وفائدة ُ قول القائل {بِسْمِ اللهِ} أي أفتتح هذا باسمه على جهة التبرك بـذكره، و قـد يكـون
الاسم بمعنى التسمية التي هي المصدر فكأنه يقول بتسمية االله أفتتح تيمنـا و تبركـا، و تـسمية الشيء باسم المصدر كثير في كلامهم كما يقولون عجبت من طعامك زيداً و من عطائكً عمـرا يعني من إعطائك و إطعامك و أنشدوا:
لئن كان هذا ُ البخل منك سجيَّة *** لقد كنتُ في طول رجاءكَ أشعَبا
أي في إطالتي رجاءك، وهذا على قول من يقول إن الاسـم غـيَّر المـسمى فيقـول معنـاه أفتـتح باسمه تبركا بذكره عند قصدي إلى هذا الأمر، و من قال الاسم هو المـسمى قـال معنـى قـول القائل {بِسْمِ اللهِ} أي باالله أفعل أي بتوفيقه وتأييده وتيسيره وتسهيله وباختراعه يكـون هذا و بإنشائه و يكون الاسم هاهنا بمعنى المـسمى و بعـض أهـل اللغـة قـال : {بِسْمِ اللهِ} مجازه باالله و هو قول أبي عبيدة ويستدلّ عليه بقول لبيد:
إلى ِ الحولِ ثم اسمُ السلام عليكما *** و من ِ يبك حولاً كاملا فقد اِعتذر
قال و اسم السلام هو السلام،و قد تأول من خالف هذا البيت على معنى الإغراء و إليه ذهب محمد بن جرير الطبري قال معنى اسم السلام عليكما أي علـيكما أن تلزما اسم السلام أي اسم االله سبحانه فإذا مضى الحول فالزما ذكر االله سبحانه و عليكما باسمه ودعا ذكري فإني قد بُكيتُ حولا فلم يَبْقَ علي شيء واستشهد في أنَّ هذا بمعنى الإغراء بقول الشاعر :
يا أيُّها المائح دلوني دونكا *** إني رأيت الناس يحمدونكا
أي دونك دلوي وقيل معنى البيت إلى الحول ثم اسم السلام عليكما كما يقول القائل اسم االله عليك على جهة الدعاء له.
وقال بعضهم: إنما قال{بِسْمِ اللهِ} و لم يقـل بـاالله وإن كـان في معنـاه لـئلا يـشتبه هـذا بالقسم . و قيل دخل الاسم تعظيما وتفخيما للخطاب و إجلالا لاسمه االله وأما زنة الاسم فقد قيل فِعْلٌ أو فُعْلٌ لإنشادهم قول الشاعر : بسم االله الذي في كل سورةٍ سِمُه.
ويروى سُمُه ولم يستحسنوا سَمَه بالفتح قالوا لأنه لو كان على وزنِ فَعَلٍ كان جمعه عـلى أفْعُـٍل كَدَلْوٍ وأَدْلٍ.
و اختلفوا في الاسم هل هو المسمَّى أم لا، فمـنهم مـن قـال الاسـم غـير المـسمى وهـو
بمعنى التسمية ولا فصل بينه وبين الوصف و ِ الصفة وهذا قول المعتزلة ومنهم من قال ليس باسم، و في المعتزلة من يقول أسماء االله أغيار له إلا االله فإنـه هُـَو هُوَ وهذا قول ضرار ابن عمرو وقال المتقدمون من أهل السنة أن الاسم هو المسمى. وقال بعض المتأخرين إن الأسماء على ثلاثة أقسام :
منها ما هو المسمى كقولنا موجود ومنها ما هو غير المسمى كقولنا ضـارب و قاتـل فإنـه يفيـد الضرب والقتل وهو غير الذاتن ومنها ما لا يقال أنه المسمى ولا غيره كقولنا في صفة القـديم سبحانه إنه قادر و عالم لأنه يفيد العلم والقدرة. وهذا القول حكـاه البـاهلي عـن أبي الحـسن الأشعري رضي االله عنه.
وحكى الإمام أبو بكر بن فورك رحمه االله عن أبي الحسن أن مذهبه أن الاسم والتـسمية عنـده واحد وهو الوصف في الصفة.
ويخالف قوله قول المعتزلة من وجه وهو أن عندهم لا يكون الوصف و الاسم إلا قولاً وعند أبي الحسن يكون الصفة والاسم غير قول القائل، قال: وقد ذكر أبو الحسن هذا في النقض على الجبائي.
فعلى مذهب القدرية ليس الله سبحانه في أزله اسم ولا صفة لأن وجود القول في الأزل عندهم محال و إذا كان العالم و القادر والحي والإله أغيارا الله لأنها أسماء فلا يكون العالم القادر الحي الإله على هذه القضية في الأزل، وهذا ظاهر الفساد ولأنه لو كان الاسم غير المسمى وجب أن يكون قول القائلُ عبدت االله عابدا غير االله، و إذا قال االله تعالى{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [من مواضعها:آل عمران:,١٨٩النور:٤٢].
وجب أن يكون ملك السموات والأرض لغير االله وهذا خروج من الدين ويجب أن يكون المُسَبِّح والمُتبارك في قوله{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ}[الرحمن: ٨٧].
الاسم بمعنى التسمية التي هي المصدر فكأنه يقول بتسمية االله أفتتح تيمنـا و تبركـا، و تـسمية الشيء باسم المصدر كثير في كلامهم كما يقولون عجبت من طعامك زيداً و من عطائكً عمـرا يعني من إعطائك و إطعامك و أنشدوا:
لئن كان هذا ُ البخل منك سجيَّة *** لقد كنتُ في طول رجاءكَ أشعَبا
أي في إطالتي رجاءك، وهذا على قول من يقول إن الاسـم غـيَّر المـسمى فيقـول معنـاه أفتـتح باسمه تبركا بذكره عند قصدي إلى هذا الأمر، و من قال الاسم هو المـسمى قـال معنـى قـول القائل {بِسْمِ اللهِ} أي باالله أفعل أي بتوفيقه وتأييده وتيسيره وتسهيله وباختراعه يكـون هذا و بإنشائه و يكون الاسم هاهنا بمعنى المـسمى و بعـض أهـل اللغـة قـال : {بِسْمِ اللهِ} مجازه باالله و هو قول أبي عبيدة ويستدلّ عليه بقول لبيد:
إلى ِ الحولِ ثم اسمُ السلام عليكما *** و من ِ يبك حولاً كاملا فقد اِعتذر
قال و اسم السلام هو السلام،و قد تأول من خالف هذا البيت على معنى الإغراء و إليه ذهب محمد بن جرير الطبري قال معنى اسم السلام عليكما أي علـيكما أن تلزما اسم السلام أي اسم االله سبحانه فإذا مضى الحول فالزما ذكر االله سبحانه و عليكما باسمه ودعا ذكري فإني قد بُكيتُ حولا فلم يَبْقَ علي شيء واستشهد في أنَّ هذا بمعنى الإغراء بقول الشاعر :
يا أيُّها المائح دلوني دونكا *** إني رأيت الناس يحمدونكا
أي دونك دلوي وقيل معنى البيت إلى الحول ثم اسم السلام عليكما كما يقول القائل اسم االله عليك على جهة الدعاء له.
وقال بعضهم: إنما قال{بِسْمِ اللهِ} و لم يقـل بـاالله وإن كـان في معنـاه لـئلا يـشتبه هـذا بالقسم . و قيل دخل الاسم تعظيما وتفخيما للخطاب و إجلالا لاسمه االله وأما زنة الاسم فقد قيل فِعْلٌ أو فُعْلٌ لإنشادهم قول الشاعر : بسم االله الذي في كل سورةٍ سِمُه.
ويروى سُمُه ولم يستحسنوا سَمَه بالفتح قالوا لأنه لو كان على وزنِ فَعَلٍ كان جمعه عـلى أفْعُـٍل كَدَلْوٍ وأَدْلٍ.
و اختلفوا في الاسم هل هو المسمَّى أم لا، فمـنهم مـن قـال الاسـم غـير المـسمى وهـو
بمعنى التسمية ولا فصل بينه وبين الوصف و ِ الصفة وهذا قول المعتزلة ومنهم من قال ليس باسم، و في المعتزلة من يقول أسماء االله أغيار له إلا االله فإنـه هُـَو هُوَ وهذا قول ضرار ابن عمرو وقال المتقدمون من أهل السنة أن الاسم هو المسمى. وقال بعض المتأخرين إن الأسماء على ثلاثة أقسام :
منها ما هو المسمى كقولنا موجود ومنها ما هو غير المسمى كقولنا ضـارب و قاتـل فإنـه يفيـد الضرب والقتل وهو غير الذاتن ومنها ما لا يقال أنه المسمى ولا غيره كقولنا في صفة القـديم سبحانه إنه قادر و عالم لأنه يفيد العلم والقدرة. وهذا القول حكـاه البـاهلي عـن أبي الحـسن الأشعري رضي االله عنه.
وحكى الإمام أبو بكر بن فورك رحمه االله عن أبي الحسن أن مذهبه أن الاسم والتـسمية عنـده واحد وهو الوصف في الصفة.
ويخالف قوله قول المعتزلة من وجه وهو أن عندهم لا يكون الوصف و الاسم إلا قولاً وعند أبي الحسن يكون الصفة والاسم غير قول القائل، قال: وقد ذكر أبو الحسن هذا في النقض على الجبائي.
فعلى مذهب القدرية ليس الله سبحانه في أزله اسم ولا صفة لأن وجود القول في الأزل عندهم محال و إذا كان العالم و القادر والحي والإله أغيارا الله لأنها أسماء فلا يكون العالم القادر الحي الإله على هذه القضية في الأزل، وهذا ظاهر الفساد ولأنه لو كان الاسم غير المسمى وجب أن يكون قول القائلُ عبدت االله عابدا غير االله، و إذا قال االله تعالى{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [من مواضعها:آل عمران:,١٨٩النور:٤٢].
وجب أن يكون ملك السموات والأرض لغير االله وهذا خروج من الدين ويجب أن يكون المُسَبِّح والمُتبارك في قوله{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ}[الرحمن: ٨٧].
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin