قوله تعالى : {الرحمن الرحيم}اختلف النّاس في ذلك فمنهم من قال إنه بالسريانية رحمانا فنُقل إلى العربية فقيل الرحمن واستدلوا بقوله تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ} [الفرقان:60] وهذا القول لا يصح والصحيح أنه اسم عربي مشتق من الرحمة يقال رَحِمََ يَرْحَمُ رَحْمًا ورحمة فهو راحم ثم يقال في المبالغة رحمن و رحيم.
وقوله إنه في السريانية رحمانا فيحتمل إن صحّ أن يكون وفاقا حصل بين اللغتين وقوله :{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ} هذا سؤال عن الصفة ولذلك قالوا و ما الرحمن و لم يقولوا ومَن الرحمن فالقوم جهلوا صفته فأما الاسم فكان معلوما لهم في الجملة و لهذا كانوا يسمون مسيلمة رحمن اليمامة و أنشد قائلهم :
ألا ضَربَتْ تلك الفتاة هجينها ألا قطع الرحمن ربي يمينها
وقيل معنى قوله:{وَمَا الرَّحْمَٰنُ}إنما هو على جهة ترك التعظيم منهم أي من الرحمن حتى تأمرنا بذلك، و حتى يلزمنا أن نسجد له كما يقول القائل : إن زيـدا ليـأمرك أن تقـوم فيقـول: ومن زيدا حتى يأمرني بالقيام.
فإذا ثبت أنه اسم عربي و أنه مشتق من الرحمة فعندنا رحمته من صفات ذاته لم يزل بها موصوفًا ولا يزال بها موصوفا، و هي إرادة الإنعام على من أراد أن يُنْعِمَ عليه.
و من أصحابنا من قال رحمته نعمته و أنه مـن صـفات فعلـه و الخـلاف فيـه يعـود إلى اللفـظ لاجتماعهم إلى قدم الإرادة ).
و قالت المعتزلة الرحمة هي النعمة و هذا لا يصح لأن الإنعام هو التمكين من المنافع وقد يُمكِّنُ الإنسان غيرَهُ من ماله لينتفع به إذا أكرهه عليه سلطان جائر ولا يقـال إنـه رحمـه و قـد يرى الضعيف فيرقَّ قلبه و يريد أن يحسن إليه ولا يفعل فيقال رحمه و إن لم ينعم عليه فبطل مـا قالوه طردا و عكسا.
ثم رحمة أحدنا تكون رقَّة القلب وشفقته، ورحمة الباري سبحانه لا يكون كذلك كما أن علمنا يكون ضرورة و كسبا و علمه لا يكون كذلك، و قال بعضهم الرحمـة تـرك العقوبـة المستحقة وهذا باطل لأن االله تعالى قد رحم الأنبياء و الأوليـاء و لم يـستحقوا عقوبـة فينزلهـا، وقال النجار معنى الرحمة نفي القسوة، و هذا لا يصح لأن القسوة هي الصلابة و الجفاء يقال قسا العود إذا جف وصلب ثم يستعمل في القلب مجازا ثم إن كانـت القـسوة في الجملـة معنى يضاهي الرحمة فإنما ينتفي ذلك عـن البـاري سـبحانه و تعـالى لوجـود ضـده فـإذا الرحمن من له الرحمة بوجودها تنتفي القسوة.
وقوله إنه في السريانية رحمانا فيحتمل إن صحّ أن يكون وفاقا حصل بين اللغتين وقوله :{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ} هذا سؤال عن الصفة ولذلك قالوا و ما الرحمن و لم يقولوا ومَن الرحمن فالقوم جهلوا صفته فأما الاسم فكان معلوما لهم في الجملة و لهذا كانوا يسمون مسيلمة رحمن اليمامة و أنشد قائلهم :
ألا ضَربَتْ تلك الفتاة هجينها ألا قطع الرحمن ربي يمينها
وقيل معنى قوله:{وَمَا الرَّحْمَٰنُ}إنما هو على جهة ترك التعظيم منهم أي من الرحمن حتى تأمرنا بذلك، و حتى يلزمنا أن نسجد له كما يقول القائل : إن زيـدا ليـأمرك أن تقـوم فيقـول: ومن زيدا حتى يأمرني بالقيام.
فإذا ثبت أنه اسم عربي و أنه مشتق من الرحمة فعندنا رحمته من صفات ذاته لم يزل بها موصوفًا ولا يزال بها موصوفا، و هي إرادة الإنعام على من أراد أن يُنْعِمَ عليه.
و من أصحابنا من قال رحمته نعمته و أنه مـن صـفات فعلـه و الخـلاف فيـه يعـود إلى اللفـظ لاجتماعهم إلى قدم الإرادة ).
و قالت المعتزلة الرحمة هي النعمة و هذا لا يصح لأن الإنعام هو التمكين من المنافع وقد يُمكِّنُ الإنسان غيرَهُ من ماله لينتفع به إذا أكرهه عليه سلطان جائر ولا يقـال إنـه رحمـه و قـد يرى الضعيف فيرقَّ قلبه و يريد أن يحسن إليه ولا يفعل فيقال رحمه و إن لم ينعم عليه فبطل مـا قالوه طردا و عكسا.
ثم رحمة أحدنا تكون رقَّة القلب وشفقته، ورحمة الباري سبحانه لا يكون كذلك كما أن علمنا يكون ضرورة و كسبا و علمه لا يكون كذلك، و قال بعضهم الرحمـة تـرك العقوبـة المستحقة وهذا باطل لأن االله تعالى قد رحم الأنبياء و الأوليـاء و لم يـستحقوا عقوبـة فينزلهـا، وقال النجار معنى الرحمة نفي القسوة، و هذا لا يصح لأن القسوة هي الصلابة و الجفاء يقال قسا العود إذا جف وصلب ثم يستعمل في القلب مجازا ثم إن كانـت القـسوة في الجملـة معنى يضاهي الرحمة فإنما ينتفي ذلك عـن البـاري سـبحانه و تعـالى لوجـود ضـده فـإذا الرحمن من له الرحمة بوجودها تنتفي القسوة.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin