شرح كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
تنبيه وإشارة لإيضاح حقائق الأمور
اعلم أيها الطالب لإيضاح حقائق الأمور قد جرت عادة أرباب الحقائق وأصحاب الطرائق بالتقديم والتأخير ولا معيب عليهم
في ذلك لأنها قاعدة كلية عليها اصطلاح الجمهور لإسبال الستور على البدور ،
وذلك من مقتضيات الحكمة فلو ذكروا الأشياء على التوالي لكان ذلك قادحا في كونها حكمة ولكون العلوم السرية لا تكون إلّا هكذا بالتقديم والتأخير وخلط الكلام على غير العالم النحرير ،
وفائدة ذلك دوام تعلق الخاطر والآمال بالبحث عن مجهولات الأمور ،
والنفوس مجبولة على حب طلب العلوم الخفية لما فيها من الاستعداد والقبول لذلك الأمر الخفي ،
فهذا هو السبب الخاص بهذا الفن وغيره ،
وحيث انتهى بنا القول إلى هنا فلنرجع إلى دقائق ودقائق أعداد الأحرف المركبة من الدال إلى النون التي بين الدائرتين من الشجرة الأصليّة فنقول وباللّه التوفيق ،
إذا أحصيت الأعداد كلها وجمعتها بالجمل الكبير جملة واحدة من الدال إلى النون كما ذكرنا ونبهناك عليه ،
فاقسم ذلك العدد وتلك الجملة أربعة أقسام صحيحة .
وخذ القسم الواحد وعمر به جدول الدال واستنطقه ينطق لك بأحرف عربية فيها غرائب وعجائب تخبرك بحوادث ووقائع وأسماء رجال إذا ركبتها تركيب الاصطلاح بالاعتدال الطبيعي ،
ومن أعجب العجب أنك إذا عالجت الأقسام الثلاثة
بما عالجت القسم الأول تظهر لك الأحرف غير ناطقة ،
ولو ركبتها إذا أبدلتها بحكم الطبيعة فإنها تنطق وهذه نكتة عجيبة ،
وفي عشر العدد إذا قسمته أعشارا ما هو أبلغ من هذا ،
وجدوله جدول الياء فاعرف قدر هذه الأصول ولا تفش سرها لغير أهلها ،
فإن حروف النسق الذي ذكرناه ما تركبت إلّا على جمل من الأسرار الكونية فالحروف لها كالأصداف للجوهر لا يبلغها إلّا الغواصون المشار إليهم بقوله تعالى :"وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ"( 43 ) [ العنكبوت : 43 ] .
الذين يذوقون حلاوة العلم بأنواع التبيان كما قيل في ذلك :
دعني بالتلويح يفهم ذائق .... غني عن التصريح للمتعنت
لكون المتعنت لا يطلب إلّا التصريح بالأمر والتصريح تارة يكون حراما وتارة يكون كفرا وتارة يكون جائزا
ولا يكون حلالا إلّا فيما مدحه الشرع لا غير فمن طلبه في كل المواطن ،
كان جاهلا بالأمر ولا كلام لنا معه ، فقد تقرر بهذا البيان أن علوم الأسرار مبنية على الكتم دون الإفشاء في الأصول المقررة في الإنشاء فافهم .
واللّه سبحانه وتعالى أعلم ،
وربّ قائل يقول : ما فائدة تأليف الكتب والرسائل وتصنيفها وقد قلتم بالكتم وعدم الإفشاء وأحلتم على معرفة الأصول والذوق الصحيح ،
الجواب : أنه لم تزل علماء الأمصار وأقطاب الأعصار يتنافسون في تأليف الكتب والرسائل ويودعونها جواهر العلوم النفيسة ويقيمون أساسها على قواعد الرموز والألغاز والإيحاء والتلويح والمجاز ،
ويبتغون مفاتيح تلك العلوم لأربابها كل ذلك صيانة للأسرار وحفظا لذخائر الأخبار ، فالكتم أولى والرمز أجلى والتلويح أعلاه حتى يتعين كفؤ كريم ، هذا جواب من أنكر على الرموز والألغاز وطلب بيان الحقيقة من غير المجاز فافهم .
واللّه سبحانه أعلم ولنختم هذه الرسالة بخاتمة وجيزة إجمالية ، نذكر فيها أسرار القران الذي يتعين في عام سين الغين وتتكرر شواهده مرات عديدة إلى مدة مديدة ذلك باجتماع أعيان الكواكب في مركز واحد تظهر نتيجة ذلك القرن إذا ظهرت العلامة السماوية حمرة لائحة ،
وهي إشارة واضحة من أحكام قيام الأعراب على ساق وظهور صاحب الرستاق يفني عددهم ويقطع مددهم ويرجع إلى عشة بالكنانة ويكون مر عشر الحرف الإحاطي ،
وذلك أوان اجتماع الآراء على رأي واحد ينعقد ذلك الرأي عقدة لا تنحل في دائرة القاهرة وهي الآية الباهرة يأتي الكلام على حوادث ما بعدها في مختصر الرسالة فافهم واللّه سبحانه وتعالى أعلم والحمد للّه أولا وآخرا .
تنبيه وتقرير لما سبق
اعلم أن معظم الحوادث بالكنانة بعد بغي لكونها تفتح باب الغي وتترادف الحوادث إلى عام فرض ،
فمنها حدوث الطاء وتكراره مرات ويفتح باب الغي رحيم الكنانة إذا حصل القران الأصغر فترجم له قاف ذميم يتلوه ميم في عدد زي سنين
يقوم بشد الغارة بالنفس الأمارة وعلى يده فتك بأرباب الإمارة تاريخه زيغ وبعده نفتح الفردة الأخرى من الباب في توقع نزع فيعم الجور برا وبحرا ،
قال في أضلاع الشجرة إذا عمرت أسوان وحكمت النسوان وكثرت الخصيان وكبرت الغربان ضعفت غلبة السلطان واختلفت آراء صدور آل عثمان هذا إذا ظهر النجم الطويل وصار الطبيب عليل . .
قال شارح المفتاح :
أسوان من مصر حصن البربر قديما ثم ملكها فقط الرومي الأكبر وجعلها حصنا له ولجنده ، ولما ظهرت الملة الإسلامية وكان القرن في الميزان وإن أوان فتح البلاد المصرية
كانت أسوان من جملة الحصون التي فتحها المسلمون ، وكان عامل مصر إذ ذاك عمرو بن العاص وهو أمير القوم على مصر ونواحيها ،
فلما تم فتح مصر وما حولها من المدن والقرى كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يبشر بما فتح عليه وذكر أسوان بصفتها وقوة حصنها وأن الصحابة رضي اللّه عنهم هدموا أسوارها حتى لا تؤخذ مرة أخرى
فلما قرأ أمير المؤمنين الكتاب دفعه إلى سيدنا الإمام علي رضي اللّه عنه وكرّم وجهه فقرأه واستوفى قراءته
ثم قال : نعم عندي علم أسوان به أخبرني سيد ولد عدنان وأخبر أنها تصير خرابا إلى آخر الزمان حتى يتم عدد غين الجامدة دون المتحركة بتمام عشرة بعدها
يظهر حرف الياء الترابي من قبل صاحب مصر فيعمرها ويحفل بها لكنه لا يتم تعميرها ويقضي ،
ثم يقوم عين بعد برهة من الزمان فيتم تعميرها وتصير معقلا عظيما وهي على جانب البحر بالوجه الجنوبي من الكنانة.
وقوله في الشرط المذكور :
إذا عمرت أسوان كان وكان نظرا إلى ما يحدثه الحق سبحانه وتعالى حال الاقتران في الأكوان ، لكون أن الباري عزت عزته وجلت قدرته أودع أسراره في اقترانات الكواكب وأعظمها الكواكب
السبعة المشار إليها وهي :
زحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر
إذ قد أودع الباري سبحانه وتعالى في كل منهم سرا من أسراره يظهر أثره في قطره المخصوص به وذلك مشهور عند أرباب الفلك ،
وقوله : يكون ويكون من طريق إخباره ، طابق ذلك العلم النجومي واستنبط فيه ظهور طالع النساء بالاستيلاء على مراتب الرجال والتحكم فيها بلا مجال ،
فلذلك قال تظهر النسوان وتكثر الخصيان نظرا إلى اقتران الزهرة بعطارد ،
وقوله : تضعف غلبة السلطان ، ذلك من تصرف من ليس له رتبة التصريف في ذلك اختلاف أمور الكون وإشعار بنقض وإبرام ،
وقوله : الغربان فلا ندري أهي إشارة إلى كثرة المفاسد من الغربان كما هو المفهوم من ظاهره أو تكون إشارة إلى قوم نعوتهم تشبيها بهم واللّه أعلم بحقيقة الحال .
في رمزه قيام الروم بدليل العلوم قد ذكره الإمام الصفدي في رسالته ونبه عليه أن يكون تمام نون الغين تفتح الجزيرة البحرية بالمراكب السحرية ،
وذلك إذا ظهر مسجون النساء عسى المساء ذلك الألف المطلوب المحذوف المعطوف على بقية الحروف قيامه بعد الميم وهو الأخ الحميم نعته رحيم يقوم بمنقبة فيها متعبة للعموم بدليل معلوم على يده فتح الجزيرة ،
يقوم بأمره ميم وصاد والجيم القائم لمصالح العباد والأجناد ،
ويستمر إلى عدد غين يا زين وبالكنانة رجفات وتجديد حوادث وآفات ورجات لولا رجال النجدة والحمية هلكت الرعية ،
وفيما بين النون والسين يظهر اليقين ورجال النجدة قطانها أعني الكنانة لتخصيصها بالإشارة الجفرية والطوالع الفلكية
وكون عقد دائرة الشجرة عليها دون غيرها ،
وأما القران الأخير المشار إليه في بحصولها في آخر درجة الميزان فانتظره في عدد فرض واكتم هذا الأمر ،
فإنه من الفرض فيما بين ذلك من الحوادث ما لا يحصى كثرته فتدبره واستنبط خبره من الأصول الحرفية والقواعد الجفرية ،
وقد ذكر شارح الميزان خبر هذا القرن إذا قابل المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان وذكر الخروج لكن ليس على ظاهره كما تقدم ذكره
بل هو خروج عدل لا خروج جور بالنظر إلى تجديد الشريعة وسد الذريعة وذلك عند ظهور الختم المشار إليه في دسغ العدد وهو صاحب المدد ،
وأما الدولة العثمانية فلا انقراض بها إلّا بعد تمام ! يقع الجفرية فافهم واللّه أعلم .
تنبيه على أسرار عجيبة:
عند ظهور القران في أشهر عام النون اعلم أنه سيحصل في الكنانة رجات ورجفات يتكرر حدوثها إلى برج الميزان ،
وفيما بين ذلك تحريم الجيم مرات إلى تمام الميقات والظفر للحروف المائية للمناسبة بين الماء والهواء .
وأما الأحرف النارية
: ففي حكم طبائع الطوالع في ضنك وشدة ووهن لا يشاركهم غيرهم ،
ويستمر إلى غاية العام عام حاء النون ،
ثم يظهر نجم المسجون وهو صاحب السر المصون
ذلك حرف الميم الخاتم لاسم رحيم بظهوره يظهر سعد قطان الكنانة وتسكن الحركات برهة وهي آفة وأفرادها كامنة إلى قران آخر دسغ العدد
فاطلب المدد ولا تركن إلى أحد وسل عن عام الغين ينبئك بما فيه ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
، وقد تقدم ذكر حوادث إجمالية ينسحب حكمها إلى ايقغ فلا حاجة إلى تكرارها وقد تقدم التنبيه إلى فروع الشجرة النعمانية
وهنا تم بتمامها ولم يبق إلّا أحكام القران الأكبر بعد عام ايقغ وقد أفردنا له رسالة عجيبة سميناها الاهتمام بأمر الختام ،
واللّه سبحانه أعلم بغيبه وأحكم لا راد لأمره ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب وإليه المرجع والمآب والحمد للّه وحده وصلى اللّه على من لا نبيّ بعده محمد وآله وصحبه وسلم ،
........
ووافق الفراغ من كتابتها يوم الأربعاء المبارك ثاني عشر محرم الحرام سنة 1080 هـ على يد أفقر عباده وأحوجهم إلى عون ربه الجواد عبد القادر بن السيد محمد السرجاوي الحلبي الشافعي مذهبا نزيل جده . .
وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم . . . آمين .
مطلب المهدي
هذا وإن خروج السيد المهدي عليه السّلام ، لا بد منه ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم وجاء بالسيد المهدي مع أشراط الساعة .
وبيان هذا اليوم المذكور هنا مأخوذ من قول النبي صلى اللّه عليه وسلم « إن صلحت أمتي فلها يوم وإن فسدت فلها نصف يوم »
"" يعني من أيام الرب المشار إليها بقوله تعالى :وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ[ الحج : 47 ] .""
قال بعض العارفين : وأول الألف محسوب من وفاة سيدنا علي ابن أبي طالب رضي اللّه عنه آخر الخلفاء لأن تلك المدة كانت من جملة أيام نبوته صلى اللّه عليه وسلم ورسالته فمهد اللّه تعالى للخلفاء الأربعة البلاد .
ومراده صلى اللّه عليه وسلم أن بالألف مدة سلطان شريعته إلى انتهاء الألف ثم تأخذ في ابتداء الاضمحلال إلى أن يصير الدين غريبا كما بدا ،
وذلك الاضمحلال يكون بدايته من مضي ثلاثين سنة في القرن الحادي عشر ،
فهناك يترقب خروج المهدي صلى اللّه عليه وسلم وهو من أولاد حسن العسكري ومولده عليه السلام ليلة النصف من شعبان يجتمع بسيدنا عيسى عليه السلام فيكون عمره إلى وقتنا هذا ثمان وخمسين وتسعمائة سنة فصار عمره تسعمائة وثلاث وستين .
وعبارة الشيخ محيي الدين بن العربي رضي اللّه عنه في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات ،
قال : اعلموا أنه لا بدّ من خروج المهدي ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة ، وهو من عترة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من ولد فاطمة رضي اللّه عنها جده الحسين بن علي بن أبي طالب ، ووالده حسن العسكري ابن الإمام النقي بالنون بن محمد التقي بالتاء ابن الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ،
يوطئ اسمه اسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام ، يشبهه رسول اللّه في الخلق بالفتح وينزل عنه بالخلق بضمها ، إذ لا يكون أحد مثل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أخلاقه واللّه تعالى يقول :وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ[ ن : 4 ] .
وهو أجس الجبهة أقنى الأنف أسعد الناس فيه أهل الكوفة ، يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية ، يأتيه الرجل فيقول يا مهدي أعطني وبين يديه المال فيحشي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله ،
يخرج على فترة من الدين يزع به ما لا يزع بالقرآن ،
يمسي الرجل جاهلا وجبانا وبخيلا فيصبح عالما شجاعا كريما ،
يمسي النصر بين يديه يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا ،
يقفو أثر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعطى له ملك يسدده من حيث لا يراه ، يحمل الكل ويعين الضعيف ويساعد على نوائب الحق ،
ويفعل ما يقول ويقول ما يفعل ، ويعلم ما يشهد ،
يعلمه اللّه في ليلة يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألف من المسلمين من ولد إسحاق ،
يشهد الملحمة الكبرى مأدبة اللّه بمرج عكا يبيد الظلم وأهله ويقيم الدين ،
وينفخ الروح في الإسلام يعز اللّه به الإسلام بعد ذله ويحييه بعد موته ،
يضع الجزية ويدعو إلى اللّه بالسيف ،
فمن أبى قتل ومن نازعه خذل ،
يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه حتى ولو كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حيا لحكم به فلا يبق في زمانه إلا الدين الخالص عن الرأي ، يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك لظنهم أن اللّه تعالى ما بقي يحدث بعد أئمتهم مجتهدا ، وأطال في ذكر وقائعه معهم .
ثم قال : واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به جميع المسلمون خاصتهم وعامتهم ، وله رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء له ، يتحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده اللّه تعالى له ،
ينزل عيسى بن مريم عليه السلام بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكئا على ملكين ملكا عن يمينه وملكا عن يساره والناس في صلاة العصر ،
فيتنحى له الإمام عن مكانه فيتقدم فيصلي بالناس يأمر الناس بسنة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض اللّه المهدي إليه طاهرا مطهرا ،
وفي زمانه يقتل السفياني ويخسف بجيشه في البيداء ،
ومن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرها يحشر على نيته ،
وقد جاءكم زمانه وأظلكم أوانه قد ظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو قرن الصحابة ثم الذي يلي الثاني ، ثم جاء بينهما فترات وحدثت أمور وانتشرت أهواء فاختفى إلى أن يجيء الوقت الموعود ،
فشهداؤه خير الشهداء وأمناؤه أفضل الأمناء .
واللّه سبحانه وتعالى أعلم وبعباده أرحم . . انتهى يواقيت .
*
تم بحمد الله رب العالمين كتاب الشجرة النعمانية
عبد الله المسافر بالله
تنبيه وإشارة لإيضاح حقائق الأمور
اعلم أيها الطالب لإيضاح حقائق الأمور قد جرت عادة أرباب الحقائق وأصحاب الطرائق بالتقديم والتأخير ولا معيب عليهم
في ذلك لأنها قاعدة كلية عليها اصطلاح الجمهور لإسبال الستور على البدور ،
وذلك من مقتضيات الحكمة فلو ذكروا الأشياء على التوالي لكان ذلك قادحا في كونها حكمة ولكون العلوم السرية لا تكون إلّا هكذا بالتقديم والتأخير وخلط الكلام على غير العالم النحرير ،
وفائدة ذلك دوام تعلق الخاطر والآمال بالبحث عن مجهولات الأمور ،
والنفوس مجبولة على حب طلب العلوم الخفية لما فيها من الاستعداد والقبول لذلك الأمر الخفي ،
فهذا هو السبب الخاص بهذا الفن وغيره ،
وحيث انتهى بنا القول إلى هنا فلنرجع إلى دقائق ودقائق أعداد الأحرف المركبة من الدال إلى النون التي بين الدائرتين من الشجرة الأصليّة فنقول وباللّه التوفيق ،
إذا أحصيت الأعداد كلها وجمعتها بالجمل الكبير جملة واحدة من الدال إلى النون كما ذكرنا ونبهناك عليه ،
فاقسم ذلك العدد وتلك الجملة أربعة أقسام صحيحة .
وخذ القسم الواحد وعمر به جدول الدال واستنطقه ينطق لك بأحرف عربية فيها غرائب وعجائب تخبرك بحوادث ووقائع وأسماء رجال إذا ركبتها تركيب الاصطلاح بالاعتدال الطبيعي ،
ومن أعجب العجب أنك إذا عالجت الأقسام الثلاثة
بما عالجت القسم الأول تظهر لك الأحرف غير ناطقة ،
ولو ركبتها إذا أبدلتها بحكم الطبيعة فإنها تنطق وهذه نكتة عجيبة ،
وفي عشر العدد إذا قسمته أعشارا ما هو أبلغ من هذا ،
وجدوله جدول الياء فاعرف قدر هذه الأصول ولا تفش سرها لغير أهلها ،
فإن حروف النسق الذي ذكرناه ما تركبت إلّا على جمل من الأسرار الكونية فالحروف لها كالأصداف للجوهر لا يبلغها إلّا الغواصون المشار إليهم بقوله تعالى :"وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ"( 43 ) [ العنكبوت : 43 ] .
الذين يذوقون حلاوة العلم بأنواع التبيان كما قيل في ذلك :
دعني بالتلويح يفهم ذائق .... غني عن التصريح للمتعنت
لكون المتعنت لا يطلب إلّا التصريح بالأمر والتصريح تارة يكون حراما وتارة يكون كفرا وتارة يكون جائزا
ولا يكون حلالا إلّا فيما مدحه الشرع لا غير فمن طلبه في كل المواطن ،
كان جاهلا بالأمر ولا كلام لنا معه ، فقد تقرر بهذا البيان أن علوم الأسرار مبنية على الكتم دون الإفشاء في الأصول المقررة في الإنشاء فافهم .
واللّه سبحانه وتعالى أعلم ،
وربّ قائل يقول : ما فائدة تأليف الكتب والرسائل وتصنيفها وقد قلتم بالكتم وعدم الإفشاء وأحلتم على معرفة الأصول والذوق الصحيح ،
الجواب : أنه لم تزل علماء الأمصار وأقطاب الأعصار يتنافسون في تأليف الكتب والرسائل ويودعونها جواهر العلوم النفيسة ويقيمون أساسها على قواعد الرموز والألغاز والإيحاء والتلويح والمجاز ،
ويبتغون مفاتيح تلك العلوم لأربابها كل ذلك صيانة للأسرار وحفظا لذخائر الأخبار ، فالكتم أولى والرمز أجلى والتلويح أعلاه حتى يتعين كفؤ كريم ، هذا جواب من أنكر على الرموز والألغاز وطلب بيان الحقيقة من غير المجاز فافهم .
واللّه سبحانه أعلم ولنختم هذه الرسالة بخاتمة وجيزة إجمالية ، نذكر فيها أسرار القران الذي يتعين في عام سين الغين وتتكرر شواهده مرات عديدة إلى مدة مديدة ذلك باجتماع أعيان الكواكب في مركز واحد تظهر نتيجة ذلك القرن إذا ظهرت العلامة السماوية حمرة لائحة ،
وهي إشارة واضحة من أحكام قيام الأعراب على ساق وظهور صاحب الرستاق يفني عددهم ويقطع مددهم ويرجع إلى عشة بالكنانة ويكون مر عشر الحرف الإحاطي ،
وذلك أوان اجتماع الآراء على رأي واحد ينعقد ذلك الرأي عقدة لا تنحل في دائرة القاهرة وهي الآية الباهرة يأتي الكلام على حوادث ما بعدها في مختصر الرسالة فافهم واللّه سبحانه وتعالى أعلم والحمد للّه أولا وآخرا .
تنبيه وتقرير لما سبق
اعلم أن معظم الحوادث بالكنانة بعد بغي لكونها تفتح باب الغي وتترادف الحوادث إلى عام فرض ،
فمنها حدوث الطاء وتكراره مرات ويفتح باب الغي رحيم الكنانة إذا حصل القران الأصغر فترجم له قاف ذميم يتلوه ميم في عدد زي سنين
يقوم بشد الغارة بالنفس الأمارة وعلى يده فتك بأرباب الإمارة تاريخه زيغ وبعده نفتح الفردة الأخرى من الباب في توقع نزع فيعم الجور برا وبحرا ،
قال في أضلاع الشجرة إذا عمرت أسوان وحكمت النسوان وكثرت الخصيان وكبرت الغربان ضعفت غلبة السلطان واختلفت آراء صدور آل عثمان هذا إذا ظهر النجم الطويل وصار الطبيب عليل . .
قال شارح المفتاح :
أسوان من مصر حصن البربر قديما ثم ملكها فقط الرومي الأكبر وجعلها حصنا له ولجنده ، ولما ظهرت الملة الإسلامية وكان القرن في الميزان وإن أوان فتح البلاد المصرية
كانت أسوان من جملة الحصون التي فتحها المسلمون ، وكان عامل مصر إذ ذاك عمرو بن العاص وهو أمير القوم على مصر ونواحيها ،
فلما تم فتح مصر وما حولها من المدن والقرى كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يبشر بما فتح عليه وذكر أسوان بصفتها وقوة حصنها وأن الصحابة رضي اللّه عنهم هدموا أسوارها حتى لا تؤخذ مرة أخرى
فلما قرأ أمير المؤمنين الكتاب دفعه إلى سيدنا الإمام علي رضي اللّه عنه وكرّم وجهه فقرأه واستوفى قراءته
ثم قال : نعم عندي علم أسوان به أخبرني سيد ولد عدنان وأخبر أنها تصير خرابا إلى آخر الزمان حتى يتم عدد غين الجامدة دون المتحركة بتمام عشرة بعدها
يظهر حرف الياء الترابي من قبل صاحب مصر فيعمرها ويحفل بها لكنه لا يتم تعميرها ويقضي ،
ثم يقوم عين بعد برهة من الزمان فيتم تعميرها وتصير معقلا عظيما وهي على جانب البحر بالوجه الجنوبي من الكنانة.
وقوله في الشرط المذكور :
إذا عمرت أسوان كان وكان نظرا إلى ما يحدثه الحق سبحانه وتعالى حال الاقتران في الأكوان ، لكون أن الباري عزت عزته وجلت قدرته أودع أسراره في اقترانات الكواكب وأعظمها الكواكب
السبعة المشار إليها وهي :
زحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر
إذ قد أودع الباري سبحانه وتعالى في كل منهم سرا من أسراره يظهر أثره في قطره المخصوص به وذلك مشهور عند أرباب الفلك ،
وقوله : يكون ويكون من طريق إخباره ، طابق ذلك العلم النجومي واستنبط فيه ظهور طالع النساء بالاستيلاء على مراتب الرجال والتحكم فيها بلا مجال ،
فلذلك قال تظهر النسوان وتكثر الخصيان نظرا إلى اقتران الزهرة بعطارد ،
وقوله : تضعف غلبة السلطان ، ذلك من تصرف من ليس له رتبة التصريف في ذلك اختلاف أمور الكون وإشعار بنقض وإبرام ،
وقوله : الغربان فلا ندري أهي إشارة إلى كثرة المفاسد من الغربان كما هو المفهوم من ظاهره أو تكون إشارة إلى قوم نعوتهم تشبيها بهم واللّه أعلم بحقيقة الحال .
في رمزه قيام الروم بدليل العلوم قد ذكره الإمام الصفدي في رسالته ونبه عليه أن يكون تمام نون الغين تفتح الجزيرة البحرية بالمراكب السحرية ،
وذلك إذا ظهر مسجون النساء عسى المساء ذلك الألف المطلوب المحذوف المعطوف على بقية الحروف قيامه بعد الميم وهو الأخ الحميم نعته رحيم يقوم بمنقبة فيها متعبة للعموم بدليل معلوم على يده فتح الجزيرة ،
يقوم بأمره ميم وصاد والجيم القائم لمصالح العباد والأجناد ،
ويستمر إلى عدد غين يا زين وبالكنانة رجفات وتجديد حوادث وآفات ورجات لولا رجال النجدة والحمية هلكت الرعية ،
وفيما بين النون والسين يظهر اليقين ورجال النجدة قطانها أعني الكنانة لتخصيصها بالإشارة الجفرية والطوالع الفلكية
وكون عقد دائرة الشجرة عليها دون غيرها ،
وأما القران الأخير المشار إليه في بحصولها في آخر درجة الميزان فانتظره في عدد فرض واكتم هذا الأمر ،
فإنه من الفرض فيما بين ذلك من الحوادث ما لا يحصى كثرته فتدبره واستنبط خبره من الأصول الحرفية والقواعد الجفرية ،
وقد ذكر شارح الميزان خبر هذا القرن إذا قابل المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان وذكر الخروج لكن ليس على ظاهره كما تقدم ذكره
بل هو خروج عدل لا خروج جور بالنظر إلى تجديد الشريعة وسد الذريعة وذلك عند ظهور الختم المشار إليه في دسغ العدد وهو صاحب المدد ،
وأما الدولة العثمانية فلا انقراض بها إلّا بعد تمام ! يقع الجفرية فافهم واللّه أعلم .
تنبيه على أسرار عجيبة:
عند ظهور القران في أشهر عام النون اعلم أنه سيحصل في الكنانة رجات ورجفات يتكرر حدوثها إلى برج الميزان ،
وفيما بين ذلك تحريم الجيم مرات إلى تمام الميقات والظفر للحروف المائية للمناسبة بين الماء والهواء .
وأما الأحرف النارية
: ففي حكم طبائع الطوالع في ضنك وشدة ووهن لا يشاركهم غيرهم ،
ويستمر إلى غاية العام عام حاء النون ،
ثم يظهر نجم المسجون وهو صاحب السر المصون
ذلك حرف الميم الخاتم لاسم رحيم بظهوره يظهر سعد قطان الكنانة وتسكن الحركات برهة وهي آفة وأفرادها كامنة إلى قران آخر دسغ العدد
فاطلب المدد ولا تركن إلى أحد وسل عن عام الغين ينبئك بما فيه ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
، وقد تقدم ذكر حوادث إجمالية ينسحب حكمها إلى ايقغ فلا حاجة إلى تكرارها وقد تقدم التنبيه إلى فروع الشجرة النعمانية
وهنا تم بتمامها ولم يبق إلّا أحكام القران الأكبر بعد عام ايقغ وقد أفردنا له رسالة عجيبة سميناها الاهتمام بأمر الختام ،
واللّه سبحانه أعلم بغيبه وأحكم لا راد لأمره ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب وإليه المرجع والمآب والحمد للّه وحده وصلى اللّه على من لا نبيّ بعده محمد وآله وصحبه وسلم ،
........
ووافق الفراغ من كتابتها يوم الأربعاء المبارك ثاني عشر محرم الحرام سنة 1080 هـ على يد أفقر عباده وأحوجهم إلى عون ربه الجواد عبد القادر بن السيد محمد السرجاوي الحلبي الشافعي مذهبا نزيل جده . .
وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم . . . آمين .
مطلب المهدي
هذا وإن خروج السيد المهدي عليه السّلام ، لا بد منه ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم وجاء بالسيد المهدي مع أشراط الساعة .
وبيان هذا اليوم المذكور هنا مأخوذ من قول النبي صلى اللّه عليه وسلم « إن صلحت أمتي فلها يوم وإن فسدت فلها نصف يوم »
"" يعني من أيام الرب المشار إليها بقوله تعالى :وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ[ الحج : 47 ] .""
قال بعض العارفين : وأول الألف محسوب من وفاة سيدنا علي ابن أبي طالب رضي اللّه عنه آخر الخلفاء لأن تلك المدة كانت من جملة أيام نبوته صلى اللّه عليه وسلم ورسالته فمهد اللّه تعالى للخلفاء الأربعة البلاد .
ومراده صلى اللّه عليه وسلم أن بالألف مدة سلطان شريعته إلى انتهاء الألف ثم تأخذ في ابتداء الاضمحلال إلى أن يصير الدين غريبا كما بدا ،
وذلك الاضمحلال يكون بدايته من مضي ثلاثين سنة في القرن الحادي عشر ،
فهناك يترقب خروج المهدي صلى اللّه عليه وسلم وهو من أولاد حسن العسكري ومولده عليه السلام ليلة النصف من شعبان يجتمع بسيدنا عيسى عليه السلام فيكون عمره إلى وقتنا هذا ثمان وخمسين وتسعمائة سنة فصار عمره تسعمائة وثلاث وستين .
وعبارة الشيخ محيي الدين بن العربي رضي اللّه عنه في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات ،
قال : اعلموا أنه لا بدّ من خروج المهدي ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة ، وهو من عترة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من ولد فاطمة رضي اللّه عنها جده الحسين بن علي بن أبي طالب ، ووالده حسن العسكري ابن الإمام النقي بالنون بن محمد التقي بالتاء ابن الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ،
يوطئ اسمه اسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام ، يشبهه رسول اللّه في الخلق بالفتح وينزل عنه بالخلق بضمها ، إذ لا يكون أحد مثل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أخلاقه واللّه تعالى يقول :وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ[ ن : 4 ] .
وهو أجس الجبهة أقنى الأنف أسعد الناس فيه أهل الكوفة ، يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية ، يأتيه الرجل فيقول يا مهدي أعطني وبين يديه المال فيحشي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله ،
يخرج على فترة من الدين يزع به ما لا يزع بالقرآن ،
يمسي الرجل جاهلا وجبانا وبخيلا فيصبح عالما شجاعا كريما ،
يمسي النصر بين يديه يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا ،
يقفو أثر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعطى له ملك يسدده من حيث لا يراه ، يحمل الكل ويعين الضعيف ويساعد على نوائب الحق ،
ويفعل ما يقول ويقول ما يفعل ، ويعلم ما يشهد ،
يعلمه اللّه في ليلة يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألف من المسلمين من ولد إسحاق ،
يشهد الملحمة الكبرى مأدبة اللّه بمرج عكا يبيد الظلم وأهله ويقيم الدين ،
وينفخ الروح في الإسلام يعز اللّه به الإسلام بعد ذله ويحييه بعد موته ،
يضع الجزية ويدعو إلى اللّه بالسيف ،
فمن أبى قتل ومن نازعه خذل ،
يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه حتى ولو كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حيا لحكم به فلا يبق في زمانه إلا الدين الخالص عن الرأي ، يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك لظنهم أن اللّه تعالى ما بقي يحدث بعد أئمتهم مجتهدا ، وأطال في ذكر وقائعه معهم .
ثم قال : واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به جميع المسلمون خاصتهم وعامتهم ، وله رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء له ، يتحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده اللّه تعالى له ،
ينزل عيسى بن مريم عليه السلام بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكئا على ملكين ملكا عن يمينه وملكا عن يساره والناس في صلاة العصر ،
فيتنحى له الإمام عن مكانه فيتقدم فيصلي بالناس يأمر الناس بسنة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض اللّه المهدي إليه طاهرا مطهرا ،
وفي زمانه يقتل السفياني ويخسف بجيشه في البيداء ،
ومن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرها يحشر على نيته ،
وقد جاءكم زمانه وأظلكم أوانه قد ظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو قرن الصحابة ثم الذي يلي الثاني ، ثم جاء بينهما فترات وحدثت أمور وانتشرت أهواء فاختفى إلى أن يجيء الوقت الموعود ،
فشهداؤه خير الشهداء وأمناؤه أفضل الأمناء .
واللّه سبحانه وتعالى أعلم وبعباده أرحم . . انتهى يواقيت .
*
تم بحمد الله رب العالمين كتاب الشجرة النعمانية
عبد الله المسافر بالله
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin