تَرْجَمَةُ الشيْخِ سَيدِي أحمدَ البَدَوي زْوِيتْن
هو الشيخ الكبير، الولي الشهير، اللائح الأنوار، الواضح الأسرار، القدوة الهمام، البركة الإمام، الناصح النفاع، الوافر الأتباع، العارف بالله، الدال بحاله ومقاله عليه، أبو العباس أحمد البدوي بن الحاج أحمد الشهير بزويتن، الدرقاوي طريقة.[1]
ولادته ونشأته
ولد- رحمه الله تعالى- بمدينة فاس، ونشأ بها في عفاف وديانة، وكانت له حانوت بسوق العطارين، ثم إنه تركها، وانقطع إلى الله تعالى واشتغل بتعلم العلم، فكان يحضر مجالس الشيوخ ويأخذ عنهم...[2]
لقبه
يلقب أحمد زويتن بـ"البدوي"، وسبب تلقيبه بهذا اللقب أن والده ذهب للحج، وفي طريقه مرّ على طنطا بمصر وزار السيد أحمد البدوي، وسأل الله تعالى عند قبره أن يرزقه ولدا صالحا ليسميه باسم البدوي تفاؤلا وتبركا أن يكون مثله، فلما حج ورجع، ولد له ولد فسماه أحمد البدوي فظهرت عليه بركة التسمية، حيث إنه لما تعلم الكتابة وقرأ القرآن الكريم، وتعلم ما يحتاجه من العلم انقطع للعبادة ومطالعة كتب القوم كما سبقت الإشارة إلى ذلك.[3]
من شيوخه
تتلمذ بفاس على جماعة من كبار علمائها أمثال: الشيخ الطيب بن كيران، وحمدون بن الحاج، وعبد السلام الأزمي وغيرهم ، ثم قرأ علم التجويد على الشيخ الأستاذ مولاي إدريس الملقب بالبكراوي، ولم يطل اشتغاله بعلم الظاهر، ولم يحصل له منه سوى القدر المحتاج إليه، وكان عاملا بعلمه، تابعا للسنة وإماما ومورقا بمسجد الشرابليين، ثم إنه صار يطلب من يأخذ بيده إلى الله تعالى، وحصل له ولوع بكتب القوم، إلى أن لقي الشيخ الأكبر، والقطب الأشهر، مولاي العربي بن أحمد الشريف الدرقاوي الحسني- نزيل القبيلة الزروالية- وذلك سنة خمس عشرة ومائتين وألف1215، أو قبلها بيسير، فانتفع به انتفاعا عظيما وتربى به وتأدب، وكان من كبار أصحابه وخواصهم، وذوي الأحوال العجيبة منهم، وقد ظهرت له رضي الله عنه كرامات، وخوارق عادات.[4]
علمه وتصوفه
قال تلميذه العارف سيدي محمد العربي المدغري (ت1309ھ): إنه أدرك درجة القطبانية الغوثية، قال: "ومن رأى رسائله وتآليفه في أنواع العلوم- خصوصا علم الحقائق- لا يمتري في أنه قطب زمانه؛ لأن الأوصاف التي ذكر أهل الطريق للقطب والعلوم التي ذكروا أنه مختص بها كلها موجودة في الشيخ رضي الله عنه".[6]
كما ترك الشيخ أحمد البدوي مجموعة من الرسائل الصوفية الهامة، منها ما يعرف بـ: "الرسائل الكبرى" , "المناجاة الفردية الإلهية في تبين معالم الطريقة المحمدية"، جاء في إحداها : متحدثا عن نفسه قبل وفاة شيخه بثلاثة أيام رآى قبضة من النور تخرج من قلب شيخه وتدخل في ذاته ولا زالت تكبر إلى حد اليوم. و لديه أيضا رسائل صغرى بعثها لجملة من تلامذته وأصحابه في مكناسة الزيتون ومناطق أخرى. قال صاحب السلوة: "وقد وقفت على رسائله الكبرى في سفر كبير ضخم: وهي المسماة بكتاب "المناجاة الفردية الإلهية في تبيين معالم عزائم الطريقة المحمدية، وكشف أستار الحقيقة الأحدية، تبيينا واضحا لمن هو مخلص في النية، مجد في صفاء الطوية"، وهي من أحسن الرسائل وأنفسها، وله أيضا رسائل صغرى.[8]
وفاته
توفي رحمه الله تعالى ليلة الأحد قرب الفجر بيسير؛ عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، ودفن بزاويته المحدثة بحومة السياج، تقابل زاوية سيدي عبد الواحد الدباغ، وضريحه بها بالفناء الذي عن يمين الداخل، عليه مقبرية من الخشب، وهو مزار متبرك به.[9]
المراجع
[1] - سلوة الأنفاس، أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني (1274-1345ھ)، تحقيق: عبد الله الكامل الكتاني، وحمزة بن محمد الكتاني، ومحمد بن حمزة بن علي الكتاني، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط1، 1425ھ-2004م، 1/293.
[2] - المصدر السابق، 2/294.
[3] - نفسه، 2/294.
[4] - نفسه، 2/294.
[6] - المطرب بمشاهير أولياء المغرب، عبد الله التليدي، دار الأمان، الرباط، ط4، 1424ھ- 2003م، ص: 233.
[7] - الإحياء والتجديد الصوفي في المغرب، أحمد بوكاري، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مطبعة فضالة،
المحمدية، ط1، 1427ھ-2006م، 1/199-200.
[8] - سلوة الأنفاس، أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، 1/294.
[9] - المصدر السابق، 1/295.
كتبه ذ. محمد فؤاد أرسموك
هو الشيخ الكبير، الولي الشهير، اللائح الأنوار، الواضح الأسرار، القدوة الهمام، البركة الإمام، الناصح النفاع، الوافر الأتباع، العارف بالله، الدال بحاله ومقاله عليه، أبو العباس أحمد البدوي بن الحاج أحمد الشهير بزويتن، الدرقاوي طريقة.[1]
ولادته ونشأته
ولد- رحمه الله تعالى- بمدينة فاس، ونشأ بها في عفاف وديانة، وكانت له حانوت بسوق العطارين، ثم إنه تركها، وانقطع إلى الله تعالى واشتغل بتعلم العلم، فكان يحضر مجالس الشيوخ ويأخذ عنهم...[2]
لقبه
يلقب أحمد زويتن بـ"البدوي"، وسبب تلقيبه بهذا اللقب أن والده ذهب للحج، وفي طريقه مرّ على طنطا بمصر وزار السيد أحمد البدوي، وسأل الله تعالى عند قبره أن يرزقه ولدا صالحا ليسميه باسم البدوي تفاؤلا وتبركا أن يكون مثله، فلما حج ورجع، ولد له ولد فسماه أحمد البدوي فظهرت عليه بركة التسمية، حيث إنه لما تعلم الكتابة وقرأ القرآن الكريم، وتعلم ما يحتاجه من العلم انقطع للعبادة ومطالعة كتب القوم كما سبقت الإشارة إلى ذلك.[3]
من شيوخه
تتلمذ بفاس على جماعة من كبار علمائها أمثال: الشيخ الطيب بن كيران، وحمدون بن الحاج، وعبد السلام الأزمي وغيرهم ، ثم قرأ علم التجويد على الشيخ الأستاذ مولاي إدريس الملقب بالبكراوي، ولم يطل اشتغاله بعلم الظاهر، ولم يحصل له منه سوى القدر المحتاج إليه، وكان عاملا بعلمه، تابعا للسنة وإماما ومورقا بمسجد الشرابليين، ثم إنه صار يطلب من يأخذ بيده إلى الله تعالى، وحصل له ولوع بكتب القوم، إلى أن لقي الشيخ الأكبر، والقطب الأشهر، مولاي العربي بن أحمد الشريف الدرقاوي الحسني- نزيل القبيلة الزروالية- وذلك سنة خمس عشرة ومائتين وألف1215، أو قبلها بيسير، فانتفع به انتفاعا عظيما وتربى به وتأدب، وكان من كبار أصحابه وخواصهم، وذوي الأحوال العجيبة منهم، وقد ظهرت له رضي الله عنه كرامات، وخوارق عادات.[4]
علمه وتصوفه
قال تلميذه العارف سيدي محمد العربي المدغري (ت1309ھ): إنه أدرك درجة القطبانية الغوثية، قال: "ومن رأى رسائله وتآليفه في أنواع العلوم- خصوصا علم الحقائق- لا يمتري في أنه قطب زمانه؛ لأن الأوصاف التي ذكر أهل الطريق للقطب والعلوم التي ذكروا أنه مختص بها كلها موجودة في الشيخ رضي الله عنه".[6]
كما ترك الشيخ أحمد البدوي مجموعة من الرسائل الصوفية الهامة، منها ما يعرف بـ: "الرسائل الكبرى" , "المناجاة الفردية الإلهية في تبين معالم الطريقة المحمدية"، جاء في إحداها : متحدثا عن نفسه قبل وفاة شيخه بثلاثة أيام رآى قبضة من النور تخرج من قلب شيخه وتدخل في ذاته ولا زالت تكبر إلى حد اليوم. و لديه أيضا رسائل صغرى بعثها لجملة من تلامذته وأصحابه في مكناسة الزيتون ومناطق أخرى. قال صاحب السلوة: "وقد وقفت على رسائله الكبرى في سفر كبير ضخم: وهي المسماة بكتاب "المناجاة الفردية الإلهية في تبيين معالم عزائم الطريقة المحمدية، وكشف أستار الحقيقة الأحدية، تبيينا واضحا لمن هو مخلص في النية، مجد في صفاء الطوية"، وهي من أحسن الرسائل وأنفسها، وله أيضا رسائل صغرى.[8]
وفاته
توفي رحمه الله تعالى ليلة الأحد قرب الفجر بيسير؛ عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، ودفن بزاويته المحدثة بحومة السياج، تقابل زاوية سيدي عبد الواحد الدباغ، وضريحه بها بالفناء الذي عن يمين الداخل، عليه مقبرية من الخشب، وهو مزار متبرك به.[9]
المراجع
[1] - سلوة الأنفاس، أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني (1274-1345ھ)، تحقيق: عبد الله الكامل الكتاني، وحمزة بن محمد الكتاني، ومحمد بن حمزة بن علي الكتاني، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط1، 1425ھ-2004م، 1/293.
[2] - المصدر السابق، 2/294.
[3] - نفسه، 2/294.
[4] - نفسه، 2/294.
[6] - المطرب بمشاهير أولياء المغرب، عبد الله التليدي، دار الأمان، الرباط، ط4، 1424ھ- 2003م، ص: 233.
[7] - الإحياء والتجديد الصوفي في المغرب، أحمد بوكاري، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مطبعة فضالة،
المحمدية، ط1، 1427ھ-2006م، 1/199-200.
[8] - سلوة الأنفاس، أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، 1/294.
[9] - المصدر السابق، 1/295.
كتبه ذ. محمد فؤاد أرسموك
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin