تَرْجَمَةُ الشيْخِ أبي عبدِ اللهِ سَيدِي مْحَمَّدْ بنِ علي الدرعي الفركلي
«الولي الصالح الدال على الله بحاله ومقاله أبو عبد الله سيدي مْحَمَّدْ (فتحا) بن علي الدرعي الفركلي البدوي؛ كان رحمه الله بدرا واضحا ظهرت على يديه كرامات منها ما حكى لي عنه مولانا الوالد رضي الله عنه ورحمه؛ أنه توقف يوما على الكراب (أي السقاء) فلم يأته فأخذ حجرا ورمى به في بئر عنده بداره أجاج فصار في حينه عذبا . وكان أول أمره يلبس المرقعة ويحزم وسطه بشريط؛ وفي آخر عمره ضار يركب على الخيول؛ ويلبس أرفع الثياب؛ وهو أحد مقدمي طائفة شيخه سيدي محمد العربي الهواري بهذه الحضرة المراكشية؛ وله زاوية بناها في حياته وله أتباع؛ توفي رحمه الله ضحوة يوم الثلاثاء الثاني عشر من ربيع الأول سنة ستة وعشرين وثلاثمائة وألف 1326ه ودفن بوسط قبة زاويته.»
من كتاب السعادة الأبدية في مشاهير الحضرة المراكشية لإبن المؤقت المراكشي ترجمة رقم 116 ج1 ص 184
هذه هي الترجمة الوحيدة اليتيمة لهذا الرجل ولو لم يكن من المعلومات إلا أنه ربى سيدي محمد بن الحبيب الأمغاري فقط لكفته حيث أقام عنده شيخُنا في مراكشَ ما يقرب من ثلاث سنوات قال سيدي محمد بن الحبيب عنها: (( وذلك أنه لما تصدر رضي الله عنه (يقصد سيدي محمداً بنَ علي )كتبتُ له رسالة في تجديد العهد معه بعد أن كنتُ أخذتُ الطريق على الشيخ العارف سيدي العربي بن الهواري . فكتب رضي الله عنه وأمرني بالقدوم إلى حضرته فامتثلتُ أمره وقدمتُ إلى مراكش . فلما دخلتُ عليه رضي الله عنه دخل عليه من الفرح والسرور ما لا يدخل تحت حصر ، وقال لي جاءتني الطائفةُ كلها لما جئتني أنت)) انتهى كلامه. و كان سيدي محمد بن الحبيب رضي الله عنه إذا قُدّم للفقراء الطعامُ وزّع نصيبه من اللحم على من يأكل معه من المريدين ، وكان هذا عمله طول المدة التي مكثها ،كلّ هذا وسيدي محمد بن علي يلاحظه وسيدنا الشيخ لا يشعر بذلك . وفي اليوم الرابع نادى عليه وسأله : (( لماذا كنتَ توزع نصيبَك من اللحم يا سيدي محمد ولا تأكله؟ )). فأجابه سيدُنا الشيخ : ((يا سيدي كنتُ كلما أردتُ الأكل تحدثني نفسي بأنْ آخذ النصيب الأكبر من اللحم ، فأردت مخالفة هواها بحرمانها من أكل اللحم كلية )) . فابتهج سيدي محمد بن علي من هذا الجواب وقال : (( أخذتَ كل شيء يا ولدي، أخذتَ كل شيء )) . وذات يوم وقبل انصرافه من الزاوية نادى عليه شيخه وقال: (( يا ولدي سأبشرك ببشارة عظيمة ، إنك عندنا في طائفتنا بمنزلة ابن عطاء الله من الطائفة الشاذلية ، فكما أن الله أحيا الطريقة الشاذلية بابن عطاء الله كذلك يحي الله هذه الطريقة بك إن شاء الله )) . وأمر الشيخ سيدي محمد بن علي رضي الله عنه شيخَنا بالمذاكرة مع الفقراء في الضروري من دينهم فكان يسرد المرشد المعين ثم يتبعه بسرد كتاب المناجات الفردية الكبرى لسيدي أحمد البدوي زويتن رضي الله عنه و قال شيخنا : (وقد اشتمل هذا الكتاب على جميع ما يتوقف عليه الطالب لمقام الإحسان) وخرج مع سيدي محمد بن علي رحمه الله في سياحات قال عن إحداها : [ثم إني مكثتُ في هذه السياحة ما يقرب من شهرين ولما وصلنا إلى قبيلة السراغنة فرحوا بالشيخ وبالإخوان فأمرني بالرجوع إلى فاس نائبا عنه في الدلالة على الله ولقنني الاسم المفرد وأمرني بالإكثار من ذكره بكيفية خاصة تلقاها من شيخه عن سيدي أحمد البدوي وهي استحضار قول ابن عطاء الله في حكمه [لولا ظهوره في المكونات ما وقع عليها وجود أبصار] فأكثرت من ذكر هذا الاسم مع هذا الاستحضار فحصلت لي ببركته أنوار في قلبي وحصل لي نصيب من مراقبة الله ومشاهدته اللتين تضمنهما مقام الإحسان.
كتبه ذ
. محمد فؤاد أرسموك
«الولي الصالح الدال على الله بحاله ومقاله أبو عبد الله سيدي مْحَمَّدْ (فتحا) بن علي الدرعي الفركلي البدوي؛ كان رحمه الله بدرا واضحا ظهرت على يديه كرامات منها ما حكى لي عنه مولانا الوالد رضي الله عنه ورحمه؛ أنه توقف يوما على الكراب (أي السقاء) فلم يأته فأخذ حجرا ورمى به في بئر عنده بداره أجاج فصار في حينه عذبا . وكان أول أمره يلبس المرقعة ويحزم وسطه بشريط؛ وفي آخر عمره ضار يركب على الخيول؛ ويلبس أرفع الثياب؛ وهو أحد مقدمي طائفة شيخه سيدي محمد العربي الهواري بهذه الحضرة المراكشية؛ وله زاوية بناها في حياته وله أتباع؛ توفي رحمه الله ضحوة يوم الثلاثاء الثاني عشر من ربيع الأول سنة ستة وعشرين وثلاثمائة وألف 1326ه ودفن بوسط قبة زاويته.»
من كتاب السعادة الأبدية في مشاهير الحضرة المراكشية لإبن المؤقت المراكشي ترجمة رقم 116 ج1 ص 184
هذه هي الترجمة الوحيدة اليتيمة لهذا الرجل ولو لم يكن من المعلومات إلا أنه ربى سيدي محمد بن الحبيب الأمغاري فقط لكفته حيث أقام عنده شيخُنا في مراكشَ ما يقرب من ثلاث سنوات قال سيدي محمد بن الحبيب عنها: (( وذلك أنه لما تصدر رضي الله عنه (يقصد سيدي محمداً بنَ علي )كتبتُ له رسالة في تجديد العهد معه بعد أن كنتُ أخذتُ الطريق على الشيخ العارف سيدي العربي بن الهواري . فكتب رضي الله عنه وأمرني بالقدوم إلى حضرته فامتثلتُ أمره وقدمتُ إلى مراكش . فلما دخلتُ عليه رضي الله عنه دخل عليه من الفرح والسرور ما لا يدخل تحت حصر ، وقال لي جاءتني الطائفةُ كلها لما جئتني أنت)) انتهى كلامه. و كان سيدي محمد بن الحبيب رضي الله عنه إذا قُدّم للفقراء الطعامُ وزّع نصيبه من اللحم على من يأكل معه من المريدين ، وكان هذا عمله طول المدة التي مكثها ،كلّ هذا وسيدي محمد بن علي يلاحظه وسيدنا الشيخ لا يشعر بذلك . وفي اليوم الرابع نادى عليه وسأله : (( لماذا كنتَ توزع نصيبَك من اللحم يا سيدي محمد ولا تأكله؟ )). فأجابه سيدُنا الشيخ : ((يا سيدي كنتُ كلما أردتُ الأكل تحدثني نفسي بأنْ آخذ النصيب الأكبر من اللحم ، فأردت مخالفة هواها بحرمانها من أكل اللحم كلية )) . فابتهج سيدي محمد بن علي من هذا الجواب وقال : (( أخذتَ كل شيء يا ولدي، أخذتَ كل شيء )) . وذات يوم وقبل انصرافه من الزاوية نادى عليه شيخه وقال: (( يا ولدي سأبشرك ببشارة عظيمة ، إنك عندنا في طائفتنا بمنزلة ابن عطاء الله من الطائفة الشاذلية ، فكما أن الله أحيا الطريقة الشاذلية بابن عطاء الله كذلك يحي الله هذه الطريقة بك إن شاء الله )) . وأمر الشيخ سيدي محمد بن علي رضي الله عنه شيخَنا بالمذاكرة مع الفقراء في الضروري من دينهم فكان يسرد المرشد المعين ثم يتبعه بسرد كتاب المناجات الفردية الكبرى لسيدي أحمد البدوي زويتن رضي الله عنه و قال شيخنا : (وقد اشتمل هذا الكتاب على جميع ما يتوقف عليه الطالب لمقام الإحسان) وخرج مع سيدي محمد بن علي رحمه الله في سياحات قال عن إحداها : [ثم إني مكثتُ في هذه السياحة ما يقرب من شهرين ولما وصلنا إلى قبيلة السراغنة فرحوا بالشيخ وبالإخوان فأمرني بالرجوع إلى فاس نائبا عنه في الدلالة على الله ولقنني الاسم المفرد وأمرني بالإكثار من ذكره بكيفية خاصة تلقاها من شيخه عن سيدي أحمد البدوي وهي استحضار قول ابن عطاء الله في حكمه [لولا ظهوره في المكونات ما وقع عليها وجود أبصار] فأكثرت من ذكر هذا الاسم مع هذا الاستحضار فحصلت لي ببركته أنوار في قلبي وحصل لي نصيب من مراقبة الله ومشاهدته اللتين تضمنهما مقام الإحسان.
كتبه ذ
. محمد فؤاد أرسموك
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin