( 1234 ) يتجلى في هذا البيت تمجيد الشاعر للإنسانية كلها في شخص آدم . يقول ابن العربي عن خلق آدم ( فصوص الحكم ، الفص الأول ، ص 49 ، 50 ، طبعة عفيفي ، 1946 ) . “ فسُمي هذا المذكور إنساناً وخليفة . فأما إنسانية فلعموم نشأته وحصره الحقائق كلها . وهو للحق بمنزلة إنسان العين من العين ، الذي يكون به النظر ، وهو المعبر به عن البصر . . . فهو الإنسان الحادث الأزلي ، والنشء الدائم الأبدي ، والكملة الفاصلة الجامعة ، قيام العالم بوجوده ، فهو من العالم كفص الخاتم من الخاتم . . “ ويقول أيضاً ( ص 51 ) : “ وعند آدم من الأسماء الإلهية ما لم تكن الملائكة عليها ، فما سبّحت ربهابها ولا قدسته عنها تقديس آدم وتسبيحه “ . انظر أيضاً : ( المثنوي ، ج 1 ، الأبيات 1245 - 1249 ) .
( 1237 ) ذكر الثعلبي من خصائص آدم أنه “ المميز للأرواح الخبيثة من الطيبة “ . ( قصص الأنبياء ، ص 49 ) .
( 1248 ) يعاود الشاعر هنا تمجيد آدم والاعتداد به كرمز للإنسانية كلها .
( 1251 ) قال الثعلبي : “ واختلفوا في هذه الشجرة التي هي شجرة المحنة ، ما هي ، فقال علي : “ هي شجرة الكافور ، وقال قتادة : هي شجرة العلم ، وفيها من كل شيء علامة ، وقال محمد بن كعب ومقاتل :
هي السنبلة ، وقيل : هي الحنطة . . . “ . ( قصص الأنبياء ، ص 32 ) .
( 1258 - 1260 ) الشاعر كثير التفاؤل في شعره . وهو هنا يطلب إلى الناس ألا ينظروا إلى قسوة القضاء وحدها ، وإنما عليهم أن ينظروا أيضاً إلى حسن فعل القضاء .
( 1289 ) الإنسان مكون من العناصر الأربعة وهي : الماء والهواء والنار التراب . وهو قابل للاعتلال والفناء . فليست الموجودات الأخرى ، المكونة من تلك العناصر بقادرة على البقاء . وعلى الإنسان أن يدرك حالها من خلال حاله .
“ 516 “
( 1294 ) رمز الشاعر بالأسد وحمار الوحش للعناصر المتضادة التي تدخل في كيان كل موجود .
( 1297 ) الأسد في هذا البيت يطلب من الأرنب ألا يتحدث عن الأسباب والعلل الكامنة وراء مظاهر الكون ، وكل ما يريده هو أن يذكر له السبب المباشر لتخلفه .
( 1312 ) لا تحط نفسك بذنوبك وظلمك فتكون كدودة الحرير تنسج حول نفسها ما يقضي عليها ويكون فيه هلاكها .
( 1319 ) يجب ألا ينظر الإنسان إلى الناس من خلال نفسه الشريرة .
فكثيراً ما يسوء ظنّ الرجل بالناس نتيجة لسوء ظنه بنفسه . وما أقرب هذا من قول الشاعر العربي :إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه * وصدّق ما يعتاده من توهم
( 1331 ) لعل هذا البيت يشير إلى الحديث الذي ينسب إلى الرسول قوله : “ اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللَّه “ .
( 1350 ) قد يفهم هذا البيت على أنه ينطوي على تعريض بفخرالدين الرازي الذي كان خصماً لوالد الشاعر أيام إقامته في بلخ .
[ شرح من بيت 1350 إلى 1500 ]
( 1352 ) في هذا البيت تعريض بالمتمسكين بالعلل العقلية ، الذين استغرقهم هذا اللون من التفكير ، وتركوا النفس ، فلم يعنوا بتطهيرها من نوازعها الشريرة ، وأهوائها وشهواتها .
( 1385 ) الدعوة إلى الاستقامة كثيرة في القرآن . ومنها قوله تعالى :” فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ “.
( هود ، 11 : 112 ) .
( 1394 ) لما كان عمر - كما ذكر الشاعر - يمتلك قصراً روحياً لا مادياً فلا سبيل إلى مشاهدة هذا القصر إلا لمن كان له قلب نقي خلا من شوائب المادة ، وبرئ من نوازع الحرص . فمثل هذه الشوائب تؤذي بصيرة القلب ، كأنها الشعر الذي ينبت في العين ، فيغشي بصرها .
“ 517 “
( 1399 ) في قول الشاعر : وكل من فتح له باب في صدره “ إشارة إلى الكشف الذي يؤمن الصوفية بأنه سبيل العلم اليقيني .
( 1401 - 1402 ) الشاعر في هذين البيتين يرى أن احتجاب العالم الروحي ليس دليلًا على انعدامه . وهذا الاحتجاب ناشىء من أن النفس الأمّارة بالسوء تحجب قوة الكشف عند الإنسان ، فكأنها تضع إصبعاً على أعين تلك القوة ، فتحجب عنها ما يمكن أن تشاهده . ومثله على ذلك هذا العالم المادي . فالإنسان لو وضع إصبعين فوق عينيه لما شاهد منه شيئاً .
وليس معنى هذا الاختفاء الناشئ عن احتجاب البصر في العينين أن العالم أصبح عدماً .
( 1407 ) وُهب الإنسان القدرة على الإبصار الحسي والروحي لكي يعرف خالقه ويهتدي إليه . فإن لم ينفعه في ذلك بصره وبصيرته فلا جدوى منهما . والحبيب الحق هو هدف المشاهدة الحق ، أما الحبيب الفاني ، وهو ما يتلعق به قلب الإنسان من ملاذ هذه الدنيا الفانية فمن الخير للإنسان ألا يجعله هدفه ومبتغاه ، ومحط نظره ومستقر قلبه ووجدانه .
( 1429 - 1431 ) إن عبارة” أَلَّا تَخافُوا “الواردة في قوله تعالى :” إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا “. ( 41 : 30 ) ، هذه العبارة تبعث السكينة في قلب المؤمن الذي يخشى اللَّه ، فهو حين يستمع إليها يطمئن قلبه ، ويهدأ خاطره .
أما الكافر الذي لا يخشى اللَّه ، فلا تنفعه مثل هذه العبارة ، ولا جدوى له من سماعها .
( 1434 ) المقامات والأحوال : المقام - في تعريف القشيري - ما يتحقق به العبد بمنزلته من الآداب مما يُتوصل إليه بنوع تصرف ، ويُتحقق به بضرب تطلب . . . وشرطه ألا يرتقي من مقام إلى مقام آخر ما لم يستوف أحكام ذلك المقام ، فإنّ من لا قناعة له لا يصح له التوكل ،
“ 518 “
ومن لا توكل له لا يصح له التسليم . . . “ ( الرسالة ، ص 32 ) . أما تعريف الحال - عند القشيري - فهو أنه “ معنى يرد على القلب من غير تعمد منهم ولا اجتلاب ولا اكتساب لهم من طرب أو حزن أو قبض أو انزعاج أو هيبة أو احتياج ، فالأحوال مواهب ، والمقامات مكاسب . . “ ( المصدر السابق ) . وفي كتاب اللمع لأبي نصر السراج ( ص 65 وما يليها ) تعريفات للمقامات والأحوال مع تعريف بكل مقام وكل حال . والمقامات التي ذكرها السراج هي التوبة ، والورع ، والزهد ، والفقر ، والصبر ، والتوكل والرضا . أما الأحوال فهي المراقبة ، والقرب ، والمحبة ، والخوف ، والرجاء ، والشوق ، والأنس والطمأنينة ، والمشاهدة واليقين .
وغني عن الذكر أن كلمتي “ مقام ، وحال “ لم تكونا تحملان هذه المعاني الصوفية في عصر عمر .
( 1438 ) الشاعر هنا يشيد بأصحاب المقامات . والمقامات ( كما يتبيّن في الشروح التي ذكرناها في حاشية 1434 ) تقتضي بذل الجهد لتحقيق درجات معينة يرتقي فيها السالك درجة بعد درجة . وقد وصفها القشيري بأنها مكاسب ، أما الأحوال فهي مواهب ، لا تحتاج إلى بذل جهد .
وجلال الدين يؤمن دائماً بضرورة السعي والعمل وبذل الجهد . والتصوف عنده سلوك قويم وعمل بنّاء .
( 1440 ) يصف الشاعر هنا عالم الروح ، ذلك العالم الذي كانت الأرواح منطلقة فيه قبل أن تحل بالأجساد ، وتصبح حبيسة عالم المادة .
( 1441 ) العنقاء هنا ترجمة لكلمة “ سيمرغ “ الفارسية ، وهي تعني طائراً خرافياً شبيهاً بما تعنيه كلمة العنقاء عند العرب . وقد استخدم هذا الطائر الخرافي كثيراً في الشعر الصوفي الفارسي . وموطن “ العنقاء “ وكذلك “ سيمرغ “ جبل قاف وهو موطن خرافي أيضاً لا يعرف مكانه على وجه التحديد .
“ 519 “
( 1459 ) لا تغلق أُذن الروح عن نداء الغيب بما تشغلها به من مشكلات العالم المادي .
( 1460 - 1461 ) لا بد من تنقية الروح والوصول بها إلى حالة الصفاء ، وذلك لتكون قادرة على إدراك أسرار العالم الروحي ، وتتحقق لها المعرفة اليقينية عن طريق الكشف والإلهام .
( 1480 - 1483 ) الظاهر أن مذهب الكسب في تفسير أعمال العباد ، وهو ما قال به أبو الحسن الأشعري ، قد لقي قبولا عند الصوفية منذ وقت مبكر من تاريخهم .
قال الكلاباذي : “ أجمعوا أنهم لا يتنفسون نفساً ، ولا يطرفون طرفة ، ولا يتحركون حركة ، إلا بقوة يحدثها اللَّه تعالى فيهم ، واستطاعة يخلقها اللَّه لهم ، مع أفعالهم ، لا يتقدّمها ولا يتأخرّ عنها ، ولا يوجد الفعل إلا بها . . .
وأجمعوا أنّ لهم أفعالًا واكتساباً على الحقيقة ، هم بها مثابون ، وعليها معاقبون ، ولذلك جاء الأمر والنهي ، وعليه ورد الوعد والوعيد “ .
(التعريف لمذهب أهل التصوف ، ص 46 ، 47 ) .
( 1488 - 1493 ) تكلّم جلال الدين عن سقوط إبليس وسقوط آدم بهذا الأسلوب في كتابه المنثور “ فيه ما فيه “ . قال : “ عندما لعن اللَّه إبليس وطرده لجرمه ومعارضته ربّه وجداله معه ، قال : أواه ، يا رب ! إنّك فعلت كل هذا ، وكانت هذه فتنتك ، وأنت الآن تلعنني وتبعدني .
وحينما اقترف آدم الخطيئة ، أخرجه اللَّه من الجنّة . وقال الحقُّ لآدم : يا آدم ، إنّني قدّرت ذلك عليك ، ثم زجرتك على هذا الجرم الذي اقترفته ، فلماذا لم تُسائلني في الأمر ، ولك الحجة في ذلك ؟
إنّك لم تقل : إنّ كل شيء منك ، وأنت صانعه ، وكل ما أردته يتحقق في العالم ، وكل ما لم ترده فلا سبيل إلى وقوعه . لقد كانت
“ 520 “
( 1237 ) ذكر الثعلبي من خصائص آدم أنه “ المميز للأرواح الخبيثة من الطيبة “ . ( قصص الأنبياء ، ص 49 ) .
( 1248 ) يعاود الشاعر هنا تمجيد آدم والاعتداد به كرمز للإنسانية كلها .
( 1251 ) قال الثعلبي : “ واختلفوا في هذه الشجرة التي هي شجرة المحنة ، ما هي ، فقال علي : “ هي شجرة الكافور ، وقال قتادة : هي شجرة العلم ، وفيها من كل شيء علامة ، وقال محمد بن كعب ومقاتل :
هي السنبلة ، وقيل : هي الحنطة . . . “ . ( قصص الأنبياء ، ص 32 ) .
( 1258 - 1260 ) الشاعر كثير التفاؤل في شعره . وهو هنا يطلب إلى الناس ألا ينظروا إلى قسوة القضاء وحدها ، وإنما عليهم أن ينظروا أيضاً إلى حسن فعل القضاء .
( 1289 ) الإنسان مكون من العناصر الأربعة وهي : الماء والهواء والنار التراب . وهو قابل للاعتلال والفناء . فليست الموجودات الأخرى ، المكونة من تلك العناصر بقادرة على البقاء . وعلى الإنسان أن يدرك حالها من خلال حاله .
“ 516 “
( 1294 ) رمز الشاعر بالأسد وحمار الوحش للعناصر المتضادة التي تدخل في كيان كل موجود .
( 1297 ) الأسد في هذا البيت يطلب من الأرنب ألا يتحدث عن الأسباب والعلل الكامنة وراء مظاهر الكون ، وكل ما يريده هو أن يذكر له السبب المباشر لتخلفه .
( 1312 ) لا تحط نفسك بذنوبك وظلمك فتكون كدودة الحرير تنسج حول نفسها ما يقضي عليها ويكون فيه هلاكها .
( 1319 ) يجب ألا ينظر الإنسان إلى الناس من خلال نفسه الشريرة .
فكثيراً ما يسوء ظنّ الرجل بالناس نتيجة لسوء ظنه بنفسه . وما أقرب هذا من قول الشاعر العربي :إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه * وصدّق ما يعتاده من توهم
( 1331 ) لعل هذا البيت يشير إلى الحديث الذي ينسب إلى الرسول قوله : “ اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللَّه “ .
( 1350 ) قد يفهم هذا البيت على أنه ينطوي على تعريض بفخرالدين الرازي الذي كان خصماً لوالد الشاعر أيام إقامته في بلخ .
[ شرح من بيت 1350 إلى 1500 ]
( 1352 ) في هذا البيت تعريض بالمتمسكين بالعلل العقلية ، الذين استغرقهم هذا اللون من التفكير ، وتركوا النفس ، فلم يعنوا بتطهيرها من نوازعها الشريرة ، وأهوائها وشهواتها .
( 1385 ) الدعوة إلى الاستقامة كثيرة في القرآن . ومنها قوله تعالى :” فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ “.
( هود ، 11 : 112 ) .
( 1394 ) لما كان عمر - كما ذكر الشاعر - يمتلك قصراً روحياً لا مادياً فلا سبيل إلى مشاهدة هذا القصر إلا لمن كان له قلب نقي خلا من شوائب المادة ، وبرئ من نوازع الحرص . فمثل هذه الشوائب تؤذي بصيرة القلب ، كأنها الشعر الذي ينبت في العين ، فيغشي بصرها .
“ 517 “
( 1399 ) في قول الشاعر : وكل من فتح له باب في صدره “ إشارة إلى الكشف الذي يؤمن الصوفية بأنه سبيل العلم اليقيني .
( 1401 - 1402 ) الشاعر في هذين البيتين يرى أن احتجاب العالم الروحي ليس دليلًا على انعدامه . وهذا الاحتجاب ناشىء من أن النفس الأمّارة بالسوء تحجب قوة الكشف عند الإنسان ، فكأنها تضع إصبعاً على أعين تلك القوة ، فتحجب عنها ما يمكن أن تشاهده . ومثله على ذلك هذا العالم المادي . فالإنسان لو وضع إصبعين فوق عينيه لما شاهد منه شيئاً .
وليس معنى هذا الاختفاء الناشئ عن احتجاب البصر في العينين أن العالم أصبح عدماً .
( 1407 ) وُهب الإنسان القدرة على الإبصار الحسي والروحي لكي يعرف خالقه ويهتدي إليه . فإن لم ينفعه في ذلك بصره وبصيرته فلا جدوى منهما . والحبيب الحق هو هدف المشاهدة الحق ، أما الحبيب الفاني ، وهو ما يتلعق به قلب الإنسان من ملاذ هذه الدنيا الفانية فمن الخير للإنسان ألا يجعله هدفه ومبتغاه ، ومحط نظره ومستقر قلبه ووجدانه .
( 1429 - 1431 ) إن عبارة” أَلَّا تَخافُوا “الواردة في قوله تعالى :” إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا “. ( 41 : 30 ) ، هذه العبارة تبعث السكينة في قلب المؤمن الذي يخشى اللَّه ، فهو حين يستمع إليها يطمئن قلبه ، ويهدأ خاطره .
أما الكافر الذي لا يخشى اللَّه ، فلا تنفعه مثل هذه العبارة ، ولا جدوى له من سماعها .
( 1434 ) المقامات والأحوال : المقام - في تعريف القشيري - ما يتحقق به العبد بمنزلته من الآداب مما يُتوصل إليه بنوع تصرف ، ويُتحقق به بضرب تطلب . . . وشرطه ألا يرتقي من مقام إلى مقام آخر ما لم يستوف أحكام ذلك المقام ، فإنّ من لا قناعة له لا يصح له التوكل ،
“ 518 “
ومن لا توكل له لا يصح له التسليم . . . “ ( الرسالة ، ص 32 ) . أما تعريف الحال - عند القشيري - فهو أنه “ معنى يرد على القلب من غير تعمد منهم ولا اجتلاب ولا اكتساب لهم من طرب أو حزن أو قبض أو انزعاج أو هيبة أو احتياج ، فالأحوال مواهب ، والمقامات مكاسب . . “ ( المصدر السابق ) . وفي كتاب اللمع لأبي نصر السراج ( ص 65 وما يليها ) تعريفات للمقامات والأحوال مع تعريف بكل مقام وكل حال . والمقامات التي ذكرها السراج هي التوبة ، والورع ، والزهد ، والفقر ، والصبر ، والتوكل والرضا . أما الأحوال فهي المراقبة ، والقرب ، والمحبة ، والخوف ، والرجاء ، والشوق ، والأنس والطمأنينة ، والمشاهدة واليقين .
وغني عن الذكر أن كلمتي “ مقام ، وحال “ لم تكونا تحملان هذه المعاني الصوفية في عصر عمر .
( 1438 ) الشاعر هنا يشيد بأصحاب المقامات . والمقامات ( كما يتبيّن في الشروح التي ذكرناها في حاشية 1434 ) تقتضي بذل الجهد لتحقيق درجات معينة يرتقي فيها السالك درجة بعد درجة . وقد وصفها القشيري بأنها مكاسب ، أما الأحوال فهي مواهب ، لا تحتاج إلى بذل جهد .
وجلال الدين يؤمن دائماً بضرورة السعي والعمل وبذل الجهد . والتصوف عنده سلوك قويم وعمل بنّاء .
( 1440 ) يصف الشاعر هنا عالم الروح ، ذلك العالم الذي كانت الأرواح منطلقة فيه قبل أن تحل بالأجساد ، وتصبح حبيسة عالم المادة .
( 1441 ) العنقاء هنا ترجمة لكلمة “ سيمرغ “ الفارسية ، وهي تعني طائراً خرافياً شبيهاً بما تعنيه كلمة العنقاء عند العرب . وقد استخدم هذا الطائر الخرافي كثيراً في الشعر الصوفي الفارسي . وموطن “ العنقاء “ وكذلك “ سيمرغ “ جبل قاف وهو موطن خرافي أيضاً لا يعرف مكانه على وجه التحديد .
“ 519 “
( 1459 ) لا تغلق أُذن الروح عن نداء الغيب بما تشغلها به من مشكلات العالم المادي .
( 1460 - 1461 ) لا بد من تنقية الروح والوصول بها إلى حالة الصفاء ، وذلك لتكون قادرة على إدراك أسرار العالم الروحي ، وتتحقق لها المعرفة اليقينية عن طريق الكشف والإلهام .
( 1480 - 1483 ) الظاهر أن مذهب الكسب في تفسير أعمال العباد ، وهو ما قال به أبو الحسن الأشعري ، قد لقي قبولا عند الصوفية منذ وقت مبكر من تاريخهم .
قال الكلاباذي : “ أجمعوا أنهم لا يتنفسون نفساً ، ولا يطرفون طرفة ، ولا يتحركون حركة ، إلا بقوة يحدثها اللَّه تعالى فيهم ، واستطاعة يخلقها اللَّه لهم ، مع أفعالهم ، لا يتقدّمها ولا يتأخرّ عنها ، ولا يوجد الفعل إلا بها . . .
وأجمعوا أنّ لهم أفعالًا واكتساباً على الحقيقة ، هم بها مثابون ، وعليها معاقبون ، ولذلك جاء الأمر والنهي ، وعليه ورد الوعد والوعيد “ .
(التعريف لمذهب أهل التصوف ، ص 46 ، 47 ) .
( 1488 - 1493 ) تكلّم جلال الدين عن سقوط إبليس وسقوط آدم بهذا الأسلوب في كتابه المنثور “ فيه ما فيه “ . قال : “ عندما لعن اللَّه إبليس وطرده لجرمه ومعارضته ربّه وجداله معه ، قال : أواه ، يا رب ! إنّك فعلت كل هذا ، وكانت هذه فتنتك ، وأنت الآن تلعنني وتبعدني .
وحينما اقترف آدم الخطيئة ، أخرجه اللَّه من الجنّة . وقال الحقُّ لآدم : يا آدم ، إنّني قدّرت ذلك عليك ، ثم زجرتك على هذا الجرم الذي اقترفته ، فلماذا لم تُسائلني في الأمر ، ولك الحجة في ذلك ؟
إنّك لم تقل : إنّ كل شيء منك ، وأنت صانعه ، وكل ما أردته يتحقق في العالم ، وكل ما لم ترده فلا سبيل إلى وقوعه . لقد كانت
“ 520 “
أمس في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
أمس في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
أمس في 19:34 من طرف Admin
» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
أمس في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
أمس في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
أمس في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
أمس في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
أمس في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
أمس في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
أمس في 19:12 من طرف Admin