كتاب : حقيقة اليقين وزلفة التمكين المؤلف : عبد الكريم الجيلي ـ ج4

برق لاح ونسيم فاح
يا هذا ما لم تذق لذة السلطنة لا يأتي منك سلطان لأن هذا الأمر لا تكفي فيه المعرفة بدون الوجدان ولا يكفي الوجدان بدون فقدانه كل الفقدان، انظر الملِك أولا في سكرته ثم ذق حالته في مملكته، ثم سر سيره في موكبه، ثم اعلوا بعد ذلك على مَركَبه، وهذا طلسم مَن حؤله أحَلَّ محله فلا تشتغل بهذا ولا بذاك فما ثمَّ سواك.

خمر رائق ونشو عائق
استوى العالم كلهم في الوجودية، وافترقوا في معرفة وجودهم، استوت طائفة من ذلك في معرفة وجود مُوجدهم، واستوت طائفة منها في معرفة مُوجدهم، وافترقوا في معرفة الإيمان برسله، واستوت طائفة منهم في الإيمان به وبرسله، وافترقت في العمل بمقتضى ما جاءت به الرسل. واستوت طائفة منهم بذلك المقتضى وافترقوا في معرفة ما خوطبوا به من حقيقة التوحيد على ألسنة الرسل، واستوت طائفة منهم في تلك المعرفة وافترقوا في تمييزها، واستوت طائفة منهم في التميز وافترقوا في قبولها ذوقا واستوت منهم طائفة في القبول وافترقوا في شهودها عينا، واستوت منهم طائفة في الشهود وافترقوا في وجودها حالا، واستوت منهم طائفة في الوجود وافترقوا في اللذة الحاصلة بحكم وجود ذلك الحال، واستوت منهم طائفة في اللذة وافترقوا في القوة بظهور الآثار على هياكلهم، واستوت منهم طائفة في ظهور الآثار وافترقوا في الاتساع وفوق كل ذي علم عليم.