التَّابِعِينَ عَلَى الإِطْلَاقِ كَمَا يَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ، تَزَوَّجَ بِنْتَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَانَ سَعِيدٌ أَحَدَ المُتْقِنِينَ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: جَالَسْتُهُ سَبْعَ حِجَجٍ، وَأَنَا لَا أَظُنُّ عِنْدَ أَحَدٍ عِلْمَاً غَيْرَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: طُفْتُ الْأَرْضَ كُلَّهَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَمَا لَقِيتُ أَعْلَمَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: سُئِلَ الزُّهْرِيُّ وَمَكْحُولٌ مَنْ أَفْقَهُ مَنْ لَقِيتُمَا؟
قَالَا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ.
وَقَالَ مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: كُنْتُ أَرْحَلُ الْأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ.
يَقُولُ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ سَعِيدُ رَجُلاً صَالِحاً فَقِيهاً.
وَجَاءَ في كِتَابِ البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ فِيمَا يَدْخُلُ بَيْتَهُ وَبَطْنَهُ، وَكَانَ مِنْ أَزْهَدِ النَّاسِ في فُضُولِ الدُّنْيَا، وَالكَلَامِ فِيمَا لَا يَعْنِي، وَمِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ أَدَباً في الحَدِيثِ، جَاءَهُ رَجُلٌ وَهُوَ مَرِيضٌ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ فَجَلَسَ فَحَدَّثَهُ ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَدِدْتُ أَنَّكَ لَمْ تَتَعَنَّ.
فَقَالَ: إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ.
وَقَالَ بُرْدٌ مَوْلَاهُ: مَا نُودِيَ للصَّلَاةِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ إِلَّا وَسَعِيدُ في المَسْجِدِ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: صَلَّى سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ الغَدَاةَ بِوُضُوءِ العَتْمَةِ خَمْسِينَ سَنَةً.
وَقَالَ سَعِيدٌ: لَا تَمْلَأُوا أَعْيُنَكُمْ مِنْ أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ إِلَّا بِالإِنْكَارِ مِنْ قُلُوبِكُمْ، لِكَيْلَا تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمُ الصَّالِحَةُ.
وَقَالَ: مَا يَئِسَ الشَّيْطَانُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ.
وَقَالَ: مَا أَكْرَمَتِ العِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ طَاعَةِ اللهِ، وَلَا أَهَانَتْ أَنْفُسَهَا إِلَّا بِمَعْصِيَةِ اللهِ تعالى.
وَقَالَ: كَفَى بِالمَرْءِ نُصْرَةً مِنَ اللهِ لَهُ أَنْ يَرَى عَدُوَّهُ يَعْمَلُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ.
وَقَالَ: مَنِ اسْتَغْنَى بِاللهِ افْتَقَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ.
وَقَالَ: الدُّنْيَا نَذْلَةٌ وَهِيَ إلى كُلِّ نَذْلٍ أَمْيَلُ، وَأَنْدَلُ مِنْهَا مَنْ أَخَذَهَا مِنْ غَيْرِ وَجْهِهَا وَوَضَعَهَا في غَيْرِ سَبِيلِهَا.
وَأَخِيراً: قَالَ المَيْمُونِيُّ وَحَنْبَلُ عَنْ أَحْمَدَ: مُرْسَلَاتُ سَعِيدٍ صِحَاح، لَا نَرَى أَصَحَّ مِنْ مُرْسَلَاتِهِ.
وَحَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ.
وَالحَدِيثُ المُرْسَلُ عِنْدَ جُمْهُورِ المُحَدِّثِينَ يُطْلَقُ عَلَى تَرْكِ التَّابِعِيِّ الوَاسِطَةَ التي بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وَالحَدِيثُ المُرْسَلُ حُجَّةٌ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ وَالمَالِكِيَّةِ وَأَشْهَرِ رَوَايَتَيِ الحَنَابِلَةِ إِذَا كَانَ المُرْسَلُ عَدْلاً.
أَمَّا الشَّافِعِيُّ فَلَا يَعْتَبِرُهُ حُجَّةً إِلَّا إِذَا تَأَيَّدَ بِآيَةٍ، أَو سُنَّةٍ مَشْهُورَةٍ، أَو مُوَافَقَةِ قِيَاسٍ صَحِيحٍ، أَو قَوْلِ صَحَابِيٍّ.
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِمَرَاسِيلِ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَهِيَ مَقْبُولَةٌ عِنْدَ المُحَدِّثِينَ، لِأَنَّهَا بِالتَّتَبُّعِ وُجِدَتْ مُسْنَدَةً، أَيْ: مُتَّصِلَةً مَرْفُوعَةً إلى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وَهَذَا الحَدِيثُ الذي يَذْكُرُهُ الإِمَامُ مَالِكٌ في مُوَطَّئِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ مُرْسَلاً هُوَ حَدِيثٌ مُتَّصِلٌ مَوْصُولٌ، رواه الإمام مسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَفَلَ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ، سَارَ لَيْلَهُ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْكَرَى عَرَّسَ، وَقَالَ لِبِلَالٍ: «اكْلَأْ لَنَا اللَّيْلَ».
فَصَلَّى بِلَالٌ مَا قُدِّرَ لَهُ، وَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فَلَمَّا تَقَارَبَ الْفَجْرُ اسْتَنَدَ بِلَالٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ مُوَاجِهَ الْفَجْرِ، فَغَلَبَتْ بِلَالاً عَيْنَاهُ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا بِلَالٌ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَهُمُ اسْتِيقَاظاً، فَفَزِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَيْ بِلَالُ».
فَقَالَ بِلَالُ: أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ ـ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ـ بِنَفْسِكَ.
قَالَ: «اقْتَادُوا».
فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ شَيْئاً، ثُمَّ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِلَالاً فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: «مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللهَ قَالَ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾. [طه: 14].
قَالَ يُونُسُ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَقْرَأُهَا لِلذِّكْرَى.
قَوْلُهُ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَفَلَ مِنْ خَيْبَرَ) يَعْنِي: حِينَ رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ إلى المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ.
قَوْلُهُ: (أَسْرَى) يَعْنِي: سَارَ لَيْلاً.
قَوْلُهُ: (حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ) يَعْنِي وَقْتَ السَّحَرِ.
وَفي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ: (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْكَرَى عَرَّسَ) يَعْنِي: أَدْرَكَهُ النُّعَاسُ، وَقِيلَ: النَّوْمُ.
قَوْلُهُ: (عَرَّسَ) التَّعْرِيسُ هُوَ نُزُولُ المُسَافِرِينَ آخِرَ اللَّيْلِ للنَّوْمِ وَالاسْتِرَاحَةِ.
قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اكْلَأْ لَنَا الصُّبْحَ». أَيْ: ارْقُبْهُ وَاحْفَظْهُ وَاحْرُسْهُ لَنَا، بِحَيْثُ إِذَا طَلَعَ الفَجْرُ الصَّادِقُ تُوقِظُنَا.
قَوْلُهُ: (وَكَلَأَ بِلَالٌ مَا قُدِرَ لَهُ، ثُمَّ اسْتَسْنَدَ إِلَى رَاحِلَتِهِ، وَهُوَ مُقَابِلُ الْفَجْرِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ) يَعْنِي: وَأَخَذَ بِلَالٌ يَرْقُبُ الفَجْرَ، حَتَّى إِذَا قَرُبَ الفَجْرُ اسْتَنَدَ بِلَالٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ ـ وَالرَّاحِلَةُ هِيَ المَرْكُوبُ مِنَ الإِبِلِ، ذَكَراً كَانَ أَو أُنْثَى ـ فَغَلَبَهُ النَّوْمُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ مِنْهُ، حَيْثُ أَتَاهُ الشَّيْطَانُ فَأَضْجَعَهُ، كَمَا قَالَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتَى بِلالاً وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَضْجَعَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَدِّئُهُ كَمَا يُهَدَّأُ الصَّبِيُّ حَتَّى نَامَ».
ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِلالاً، فَأَخْبَرَ بِلَالٌ رَسُولَ اللهِ بِمِثْلِ الَّذِي أَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ أَبَا بَكْرٍ.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. رواه الإمام مالك في المُوَطَّأِ.
قَوْلُهُ: (فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا بِلَالٌ، وَلَا أَحَدٌ مِنَ الرَّكْبِ، حَتَّى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ). وَفي رِوَايَةِ الإمام مسلم: (وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ) حَتَّى أَصَابَهُمْ شُعَاعُ الشَّمْسِ وَحَرُّهَا، كَمَا جَاءَ في رِوَايَةِ الشَّيْخَيْنِ: «فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ».
قَوْلُهُ: (فَفَزِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ) أَيْ: انْتَبَهَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ مِنْ نَوْمِهِ فَزِعاً.
وَسَبَبُ فَزَعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، إِمَّا خَوْفاً مِنَ العَدُوِّ أَنْ يَكُونَ قَدِ اتَّبَعَهُمْ لِيَجِدَهُمْ بِتِلْكَ الحَالِ مِنَ النَّوْمِ.
وَإِمَّا فَزَعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَأَسُّفاً عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ.
وَالصَّوَابُ ـ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ ـ أَنَّهُ فَزِعَ تَأَسُّفاً عَلَى مَا فَاتَ مِنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَفُوتَهُ صَلَاةٌ مُنْذُ أَنْ بَعَثَهُ اللهُ تعالى، وَيُؤَيِّدُ هَذَا المَعْنَى مَا رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إِلَى بَعْضٍ مَا كَفَّارَةُ مَا صَنَعْنَا بِتَفْرِيطِنَا فِي صَلَاتِنَا؟
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ مَا كَانَتْ تَفُوتُهُمْ صَلَاةٌ ـ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ ـ.
في قَوْلِهِ: (فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا بِلَالٌ) إِشْكَالٌ في ظَاهِرِ الأَمْرِ مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي» رواه الشيخان.
وَالحَقِيقَةُ لَا إِشْكَالَ في هَذَا، لِأَنَّ طُلُوعَ الفَجْرِ مُتَعَلِّقٌ بِالعَيْنِ لَا بِالقَلْبِ، وَالعَيْنُ هُنَا نَائِمَةٌ «إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ». وَلَكِنَّ قَلْبَهُ الشَّرِيفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ، وَهَذَا مِنْ خَصَائِصِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا عَدَمُ اسْتِيْقَاظِ بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَكَانَ بِسَبَبِ عَدَمِ تَفْوِيضِ الأَمْرِ للهِ تعالى، وَعَدَمِ الاسْتِثْنَاءِ بِقَوْلِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، كَمَا جَاءَ في صَحِيحِ الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً، فَقَالَ: بَعْضُ القَوْمِ: لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ اللهِ.
قَالَ: «أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ».
قَالَ بِلَالٌ: أَنَا أُوقِظُكُمْ؛ فَاضْطَجَعُوا، وَأَسْنَدَ بِلَالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ.
فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَالَ: «يَا بِلَالُ، أَيْنَ مَا قُلْتَ؟».
قَال: مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ.
قَالَ: «إِنَّ اللهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ، وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ، يَا بِلَالُ، قُمْ فَأَذِّنْ بِالنَّاسِ بِالصَّلَاةِ».
فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَابْيَاضَّتْ، قَامَ فَصَلَّى.
قَوْلُهُ: (فَقَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ) كَانَ جَوَاباً لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا سَأَلَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيْ بِلَالُ» كَمَا جَاءَ في صَحِيحِ الإمام مسلم.
وَفي رِوَايَةِ أَبِي داود، فَقَالَ: «يَا بِلَالُ».
وَفي رِوَايَةِ الإمام البخاري، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلَالُ، أَيْنَ مَا قُلْتَ؟».
وَفي ذَلِكَ تَنْبِيهٌ لَهُ عَلَى اجْتِنَابِ الدَّعْوَى، وَالثِّقَةِ بِالنَّفْسِ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِهَا، وَلَا سِيَّمَا في مَوَاطِنِ الغَلَبَةِ وَسَلْبِ الاخْتِيَارِ.
فَقَوْلُهُ: (يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ) عَلَى طَرِيقِ العُذْرِ مِمَّا كَانَ تَكَفَّلَ بِضَمَانِهِ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الاحْتِجَاجِ اللَّطِيفِ، كَأَنَّهُ قَالَ: إِذَا كُنْتَ أَنْتَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ في مَنْزِلَتِكَ مِنَ اللهِ قَدْ غَلَبَتْكَ عَيْنُكَ، وَقُبِضَتْ نَفْسُكَ، فَأَنَا أَحْرَى بِذَلِكَ.
وَبَيَّنَ سَيِّدُنَا بِلَالٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِهَذَا الكَلَامِ أَنَّ نَوْمَهُ كَانَ بِطَرِيقِ الاضْطِرَارِ دُونَ الاخْتِيَارِ، وَلَيْسَ فِيهِ احْتِجَاجٌ بِالقَدَرِ.
قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَادُوا» أَيْ: ارْتَحِلُوا، وَالسَّبَبُ في أَمْرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالارْتِحَالِ، مَا رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: عَرَّسْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ».
قَوْلُهُ: (فَبَعَثُوا رَوَاحِلَهُمْ، وَاقْتَادُوا شَيْئاً) يَعْنِي: أَثَارُوا رَوَاحِلَهُمْ، وَسَارُوا شَيْئاً قَلِيلاً حَتَّى خَرَجُوا مِنَ الوَادِي.
قَوْلُهُ: (ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِلَالاً، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ) يَعْنِي: أَمَرَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقِيمَ الصَّلَاةِ بَعْدَ الأَذَانِ بِدَلِيلِ مَا رواه أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تَحَوَّلُوا عَنْ مَكَانِكُمُ الَّذِي أَصَابَتْكُمْ فِيهِ الْغَفْلَةُ».
قَالَ: فَأَمَرَ بِلَالاً فَأَذَّنَ وَأَقَامَ وَصَلَّى.
وَفي رِوَايَةٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَنَامَ عَنِ الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «تَنَحَّوْا عَنْ هَذَا الْمَكَانِ».
قَالَ: ثُمَّ أَمَر بِلَالاً فَأَذَّنَ، ثُمَّ تَوَضَّؤُوا وَصَلُّوْا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالاً فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الصُّبْحِ».
قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا». وَفي رِوَايَةِ الإمام مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَـسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا».
قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾». هَكَذَا جَاءَتْ رِوَايَةُ الحَدِيثِ بِحَذْفِ الوَاوِ، كَمَا جَاءَتْ في صَحِيحِ الإمام مسلم وَغَيْرِهِ بِحَذْفِ الوَاوِ.
وَهَذَا لَا يَضُرُّ في الرِّوَايَةِ وَالاسْتِدْلَالِ، لِأَنَّ المُسْتَدِلَّ لَيْسَ مَقْصُودُهُ التِّلَاوَةَ عَلَى وَجْهِهَا، إِنَّمَا مَقْصُودُهُ بَيَانَ مَوْضِعِ الدِّلَالَةِ، وَلَا يُؤَثِّرُ حَذْفُ الوَاوِ في ذَلِكَ.
يُسْتَفَادُ مِنَ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ:
وُجُوبُ قَضَاءِ الصَّلَاةِ عَلَى الفَوْرِ وَيَحْرُمُ تَأْخِيرُهَا، وَإلى هَذَا ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا».
فَأَمَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلَاةِ عِنْدَ الذِّكْرِ، وَالأَمْرُ للوُجُوبِ، وَقَدْ أَلْحَقَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ مُطْلَقَ التَّرْكِ بِالنَّوْمِ وَالنِّسْيَانِ في وُجُوبِ القَضَاءِ مِنْ بَابِ أَوْلَى، وَيَجُوزُ عِنْدَهُمْ تَأْخِيرُ الفَائِتَةِ لِغَرَضٍ صَحِيحٍ كَالأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالنَّوْمِ الذي لَا بُدَّ مِنْهُ، وَقَضَاءِ حَاجَةِ الإِنْسَانِ.
وَقَالَ فُقَهَاءُ الحَنَفِيَّةِ: السُّنَنُ الرَّوَاتِبُ عُمُوماً إِذَا فَاتَتْ فَإِنَّهَا لَا تُقْضَى، إِلَّا سُنَّةَ الفَجْرِ إِذَا فَاتَتْ مَعَ الفَرِيضَةِ تُقْضَى مَعَهَا بَعْدَ ارْتِفَاعِ الشَّمْسِ، أَمَّا إِذَا فَاتَتْهُ وَحْدَهَا فَلَا يَقْضِيهَا قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، لِأَنَّهَا مِنْ مُطْلَقِ النَّفْلِ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ بَعْدَ الصُّبْحِ إلى أَنْ تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَضَاهَا تَبَعاً للفَرْضِ. هذا أولاً.
ثانياً: الأَصْلُ أَنَّ الأَذَانَ شُرِعَ للصَّلَوَاتِ المَفْرُوضَةِ في حَالِ الـحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَالجَمَاعَةِ وَالانْفِرَادِ، أَدَاءً وَقَضَاءً، وَهَذَا بِالاتِّفَاقٍ، إِلَّا مَا قَالَهُ المَالِكِيَّةُ مِنْ أَنْ أَنَّهُ يُكْرَهُ الأَذَانُ للفَائِتَةِ، لِأَنَّ الإِمَامَ مَالِكاً رَحِمَهُ اللهُ تعالى ذَكَرَ الحَدِيثَ في مُوَطَّئِهِ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِلَالاً بِالإِقَامَةِ، وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِالأَذَانِ.
أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُفَقِّهَنَا في الدِّينِ، وَيُعَلِّمَنَا التَّأْوِيلَ، وَيَرْزُقَنَا العَمَلَ بِمَا نَعْلَمُ. آمين.
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin