كتاب: تَرْجَمَةُ الشيْخِ سَيدِي العربي بنِ عبد الله بابا الهواري ـ كتبه ذ. محمد فؤاد أرسموك

تَرْجَمَةُ الشيْخِ سَيدِي العربي بنِ عبد الله بابا الهواري

الشيخ الولي الصالح الرباني القطب الواضح شيخ الطريقة و فرس الحقيقة الشيخ سيدي العربي بن عبد الله بابا، أخذ رضي الله عنه عن الشيخ سيدي محمد العربي العلوي المدغري كما كان مقدما للشيخ سيدي أحمد البدوي رضي الله عنهم جميعا . أسس زاويته بجانب زاوية أبيه سيدي عبد الله بابا الهواري بفركلة سنة 1273 في حياة أبيه، كان مقدما أنذاك لسيدي أحمد البدوي، وفي سنة 1309 تصدر المشيخة بعد وفاة شيخه سيدي أحمد البدوي، سنة 1239 هجرية، و وفاة شيخه سيدي محمد العربي سنة 1309 ه ، أعلن عن المشيخة في نفس السنة ، و كان شيخا كاملا يربي الناس على ذكر الله و الصلاة على مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وله كرامات عديدة رضي الله عنه و بطي الأرض مشهودا وقد عاصر السلطان مولاي عبد الرحمن بن هشام ، و سيدي محمد بن عبدالرحمان و مولاي عبد العزيز والسلطان مولاي الحسن الأول بن محمد رحمهم الله وكانوا يعظمونه و يكرمونه.

كان رضي الله عنه قد عمر الزاوية بتعليم القرآن و علم الشريعة و جلب لها القراء و فحول العلماء للتدريس كالسيد امحمد بن ابراهيم و السيد عبد القادر بن محمد و السيد محمد بن علي المراكشي و السيد أحمد التلويني و السيد محمد بن أحمد بن عمر الاغريسي ومولاي هاشم الدرعي و مولاي عبد الله الفيلالي و مولاي الحسان المدغري و سيدي محمد الدمناتي و الشيخ العلامة الولي الصالح القطب الواضح سيدي الطيب بن عبد المالك الهواري رضي الله عنه دفين ناور الذي كتب رسالة عظمى لشيخه إبان تصدره وكتب فيها : "بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله وحده ولا يدوم إلا وجهه و صلى الله سلم على من لا نبي بعده و على آله و صحبه و كل من اتبع هداه فمن عبيد الله الطيب إلى سيده وأحبه الأقرب و شيخه الأنجب سيدي العربي بن عبد الله وكل أهله و أولاده و إخوانه وأقربائه من فقراء و الغير وأولاد امعمر أجمعين جمعنا الله يهم عن قريب و نفعنا بهم آمين كثير السلام من مريدك الطيب بن عبد المالك و كل أهلي و من معي من فقير و محب و كل أهل الحبل وكل الجميع مشتاقون لرؤيتك. أما بعد سيدي فعظم الله أجركم وإيانا في الشيخ الذي ما عرفناه إلا بكم و قد عرفنا نفسنا قبله و قبل شيخه مولانا أحمد البدوي فانا مالنا و ما علينا وما جاءنا خير قط منهما إلا منكم وعلى يديكم ولا زلنا من تلك الوقت إلى الآن على ما نحن عليه كنا معدومين في وجودكم و مطويين طي السجد فيكم فلا زاد ولا يزيد علينا إلا ما جاء منكم و قسمه الله على أيديكم فاشهدوا علي أني لا زلت في بحر جهل عامة المؤمنين كما كنت والله والله والله ما حصلت من الطريق الصوفية بداية فأحرى ما فوقها فقد قدمت أمامي كما كان حالي معك قبل و بعد فوالله ثم والله ما علمني الله من أصحاب الشيخ إلا حيا من يقبل على سواك فإن تصدرت بنفيك بإذن الله فأنا أول المؤمنين بك و إن أخذت على غيرك فأنا معك وها ما وعد الله من الزيارة لك و لأولاد الشيخ وصل لهم ذلك على يديك وها ولدك الأبر و أخيك سيدي الهاشمي و سيدي حسان يحكوا لك ما كان و وقع و السلام في 11 من شوال 1309 ه." وفي عنوانها تصل الشيخ سيدي العربي بن عبد الله بابا وأهله و أولاده ودائرته و كل الطائفة، وزاد أيضا يقول رضي الله عنه في رسالة أخرى لأبناء سيدي الهواري : الحمد لله و بعد أتم السلام على كل أولاد سيدي الهواري رجالا و نساء صغارا وكبارا وعلى ايت معمر و كل أهل فركلة و تدغة و غريس و تلوين وتافيلالت فاشهدوا على كاتبه الطيب ابن عبد المالك الهواري الدرقاوي و أني مطوي ميت فان في سيدي العربي بن عبد الله بابا منذ أخذ بيدي الى أن وصلني إلى سيدي أحمد البدوي و شربني من بحره على يديه وبعد موت سيدي أحمد البدوي أخذ بيدي إلى سيدي محمد العربي نقطة بيده من بحر سيدي محمد العربي نقطة من السر المكنون الذي أعطاه الله له أي لسيدي العربي و لا زلت عطشانا لما بي على يديه حتى صار في نظري كلما شربت منهما على يد سيدي العربي كالابتداء لبداية طريق القوم الصوفية و ها أنا كالصبي الرضيع أحتاج و أفتقر لثدي سيدي العربي ما حييت و كذا إن مت أطال الله لي ولكم عمره و ها أنا طالب منه أن ظهر منه التصدير أن يمن علي بورده الشريف الفردي الكامل المحمدي الرباني فأكون من أول المؤمنين المتصدقين به و أني لمطأطئي رأسي من تحت رجليه أبدا لا بد دنيا و آخرة أطال الله لنا عمره هذه شهادتي لمن وقف عليها فمن تبعني فإنه مني و كذا من تبعه و هذا إلى يوم الدين فمن شاء فليؤمن ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم و الله سميع عليم و السلام و لا أحتاج و لا يحتاج غيري للتفتيش على أحوال سيدي العربي و علمه الظاهر و الباطن في هذه الطريقة فأنا أعرف به من كل أحد و السلام، و في هذا كفاية و أوصي أبناء أعمامي و كل أولاد سيدي الهواري من كل من يعرف حالي و من لا يعرفه خصوصا أولاد سيدي امحمد، و أما غيرهم فلا أخاف عليهم أن يكونوا من أول المصدقين بسيدي العربي فمن صدق به فقد صدق بي و بالشيخ رحمه الله و أشياخه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ثم والله و خصوصا من أولاد سيدي امحمد، سيدي الحاج الهاشمي ابن عمي فهو أول من يتخذ عليه و أنا ضامن من بقي منا أولاد سيدي الهواري و السلام و في 11 من شوال 1309ه وفي نشوة ما منحني الله به تفاؤلا مطبوعا ذهبا و جاء من عند الله و هبه و الله ما عرفت و لا أعرف من أتاني به من مخلوقاته إلا الله والسلام.



كتبه ذ. محمد فؤاد أرسموك