كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
56 - شرح تجلي ثقل التوحيد
56 - متن تجلي ثقل التوحيد :
الموحد من جميع الوجوه لا يصح أن يكون خليفة .
فإن الخليفة مأمور بحمل أثقال المملكة كلها والتوحيد يفرده إليه ولا يترك فيه متسعاً لغيره .
قلت للشبلي في هذا التجلي : " يا شبلي التوحيد يجمع والخلافة تفرق فالموحد لا يكون خليفة مع حضوره في توحيده " .
فقال لي : " هو المذهب فأي القائمين أتم ؟ " .
فقلت : " الخلفة مضطر في الخلافة والتوحيد الصل " .
قال لي : " وهل لذلك علامة " .
قلت : " نعم " .
فقال لي : " وما هي " ؟ .
قلت له : " قُل ( يعني: قل أنت ) .. فقد قلت يعني قلت أنا في سكوتي ما يغنيك عن الجواب "
فقال الشبلي: " أن لا يعلم شيئاً ولا يريد شيئاً ولا يقدر على شيء حتى لو سئل عن التفرقة بين يده ورجله لم يدر .
ولو سئل عن أكله وهو يأكل لم يدر أنه أكل .
وحتى لو أراد أن يرفع لقمة لقمة لم يستطع . ذلك لوهنه وعدم قدرته " .
فقبلتهُ وانصرفت .
** فكأنه قدس الله سره الشريف قد زعم في سكوته أن التوحيد لا يقابله إلا العدم . المشار إليه بالسكوت . .
56 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
" ومن تجلي ثقل التوحيد وهذا نصه : الموحد من جميع الوجوه ... فقبلته وانصرفت .
قال جامعه سمعت شيخنا يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :
قال تعالى : وإنا سنلقي لك ولا ثقيلا ومن وجوه معاني ذلك أن يؤمر بالتوحيد من كونه لا ينال حقيقة .
فلا يبقى الطلب إلا للتوحيد الذي يصح أن يدرك وينال ، وهو توحيد الألوهية .
وفيه تتنوع عليه الأشياء وإذا تنوعت عليه المطالب تکثرت وثقلت عليه لكونها تخالف مقصوده الذي هو التوحيد والموحد من جميع الوجوه لا يصح أن يكون خليفة، لأن المستخلفين يطلبونه بوجوه كثيرة وأحكام متعددة .
فكثرة النسب من شرط الخلافة وهي تنافي الوحدانية وتوحيد الألوهية بهذه النسبة «هو». فالألوهية لا ثاني لها من جنسها ومع هذا فلها نسب وأحكام. فتحقق.
وأما سکوت شيخنا رضي الله تعالی عنه عن الشبلي عند سؤاله إياه ،
وقول الشيخ له : قل ، فقد قلت أراد شيخنا به قول الحقایق : وهو لسان السكوت في موطن السكوت فيكون السكوت في موطنه عين الجواب .
أي ما يقابل التوحيد إلا العدم الذي توجهت الإشارة إليه بالسكوت .
فأخذ الشبلي يعبر عن إشارة الشيخ إليه في سكتته ، عندما تحقق بلسان الإشارات .
فرضي له الشيخ بالتحقق في ذلك المقام وقبله فيه . والله يقول الحق ".
56 - شرح تجلي ثقل التوحيد
320 - ثقل التوحيد إذا نزل بالقلب . من أعباء "انا سنلقي عليك قولا ثقيلا" [المزمل: 5].
تداعت له الجوارح والجوانح وانطمست ، دون مطلبه الأحمی ، شیوع المطالب الجمة .
ولذلك (الموحد من جميع الوجوه لا يصح أن يكون خليفة ) لأنه مأخوذ . ما يقطع. ۔۔ نسب الغير مطلقا ، فضلا عن أثقالهم.
( والخليفة مأمور بحمل أثقال المملكة كلها )، بل من شرط الخلافة ، اعتبار نسب المستخافين ووجوه مطالبهم . وذلا ينافي حكم التوحيد، القاطع بملكته نسب السوى ، ولذلك قال : ( والتوحيد يفردها اليه ولا يترك فيه متسعة لغيره ) ، حتى أن يرفع عن ذات الخليفة ما يشعر بالغيرية . ولن تطلب الالهية لها ، من حيث توحيدها ، ثانيا من جنسها .
321 - ( وقلت للشبلي ، في هذا التجلي : يا شبلي ، التوحيد يجمع والخلافة تفرق ؛ فالموحد لا يكون خليفة مع حضوره في توحيده ) .
فان الخليفة ينبع النسب والاضافة ، القاضية بالتعدد والكثرة ، والموحد يسقطها عن ذات ، لا يسع معها غيرها .
( فقال : هو المذهب ) الحق . ثم قال : ( فأي المقامين أتم ؟ - فقلت : الخليفة مضطر في الخلافة ) ، فانه مأمور باثبات ما من شأنه ان لا يثبت ؛ « والتوحيد » هو «الأصل » الثابت في نفسيه . فلا يفتقرالى مثبت
322 - « فقال : هل لذلك علامة ؟ - قلت : نعم؟ - فقال لي : " وما هي ؟
قلت له : "قل انت" ! " فقد قلته " أنا في سكوتي ما يغنيك عن الجواب .
فكأنه قدس سره ! ، زعم في سكوته أن التوحيد لا يقابله إلا العدم . المشار إليه بالسكوت .
( فقال ) الشبلي : إن علامته (ان لا يعلم) المتحقق بالتوحيد ( شيئا ولا يريد شيئا ولا يقدر على شيء .. حتى لو سئل عن التفرقة بين يده ورجله لم يدر . ولو سئل عن أكله ، وهو يأكل ، لم يدر أنه أكل .
وحتى لو اراد ان يرفع لقمة لقمة لم يستطع ذلك لوهنه وعدم قدرته )
فان ثقل التوحيد محمد عليه الامكان والقوى بالكلية .
ثم قال : ( فقبلته وانصرفت ) فتقبيله . من أمارات رضائه واعترافه باصابته .
.
56 - شرح تجلي ثقل التوحيد
56 - متن تجلي ثقل التوحيد :
الموحد من جميع الوجوه لا يصح أن يكون خليفة .
فإن الخليفة مأمور بحمل أثقال المملكة كلها والتوحيد يفرده إليه ولا يترك فيه متسعاً لغيره .
قلت للشبلي في هذا التجلي : " يا شبلي التوحيد يجمع والخلافة تفرق فالموحد لا يكون خليفة مع حضوره في توحيده " .
فقال لي : " هو المذهب فأي القائمين أتم ؟ " .
فقلت : " الخلفة مضطر في الخلافة والتوحيد الصل " .
قال لي : " وهل لذلك علامة " .
قلت : " نعم " .
فقال لي : " وما هي " ؟ .
قلت له : " قُل ( يعني: قل أنت ) .. فقد قلت يعني قلت أنا في سكوتي ما يغنيك عن الجواب "
فقال الشبلي: " أن لا يعلم شيئاً ولا يريد شيئاً ولا يقدر على شيء حتى لو سئل عن التفرقة بين يده ورجله لم يدر .
ولو سئل عن أكله وهو يأكل لم يدر أنه أكل .
وحتى لو أراد أن يرفع لقمة لقمة لم يستطع . ذلك لوهنه وعدم قدرته " .
فقبلتهُ وانصرفت .
** فكأنه قدس الله سره الشريف قد زعم في سكوته أن التوحيد لا يقابله إلا العدم . المشار إليه بالسكوت . .
56 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
" ومن تجلي ثقل التوحيد وهذا نصه : الموحد من جميع الوجوه ... فقبلته وانصرفت .
قال جامعه سمعت شيخنا يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :
قال تعالى : وإنا سنلقي لك ولا ثقيلا ومن وجوه معاني ذلك أن يؤمر بالتوحيد من كونه لا ينال حقيقة .
فلا يبقى الطلب إلا للتوحيد الذي يصح أن يدرك وينال ، وهو توحيد الألوهية .
وفيه تتنوع عليه الأشياء وإذا تنوعت عليه المطالب تکثرت وثقلت عليه لكونها تخالف مقصوده الذي هو التوحيد والموحد من جميع الوجوه لا يصح أن يكون خليفة، لأن المستخلفين يطلبونه بوجوه كثيرة وأحكام متعددة .
فكثرة النسب من شرط الخلافة وهي تنافي الوحدانية وتوحيد الألوهية بهذه النسبة «هو». فالألوهية لا ثاني لها من جنسها ومع هذا فلها نسب وأحكام. فتحقق.
وأما سکوت شيخنا رضي الله تعالی عنه عن الشبلي عند سؤاله إياه ،
وقول الشيخ له : قل ، فقد قلت أراد شيخنا به قول الحقایق : وهو لسان السكوت في موطن السكوت فيكون السكوت في موطنه عين الجواب .
أي ما يقابل التوحيد إلا العدم الذي توجهت الإشارة إليه بالسكوت .
فأخذ الشبلي يعبر عن إشارة الشيخ إليه في سكتته ، عندما تحقق بلسان الإشارات .
فرضي له الشيخ بالتحقق في ذلك المقام وقبله فيه . والله يقول الحق ".
56 - شرح تجلي ثقل التوحيد
320 - ثقل التوحيد إذا نزل بالقلب . من أعباء "انا سنلقي عليك قولا ثقيلا" [المزمل: 5].
تداعت له الجوارح والجوانح وانطمست ، دون مطلبه الأحمی ، شیوع المطالب الجمة .
ولذلك (الموحد من جميع الوجوه لا يصح أن يكون خليفة ) لأنه مأخوذ . ما يقطع. ۔۔ نسب الغير مطلقا ، فضلا عن أثقالهم.
( والخليفة مأمور بحمل أثقال المملكة كلها )، بل من شرط الخلافة ، اعتبار نسب المستخافين ووجوه مطالبهم . وذلا ينافي حكم التوحيد، القاطع بملكته نسب السوى ، ولذلك قال : ( والتوحيد يفردها اليه ولا يترك فيه متسعة لغيره ) ، حتى أن يرفع عن ذات الخليفة ما يشعر بالغيرية . ولن تطلب الالهية لها ، من حيث توحيدها ، ثانيا من جنسها .
321 - ( وقلت للشبلي ، في هذا التجلي : يا شبلي ، التوحيد يجمع والخلافة تفرق ؛ فالموحد لا يكون خليفة مع حضوره في توحيده ) .
فان الخليفة ينبع النسب والاضافة ، القاضية بالتعدد والكثرة ، والموحد يسقطها عن ذات ، لا يسع معها غيرها .
( فقال : هو المذهب ) الحق . ثم قال : ( فأي المقامين أتم ؟ - فقلت : الخليفة مضطر في الخلافة ) ، فانه مأمور باثبات ما من شأنه ان لا يثبت ؛ « والتوحيد » هو «الأصل » الثابت في نفسيه . فلا يفتقرالى مثبت
322 - « فقال : هل لذلك علامة ؟ - قلت : نعم؟ - فقال لي : " وما هي ؟
قلت له : "قل انت" ! " فقد قلته " أنا في سكوتي ما يغنيك عن الجواب .
فكأنه قدس سره ! ، زعم في سكوته أن التوحيد لا يقابله إلا العدم . المشار إليه بالسكوت .
( فقال ) الشبلي : إن علامته (ان لا يعلم) المتحقق بالتوحيد ( شيئا ولا يريد شيئا ولا يقدر على شيء .. حتى لو سئل عن التفرقة بين يده ورجله لم يدر . ولو سئل عن أكله ، وهو يأكل ، لم يدر أنه أكل .
وحتى لو اراد ان يرفع لقمة لقمة لم يستطع ذلك لوهنه وعدم قدرته )
فان ثقل التوحيد محمد عليه الامكان والقوى بالكلية .
ثم قال : ( فقبلته وانصرفت ) فتقبيله . من أمارات رضائه واعترافه باصابته .
.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin