..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي Empty كتاب: شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي

    مُساهمة من طرف Admin 14/10/2020, 16:27


    شروح ودراسات فى المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي

    مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )


    الشروح والدراسات المجمعة المثنوي المعنوي الجزء الأول د. محمد عبد السلام الكفافي
    الشُروح وَدرَاسَات الجزء الأول
    الأبيات من 01 - 4003
    “ 464 “
    تمهيد
    كنت قد ألحقت بنص الترجمة حواشي وتعليقات رأيت أنها ضرورية لا يضاح النص . وفي الصفحات التالية أقدم للباحثين شروحاً ودراسات حول الكتاب الأول من المثنوي ، وهي الشروح التي وصفتها بإيجاز في مقدمة الكتاب .

    وتشير الأرقام في هذه الشروح إلى أرقام الأبيات في الترجمة .

    وآمل أن أكون - بهذه الشروح - قد أصنفت إلى جهود السابقين ما يسهم في بيان معاني الكتاب ، وجلاء أسراره . محمد كفافي

    “ 465 “
    [شرح من بيت 01 إلى 150 ]
    ( 01 - 15 ) افتتح جلال الدين المثنوي بالحديث عن الناي . لقد كانت هذه الآلة الموسيقية محببة إلى نفس الشاعر ، كان يستطيع العزف عليها كما كان هو ورفقاؤه يحبون الاستماع إليها في مجالسهم . والناي من الآلات الموسيقية التي يمكن أن تعبر أنغامها عن الحنين والأسى بعمق وإبداع . وقد اتخذ الشاعر من حنين الناي منطلقاً لمنظومته الكبرى .

    فالناي رمز للنفس الإنسانية . أنغامه حين إلى أصله ، حيث منابت الغاب التي اقتطف منها ، قبل أن يُشكل على تلك الصورة ، ويصبح من آلات الموسيقى . وكذلك النفس الإنسانية تحن إلى أصلها الذي انفصلت عنه ، قبل أن تهبط إلى هذه الأرض ، وتحلّ في هذا الجسد .
    وقد استطاع الشاعر أن يستخرج من هذا المعنى صوراً شعرية رائعة ، كما سنرى في تعليقاتنا على بعض هذه الأبيات .
    ( 02) لا يقتصر التأثر لأنغام الناي على الرجال وحدهم أو النساء وحدهن بل الناس جميعاً يتأثرون ، وكلهم يبكون لبكاء الناي . وفي هذا إشارة إلى تشابه الرجال والنساء في أصلهم الإلهي ، واشتراكهم في الحنين إلى هذا الأصل . وقد درج الشاعر في مواضع كثيرة من أشعاره على تأكيد الشبه بين الرجل والمرأة .

    ( 03 ) يروي الشاعر عن الناي أنه ينشد صدراً مزقه الفراق ليشرح له ألم الاشتياق ، فليس كل مستمع إلى الناي يتأثر به وإنما يجب أن يكون ذا نفس شاعرة ، تفقه الأنغام وتنفعل بها . والإنسان الذي يعاني التجارب يستطيع أن يدرك مشاعر رفيقه إذا مر بذات التجارب ، وإلا فهو في واد ورفيقه في واد ، يصدق عليهما قول القائل : “ ويل للشجي من الخلي “ .
    “ 466 “
    ( 05 ) الناي قرين اللبائسين والسعداء ، لأن كل فريق من هؤلاء يستمع إليه ، ويتأثر به ، على مقتضى الحالة النفسية التي يكون عليها ، فإن كان سعيداً طرب له ، وإن كان حزيناً ، تولاه الأسى .
    ( 06 ) كل إنسان قد ظن أنه تذوق أنغامي ، وأصبح مدركاً لها ، ولكن لم يفتش أحد من هؤلاء عما كمن في باطني من الأسرار ، ولا عما تعنيه أنغامي ، وما ترمز إليه هذه الأنغام من معاني محتجبة .
    ( 07 ) الناي يحث مستمعيه على محاولة إدراك سرّ أنغامه ، ذلك السر المرتبط بالأنغام ذاتها ، لكنه لا يتجلى إلا للحواس المدركة ، التي تغوص وراء الأسرار .
    ( 08 ) ينتقل الشاعر من حديث الناي ببراعة إلى تأكيد وجود الروح في الجسم الإنساني . الروح ليس بمستور عن الجسم ولا الجسم بمستور عن الروح .
    لكن مشاهدة الروح بصورة حسية لا تتاع لإنسان .
    ( 09 ) صوت الناي بما يعبر عنه نار ، وليس مجرد هواء ينفخه العازف بتلك الآلة الموسيقية ، فيولد هذه الأنغام . والمهم هو جوهر الأنغام ، لا مادتها ووسيلتها .
    ( 12 ) صور متقابلة للناي . إنه سم وترياق ، يثير الأحزان بأنغامه ، وفي ذات الوقت يشفيها . وهو رفيق مشتاق . يكون دائماً في صحبة الناس ، وهو مع ذلك في حنين دائم واشتياق .

    ( 13 ) الطريق الذي ملأته الدماء ، هو طريق المحبة الذي يكثر حديث الصوفية عنه . فالناي يصور هذا الطريق ، ويحدّث الناس بالعشق وقصصه ، التي منها قصة المجنون وليلى . والصوفية قد اتخذوا من قصص الحب العذري التي شاعت أخبارها ، مادة للتعبير عن المحبة الصوفية . وقد نظم كثيرون من الصوفية قصة ليلى والمجنون وملؤوها بالمعاني الصوفية العميقة ، وأجروا على لسان هذين العاشقين ألواناً من الحوار الرائع ، لا يمكن أن تكون قد خطرت لهما على بال . ومن
    “ 467 “
    أشهر من فعل ذلك نظامي الگنجوي ، وعبد الرحمن الجامي .

    ( 16 ) لا يبالي الشاعر بذهاب الأيام وانقضائها . والمهم أن يبقى له ذلك الحب الإلهي ، الذي لا نظير له في الطهر والنقاء .
    ( 17 ) المعاني الروحيةُ لا يشبع منها من كانوا ذوي إدراك لها وإحساس بها . فهؤلاء مثل السمك الذي لا يشبع من الماء . أما من لم يكن من جنس هؤلاء فهو غريب عن تلك المعاني الروحية غربة سكان اليابسة عن الماء . وكل من كان بدون رزق روحي ، يطول به اليوم في انتظار رزق لا يتحقق .
    ( 19 ) القيود هي حب الذهب والفضة والتعلق بالمال .
    ( 20 ) الطامع النهم يريد أن يحصل على كل ما يقع تحت حواسه وإدراكه . والطمع وحده هو الذي يدفعه إلى ذلك . فهو كمن يحاول اغتراف البحر بكوز . وأي مقدرة للكوز على اغتراف ماء البحر ؟

    وأي مقدرة للكيان الإنساني على الإفادة من كل ما يقع تحت الحواس مما يثير الأطماع .
    ( 22 ) العشق الصو في هو الذي يطهر النفس الإنسانية مما يقيدها من حرص مادي ، وما يشيع بها من عيوب أخرى ترتبط بذلك . فالعاشق الصو في يكون كل كيانه متجهاً لحقيقة واحدة يهون إلى جانبها كل شيء .
    ( 24 ) الشعق الصو في دواء للغرور والكبرياء . فالعاشق يتجه بكل كيانه إلى معشوقه ، فتخرج من نفسه كل تلك الأحاسيس المرتبطة .

    بالأنانية كالغرور والكبرياء . فهو طبيب للنفس كأفلاطون ، وطبيب للجسم كجالينوس .
    ( 25 ) إشارة إلى قصة جبل الطور ، وكيف دك حين تجلى اللَّه لموسى .

    وقد عزا الشاعر دكّ الجبل إلى أنه أصبح عاشقاً لربه فخفّ كيانه
    “ 468 “
    الغليظ . قال تعالى :” فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ، وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً “. ( 7 : 143 ) .
    ( 30 ) إن إحساس العاشق بوجوده الخاص يجعله غافلا عن حقيقة المعشوق . فهذا الإحساس الذاتي حجاب للرؤية الحقيقية . العاشق ميت ، ما لم يفن وجوده في ذات المحبوب الحي الخالد .
    ( 31 ) رعاية العشق للعاشق ، أن يحل في قلبه ، فيطهره وينقيه من الأنانية والغرور . فإذا لم يحدث هذا فإن الإنسان يبقى تعساً كطائر بلا جناح ، يريد أن يحلق لكن وسيلة التسامي لا تكون متوفرة له .

    وحب الخالق ينبع من الخالق . فكل من لم تضطرم نفسه بهذا الحب ، فقد حرم أسمى الهبات .

    ( 32 ) نور الحبيب هو نور اللَّه . والعقل لا يدرك ما يحيط به إلا إذا أضاء السبيل له نور الحق .

    ( 34 ) إن النفس الصافية كالمرآة الصافية ، تعكس ما يتجلى فوق صفتحتها . أما النفس الكدرة فهي كالمرآة التي علاها الصدأ .

    ( 50 ) المؤمن بالإرادة ، تكون روحه مقترنة بمفهوم عبارة” إِنْ شاءَ اللَّهُ “ *، وهو سواء نطق بهذه العبارة ألم لم ينطق بها ، فإن أعماله تكون مبنية على هذا الاعتقاد .

    ( 57 ) لجّة الفناء هي لجة إفناء الذات ، وذلك بالتخلص من كل إحساس ذاتي . ويتحقق هذا للصوفية بأن تنصرف كل جارحة من جوارحهم إلى الخالق ، وتنفصل عما يربطها بدنيا المحسوسات والعالم الظاهري .

    ( 70 ) يرى الصوفية أن هذا العالم خيال . ويربط الجيلي في كتابه الإنسان الكامل بين هذه الفكرة وبين حديث مرويّ عن الرسول نصه :
    “ 469 “
    “ الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا “ “ 1 “ .
    ( 80 ) في هذا البيت إشارة إلى المنّ والسلوى اللذين أنزلهما اللَّه على قوم موسى “ 2 “ .

    ( 81 ) إشارة إلى قوله تعالى رواية عن بني إسرائيل :” وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها “. ( 2 : 61 ) .

    ( 83 ) قصّ القرآن الكريم أن الحواريين طلبوا إلى عيسى أن يدعو اللَّه لينزل لهم مائدة من السماء ففعل .” قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا ، وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ ، وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ . قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ . . “( انظر سورة المائدة ، 5 : 111 - 115 ) .
    ( 111 ) إذا كان العشق للجمال الدنيوي ( هذا هذا الجانب ) ، أو لجمال العالم الروحي ، فإنه يقودنا آخر الأمر إلى عالم الروح . فكل جمال في هذا الكون مستمدّ من جمال خلاق الوجود ، فهو المرج والمقصد الأسمى لكل محبّ للجمال .
    ( 117 ) هذا العالم المادي ليس إلا ظلا ، ومن ورائه تكمن الحقيقة الكبرى . وقد رمز الشاعر لها بالشمس . ولكن هذه الشمس الخالدة ليست كالشمس التي نراها في هذه الدنيا ، فنورها أزلي خالد لا يغيب .

    ( 118 ) وهذا الظلّ ، أي العالم المادي يجيء بالنوم . والمراد بقوله :

    “ يجيء بالنوم “ أنه يجعل الإنسان غافلًا عن الحقيقة العظمى المستترة وراء هذا الكون كله ، فهو يلهي الإنسان ، كما تلهيه الأسمار والمجالس .

    ولكن حين تشرق على القلب شمس الحقيقة ، يبدد نورها كل نور وهمي

    ...............................................................

    ( 1 ) الجيلي : الإنسان الكامل ، ج 2 ، ص 27 . القاهرة ، 1293 .

    ( 2 ) قرآن ، 2 : 57 ، وكذلك 7 : 160 .

    “ 470 “
    مستعار ، فالشمس حين تشرق ، ينشق القمر . وانشقاق القمر مقترن بالبعث ، وكذلك إشراق الحقيقة على البشرية بصورة واضحة شاملة ، فيه بعث للروح من غفلتها .
    ( 123 ) شمس الدين المقصود هنا هو شمس الدين التبريزي . وقد كان هذا صوفياً متجولًا نزل بقونيه . ولقيه جلال الدين هناك ، فوجد فيه الإنسان الكامل ، والمثل الأعلى لما يمكن أن يطمح إليه البشر . وقد أهمل الشاعر تلاميذه - بعد لقاء هذا الرجل - وتفرغ لصحبة هذا الصوفي ، مما أثار غضب هؤلاء التلاميذ فأخرجوا هذا الدخيل على أستاذهم من قونيه ، وطاردوه . وقد حزن جلال الدين كثيراً لفراق هذا الصديق ، ونظم كثيراً من غزلياته الصوفية التي تخلص فيها باسمه ، ونسب إليه في النهاية ديوانه المشتمل على أشعاره الغزلية ، فأسماه ديوان شمس تبريز . وقد قتل التبريزي في النهاية ، فحزن عليه جلال الدين أعمق الحزن .

    ومما قاله في رثائه :

    “ من ذا الذي قال إن شمس الروح الخالدة قد ماتت ؟

    ومن الذي تجرأ على القول بأن شمس الأمل قد تولت ؟

    إن هذا ليس إلا عدواً للشمس وقف تحت سقف ، وربط كلتا عينيه ثم صاح . ها هي ذي الشمس تموت ! “

    ( 125 ) ذكر شمس الدين قد نبّه روح الشاعر ، وأيقظ فيه أحاسيسه ومشاعره الروحية ، فكأنه قميص يوسف الذي أيقظت رائحته في يعقوب مشاعر الحب والحنان . وقد عبر عن وسيلة التنبه الروحي بصورة حسية ، إذ قال إن نفس شمس الدين جذب ذيل رداء روحه .
    ( 128 ) الفناء الصو في هو التخلص من الذات الإنسانية ، والاتحاد بالذات الإلهية . وهو يختلف عند الصوفية عن عقيدة ن في الذات عند الهنود ، وتعرف هذه بالنرقانا . فالفناء عند الصوفية المسلمين حالة إيجابية قرينة في مدلولها للبقاء ، فالإنسان يفنى ليبقى ويخلد . والشاعر
    “ 471 “
    يقول إنه في حالة الوحدة كلت أفهامه أمام ما يشهد ، وما يستشعره ، فأصبح غير قادر على أن يحيط بأوصاف الثناء . وفي قصة المعراج أن اللَّه خاطب الرسول صلى اللَّه عليه وسلم بقوله “ أثن عليّ “ ، فأجاب الرسول قائلًا : “ لا أحصي ثناء عليك “ . فالشاعر كتب هذا البيت وفي ذهنه هذا الحديث .

    ( 135 ) الصوفية يؤمنون بكتم أسرارهم . وهم لا يبوحون بمكنون قلوبهم إلا لمن بلغوا شأوا عالياً في التصوف . يقول القشيري : “ ويطلق لفظ السر على ما يكون مصوناً مكتوماً ما بين العبد والحق سبحانه في الأحوال ، وعليه يحمل قول من قال : “ أسرارنا بكر لم يفتضّها وهم واهم . ويقولون صدور الأحرار قبور الأسرار “ . ( الرسالة ، ص 45 ) .
    ( 139 ) لو تجلّت حقيقة الذات الإلهية لإنسان لما استطاع الصمود أمامها . ومن أمثلة ذلك بالنسبة للجماد قصة جبل الطور الذي اندك حين تجلى عليه الخالق .

    ( 149 ) يروي جلال الدين هنا قصة معروفة ، رواها ابن سينا في كتاب القانون ( ص 316 - عن الحبّ ) . ورواها كذلك - بصورة مختلفة بعض الاختلاف - نظامي عروضي سمرقندي في كتابه “ المقالات الأربع “ ( ص 78 من النص الفارسي ، طبعة لندن ) . وقد روى الشهرستاني هذه القصة في حديثه عن طبيب اليونان “ بقراط “ . ولم يكن الطبيب الذي قام بالعلاج في القصة سوى بقراط نفسه .

    أما بطل القصة فأمير “ عشق جارية من خطايا أبيه ، فنهك بدنه واشتدت علته ، فأحضر بقراط فجس نبضه ، ونظر إلى تفسرته ، فلم ير أثر علة .

    فذاكره حديث العشق فرآه يهشّ لذلك ويطرب ، فاستخبر الحال من حاضنته فلم يكن عندها خبر . وقالت : ما خرج قط من الدار .

    فقال بقراط للملك : مر رئيس الخصيان بطاعتي ، فأمره بذلك . فقال :

    “ 472 “
    أخرج عليّ النساء ، فخرجن ، وبقراط واضع إصبعه على نبض الفتى .

    فلما خرجت الحظية اضطرب عرقه وطار قلبه ، وحار طبعه ، فعلم بقراط أنّها المعنية لهواه “ . ( الشهرستاني ، ج 2 ، ص 118 - القاهرة ، 1956 )

    . ورواية الشاعر تختلف في بعض تفاصيلها عن الرويات السابقةعليه ، كما أنّ الشاعر - على عادته - يستخدم تفصيلات القصة أساساً لحكم كثيرة استنبطها من ثناياها .

    [ شرح من بيت 150 إلى 300 ]

    ( 150 ) لا يترفع الشاعر على العادات والتقاليد الشائعة بين الناس ، فهو يذكرها في شعره ، لو كانت لها قيمة إيضاحية . وهو يصور في هذا البيت الطريقة التي يخرج بها العاميّ - الذي يسير حافى القدمين - شوكة أصابت قدمه . ولكنّه ينتقل من هذا ليتحدث في البيت التالي عن الأشواك التي تصيب القلوب ، وهي الهموم والوساوس والأوهام .

    ( 165 ) الخبز والملح ، كناية عن الشعرة ، كما هو معروف . فمعنى البيت أنّ الجارية حدّثت الطبيب عن الأماكن التي عاشت بها ، والناس الذين عاشرتهم في تلك الأماكن .

    ( 206 - 227 ) الحسن الظاهريّ قد يكون سبباً لهلاك الروح .

    ويضرب الشاعر لذلك أمثلة معبِّرة في بعض هذه الأبيات .
    ( 222 - 224 ) يتحدّث الشاعر في هذه الأبيات عن القصة ومغزاها .

    وعنده أنّها ليست قصة جريمة . فهذا القتل الذي وقع على الرجل .

    حدث لأنّ هذا الرجل قد قتل بجسده روحَه ، فاستحق الجسدُ الموت من جراء ذلك . وهناك أنواع من القتل لا تدخل في عداد الجرائم ، ومن أمثلة ذلك قتل الخضر للغلام ، وقد ذُكرت في القرآن الكريم قصة ملاقاة الرجل الصالح ( الذي يقال إنه الخضر ) لموسى ، وقتله الغلام على مرأى منه . قال تعالى في سورة الكهف :” فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً “. ( 18 : 73 ) .

    “ 473 “
    ( 240 ) يُروى عن الرسول حديث بهذا المعنى نصه : “ إذا مُدح الفاسق غضب الربّ واهتز لذلك العرش “ .

    ( 245 ) الخالق واسع الكرم إزاء عباده ، فهو - إذا جرّدهم من حياة تافهة ، وهبهم عوضاً عنها حياة عامرة عظيمة ، تعدل مائة حياة مما اعتادوا عليه . ومما روي في الحديث القدسيّ عن الرسول : “ أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر “ .
    ( 246 ) الواجب على الإنسان ألا يقيس كل أمر بمقياسه الخاص ، وألا يتخذ من نفسه ميزاناً لتقدير كل الأمور حتى ما كان منها خارجاً عن مدركاته .

    ( 288 ) المروزي هو المنسوب إلى مدينة مرو وأما الرازي فهو المنسوب إلى الري ، وهذان يتصاحبان على الطريق ، لكنهما في النهاية يفترقان ، إذ يمضي كل منهما إلى مدينته .

    ( 296 )” أُمُّ الْكِتابِ “ *ذكرت مرات عديدة في القرآن الكريم ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى :” يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ “. ( 13 : 39 ) . والتفاسير السنية - في أغلب الأحوال - تذكر أن أم الكتاب هي “ اللوح المحفوظ “ الذي سُجّل فيه ما كان وما يكون .

    وقد عبر الجيلي - في كتابه الإنسان الكامل - عن معنى” أُمُّ الْكِتابِ “ *بعبارات فلسفية صوفية إذ قال : “ اعلم أن أم الكتاب عبارة عن ماهية كنه الذات المعبر عن بعض وجوهها بماهيات الحقائق ، التي لا يطلق عليها اسم ولا نعت ، ولا وصف ولا وجود ولا عدم ، ولا حق ، ولا خلق ، والكتاب هو الوجود المطلق الذي لا عدم فيه ، وكانت ماهية الكنه أم الكتاب لأن الوجود مندرج فيها اندراج الحروف في الدواة “ . ( الإنسان الكامل ، ج 1 ، ص 75 ) . ويفرق الجيلي بين” أُمُّ الْكِتابِ “ *وبين “ اللوح المحفوط “ . يقول عن “ اللوح المحفوظ “ :
    “ 474 “

    “ اعلم - هداك اللَّه - أن اللوح المحفوظ عبارة عن نور إلهي حقي متجل في مشهد خلقي ، انطبعت الموجودات فيه انطباعاً أصلياً ، فهو أم الهيولى لأن اليهولى لا تقتضي صورة إلا وهي منطبعة في اللوح المحفوظ . . . “ ( ج 2 ، ص 6 ) .



    ( 297 ) المؤمنون والكفار يعيشون معاً في هذه الدنيا ، وكل من هذين الفريقين لا يمتزج بالآخر ، فهما كالبحر العذب والبحر الملح بينهما برزخ لا يبغيان تجاوزه وتخطيه .

    ( 289 ) الخالق أصل كل شيء ، ولا يكون في الكون شيء بدون مشيئته أو رغم إرادته .

    ( 299 ) المحك هو العرفان الصوفي ، فهو الذي يجعل الإنسان قادراً على تمييز الحق من الباطل . وهذا العرفان المبني على الكشف هو المحك الصادق عندهم . أما العقل والحواس فغير قادرة على هذا التمييز . وفي البيت التالي ( رقم 300 ) إيضاح لهذا المعنى .

    [ شرح من بيت 300 إلى 450 ]

    ( 313 ) يتحدث الشاعر هنا عن لون من الحيرة ليس مصدره الجهل وإنما هو مبني على الحب والإعجاب . وهذا الحب والإعجاب - حينما عظما وتزايدا - أصبحا بمثابة الحيرة والعجب . فالحيرة هنا حيرة العالم أمام روعة ما يعلم وليست حيرة الجاهل العاجز عن إدراك الأشياء ، كأنما هو قد ولاها ظهره .

    ( 316 ) يميل بعض شراح المثنوي إلى أن يفسروا هذا البيت على أنه يشير إلى المبايعة المعروفة عند الصوفية ، والتي تقترن بالمصافحة بالأيدي بين الشيخ والمريد . ولكن صيغة البيت يمكن أن تنطبق على العلاقات العادية بين الناس ، تلك التي تفرض على كل إنسان ينشد السلامة والأمان ألا يتعامل مع كل من يعرض له من الناس ، وإنما يختار من يستطيع الركون إليهم ، وإلى صدق وفائهم .

    “ 475 “

    ( 321 ) كان من المعتاد أن بعض المتسولين يصنعون من الصوف تماثيل للأسود يستخدمونها في تسولهم .

    ( 325 ) جوهر الرسالات السماوية واحد . ولقد جاء كل رسول في أحد الأدوار الزمنية ، وحمل إلى البشر رسالة السماء . وما دام الجوهر واحداً فلا ينبغي التفريق بين الرسل .

    ( 326 ) هذا الملك كان مصاباً بحول عقلي ، جعله يرى الجوهر الواحد جوهرين فيفرق بين الرسل الذين سلكوا جميعاً أقوم السبيل وأهداها .

    ( 327 - 332 ) كانت هذه القصة معروفة قبل جلال الدين .

    وقد ذكر نيكولسون النص التالي من “ أسرار نامة “ للعطار :

    يكي شاگرد أحول داشت أستاد * مگر شاگرد را جايي فرستاد

    كه ما را يك قرابه روغن آنجاست * بياور زود آن شاگرد برخاست

    چو آنجا شد كه گفت أو ديده بگماشت * قرابه چون دو ديد أحول عجب داشت

    براستاد آمد گفت أي پير * دو ميبينم قرابه من چه تدبير

    زخشم أستاذ گفتش أي بداختر * يكي بشكن دگر يك را بياور

    چو أو در ديدن أو شك نميديد * بشد اين يك شكست اين يك نميديد
    وترجمة النص كما يلي :

    “ كان لأستاذ تلميذ أحول ، فأرسله إلى أحد الأماكن ( قائلًا ) :

    “ إن لي زجاجة هناك ، فسارع بإحضارها “ . فقام التمليذ ، وحينما وصل إلى حيث أمره أستاذه ، أرسل الطرف ، فلما رأى الزجاجة اثنتين ، عجب الأحوال ! فذهب إلى أستاذه وقال : “ أيها السيد ! إني أرى زجاجتين ، فما التدبير ؟ “ فقال الأستاذ غاضباً : “ أيها السيء الطالع ! اكسر واحدة وأحضر الأخرى ! “

    “ 476 “
    فهذا الأحول - إذ لم يشك في إبصاره - كسر إحدى الزجاجتين فلم ير الأخرى ! “ وليس معنى هذا أن جلال الدين اقتبس القصة من “ أسرار نامه “ .
    ذلك لأنها كانت من القصص الشعبية التي استخدمها الشعراء ، واستخلصوا العبرة منها ، كل على طريقته . وجلال الدين يستخدمها لينطلق منها إلى الحديث عن الميل مع الهوى الذي وصفه بأنه حول عقلي يعمي عن الحق .
    ( 333 ) “ الغضب والشهوة يجعلان الرجل أحول “ . هذا القول ينطبق على حقيقة مشهوة هي أن الغضب لا يتيح للإنسان أن يرى الأشياء على حقيقتها . وكذلك الشهوة . فهذان يفعلان بالعقل ما يفعله الحول بالعين .
    ( 338 ) عبر الشاعر عن مقدرة الوزير على الغش والخداع بأنه كان يستطيع أن يربط في الماء عقداً .
    ( 340 ) الدين المستقر في القلب لا يمكن أن يُعرف ، وليس كالأفعال الظاهرة يمكن إدراكه ، ومحاسبة الناس عليه .
    ( 366 ) الغول هو ذلك الكائن الأسطوري الذي ورد في أساطير العرب . وقد صووه بأنه يظهر للناس في الصحراء ويحاول أن يضلهم السبيل ويقودهم إلى التهلكة . والنفس الغول هي النفس التي بأهوائها تقود صاحبها إلى الهلاك بعد أن تخرج به عن سبيل الصدق والاستقامة ، وتذهب به كل مذهب .
    ( 370 ) يتجلى ذلك في مبالغة بعض الصحابة في التعبد ، واتهام النفس ، بصورة جعلت الرسول يدعوهم إلى التزام الاعتدال ، حتى في النسك والعبادة .
    ( 373 ) الدجال هو الذي يكون ظهوره - على ما يُروى - من
    “ 477 “

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 13:12