و اختلفوا في الرحمن والرحيم أيهما أشد في اللغة فالصحيح أن لا فرق بينهما وهما بمعنى واحد كندمان و نديم و لهفان و لهيف.
و قال بعضهم الرحمن أشدُّ مبالغة من الرحيم كالعلاَّم أشد مبالغة من العليم ولهذا قال : رحمن الدنيا و رحيم الآخرة لأن رحمته في الدنيا عمت الكافر والمؤمن في الـرزق ورحمتـه في الآخـرة اختصت بالمؤمنين.
و قال وكيع : الرحيم : أشد مبالغة لأنه يعم رحمة الـدنيا و الآخـرة جميعـا ورحمـة الرحمانيـة في الدنيا دون الآخرة.
و عن ابن عباس أنه قال: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)اسمان رقيقان أحدهما أرقُّ من الآخر.
وقال الحسين بن الفضل: (غلط الراوي لأن الرقة في صفات الباري سبحانه وتعالى لا تصحّ و إنما هو رفيقان أحدهما أرفق من الآخر).
والرفق من صفات االله و يدل عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن االله رفيقٌ يحبّ الرفق يُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العُنفِ).
وإنما يصح هذا على قول من قال إنه من صفات فعله. فأما إتباع قولـه: (الرَّحْمَنِ ) بذكر اسمه : (الرَّحِيمِ) فقد تكلموا فيه فالصحيح أنه على جهة التأكيد كقـولهم فـلان جادّ مجدٌّ و قولهم فلان حُطامٌ محطِّم حطَّام ولا يجري ذلك مجرى عطشان نَطْـشان، جائع نائع، لأن نائعا و نطشان لا يُستعملون على الإنفراد وهاهنا كـل واحـد مـن الاسـمين يستعمل على الإنفراد وقد يكرر المعنى بلفظين مختلفين أو متفقـين للتأكيـد كقولـه تعـالى : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ)[الزخرف:80] وقوله : (فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ)[طه:78]. وقوله : (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)[النجم:10].
وقول الناس : آمرك بالصدق وأنهاك عن الكذب وعليك بالوفاء وإياك والغدر وأنشدوا :وألفا قولها كذباً ومَيْناً. وأنشدوا: متى أدنُ منه ينأَ عني ويَبعُدِ.
فإن قيل فكيف قُدِّمَ الرحمن على الرحيم و إنما يقـدَّم اسـم الأخصُّ على الأعمُّ ويؤخَّرُ الأعم كما يقولون فلانٌ عالمٌ عليمٌ ولا يقـالُ علـيمٌ عـالمٌ قيـل قـد ذكرنا أن لا فضل بينهما وهما كندمان ونديم .
ثم من الناس من قال إن الرحيم أعمّ من الرحمن لأن اسم الرحمن يختص به الباري سبحانه على الإطلاق حتى لا يقال لغيره على الإطلاق رحمن، وإن قيل لمسيلمة على التقييد الخطأ في المعنى رحمن اليمامة، فصار كاسمه االله لما كان له على الخصوص قُدِّم على جميع الأسماء فكذلك (الرَّحمَن) قدِّمَ على (الرَّحيمِ).و قيل إنه َ خاطبَ ثلاثَ فرق عَبَدَة الأوثان وكانوا يعرفون االله وكانوا أقدم ثم اليهود وكانوا يعرفون اسمه الرحمن، بدليل أنه قال: عبد االله بن سلام لمّا أسلم : ما لنا لا نرى اسماً كنَّا نقرأه في التوراة الرحمن فأنزل االله تعالى (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ)[الإسراء:110].
والنصارى كانوا بعد اليهود وكانوا يعرفون الرحيم فرتب االله هذه الأسماء على ترتـب هـؤلاء الأصناف في الوجود. وعن الحسن أنه قال : (الرحمن اسم ممنوع). أراد به لا يسمَّى غيره رحماناً وقال بعضهم : الرحمن خاصّ الاسم عامُّ المعنى، والـرحيمُ عـامُّ الاسم خاصُّ المعنى.
وقال بعض المفسرين : الرحمن العاطفُ على البَر و الفاجر بالرزق لهم لا يزيـد في رزق التقـي لتقواه ولا ينقص من رزق الفاجر لفجوره، والرحيم بالمؤمنين خاصة.
وقيل لم تجتمع هذه الأبنية الثلاثة في اسم واحد إلا في الرحمن و سـلمان يقـال راحـم ورحمـان ورحيم وسالم وسلمان وسليم، وقيل تقدير رحمن من الرحمة كتقدير شبعان من الشبع.
وفي قوله تعالى: ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) رد على القدرية لأن االله سبحانه َأدب عباده وأمرهم أن يبدأوا في ِكل أمر بهذه الآية، وقد ذكرنا أن معناه بـاالله أفعـل أي بتيـسيره و قدرتـه وإرادته و مشيئته.
و قال بعضهم الرحمن أشدُّ مبالغة من الرحيم كالعلاَّم أشد مبالغة من العليم ولهذا قال : رحمن الدنيا و رحيم الآخرة لأن رحمته في الدنيا عمت الكافر والمؤمن في الـرزق ورحمتـه في الآخـرة اختصت بالمؤمنين.
و قال وكيع : الرحيم : أشد مبالغة لأنه يعم رحمة الـدنيا و الآخـرة جميعـا ورحمـة الرحمانيـة في الدنيا دون الآخرة.
و عن ابن عباس أنه قال: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)اسمان رقيقان أحدهما أرقُّ من الآخر.
وقال الحسين بن الفضل: (غلط الراوي لأن الرقة في صفات الباري سبحانه وتعالى لا تصحّ و إنما هو رفيقان أحدهما أرفق من الآخر).
والرفق من صفات االله و يدل عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن االله رفيقٌ يحبّ الرفق يُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العُنفِ).
وإنما يصح هذا على قول من قال إنه من صفات فعله. فأما إتباع قولـه: (الرَّحْمَنِ ) بذكر اسمه : (الرَّحِيمِ) فقد تكلموا فيه فالصحيح أنه على جهة التأكيد كقـولهم فـلان جادّ مجدٌّ و قولهم فلان حُطامٌ محطِّم حطَّام ولا يجري ذلك مجرى عطشان نَطْـشان، جائع نائع، لأن نائعا و نطشان لا يُستعملون على الإنفراد وهاهنا كـل واحـد مـن الاسـمين يستعمل على الإنفراد وقد يكرر المعنى بلفظين مختلفين أو متفقـين للتأكيـد كقولـه تعـالى : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ)[الزخرف:80] وقوله : (فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ)[طه:78]. وقوله : (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)[النجم:10].
وقول الناس : آمرك بالصدق وأنهاك عن الكذب وعليك بالوفاء وإياك والغدر وأنشدوا :وألفا قولها كذباً ومَيْناً. وأنشدوا: متى أدنُ منه ينأَ عني ويَبعُدِ.
فإن قيل فكيف قُدِّمَ الرحمن على الرحيم و إنما يقـدَّم اسـم الأخصُّ على الأعمُّ ويؤخَّرُ الأعم كما يقولون فلانٌ عالمٌ عليمٌ ولا يقـالُ علـيمٌ عـالمٌ قيـل قـد ذكرنا أن لا فضل بينهما وهما كندمان ونديم .
ثم من الناس من قال إن الرحيم أعمّ من الرحمن لأن اسم الرحمن يختص به الباري سبحانه على الإطلاق حتى لا يقال لغيره على الإطلاق رحمن، وإن قيل لمسيلمة على التقييد الخطأ في المعنى رحمن اليمامة، فصار كاسمه االله لما كان له على الخصوص قُدِّم على جميع الأسماء فكذلك (الرَّحمَن) قدِّمَ على (الرَّحيمِ).و قيل إنه َ خاطبَ ثلاثَ فرق عَبَدَة الأوثان وكانوا يعرفون االله وكانوا أقدم ثم اليهود وكانوا يعرفون اسمه الرحمن، بدليل أنه قال: عبد االله بن سلام لمّا أسلم : ما لنا لا نرى اسماً كنَّا نقرأه في التوراة الرحمن فأنزل االله تعالى (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ)[الإسراء:110].
والنصارى كانوا بعد اليهود وكانوا يعرفون الرحيم فرتب االله هذه الأسماء على ترتـب هـؤلاء الأصناف في الوجود. وعن الحسن أنه قال : (الرحمن اسم ممنوع). أراد به لا يسمَّى غيره رحماناً وقال بعضهم : الرحمن خاصّ الاسم عامُّ المعنى، والـرحيمُ عـامُّ الاسم خاصُّ المعنى.
وقال بعض المفسرين : الرحمن العاطفُ على البَر و الفاجر بالرزق لهم لا يزيـد في رزق التقـي لتقواه ولا ينقص من رزق الفاجر لفجوره، والرحيم بالمؤمنين خاصة.
وقيل لم تجتمع هذه الأبنية الثلاثة في اسم واحد إلا في الرحمن و سـلمان يقـال راحـم ورحمـان ورحيم وسالم وسلمان وسليم، وقيل تقدير رحمن من الرحمة كتقدير شبعان من الشبع.
وفي قوله تعالى: ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) رد على القدرية لأن االله سبحانه َأدب عباده وأمرهم أن يبدأوا في ِكل أمر بهذه الآية، وقد ذكرنا أن معناه بـاالله أفعـل أي بتيـسيره و قدرتـه وإرادته و مشيئته.
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin