شرح صيغة صلاة سيدي إبراهيم الدسوقي بحر الحقيقة والشريعة نفعنا الله به
ثم شرع المؤلف في صلاة سيدي إبراهيم الدسوقي بحر الحقيقة والشريعة نفعنا الله به فقال :
(اللهم صل على الذات المحمدية) أي المسماة بهذا الاسم أزلا وفيه نسبة المسمى إلى الاسم وسميت بذلك لكونها أكثر المخلوقين حامدية ومحمودية
(اللطيفة) ضد الكثيفة ووصفت بذلك لكونها نورانية
(الأحدية) أي العديمة المثيل والنظير والشبيه في الذات والصفات من سائر المخلوقين
كما قال البوصيري :
منزه عن شريك في محاسنه * فجوهر الحسن فيه غير منقسم
(شمس) أي نور (سماء الأسرار) أي الأسرار الشبيهة بالسماء فهو شمسها أي نورها أي كاشفها كما تكشف الشمس ما كان مخبأ وإنما شبهت الأسرار بالسماء لبعدها عن الإدراك
(ومظهر الأنوار) أي محل ظهور الأنوار الحسية والمعنوية كما تقدم لك في حديث جابر (ومركز) بكسر الكاف كمسجد موضع الثبوت كما في المصباح وينقاس فيه الفتح لأنه من باب قتل (مدار) أي محل دوران (الجلال) عبارة عن العظمة والكبرياء فقد شبه تجلى الجلال بفلك يدور حول مركزه وطوى ذكر المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه وهو مدار فإثباته تخييل والمراكز ترشيح (وقطب) هو ما يدور عليه غيره كالمركز (فلك الجمال) من إضافة المشبه به للمشبه والقطب ترشيح له والجمال عبارة عن تجلي الحق بالرحمة واللطف والإحسان والمعنى المراد هنا أن المصطفى جعله الله مهبطًا للتجلي الجلالي والجمالي فكل جلال في الخلق واصل من جلاله وكل جمال في الخلق واصل من جماله
(اللهم) أي يا الله أقسم عليك (بسره لديك) أي بروحه عندك (وبسيره إليك) أي توجهه وقصده لذاتك العلية (آمن خوفي) أي أعقب خوفي من هول الدنيا والآخرة ومن كل سوء أمنا بحيث أكون من عبيدك الخواص الذين قلت فيهم ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا يحزنهم الفزع الأكبر) (وأقل عثرتي) أي سامحني واعف عني في زلاتي الشبيهة بالسقوط الحسي فالعثرة بالسكون السقوط في الشيء ويجمع على عثرات بالفتح (وأذهب حزني) هو ضد السرور (وحرصي) أي رغبتي فيما سواك (وكن) أي كن معينا ومغيثا (لي) في مهمات الدين والدنيا والآخرة (وخذني إليك مني) أي غيبني بك عن حسي بحيث تجعلني مشاهدا لأحديتك فأكون فانيا عن نفسي وغيري فلذلك قال (وارزقني الفناء عني) بحيث لا أرى فعلا ولا صفة ولا ذاتاً وهذا هو مقام السكر لكن لما كان خطره عظيما طلب الانتقال عنه إلى مقام البقاء حيث طلب ما يلزمه بقوله (ولا تجعلني مفتونا بنفسي ) أي بمشاهدتها من غير شهودك قبلها لأنه مقام المحجوبين وقال بعض العارفين : رؤيتك نفسك ذنب لا يقاس به ذنب . وقال داود : كيف الوصول إليك يا رب قال خل نفسك وتعالى . (محجوبًا بحسي) أي ولا تجعلني محجوبا بحواسي ومشاعري من عقل وسمع وبصر وشم وذوق بحيث أشاهدها من غير شهودك قبلها ومن هنا قال العارفون: لا يكمل العبد حتى يرى الله في كل شيء وقد تقدم أيضا إيضاح ذلك ولما كان بعد الكمال من العبد العطايا من الرب قال ( واكشف لي عن كل سر مكتوم ) أي من الأسرار التي تليق بغير الأنبياء (يا حي يا قيوم) خص هذين الاسمين لما قيل إنهما اسم الله الأعظم .
من كتاب الطبقات الكبرى للإمام الشعرانى رضى الله عنه
من ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى رضى الله عنه
ثم شرع المؤلف في صلاة سيدي إبراهيم الدسوقي بحر الحقيقة والشريعة نفعنا الله به فقال :
(اللهم صل على الذات المحمدية) أي المسماة بهذا الاسم أزلا وفيه نسبة المسمى إلى الاسم وسميت بذلك لكونها أكثر المخلوقين حامدية ومحمودية
(اللطيفة) ضد الكثيفة ووصفت بذلك لكونها نورانية
(الأحدية) أي العديمة المثيل والنظير والشبيه في الذات والصفات من سائر المخلوقين
كما قال البوصيري :
منزه عن شريك في محاسنه * فجوهر الحسن فيه غير منقسم
(شمس) أي نور (سماء الأسرار) أي الأسرار الشبيهة بالسماء فهو شمسها أي نورها أي كاشفها كما تكشف الشمس ما كان مخبأ وإنما شبهت الأسرار بالسماء لبعدها عن الإدراك
(ومظهر الأنوار) أي محل ظهور الأنوار الحسية والمعنوية كما تقدم لك في حديث جابر (ومركز) بكسر الكاف كمسجد موضع الثبوت كما في المصباح وينقاس فيه الفتح لأنه من باب قتل (مدار) أي محل دوران (الجلال) عبارة عن العظمة والكبرياء فقد شبه تجلى الجلال بفلك يدور حول مركزه وطوى ذكر المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه وهو مدار فإثباته تخييل والمراكز ترشيح (وقطب) هو ما يدور عليه غيره كالمركز (فلك الجمال) من إضافة المشبه به للمشبه والقطب ترشيح له والجمال عبارة عن تجلي الحق بالرحمة واللطف والإحسان والمعنى المراد هنا أن المصطفى جعله الله مهبطًا للتجلي الجلالي والجمالي فكل جلال في الخلق واصل من جلاله وكل جمال في الخلق واصل من جماله
(اللهم) أي يا الله أقسم عليك (بسره لديك) أي بروحه عندك (وبسيره إليك) أي توجهه وقصده لذاتك العلية (آمن خوفي) أي أعقب خوفي من هول الدنيا والآخرة ومن كل سوء أمنا بحيث أكون من عبيدك الخواص الذين قلت فيهم ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا يحزنهم الفزع الأكبر) (وأقل عثرتي) أي سامحني واعف عني في زلاتي الشبيهة بالسقوط الحسي فالعثرة بالسكون السقوط في الشيء ويجمع على عثرات بالفتح (وأذهب حزني) هو ضد السرور (وحرصي) أي رغبتي فيما سواك (وكن) أي كن معينا ومغيثا (لي) في مهمات الدين والدنيا والآخرة (وخذني إليك مني) أي غيبني بك عن حسي بحيث تجعلني مشاهدا لأحديتك فأكون فانيا عن نفسي وغيري فلذلك قال (وارزقني الفناء عني) بحيث لا أرى فعلا ولا صفة ولا ذاتاً وهذا هو مقام السكر لكن لما كان خطره عظيما طلب الانتقال عنه إلى مقام البقاء حيث طلب ما يلزمه بقوله (ولا تجعلني مفتونا بنفسي ) أي بمشاهدتها من غير شهودك قبلها لأنه مقام المحجوبين وقال بعض العارفين : رؤيتك نفسك ذنب لا يقاس به ذنب . وقال داود : كيف الوصول إليك يا رب قال خل نفسك وتعالى . (محجوبًا بحسي) أي ولا تجعلني محجوبا بحواسي ومشاعري من عقل وسمع وبصر وشم وذوق بحيث أشاهدها من غير شهودك قبلها ومن هنا قال العارفون: لا يكمل العبد حتى يرى الله في كل شيء وقد تقدم أيضا إيضاح ذلك ولما كان بعد الكمال من العبد العطايا من الرب قال ( واكشف لي عن كل سر مكتوم ) أي من الأسرار التي تليق بغير الأنبياء (يا حي يا قيوم) خص هذين الاسمين لما قيل إنهما اسم الله الأعظم .
من كتاب الطبقات الكبرى للإمام الشعرانى رضى الله عنه
من ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى رضى الله عنه
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin