مع الحبيب المصطفى: «رَحِمَ اللهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي»
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
165ـ وقفة مع خطبة حجة الوداع (4)
«رَحِمَ اللهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي»
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ هِدَايَةَ عَبدٍ من عِبَادِ اللهِ تعالى على يَدِ رَجُلٍ لَهِيَ خَيرٌ من أَنفَسِ الأَموَالِ وأَعَزِّهَا، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: «فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ».
ولقد دَعَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لمن دَعَا إلى هَدْيِهِ وشَرْعِهِ وسُنَّتِهِ وتَبلِيغِ رِسَالَتِهِ بالنَّضَارَةِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» رواه الإمام أحمد عن مُحَمَّدِ بنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
أيُّها الإخوة الكرام: من عَرَفَ أَجْرَ التَّبلِيغِ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فإنَّهُ يَتَجَشَّمُ المَتَاعِبَ، ويَتَحَمَّلُ المَصَائِبَ، لِيَنَالَ هذا الأَجْرَ العَظِيمَ، وتِلكَ الدَّعوَةُ المُستَجَابَةُ من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
في حَجَّةِ الوَدَاعِ:
أيُّها الإخوة الكرام: وَقَفَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ لِيُوَدِّعَ الأُمَّةَ، لِيُوَدِّعَ أَصحَابَهُ الكِرَامَ الذينَ رَبَّاهُم خِلالَ ثَلاثَةٍ وعِشرِينَ عَامَاً، وَقَفَ لِيُوَدِّعَ تِلكَ النُّجُومَ والمَصَابِيحَ الذينَ شَهِدَ اللهُ عزَّ وجلَّ لَهُم بِقَولِهِ: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللهِ﴾. وبِقَولِهِ تعالى: ﴿فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾.
وَقَفَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِتُبَلِّغَ الأُمَّةُ الشَّاهِدَةُ الأُمَّةَ الغَائِبَةَ بِوَصَايَاهُ التي فِيهَا سِرُّ سَعَادَةِ البَشَرِ، فمن جُملَةِ مَا قَالَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
«أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي واللهِ لاَ أَدْرِى لَعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا، بِمَكَانِي هَذَا، فَرَحِمَ اللهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي الْيَوْمَ فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ وَلاَ فِقْهَ لَهُ، وَلَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» رواه الدارمي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
أَوجَبُ الوَاجِبَاتِ:
أيُّها الإخوة الكرام: الوَاجِبَاتُ في دِينِ اللهِ كَثِيرَةٌ، وكَثِيرَةٌ جِدَّاً، ولكن من أَوجَبِ الوَاجِبَاتِ، ومن أَهَمِّ المَسؤُولِيَّاتِ، ومن أَحَبِّ الأَعمَالِ إلى اللهِ تعالى، تَبلِيغُ رِسَالَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وإنَّ من أَشرَفِ المَقَامَاتِ عِندَ اللهِ تعالى، وأَعلَى دَرَجَاتِ المَنَازِلِ يَومَ القِيَامَةِ، أن يَسِيرَ الإنسَانُ على خُطَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وأن يَقتَفِيَ أَثَرَ الحَبِيبِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وأن يَقُومَ بالوَظِيفَةِ التي شَرَّفَهُ اللهُ تعالى بِهَا، من خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ﴾. ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾. ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾. ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾.
أيُّها الإخوة الكرام: لا أَحَدَ أَحسَنُ قَولاً ومُعتَقَدَاً، ولا أَشرَفُ عَمَلاً ومَقصِدَاً، من مُبَلِّغٍ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فمن نَذَرَ نَفسَهُ، وأَوقَفَ أَنفَاسِ أَعمَارِهِ للدَّعوَةِ إلى اللهِ تعالى، وللدَّعوَةِ إلى هَدْيِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لأنَّ هذهِ وَظِيفَةُ الأَنبِيَاءِ والمُرسَلِينَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ﴾. وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾. وقال تعالى: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾.
أَعظِمْ بِهَا من وَظِيفَةٍ ومَهَمَّةٍ، وأَعظِمْ بِهَا من رِسَالَةٍ تُبَلِّغُهَا، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾؟
تَبلِيغُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
أيُّها الإخوة الكرام: لقد قَضَى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنفَاسَ عُمُرِهِ في تَبلِيغِ رِسَالَةِ اللهِ تعالى لَيلاً ونَهَارَاً، سِرَّاً وجَهْرَاً، حَضَرَاً وسَفَرَاً، صِحَّةً ومَرَضَاً، فَرَحَاً وحُزْنَاً، واستَنطَقَ بالأُمَّةِ بهذا الخُصُوصِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للجُمُوعِ في أَرضِ عَرَفَةَ: «أَبَلَّغْتُ؟».
قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي نَضْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
لقد بَلَّغَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ مُنذُ أن أَمَرَهُ اللهُ تعالى بالتَّبلِيغِ، لمَّا أَنزَلَ عَلَيهِ رَبُّنَا عزَّ وجلَّ قَولَهُ: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾. لَبَّى نِدَاءَ اللهِ تعالى، واستَجَابَ لأَمرِ سَيِّدِهِ ومَولاهُ، فَدَعَا قُرَيشَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
«يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِن النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِن اللهِ شَيْئاً، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِماً سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا ـ أي: سَأَصِلُهَا ـ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
أيُّها الإخوة الكرام: لمَّا نزَلَ قَولُهُ تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾. قَامَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالدَّعوَةِ إلى اللهِ تعالى، فَدَعَا الصَّغِيرَ والكَبِيرَ، والرَّجَالَ والنِّسَاءَ، والأَحرَارَ والعَبِيدَ، والأَحمَرَ والأَسوَدَ، وحَتَّى صَارَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَتَّبِعُ الحُجَّاجَ في مَنَازِلِهِم، والنَّاسَ في أَسوَاقِهِم، وكَانَ يَخرُجُ إلى القَبَائِلِ والقُرَى يَدعُوهُم إلى اللهِ تعالى، وهوَ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، تُفْلِحُوا» رواه الإمام أحمد عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
بل كَتَبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للمُلُوكِ والأُمَرَاءِ يَدعُوهُم إلى اللهِ تعالى، كَتَبَ إلى هِرَقلَ عَظِيمِ الرُّومِ، وكِسرَى عَظِيمِ فَارِسَ، والنَّجَاشِيِّ مَلكِ الحَبَشَةِ، والمُقَوقِسِ مَلِكِ مِصْرَ.
خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: لقد أَمَرَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالتَّبلِيغِ عَنهُ، فَقَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» رواه الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنهُما. بَعدَ أن بَلَّغَ الأُمَّةَ، وجَعَلَ من آخِرِ وَصَايَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ أنْ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي واللهِ لاَ أَدْرِى لَعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا، بِمَكَانِي هَذَا، فَرَحِمَ اللهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي الْيَوْمَ فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ وَلاَ فِقْهَ لَهُ، وَلَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» رواه الدارمي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
فَهَل من مُبَلِّغٍ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيَنَالَ بَرَكَةَ هذا الدُّعَاءَ؟ وهَل من مُبَلِّغٍ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيَنَالَ نَضَارَةَ وَجْهِهِ يَومَ القِيَامَةِ، ويَكُونَ مُندَرِجَاً تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾؟ وهَل من مُبَلِّغٍ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيَنَالَ أَعظَمَ أَجْرٍ عِندَ اللهِ تعالى؟
اللَّهُمَّ وَفِّقنَا لذلكَ يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ، وارزُقنَا الإخلاصَ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
165ـ وقفة مع خطبة حجة الوداع (4)
«رَحِمَ اللهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي»
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ هِدَايَةَ عَبدٍ من عِبَادِ اللهِ تعالى على يَدِ رَجُلٍ لَهِيَ خَيرٌ من أَنفَسِ الأَموَالِ وأَعَزِّهَا، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: «فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ».
ولقد دَعَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لمن دَعَا إلى هَدْيِهِ وشَرْعِهِ وسُنَّتِهِ وتَبلِيغِ رِسَالَتِهِ بالنَّضَارَةِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» رواه الإمام أحمد عن مُحَمَّدِ بنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
أيُّها الإخوة الكرام: من عَرَفَ أَجْرَ التَّبلِيغِ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فإنَّهُ يَتَجَشَّمُ المَتَاعِبَ، ويَتَحَمَّلُ المَصَائِبَ، لِيَنَالَ هذا الأَجْرَ العَظِيمَ، وتِلكَ الدَّعوَةُ المُستَجَابَةُ من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
في حَجَّةِ الوَدَاعِ:
أيُّها الإخوة الكرام: وَقَفَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ لِيُوَدِّعَ الأُمَّةَ، لِيُوَدِّعَ أَصحَابَهُ الكِرَامَ الذينَ رَبَّاهُم خِلالَ ثَلاثَةٍ وعِشرِينَ عَامَاً، وَقَفَ لِيُوَدِّعَ تِلكَ النُّجُومَ والمَصَابِيحَ الذينَ شَهِدَ اللهُ عزَّ وجلَّ لَهُم بِقَولِهِ: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللهِ﴾. وبِقَولِهِ تعالى: ﴿فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾.
وَقَفَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِتُبَلِّغَ الأُمَّةُ الشَّاهِدَةُ الأُمَّةَ الغَائِبَةَ بِوَصَايَاهُ التي فِيهَا سِرُّ سَعَادَةِ البَشَرِ، فمن جُملَةِ مَا قَالَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
«أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي واللهِ لاَ أَدْرِى لَعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا، بِمَكَانِي هَذَا، فَرَحِمَ اللهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي الْيَوْمَ فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ وَلاَ فِقْهَ لَهُ، وَلَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» رواه الدارمي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
أَوجَبُ الوَاجِبَاتِ:
أيُّها الإخوة الكرام: الوَاجِبَاتُ في دِينِ اللهِ كَثِيرَةٌ، وكَثِيرَةٌ جِدَّاً، ولكن من أَوجَبِ الوَاجِبَاتِ، ومن أَهَمِّ المَسؤُولِيَّاتِ، ومن أَحَبِّ الأَعمَالِ إلى اللهِ تعالى، تَبلِيغُ رِسَالَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وإنَّ من أَشرَفِ المَقَامَاتِ عِندَ اللهِ تعالى، وأَعلَى دَرَجَاتِ المَنَازِلِ يَومَ القِيَامَةِ، أن يَسِيرَ الإنسَانُ على خُطَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وأن يَقتَفِيَ أَثَرَ الحَبِيبِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وأن يَقُومَ بالوَظِيفَةِ التي شَرَّفَهُ اللهُ تعالى بِهَا، من خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ﴾. ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾. ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾. ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾.
أيُّها الإخوة الكرام: لا أَحَدَ أَحسَنُ قَولاً ومُعتَقَدَاً، ولا أَشرَفُ عَمَلاً ومَقصِدَاً، من مُبَلِّغٍ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فمن نَذَرَ نَفسَهُ، وأَوقَفَ أَنفَاسِ أَعمَارِهِ للدَّعوَةِ إلى اللهِ تعالى، وللدَّعوَةِ إلى هَدْيِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لأنَّ هذهِ وَظِيفَةُ الأَنبِيَاءِ والمُرسَلِينَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ﴾. وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾. وقال تعالى: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾.
أَعظِمْ بِهَا من وَظِيفَةٍ ومَهَمَّةٍ، وأَعظِمْ بِهَا من رِسَالَةٍ تُبَلِّغُهَا، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾؟
تَبلِيغُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
أيُّها الإخوة الكرام: لقد قَضَى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنفَاسَ عُمُرِهِ في تَبلِيغِ رِسَالَةِ اللهِ تعالى لَيلاً ونَهَارَاً، سِرَّاً وجَهْرَاً، حَضَرَاً وسَفَرَاً، صِحَّةً ومَرَضَاً، فَرَحَاً وحُزْنَاً، واستَنطَقَ بالأُمَّةِ بهذا الخُصُوصِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للجُمُوعِ في أَرضِ عَرَفَةَ: «أَبَلَّغْتُ؟».
قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي نَضْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
لقد بَلَّغَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ مُنذُ أن أَمَرَهُ اللهُ تعالى بالتَّبلِيغِ، لمَّا أَنزَلَ عَلَيهِ رَبُّنَا عزَّ وجلَّ قَولَهُ: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾. لَبَّى نِدَاءَ اللهِ تعالى، واستَجَابَ لأَمرِ سَيِّدِهِ ومَولاهُ، فَدَعَا قُرَيشَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
«يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِن النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِن النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِن اللهِ شَيْئاً، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِماً سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا ـ أي: سَأَصِلُهَا ـ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
أيُّها الإخوة الكرام: لمَّا نزَلَ قَولُهُ تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾. قَامَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالدَّعوَةِ إلى اللهِ تعالى، فَدَعَا الصَّغِيرَ والكَبِيرَ، والرَّجَالَ والنِّسَاءَ، والأَحرَارَ والعَبِيدَ، والأَحمَرَ والأَسوَدَ، وحَتَّى صَارَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَتَّبِعُ الحُجَّاجَ في مَنَازِلِهِم، والنَّاسَ في أَسوَاقِهِم، وكَانَ يَخرُجُ إلى القَبَائِلِ والقُرَى يَدعُوهُم إلى اللهِ تعالى، وهوَ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، تُفْلِحُوا» رواه الإمام أحمد عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
بل كَتَبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للمُلُوكِ والأُمَرَاءِ يَدعُوهُم إلى اللهِ تعالى، كَتَبَ إلى هِرَقلَ عَظِيمِ الرُّومِ، وكِسرَى عَظِيمِ فَارِسَ، والنَّجَاشِيِّ مَلكِ الحَبَشَةِ، والمُقَوقِسِ مَلِكِ مِصْرَ.
خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: لقد أَمَرَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالتَّبلِيغِ عَنهُ، فَقَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» رواه الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنهُما. بَعدَ أن بَلَّغَ الأُمَّةَ، وجَعَلَ من آخِرِ وَصَايَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ أنْ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي واللهِ لاَ أَدْرِى لَعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا، بِمَكَانِي هَذَا، فَرَحِمَ اللهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِي الْيَوْمَ فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ وَلاَ فِقْهَ لَهُ، وَلَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» رواه الدارمي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
فَهَل من مُبَلِّغٍ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيَنَالَ بَرَكَةَ هذا الدُّعَاءَ؟ وهَل من مُبَلِّغٍ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيَنَالَ نَضَارَةَ وَجْهِهِ يَومَ القِيَامَةِ، ويَكُونَ مُندَرِجَاً تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾؟ وهَل من مُبَلِّغٍ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيَنَالَ أَعظَمَ أَجْرٍ عِندَ اللهِ تعالى؟
اللَّهُمَّ وَفِّقنَا لذلكَ يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ، وارزُقنَا الإخلاصَ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin